علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تقارير وتصريحات كثيرة تسربت اليوم كشفت عن نية الكيان الصهيوني القيام بعملية عسكرية مباغتة وواسعة على قطاع غزة، قبل أسبوع من عملية السابع من أكتوبر المباركة، والتي أطلق عليها الشهيد الحي يحيى السنوار زعيم المقاومة في القطاع اسم "طوفان الأقصى".

هدف العملية "تطهير" القطاع من قيادات فصائل المقاومة عبر الاغتيال بالاستهداف المباشر، وتفريغ القطاع من أكبر قدر من سكانه عبر التهجير القسري إلى مصر تحت تأثير القوة النارية العارية بالقتل والتدمير والحصار، وعودة القطاع بعد ذلك للإدارة الصهيونية وإلحاقه ببنود "اتفاقية أوسلو"، وتطويعه بالترهيب والترغيب، تمهيدًا لانطلاق المشروع الصهيوني "الحُلم" والمتمثل بشق قناة بن جوريون، وانطلاق الخط التجاري "نيودلهي- تل أبيب- أوروبا"، وهو خط موازٍ ومضاد لمشروع الحزام والطريق الصيني، والبدء في التنقيب عن الثروات النفطية والغازية ببحر غزة.

وبتحقيق هذه الأحلام الثلاثة، أعتقد الكيان الصهيوني أنه سيحقق الخلود الأبدي، والتفوق والسيطرة الإقليمية الأبدية، كما أعتقد الراعي الأمريكي بأن تحقيق هذه الأحلام للكيان سيجعل منه كيانًا إقليميًا عملاقًا مهيمنًا مستقلًا عن الدعم والرعاية الأمريكية والغربية المباشرة، بفعل استنبات شرق أوسط جديد قوامه سيطرة الكيان التامة عليه ترهيبًا وترغيبًا، لتصبح أقطاره وشعوبه وثرواته غنيمة حرب دائمة للغرب بواسطة استثمارهم التاريخي المسمى بـ"إسرائيل".

وبما أن الأحلام نوعان، رؤى صادقة وأضغاث أحلام توسوس بها النفس، فقد التقطت فصائل المقاومة السبق، وأطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، والتي فاجأت الكيان والعالم بالصوت والصورة، وأحدثت زلزالًا عكسيًا بداخل مخطط الكيان ورعاته الإقليميين والدوليين لم يفيقوا من صدمته رغم مرور ما يقارب عام وأربعة أشهر.

يقال إن العبرة بالنتائج، وهذا ما يدفعنا إلى حصر نتائج الطوفان على الأرض بعيدًا عن ضجيج الإعلام ومخرجات الذاكرة المثقوبة للبعض.

لم يعد من حديث للعدو ورعاته اليوم عن تطهير أو تهجير بغزة، كما لم يعد العدو يتحدث عن سلاح فصائل المقاومة في غزة أو لبنان، حيث خضع العدو ورضخ لقواعد نتائج الميدان على أرض المعركة، حين اكتشف أن الردع تحول إلى وجع متبادل، وأن القصاص منه فوري ودقيق للغاية، وأنه أصبح بكامل جغرافيته وأسراره العسكرية والمدنية كتابًا مفتوحًا لفصائل المقاومة ومن جغرافيات قريبة وبعيدة كذلك.

تحولت أحلام العدو ورعاته إلى كوابيس يومية على الأرض، وأصبح الموت والدمار وجبات يومية يصحو وينام عليها، ونفذت كل حيله واستنزفت كل طاقاته البدائية والتقنية وهُزمت على أرض المعركة ويومياتها.

هنا فقط بدأ العدو يبحث عن مخرج له من هذا المستنقع المر، عبر أي حل تعيد له أنفاسه وترمم ما تبقى له من مقدرات مادية ومعنوية وعقلية، وتجسد كل هذا في قول لكبيرهم نتنياهو: إن قرار وقف إطلاق النار ليس "مثاليًا"، ولكنه "أهون" الشرَّيْن.

لم يُكمل نتنياهو تفسيره لعبارة "أهون الشرَّيْن"، ولكن الوقع الميداني يفسر الشرَّيْن المقصودين بأنهما الهزيمة العسكرية النكراء، والدمار اليومي المُمنهج للكيان بفعل ضربات الصواريخ والمسيرات الانقضاضية.

الاتفاق اليوم يشمل الجبهة اللبنانية فقط، والتي أوجعت العدو بصورة كبيرة جدًا، ولكن هذا لا يعني خروج "حزب الله" من معادلة المبارزة وإحالته إلى مقاعد المتفرجين؛ فطالما بقي السلاح والأرض بيد الحزب فمن المبكر جدًا والسطحية الموغلة في الأمنيات الوردية وصف موقف الحزب القادم بالمتفرج السلبي في حال إخلال العدو بشروط الاتفاق بداخل جغرافية لبنان أو خارجها.

حزب الله جزءٌ فاعلٌ من منظومة محور المقاومة، وفي المقابل ينتمي إلى دولة لها سيادة ومصالح وحسابات داخلية وإقليمية ودولية، ودوره في طوفان الأقصى رفع من منسوب سيادة لبنان وعزز من فاعلية فصائل المقاومة بعزة، وعكس بجلاء وحدة الساحات في مواجهة العدو.

بقي للعدو ورعاته جبهات مواجهة مفتوحة ومؤرقة، تتمثل في غزة واليمن والعراق وسورية وإيران، ولن يهنأ العدو ورعاته بهدوء واستقرار- إلى حين بالطبع- ما لم تعرف تلك الملفات الحل الحقيقي.

قبل اللقاء.. هدوء ساحة جبهة معركة لا يعني أن الحرب انتهت!

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العدو الإسرائيلي يواصل استهداف مخيمات قطاع غزة والمقاومة ترد بالمزيد من الكمائن

يمانيون../
يواصلُ العدوُّ الصهيوني غاراتِه العنيفةَ بالتوازي مع القصف المدفعي على قطاع غزة وتحديدًا في مخيمات النصيرات والبريج والمناطق الغربية لمدينة خان يونس منذ أكثر من 30 يومًا.

وفي جديد جرائمه اليومية قالت مراسلة قناة “المسيرة” في غزة، دعاء روقة: إن “طيران العدوّ الإسرائيلي استهدف فجر اليوم الأحد، منزل عائلة المواطن درويش في مخيم النصيرات وسط القطاع؛ ما أسفر عن ارتقاء 5 شهداء وإصابة آخرين”.

وأوضحت أن “القصف المدفعي للعدو الإسرائيلي يتواصل على مدار الساعة، مستهدفًا المناطق الشمالية الشرقية لمخيم البريج والمناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات، مضيفة أن “طيران العدوّ يركّز غارته الجوية على المناطق الغربية لمدينة خان يونس؛ ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى”.

وأكّـدت أن “العدوَّ الإسرائيلي يواصل عمليات نسف ما تبقى من منازل المواطنين في مدينة رفح، بالإضافة إلى عملية تجريف للأراضي الزراعية في القطاع.

وعلى صعيد متصل، يؤكّـد عضو الحركة المركزية لحركة “فتح الانتفاضة” عبد المجيد شديد أن “الاحتلال الصهيوني يصرُّ على إبادة الشعب الفلسطيني وعلى تهجيرهم من بيوتهم وأرضهم بشكل ممنهج عبر هذه المجازر وجرائم الحرب المتواصلة في غزة”.

ويصفُ خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن ما يحدث في غزة اليوم من إجرام صهيوني “بالنكبة الجديدة”، مُضيفًا أن “كُـلّ شيء في غزة يُقتل والعالم كله يتفرج، وأن حجم وبشاعة المجازر والإبادة الجماعية تتفوَّق في بشاعتها على مجازر عام 1948م”.

ويشير إلى أن “العدوّ يعتمد في توسيعِ العمليات على القصف الجوي والمدفعي وليس على الزحف البري؛ كونه غيَّر من استراتيجيته في الاقتحام البري؛ خوفًا من تلقيه خسائرَ بشرية فادحة، كما حدث في عدوانه قبل الهُدنة التي نقضها بنفسه”.

ويوضح أن “العدوّ انصدم من الكمائن التي استقبلته في الاجتياح السابق للقطاع، وبالتالي يحاول ألَّا يتقدمَ بشكل كبير بريًّا”، مُشيرًا إلى أن “تكثيف العدوّ الإسرائيلي لغاراته والحصار والقتل للمواطنين هي محاولة لتضييق الخناق على المقاومة وحاضنتها الشعبيّة”.

ويؤكّـد على صمود المقاومة الفلسطينية وتصعيد عملياتها في الميدان، وأنها “لن تسكت على هذه الجرائم الوحشية الصهيونية في غزة، وستدافع عن الأرض والإنسان في فلسطين المحتلّة حتى النهاية”، منوِّهًا إلى أن “كُـلّ العمليات التي تنفذها المقاومة هذه ضد جنود صهاينة مقاتلين، على عكس هذا العدوّ النازي والقتال لأطفال ونساء فلسطين”.

وعلى صعيد متصل، أكّـدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بأنها تدير حَـاليًّا 115 مركَزَ إيواء موزعة في مختلف أنحاء قطاع غزة، تؤوي فيها أكثرَ من 90 ألف نازح.

وأضافت الوكالة في تصريحٍ عبر مِنصة “إكس”، أن “الوضعَ الإنساني المتدهور يزدادُ سوءًا؛ نتيجةَ القصف واستمرار الحصار، الذي يحظُرُ دخول المساعدات الإنسانية والإمدَادات التجارية”.

وتقدِّرُ الوكالة الأممية نزوحَ 400 ألف شخص في قطاع غزة منذ استئناف جيش العدوّ الصهيوني الإبادة الجماعية في 18 مارس الماضي”.

وفي وقت سابق، أشَارَت الأونروا إلى أن “الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون أطولَ فترة انقطاع للمساعدات والإمدَادات التجارية منذ بداية الحرب”.

ومنذ 2 مارس الماضي، يواصل جيشُ العدوّ الإسرائيلي إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع؛ ما تسبَّبَ بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكّـدته تقاريرُ حكومية وحقوقية ودولية.

ويحاصر العدوّ الإسرائيلي غزة للعام الـ 18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمّـرت جرائم الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق المعابر.

وبدعم أمريكي يرتكب العدوّ الإسرائيلي، منذ 7 أُكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

قتال معقّد وهشّ:

وفي سياق المواجهات البرية، أكّـدت صحيفة “معاريف” العبرية أنّ المقاومة الإسلامية “حماس بلورت تكتيكًا قاتلًا، وتعملُ في هذه المرحلة على الحفاظ على ما تبقى من قوتها العسكرية”.

ويأتي هذا التعليقُ على خلفية مصرعِ جندي صهيوني وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة السبت، خلال مواجهات برية مع فصائل المقاومة.

وأوضحت الصحيفة أنّ حماس “تحوِّلُ عدمَ التكافؤ العسكري إلى ميزة تكتيكية؛ فتقوم بإطلاق نار من بعيد، وزرع عبوات وانسحاب سريع”، حَيثُ تعمل عبر ذلك على “إفقاد جيش العدوّ الإسرائيلي توازنه”.

وأضافَت أنّ “حماس تدرك أنّ جيش العدوّ الإسرائيلي يعمل بكثافة جزئية، وأحيانًا حتى أقل؛ ولذلك تختار انتظارَ المواجهة الرئيسة؛ أي المعركة الكبرى”.

وأشَارَت الصحيفة إلى أنّ الحركة “لا تعمل على نشوء معاركَ وجهًا لوجه مع الجيش، بل تفضّل الانسحابَ من خلال نظام الأنفاق، وتفخِّخُ مناطقَ وأنفاقًا، وتنصب عبواتٍ للقوات، وعناصرها يطلقون النار، ويرصدون أنشطةَ القوات وروتين القتال، في انتظار فرصة مناسبة”.

أما عندما تحينُ هذه الفرصة، يعمل المقاومون على “ملاحقة القوات، واستهدافها بنيران ضد الدروع، وحتى توثيق الإصابة”، كما أضاف أشكنازي.

وبينما تخوض حماس وفصائلُ المقاومة حرب الشوارع، “أصبح التزام الخطط والإجراءات، مع الحفاظ على حياة الجنود جُهدًا معقَّدًا، حَيثُ لا توجد ضمانات لإمْكَان استمرار ذلك لفترة طويلة”، وفقًا لـ “معاريف”.

وفي حين أنّ “العملية داخلَ قطاع غزة تهدفُ إلى إحداثِ ضغطٍ على حماس”، فَــإنَّ هذا “مسار هشٌّ، وهو ما تدركُه المؤسّسة الأمنية جيِّدًا”، بحسب الصحيفة.

ووفقًا لها، فَــإنَّ جيشَ العدوّ يفهمُ أنّ القتالَ على الأرض “معقّد وهشّ، إذَا طالت المدة”، وأن الكيان يدركُ أنّ كثرةَ الإصابات في صفوف جيشه يمكن أن تؤدِّيَ إلى نتائجَ خطيرة.

محمد الكامل | المسيرة

مقالات مشابهة

  • مصر: جهود دولية مشتركة للعودة إلى اتفاق 19 يناير لوقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: استهداف العدو الصهيوني للمرافق المدنية يعكس نهج الإبادة
  • الأمم المتحدة تؤكد أن الكيان الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • شهداء وجرحى بالعشرات في اليوم الـ36 لاستئناف العدوان على غزة
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب
  • سلاح المقاومة.. شرف الأمة
  • عاجل:- البابا فرنسيس يندد بالوضع الإنساني "المشين" في غزة ويدعو لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى
  • الأحد.. مقتل شخصين في غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان
  • العدو الإسرائيلي يواصل استهداف مخيمات قطاع غزة والمقاومة ترد بالمزيد من الكمائن
  • اليونيسف تحذر: أطفال غزة في خطر.. المستشفيات عاجزة ووقف إطلاق النار ضرورة عاجلة