ماسك يعد بخفض الإنفاق الحكومي الأميركي بتريليوني دولار
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
ذكر تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أن نفقات الحكومة الفدرالية الأميركية بلغت 6.75 تريليونات دولار في السنة المالية الأخيرة التي انتهت في 30 سبتمبر/أيلول، وهو ما يعادل توزيع 20 ألف دولار على كل فرد من سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 337 مليون نسمة.
هذا الرقم -وفق الصحيفة- يوضح العبء الكبير للإنفاق الحكومي، والذي تسعى الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمعالجته من خلال تقليص هائل في الميزانية.
وقد كلّف ترامب إيلون ماسك، إلى جانب مؤسس شركة التكنولوجيا الحيوية فيفيك راماسوامي، بقيادة جهود وزارة الكفاءة الحكومية الجديدة.
وأعلن ماسك عن هدفه بخفض الإنفاق الحكومي بمقدار 2 تريليون دولار، لكنه لم يوضح ما إذا كان ذلك سيحدث سنويًا أو على مدى فترة طويلة.
ومع ذلك، فإن الوزارة الجديدة لن تتمتع بسلطة اتخاذ القرار النهائي، حيث إن الكونغرس هو الذي يتحكم فعليًا في أموال الحكومة حسب وول ستريت جورنال.
تحليل تفصيلي للإنفاقوتشير الصحيفة إلى أن الإنفاق الحكومي الأميركي يشمل فئتين رئيسيتين: الإنفاق الإلزامي والإنفاق التقديري.
ووفقًا لتقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس (CBO)، فإن الإنفاق الإلزامي، بما في ذلك البرامج الاجتماعية والفوائد على الديون، يشكل نحو ثلاثة أرباع الميزانية الحكومية.
1- الإنفاق الإلزامي:
بلغت نفقات الضمان الاجتماعي 1.45 تريليون دولار. وبلغت نفقات برامج التأمينات الصحية "ميديكير" و"ميديكيد" 1.49 تريليون دولار مجتمعة. في حين وصلت فوائد الدين القومي إلى 950 مليار دولار.وارتفع الإنفاق الإلزامي بشكل كبير بسبب زيادة تكاليف الرعاية الصحية وشيخوخة السكان الذين يعتمدون على برامج مثل "ميديكير" و"الضمان الاجتماعي" حسبما ذكرت الصحيفة.
وكانت النفقات الإلزامية قد ارتفعت من نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي قبل 20 عاما إلى ما يقرب من 15% في العام الماضي.
2- الإنفاق التقديري:
يشمل هذا الإنفاق الدفاع والبرامج غير الدفاعية مثل الإسكان والتعليم والنقل.
بلغ الإنفاق الدفاعي 850 مليار دولار. في حين بلغ الإنفاق غير الدفاعي 950 مليار دولار، وشمل 139 مليار دولار لمزايا المحاربين القدامى، 128 مليار دولار للنقل، و117 مليار دولار للتعليم والتدريب والخدمات الاجتماعية. تفاصيل إضافية حول الإنفاقوبلغ إجمالي رواتب الموظفين الفدراليين المدنيين 384 مليار دولار، وعند إضافة رواتب العسكريين، يصل الرقم إلى 584 مليار دولار حسب وول ستريت جورنال.
ويعمل نحو 2.3 مليون موظف في الحكومة الفدرالية باستثناء خدمة البريد، ويمثل العاملون في شؤون المحاربين القدامى نحو 20% منهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتلقى نحو 73 مليون شخص استحقاقات من الضمان الاجتماعي شهريًا، و68 مليون مشترك في برنامج "ميديكير"، و72 مليون مشترك في برنامج "ميديكيد".
التمويل بالديون والعجز الماليوذكر التقرير أن إجمالي الإيرادات الحكومية بلغ 4.92 تريليونات دولار في العام الماضي، والتي جاءت من ضرائب الدخل الفردي، وضرائب الرواتب، وضرائب الدخل على الشركات، ومصادر أخرى.
ومع ذلك، فإن الفجوة بين الإيرادات والنفقات بلغت 1.83 تريليون دولار، مما رفع العجز إلى 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويُتوقع أن يتضاعف الإنفاق الإلزامي وفوائد الديون خلال العقد المقبل، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الميزانية وفق وول ستريت جورنال.
تحديات سياسية واقتصاديةووعد ترامب بحماية برامج "ميديكير" والضمان الاجتماعي، مما يترك "ميديكيد" كهدف رئيسي للتخفيضات، وهو قرار يحمل تحديات سياسية كبيرة حسب تقدير الصحيفة.
ويذهب 56% من فوائد "ميديكيد" إلى المسنين والمعاقين، ويعتمد العديد من دور رعاية المسنين بشكل كبير على هذا البرنامج.
وتقول وول ستريت جورنال إنه وفي ظل النمو المستمر في الالتزامات المالية، يواجه ماسك وراماسوامي عقبات كبيرة. ففي حين اقترحا خفض عدد الموظفين الفدراليين كوسيلة لتوفير التكاليف، فإن رواتبهم تمثل جزءا صغيرا نسبيا من الميزانية.
ومع التوقعات بزيادة الإنفاق الإلزامي بأكثر من 2 تريليون دولار خلال العقد القادم، واستمرار العجز في النمو، تبدو مهمة تقليص الإنفاق الحكومي الأميركي تحديا كبيرا يواجه الإدارة الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإنفاق الحکومی الأمیرکی وول ستریت جورنال تریلیون دولار ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
تفاصيل عرض استثماري سعودي ضخم أثار إعجاب ترامب.. بقيمة 1.3 تريليون دولار
نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا تطرق إلى تفاصيل عرض استثماري بقيمة 1.3 تريليون دولار قدمته السعودية للرئيس دونالد ترامب يبدو أنه نال استحسانه.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب أعلن يوم الخميس عن خطط الإنفاق السعودية التي تتضمن شراء معدات عسكرية أمريكية، مشيرًا إلى أنه يعتزم زيارة المملكة في أول جولة خارجية له في ولايته الثانية.
أهمية الأمر
ذكرت المجلة أن هذا الاستثمار، الذي سيتم تنفيذه على مدى أربع سنوات، يعد دليلاً على تعمّق العلاقات بين البلدين، ويُؤكد أهمية السعودية ليس فقط كلاعب إقليمي محوري في منطقة الشرق الأوسط بل أيضًا على المستوى العالمي.
وأشارت المجلة إلى أن العلاقة بين البلدين تحمل طابعًا شخصيًا بالنظر إلى الروابط التي تجمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وترامب والتي تطورت خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي.
وحسب ما نقلته المجلة عن فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فإن "ولي العهد محمد بن سلمان هو ملك صانعي الصفقات بالنسبة لترامب، ولا يوجد شخص آخر في العالم اليوم يمكنه منافسة محمد بن سلمان في جذب انتباه ترامب".
ما يجب معرفته
لطالما كانت السعودية لاعبًا رئيسيًا في عقود الدفاع الأمريكية، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على الأسلحة والأنظمة العسكرية الأمريكية. وهذا الاعتماد على التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية قد يكون له تأثير مباشر على نطاق الاستثمارات المخطط لها.
وفي الواقع، توفّر الولايات المتحدة الحماية للسعودية، ذات الأغلبية السنية، ضد خصمها الشيعي إيران، خاصة في ظل القلق المشترك بين البلدين من احتمال امتلاك طهران أسلحة نووية. ورغم الانتقادات التي وُجهت للسعودية ولولي العهد محمد بن سلمان بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018، فإن العلاقة بين ترامب وبن سلمان ظلت قوية.
المرحلة العالمية
ذكرت المجلة أن السعودية أصبحت الآن قوة دبلوماسية ذات تأثير متزايد على الساحة العالمية، سواء في أوروبا أو في منطقة الشرق الأوسط. فقد احتضنت السعودية أول محادثات بين مسؤولي ترامب ونظرائهم الروس الشهر الماضي، كما ستستضيف المملكة الجولة المقبلة من المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا الأسبوع المقبل في جدة.
وحسب المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي: "من خلال الحفاظ على حياد استراتيجي، وضعت السعودية نفسها كوسيط موثوق بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة".
وأضافت المجلة أن علاقة ولي العهد السعودي مع ترامب تلعب دورًا حاسمًا في هذه الديناميكية. فالعلاقة بينهما مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لا سيما في مجالات الأعمال والأمن. وتستمر السعودية في البحث عن فرص استثمارية في القطاعات التكنولوجية الأمريكية، مثل وادي السيليكون.
الصراع في غزة
تمثل الحرب على غزة اختبارًا رئيسيًا لنفوذ السعودية. قدّمت السعودية احتمال إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في إطار اتفاقات إبراهيم التي تم التوصل إليها خلال ولاية ترامب الأولى، ولكن شرط وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية. وهذا الهدف ما زال بعيد المنال خاصة بعد أكثر من 500 يوم من الهجوم الذي شنته حماس من غزة على إسرائيل، والذي أشعل واحدة من أدمى جولات الصراع منذ عقود. وحسب آل عاتي: "تعتبر السعودية أن الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الجذري لعدم الاستقرار الإقليمي".
ماذا يقول الناس
قال الرئيس دونالد ترامب: "أنا ذاهب إلى السعودية. لقد أبرمت صفقة مع السعودية. عادةً ما كنت لأذهب إلى المملكة المتحدة أولاً، ولكن في المرة الأخيرة التي ذهبت فيها إلى السعودية، قدموا 450 مليار دولار.
قلت حسنًا، هذه المرة أصبحوا أغنى، ونحن جميعًا أصبحنا أكبر سنًا، لذلك قلت لهم: سأذهب إذا دفعوا تريليون دولار للشركات الأمريكية، أي عمليات شراء بقيمة تريليون دولار على مدى أربع سنوات، وقد وافقوا على ذلك. لذلك، سأذهب إلى هناك. لدي علاقة رائعة معهم، وهم كانوا لطفاء جدًا، ولكنهم سينفقون الكثير من المال على الشركات الأمريكية لشراء المعدات العسكرية والكثير من الأشياء الأخرى".
نقلت المجلة عن فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن "السعودية ستمارس سياسة خارجية قوية مع ترامب عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط". ومن جهته، يرى المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي أن "حجم المعاملات الاقتصادية والتجارة والاستثمارات بين البلدين يتجاوز التريليون دولار بكثير. وهذا الرقم يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها السعودية في الاقتصاد الأمريكي".
وفي الختام، تتوقع المجلة أن تصبح العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية أكثر أهمية في المستقبل، ولكن الأهم سيكون التقدم المحرز في معالجة القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)