تشكيكات في تطبيق ترامب للرسوم الجمركية على النفط الكندي بسبب مخاطر التضخم
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
شكك خبراء وبنوك استثمار في إمكانية تطبيق التعرفات الجمركية بنسبة 25% التي تعهد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على كندا والمكسيك، مشيرين إلى أن أسعار الوقود قد ترتفع في حالة تنفيذها بينما تسعى إدارة ترامب الجديدة لخفض تكاليف الطاقة.
يأتي ذلك بعد تعهد ترامب، يوم الاثنين، بتطبيق تعرفات جمركية إضافية على الصين وكندا والمكسيك في اليوم الأول من رئاسته، وفقاً لمنشوراته على منصة التواصل الاجتماعي التابعة له Truth Social.
وقال الرئيس المنتخب إنه سيوقع على أمر تنفيذي في 20 كانون الثاني يفرض تعرفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، وهي الخطوة التي قد تنتهك شروط اتفاقية التجارة الحرة الإقليمية.
عواقب كبيرة للتطبيق على النفط
من جانبه، قال رئيس أبحاث السلع العالمية المشارك في غولدمان ساكس، دان سترويفن، إنه إذا أثرت الرسوم الجمركية بنسبة 25% على صادرات النفط الخام الكندية إلى الولايات المتحدة "فإن ذلك قد يؤدي نظرياً إلى بعض العواقب الكبيرة جداً على ثلاث مجموعات".
وتوقع سترويفن أن تواجه مصافي التكرير الأميركية التي تعتمد على براميل النفط الكندية هوامش ربح أقل، وقد يواجه المستهلكون أسعاراً أعلى. أيضاً قد يعاني المنتجون الكنديون من خسائر في الإيرادات إذا لم يتمكنوا من إعادة توجيه براميلهم، التي كانت ستذهب إلى الولايات المتحدة إذا لم تطبق الرسوم، إلى أماكن أخرة.
بلغت الواردات الأميركية من النفط الخام الكندي رقماً قياسياً وصل إلى 4.3 مليون برميل يومياً في يوليو/ تموز 2024 بعد توسعة خط أنابيب "ترانس ماونتن" الكندي، وفقاً لأحدث البيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه مصافي التكرير في الغرب الأوسط الأميركي مشاكل في التحول أيضاً في حالة انقطاع الواردات الكندية، لأنها تتكيف بشكل أكبر مع معالجة الخام الثقيل الحامض الكندي بدلاً من الخام الحلو منخفض الكبريت المنتج محلياً، وفقاً لما قاله سترويفن للصحفيين في مؤتمر عبر الإنترنت.
وقال سترويفن: "إذا رأينا تعرفة بنسبة 25% على صادرات الطاقة الكندية، أعتقد أنها قد تكون لها بعض العواقب المهمة جداً على تدفقات التجارة".
زيادة التكاليف
كتب بنك سيتي غروب، في مذكرة عقب إعلانات ترامب هذا الأسبوع، أن المكسيك وكندا على وجه الخصوص لديهما "روابط متكاملة وثيقة ملحوظة" مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بصناعات النفط والغاز الطبيعي والسيارات.
وقال فريق البحث في البنك بقيادة استراتيجي الطاقة، إريك لي: "في غياب الاستثناءات (في فرض الرسوم)، فإن هذا من شأنه أن يزيد من التكاليف على مصافي التكرير الأميركية والمستهلكين الأميركيين".
ومع ذلك، أشار غولدمان ساكس إلى أنه من غير المرجح أن يتم تنفيذ التعريفات الجمركية كما تم الإعلان عنها، على افتراض أن إدارة ترامب تركز على خفض تكاليف الطاقة.
ترامب لن يسمح بانفلات التضخم قبل الانتخابات النصفية
قال الاستراتيجي العالمي في Macquarie Capital، فيكتور شفيتس، لشبكة CNBC، إن ترامب لا يستطيع السماح للتضخم بالخروج عن السيطرة في الأشهر الخمسة عشر قبل موسم الانتخابات النصفية. يعتقد شفيتس أن التعرفات الجمركية تستخدم كأداة تفاوض لتحقيق أهداف معينة مثل تعزيز الحدود.
وأضاف: "لا أعتقد ولو للحظة أنه ستكون هناك زيادة هائلة في التعرفات الجمركية الإجمالية لأن ذلك سيمثل ضريبة على الشركات المصنعة المحلية في الولايات المتحدة. إن هذا سيمثل أيضاً ضريبة على المصدرين الأميركيين".
مخاوف كندية
وأعربت هيئات التجارة الكندية عن مخاوفها أيضاً من تطبيق التعرفات الجمركية المتعهد بها. وقالت الرئيسة التنفيذية للجمعية الكندية لمنتجي البترول، ليزا بايتون: "بصفتنا كنديين، نحتاج إلى أن نكون منفتحين على تعهد الرئيس المنتخب بفرض تعرفات جمركية شاملة".
وقالت رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا التي تمثل أكبر إنتاج للنفط الخام في كندا، دانييل سميث، إن إدارة ترامب لديها "مخاوف مبررة تتعلق بالأنشطة غير القانونية على حدودنا المشتركة"، وحثت الحكومة الفدرالية على حل هذه القضايا على الفور لتجنب أي "تعرفات جمركية غير ضرورية" على الصادرات الكندية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة بنسبة 25
إقرأ أيضاً:
بسبب التوترات التجارية.. صندوق النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 2.8% في 2025
الاقتصاد نيوز - متابعة
تواجه أميركا والاقتصاد العالمي تحديات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية، مما دفع صندوق النقد الدولي إلى تخفيض توقعاته للنمو في عام 2025.
إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية "المتبادلة" في 2 أبريل نيسان لم يؤثر فقط على الأسواق المالية –حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 9% منذ فرض الرسوم– بل أدى أيضاً إلى اتخاذ تدابير مضادة من شركاء التجارة الآخرين.
وقال صندوق النقد الدولي في الملخص التنفيذي لتوقعاته الاقتصادية العالمية لشهر أبريل نيسان 2025: "هذا في حد ذاته يعد صدمة سلبية كبيرة للنمو".
تتضمن التوقعات الجديدة "توقعات مرجعية" للنمو الاقتصادي العالمي والتضخم، استناداً إلى البيانات المتاحة حتى 4 أبريل نيسان –بما في ذلك الرسوم الجمركية "المتبادلة" ولكن مع استبعاد التطورات اللاحقة مثل التوقف لمدة 90 يوماً عن رفع معدلات الفائدة والإعفاءات على الهواتف الذكية– وهي تحديث للتوقعات التي شاركها صندوق النقد الدولي في يناير كانون الثاني الماضي.
وبحسب التوقعات الجديدة، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو في الولايات المتحدة إلى 1.8% في 2025، بتخفيض قدره 0.9 نقطة مئوية عن تقديرات يناير كانون الثاني.
كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% في 2025، بانخفاض قدره 0.5 نقطة مئوية عن تقديراته السابقة.
وأضاف كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورنشاس، في تقريره لشهر أبريل نيسان: "لقد أجبرنا إعلانُ الثاني من أبريل في حديقة الورود على التخلي عن توقعاتنا –التي كانت شبه نهائية في ذلك الوقت– وضغط دورة إنتاج تستغرق عادةً أكثر من شهرين في أقل من 10 أيام".
توقعات تضخم أعلى للاقتصادات المتقدمة
كما قام صندوق النقد الدولي بمراجعة توقعاته بشأن التضخم العام للاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، ليصل إلى 2.5% في 2025، بزيادة قدرها 0.4% عن التوقعات في يناير كانون الثاني.
توقعات التضخم في الولايات المتحدة تم تعديلها أيضاً بزيادة قدرها 1% عن تقديرات يناير كانون الثاني، حيث كان يُتوقع أن يتجاوز التضخم 2%.
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن هذا التعديل في التوقعات الأميركية يعكس الديناميكيات الثابتة للأسعار في قطاع الخدمات بالإضافة إلى الزيادة الأخيرة في نمو أسعار السلع الأساسية (باستثناء الغذاء والطاقة) وصدمات العرض الناتجة عن الرسوم الجمركية الأخيرة.
الزيادة في التضخم بالنسبة للاقتصادات الكبرى تم تعويضها جزئياً بتعديلات هبوطية عبر بعض الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
أثر الرسوم الجمركية على السياسة النقدية
يشير تقرير صندوق النقد الدولي إلى أن مدى تأثير الرسوم الجمركية على جهود البنوك المركزية للحد من التضخم يعتمد "على ما إذا كانت الرسوم الجمركية تُعتبر مؤقتة أو دائمة."
وقد أدت فترات سابقة من تقلبات الأسواق إلى تعزيز الدولار الأميركي مقارنة بالدول الأخرى، مما خلق ضغطاً تضخمياًً في البلدان الأخرى. ومع ذلك، فقد عكس الدولار هذا الاتجاه في ظل عمليات البيع الأخيرة في الأسواق.
وأوضح غورنشاس قائلًا: "أثر الرسوم الجمركية على أسعار الصرف ليس بسيطاً." وأضاف: "على المدى المتوسط، قد ينخفض الدولار بشكل حقيقي إذا ترجمت الرسوم الجمركية إلى انخفاض في الإنتاجية في قطاع السلع القابلة للتداول في الولايات المتحدة، مقارنة بشركائها التجاريين."
النمو في الشرق الأوسط
خفض صندوق النقد الدولي توقعات نمو الاقتصاد البريطاني عن 2025 إلى 1.1% من مستويات 1.6% السابقة، وخفض الصندوق توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للشرق الأوسط ووسط آسيا إلى 3% مقابل 3.6%، وذلك عن العام الجاري.
النمو في الصين
خفض صندوق النقد الدولي توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 4% في 2025، مقابل التقديرات السابقة عند 4.6%.
توقعات التضخم العالمي
من المتوقع أن يصل التضخم العالمي إلى 4.3% في 2025 وإلى 3.6% في 2026، وسط مراجعات صعودية ملحوظة للاقتصادات المتقدمة.
وقام الصندوق برفع توقعات التضخم في أميركا بنحو 1% مقارنة بتقديرات يناير كانون الثاني، كما رفع توقعاته للركود في 2025 من 27% في أكتوبر تشرين الأول إلى 40% حالياً.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام