الوحدة نيوز:
2025-02-05@08:12:26 GMT

عـبدالله علي صبري : فتاوى السلام مع عدو السلام

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

عـبدالله علي صبري : فتاوى السلام مع عدو السلام

حتى مع القضية الفلسطينية العادلة والتي كانت محل إجماع عربي وإسلامي، فإن الموقف الديني يتم تدبيجه تبعا للموقف السياسي، وهكذا هي العادة مع مشايخ البلاط وفقهاء السلطة في مختلف العصور.

ولأن الموقف السياسي في مصر قد تغير لصالح التطبيع مع الكيان الصهيوني بعيد إعلان اتفاقية كامب ديفيد 1979م، فقد صدر عن شيخ الأزهر آنذاك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، فتوى تجيز الصلح والسلام مع الكيان الصهيوني، من منطلق أنه يجوز القبول بالظلم دفعا لظلم أكبر.

وبعض النظر عن شرعية هذه الفتوى فلا شك عندي أن الفتوى هنا كانت في إطار خدمة الحاكم وبهدف شرعنة سياسته، بدليل أن الشيخ جاد الحق عاد وتراجع عن هذه الفتوى فيما بعد.

قريبا من هذه الفتوى وفي ظروف مشابهة، صدر عن الشيخ السعودي بن باز فتوى تجيز الصلح مع اليهود، في إطار التعليق على اتفاق أوسلو 1993، الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، ولا شك أيضا أن مثل هذه الفتوى جاءت بهدف إرضاء ولي الأمر في السعودية، الذي كان من المؤيدين لما يسمى بالسلام بين فلسطين وإسرائيل. وتوسع ابن باز إلى القول بأنه إذا اقتضت الهدنة ضرورة الدخول مع العدو في تبادل تجاري أو تبادل للتمثيل دبلوماسي، فلا بأس.

وعلى العكس من هذا الموقف المهادن، وجدنا لمثل هؤلاء العلماء مواقف متطرفة ليس حيال عدو خارجي، بل تجاه جماعة من المسلمين، فقد صدرت عشرات الفتاوى والبيانات تحرض على الجهاد والقتال في سوريا، وتدعو إلى القتال في اليمن ضد من يسمونهم بالحوثيين واعتباره واجبا شرعيا، بل إن أحدهم قال بأن لا مانع من قتل 24 مليون نسمة في اليمن من أجل مصلحة مليون شخص.

ومن أتكلم عنهم هنا ليسوا من جماعات داعش والقاعدة، وإذاً لهان الأمر.

من ميزات طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني البربري على غزة أنه قد كشف حالة التبعية المذلة والتزاوج الباطل بين الأمراء والعلماء في مجتمعاتنا، فقد كان صوت مشايخ وعلماء الدين مغيبا وظل غائبا، إلا من أصوات محدودة جدا قياسا بالقطيع الكبير ممن يطلق عليهم رجال الدين في أمتنا العربية والإسلامية، وزد على ذلك أن هناك من خرج عن السياق، وأصدر فتاوى على الضد من الجهاد والمقاومة، حيث تداولت وسائل الإعلام في نوفمبر من العام الماضي فتوى للدكتور سلمان الداية – وهو من علماء غزة-  يدين فيها هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر.

وزعم الداية أن حماس انتهكت المبادئ الإسلامية التي تحكم ” الجهاد “، وقال: “إذا لم تتوفر أركان الجهاد أو أسبابه أو شروطه فلابد من تجنبه حتى لا نُهلك أرواح الناس، وهذا أمر يسهل على الساسة في بلادنا تخمينه، لذا كان لابد من تجنب الهجوم “.

أما الذين كانت لهم مواقف طائفية تجاه جبهات إسناد غزة وفلسطين، فحدث ولا حرج.

غير أن هذا لا يعني أن المشهد سوداوي تماما، فالعلماء في دول محور الجهاد والمقاومة كان لهم مواقف واضحة تجاه الجهاد الشرعي في فلسطين، وهي مواقف اتسقت حتى مع الضمير الإنساني العالمي، الذي رفع الصوت عاليا احتجاجا على جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وخرج الملايين منهم في تظاهرات شعبية شهدتها عواصم وجامعات الدول الغربية، فيما لزم الشارع العربي والإسلامي الصمت اتساقا مع مواقف علماء وفقهاء ومشايخ السلطة للأسف الشديد.

27-11-2024

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الکیان الصهیونی هذه الفتوى

إقرأ أيضاً:

((قرين الكتاب))

كلمات/ضيف الله سلمان

أنت حيٌ وغيرُكَ الأمواتُ..
وَبِذكرَاكَ للقُلُوبِ حَيَاةُ..!!
شاهدٌ أنت للهُدَى في دِمَانَا
وشموخٌ وعزةٌ وثباتُ..
سابقٌ بالخيراتِ جئتَ اصطفاءً
من إلهي، تُؤكدُ الآياتُ..!!
خَسِرَتْ أُمَّتِي بِفَقدِكَ فِعْلاً
وعليها توالتِ النَّكبَاتُ..!!
فزتَ ياسَيِّدِي وَنَحنُ خَسِرنَا
وَبِنَا قد أحاطتِ السَيِئَاتُ!!
سَيَظَلُّ التفريطُ عاملَ هَدْمٍ
كارثيٍ نَتَاجُهُ الحَسَرَاتُ…!!
وأمامَ الأحداثِ ليسَ…ولكنْ
حِينَ تأتي من ربِّنَا البَيِّناتُ..!!
سيِّدي لمْ ولنْ تموتَ مُحَالٌ
كَمْ قهرتَ العِدَا وأنتَ رُفَاتُ!!
ياقرينَ الكتابِ لو كنتَ ميتاً
ما أَتَتْ لاستهدافِكَ الطائراتُ!!
انتَ في أُمتي سفينةُ نوحٍ
بَيْنَ مَوْجِ الضَّلالِ فيها النجاةُ..
آمِـر ٌبالمعروفِ لم تخشَ لوماً
في زمانٍ طغت بهِ المُنْكَرَاتُ..
ياشهيدَ الجهادِ يَكفيكَ فخراً
أن أُعِدَّتْ لِمِثْلِكَ الجَنَّاتُ!!
في نعيمِ الخلودِ عشتَ كَرِيْمَاً
وطغاةُ الورى من الغَيظِ ماتوا..!!
(قُل تَعَالَوْا)منها رسمتَ مَسَاراً
فتآختْ على يَدَيْكَ الفِئَاتُ..!!
من عميق الهدى سلكت سبيلا
نيراً تنجلي به الظلماتُ..
(إن هذا القرآن يهدي…)إذا لم
تثقوا في وعوده (قل هاتوا)!!
صرخةُ الحقِّ مَوقفٌ وسِلاحٌ
قُدِّمَتْ في سبيلِها التضحياتُ..
عشتَ روحيةَ الجهادِ سُلوكاً
ولكَ اليومَ تخفقُ الرَّايَاتُ..
بالشِّعارِ الحكيمِ ايقضتَ جيلاً
كان يغشاهُ في الحياةِ السُّبَاتُ..!!
لكَ عهدُ الوَلاءِ في كلِّ وقت
وعليكَ السلامُ والصلواتُ..!!

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • "السلام مع النفس والمجتمع".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • حركة الأردن تقاطع تطالب اتحاد السلة بعدم المشاركة في مباراة مباشرة مع الكيان الصهيوني
  • الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام
  • الكيان الصهيوني يعتقل مواطنين شرق القدس
  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • ((قرين الكتاب))
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيًا جنوب طوباس