مشاعر متباينة في إسرائيل حيال وقف النار.. هل تعود الحرب؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تباينت ردود الفعل في الإعلام الإسرائيلي على اتفاق وقف النار بين لبنان، واعتبر البعض أن هذه الخطوة تشكل فشلاً جديداً لحكومة بنيامين نتانياهو التي شهدت أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بحجة أن حزب الله سيتمكن من تعزيز قوته مُجدداً، فيما دعا آخرون إلى استغلال الفرصة للتركيز على الجبهات الأخرى.
اعتبرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن وقف إطلاق النار يتضمن انجازاً استراتيجياً يتمثل في قطع الترابط بين ساحات القتال في لبنان وقطاع غزة، لكنه في الوقت نفسه يعكس الفرصة الضائعة على إسرائيل.سياسيون لـ 24: ماذا استفاد #لبنان من مغامرة حزب الله؟https://t.co/hJBUOqldvo pic.twitter.com/tK9fUoTTs9
— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2024 إيران واغتنام الفرصةوقالت الصحيفة تحت عنوان "خسارة فرصة ذهبية.. الخسارة التي تكمن في التسوية مع حزب الله"، إن إيران ليست طرفاً في اتفاق وقف النار الذي بدأ اليوم، ومن غير المرجح أن توافق على التخلي عن تنظيم "حزب الله"، ذراعها الاستراتيجي الأول في الشرق الأوسط، والذي يلعب دوراً مهماً في دفع خطة الهيمنة الإيرانية في المنطقة وخطة تدمير إسرائيل، بالتالي، فإن إيران ستغتنم تلك الفرصة للبدء في خطة شاملة لاستعادته والحفاظ على هيمنتها في لبنان.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه من المرجح أن يختار حزب الله أن يعيد تأهيل نفسه ومكانته بعد تلقي انتقادات من قاعدته الاجتماعية بلبنان، وذلك بمساعدة مليارات الدولارات من إيران التي ستطلق برنامج إعادة إعمار ضخمة.
وفي الوقت نفسه، ستقوم الوحدات المختلفة في فيلق القدس الإيراني المسؤولة عن تسليح حزب الله وتعزيز قوته، بمهمتها في تهريب الأسلحة والذخيرة، كجزء من الصراع الاستراتيجي بين إسرائيل وإيران، علاوة على ذلك، سيعود عناصر حزب الله، بمن فيهم قوات الرضوان، لتلقي التدريب في إيران والعمل على خطة "غزو الجليل".
شعور بالضياع
ورأت يسرائيل هيوم أن غياب "المنطقة العازلة" يضمن عودة حزب الله إلى الحدود تحت رعاية سكان جنوب لبنان، مما يجدد التهديد المُحتمل الذي سيتزايد مع إعادة بناء البنية التحتية في المنطقة بـ"مساعدة إيرانية ضخمة"، وبعد أن تنسحب إسرائيل من لبنان، فسوف تجد صعوبة في العودة إلى القتال المكثف ضد حزب الله مجدداً، مؤكدة أن "غياب آلية مطلقة تضمن حرية التصرف في الحالات التي يخرق فيها حزب الله الاتفاق، يظهر أن الضياع الذي يشعر به كثيرون في إسرائيل له ما يبرره".
اتفاق فاتر
وفي مقال بالصحيفة نفسها تحت عنوان "السباق ضد حزب الله.. 60 يوماً تحدد كل شيء"، وصف الكاتب الإسرائيلي نداف شارجاي الاتفاق بـ"الفاتر" ولكنه يمنح إسرائيل "فرصة حاسمة"، معتبراً أنه بينما سيعمل حزب الله على تعزيز قوته، على إسرائيل أن تتحرك على ثلاثة مستويات، أولها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس في قطاع غزة، والتهديد الإيراني، وفي هذا الوضع ستكون إسرائيل خففت من أوجه القصور في الاتفاقية.
معياران أساسيان
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن هناك معيارين أساسيين يجب استخدامهما لتقييم جودة الاتفاقيات التي وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس بشكل صحيح، الأول يتعلق بسكان المستوطنات الشمالية، فإذا لم يسفر عن عودتهم السريعة إلى منازلهم فهذا الاتفاق فاشل، وستكون الحكومة قد فشلت في تحقيق هدف الحرب.
أما المعيار الثاني فيتعلق بمسألة الوقت، وأوضح أنه على الرغم من أن الاتفاق له مزايا إلا أن البعض يقول إنه اتفاق سيئ، ويحتوي على عدد لا بأس به من العيوب، والسؤال هو "ماذا ستفعل إسرائيل؟ هل ستستفيد من 60 يوماً من وقف إطلاق النار وكيف؟".
استغلال الوقت
وأضاف أنه من الواضح تماماً أن حزب الله سيستغل ذلك الوقت لتعزيز وتسليح نفسه مُجدداً، لكي يلحق الأذى بإسرائيل مرة أخرى، وهذا ما تميل التنظيمات المسلحة عادة إلى فعله عند شراء الوقت، وتابع: "إذا استغلت إسرائيل الشهرين المقبلين للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة واستئصال حكم حماس المدني هناك وليس الحكم العسكري فحسب، فإن إسرائيل ستكون فعلت الكثير، وإذا استخدمت الـ60 يوماً المقبلة للتوصل إلى اتفاقات مع إدارة دونالد ترامب تسميح بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وإلحاق الضرر بها، فقد تكون فعلت الكثير".
واستطرد: "إذا استخدمنا الستين يوما المقبلة تجاه غزة وحماس، وللإفراج عن الرهائن وإلحاق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني، فإن طعم الاتفاق قد يكون أقل مرارة بالنسبة لنا، وقد يكون من المفيد لنا استيعاب عيوبه".
أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فذكرت تحت عنوان "وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. سلام هش مع مخاطر حرب مستقبلية"، أنه منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما هاجم حزب الله قرى الحدود الإسرائيلية بالصواريخ، وحتى 25 أغسطس (آب) من هذا العام، كانت الحرب متعادلة في الغالب، حتى تمكنت إسرائيل من تغيير المسار منذ منتصف سبتمبر (أيلول) إلى "الضربة القاضية".
وأضافت أنه على الرغم من شروط وقف إطلاق النار، فإن حزب الله يحافظ على العديد من مصادر قوته، وهذا يوضح أن حرباً أخرى في لبنان قد تكون قريبة.
نتانياهو يخلق الأوهام
وقال البروفيسور الإسرائيلي، دانيال فريدمان، في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "نتانياهو يبرع في خلق الأوهام.. لكن الواقع مختلف تماماً"، إن رئيس الحكومة الإسرائيلي، برع في وصف واقع غير موجود، وفي تقديم وعود لا يمكن الوفاء بها، إلا أن إسرائيل في الحقيقة لا تملك القوة العسكرية والسياسية للقضاء على حزب الله، ومن الأفضل قول الحقيقة بدلاً من نشر الأوهام الكاذبة.
وأضاف أن نتانياهو، المسؤول الرئيسي عن "كارثة" 7 أكتوبر (تشرين الأول) تمكن من استعادة مكانته بين مؤيديه من خلال خلق الوهم بفوز كامل متوقع في الحملة الانتخابية، ووعد سكان الشمال بأنهم سيتمكنون من العودة إلى المستوطنات بأمان.
انقسام حاد في إسرائيل حول اتفاق الهدنة مع حزب اللهhttps://t.co/7xpDx62PZ4
— 24.ae (@20fourMedia) November 27, 2024النصر الكامل
ورأى فريدمان، أنه لن يكون هناك نصر كامل في الجنوب أيضاً مثلما حدث في الشمال، موضحاً أن النصر يتمثل في استبدال حكم حماس بُحكم تمليه إسرائيل.
كما أوضح أن حماس في غزة تواصل حكمها المدني، وتستمر في توزيع المساعدات الإنسانية، مستطرداً: "فيما يتعلق باستبدال حكم حماس، فقد تعرضنا لفشل كامل، لقد ضاع عام كامل من الحرب القاسية دون تسوية هذا الأمر المهم، وليس من الواضح ما إذا كان من الممكن إصلاح ذلك اليوم أم لا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان إسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل حزب الله وقف إطلاق النار تحت عنوان حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تعزز انتهاكاتها لوقف إطلاق النار في لبنان
استحوذت التطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان على اهتمام صحف عالمية، إضافة إلى آخر المستجدات في المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن التقارير بشأن توغل الجيش الإسرائيلي داخل لبنان تعزز تقارير انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية مستمرة في تنفيذ هجماتها على ما تقول إنها أهداف لحزب الله رغم سريان الاتفاق، مشيرة إلى أن السلطات اللبنانية تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأمس الخميس، ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاحتمال البقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار "إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته".
عام الحزنوفي إسرائيل، وصف مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عام 2024 بأنه عام الحرب والحزن والغضب، مشيرا إلى أنه انقضى من دون عودة الأسرى المحتجزين مع استمرار المعارك في غزة وفي ظل جبهة مشتعلة في الشمال وبلدات مهجورة.
وتطرق المقال أيضا إلى الاحتجاجات المتواصلة إما للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى أو رفضا لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو.
إعلانونشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا من مدينة حماة السورية يظهر أنه "بات بمقدور من عايشوا فظائع عام 1982 أن يتكلموا اليوم ويدلوا بشهاداتهم بعد عقود من الخوف والصمت".
واستذكر التقرير "مشاهد القمع الوحشي للانتفاضة في حماة على يد نظام حافظ الأسد"، مشيرا إلى أن أساليب القمع تلك أسست لخطط قمع استخدمها ابنه بشار في عام 2011.
وانتقد مقال في صحيفة لوتان السويسرية اهتمام سويسرا بمصالحها الاقتصادية على حساب دورها في السياسة الدولية، مستدلا بما سماها محنة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومعاناة اللبنانيين التي لا تنتهي بسبب إسرائيل.
ووفق المقال، فإن سويسرا لا تفعل ما يجب عندما يتعلق الأمر باللاجئين من تلك المناطق، في حين لا تدّخر جهدا لتسوية وضع اللاجئين الأوكرانيين.
وفي الشأن الليبي، ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن الصين خططت لإرسال مسيرات مسلحة بقيمة مليار دولار إلى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا عن طريق شركة وهمية مقرها في بريطانيا للالتفاف على حظر الأسلحة الدولي.
ويهدف المخطط -وفق الصحيفة- إلى تسليم ما يصل إلى 92 طائرة مسيّرة قادرة على حمل صواريخ متعددة من الصين إلى ليبيا تحت غطاء هيئة مساعدات فيروس كورونا، في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.