هل يدفع وقف إطلاق النار في لبنان نحو تهدئة شاملة في المنطقة؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
شدد الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد إغناطيوس، على أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي "بمثل نجاحا مهما للدبلوماسية الأمريكية بعد أشهر من المحاولات غير المثمرة"، مشيرا إلى أنه قد يفتح الطريق أمام مكاسب دبلوماسية أوسع في المنطقة التي وصفها بأنها "ساحة حرب".
وشدد الكاتب في مقال ترجمته "عربي21"، على أن الاتفاق الذي توصل إليه بعد مفاوضات معقدة قادها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، يعد أول خطوة للبنان نحو استعادة سيادته الحقيقية منذ عقود.
وأشار الكاتب إلى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف الاتفاق بأنه "انتصار لإسرائيل" في بيان له مساء الثلاثاء الثلاثاء، زاعما أن الحرب على لبنان أعادت حزب الله "عقودا إلى الوراء".
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الصفقة من البيت الأبيض، معتبرا إياها نجاحا كبيرا للدبلوماسية الأمريكية في منطقة مليئة بالتحديات.
وأوضح بايدن أن الجهود لا تزال مستمرة للتوصل إلى هدنة في غزة، مشيرا إلى أن فريقه يعمل أيضا على تحقيق تقدم في تطبيع العلاقات بين الاحتلال والسعودية، الأمر الذي سيكون في حال تحقق "جوهرة التاج الدبلوماسية" لنتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حسب الكاتب.
وأضاف بايدن أن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية قد يتضمن "مسارا موثوقا به" نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو مطلب لطالما تسبب في تعثر الاتفاقات السابقة، حسب الكاتب.
ومع ذلك لا تزال الحرب في غزة طاحنة، حيث تعهد نتنياهو بإكمال مهمة "محو حماس"، لكنه يواجه هناك مشكلة كبيرة، نظرا لغياب خطة اليوم التالي بعد توقف القتال في غزة.
وعلى صعيد لبنان، أشار إغناطيوس إلى أن الصفقة تنص على نشر الجيش اللبناني في مناطق جنوب البلاد التي كانت خاضعة لسيطرة حزب الله خلال الستين يوما المقبلة، على أن ينسحب جيش الاحتلال من تلك المناطق.
واعتبر الكاتب أن "الجيش اللبناني يعتبر أحد المؤسسات الوطنية القليلة التي لا تزال تحافظ على تماسكها في بلد يعاني من انقسامات طائفية عميقة".
ونقل الكاتب عن مسؤول أمريكي وصفه بالكبير، قوله إن "هذه هي اللحظة المناسبة للبنان لاستعادة سيادته على أراضيه". ومع ذلك، رفض المسؤول الإجابة على أسئلة تتعلق بدور سوريا في الحد من تهريب الأسلحة إلى حزب الله مستقبلا، قائلا إن هذا الأمر “سيُناقش في وقت لاحق”.
وأوضح الكاتب أن الاتفاق يتضمن بندا يمنح كلا الطرفين الحق في الدفاع عن النفس حال انتهاك الشروط. وإذا عادت عناصر حزب الله إلى جنوب لبنان وبدأت التحضير لهجوم، فسيتم إحالة المسألة أولًا إلى لجنة مراقبة برئاسة الولايات المتحدة. وفي حال فشل الجيش اللبناني في السيطرة على الوضع، سيكون لـ"إسرائيل" الحق في التدخل.
ورغم أن إيران لم تكن طرفًا مباشرًا في المفاوضات، إلا أن الكاتب نقل عن مسؤول خليجي نقل، قوله: "بالطبع كانت هناك بعض الاتصالات الخلفية مع إيران".
وأضاف مسؤول أمريكي آخر أن الولايات المتحدة وإيران تبادلتا رسائل غير رسمية بانتظام، موضحًا أنه "لو كانت إيران تعارض هذه الصفقة، لما حدثت".
وفي مقابل الحديث عن النجاح، حذر إغناطيوس من التحديات المستقبلية، خاصة أن لبنان يواجه تحديات ضخمة لإعادة بناء مؤسساته والحفاظ على وحدة جيشه. ونقل عن الصحافي اللبناني مايكل يونغ قوله: "الاتفاق بعيد عن الكمال، لكن البدائل أخطر بكثير، وقد يصمد الاتفاق لأنه يخدم مصلحة الطرفين".
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل قد تكون مستفيدة من نجاح الجيش اللبناني في فرض سيطرته على جنوب البلاد، رغم أن بعض القادة الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو، قد لا يدركون ذلك. واعتبر أن "السيادة اللبنانية كانت عرضة للتآكل لعقود بسبب السماح للميليشيات باستخدام أراضيه"، على حد قوله.
واختتم إغناطيوس مقاله بالإشارة إلى أن الشرق الأوسط لا يزال "مسرحا للحروب"، لكن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يمثل بصيص أمل لإنهاء كابوس الصراع المستمر. وأضاف أن الدور الأمريكي في إتمام هذا الاتفاق قد يعزز مكانة واشنطن كوسيط دبلوماسي في المنطقة، وسط تحديات لا تزال قائمة على أكثر من جبهة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن الاحتلال لبنان غزة لبنان السعودية غزة الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش اللبنانی حزب الله لا تزال إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاجل - "فرصة لتأكيد سيادة الجيش اللبناني".. أبرز تصريحات هوكستين حول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء، ليعكس نقطة تحول مهمة في صراع طويل بين الطرفين. في هذا السياق، اعتبر مبعوث الرئاسة الأميركية، عاموس هوكستين، أن هذا الاتفاق يمثل فرصة تاريخية للبنان لتأكيد سيادته على جميع أراضيه. وأكد هوكستين في تصريحات إعلامية أن الولايات المتحدة ستقوم بتقديم الدعم للجيش اللبناني في عملية إعادة الانتشار عبر الأراضي اللبنانية، بما في ذلك المناطق التي كانت تفتقر للوجود العسكري اللبناني لفترات طويلة.
خطة انتشار الجيش اللبناني والتعاون الدوليأوضح هوكستين أن الجيش اللبناني سيبدأ في تنظيم صفوفه في الأيام المقبلة من أجل الانتشار في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق التي كانت تحت سيطرة جماعات مسلحة أو التي لم يكن للجيش اللبناني وجود دائم فيها. وأشار إلى أن عملية إعادة الانتشار هذه ستستغرق وقتًا طويلًا، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في مواقع معينة جنوب لبنان إلى حين تمكن الجيش اللبناني من تمركزه في تلك المناطق.
وخلال الأسابيع المقبلة، سيشهد جنوب لبنان انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من المناطق التي كانت تحت سيطرتها، بحيث يتم تواجد الجيش اللبناني في كل منطقة يغادرها الجيش الإسرائيلي. هوكستين أكد أن هذه العملية ستتم بشكل منظم، مع ضرورة أن يعزز الجيش اللبناني من قدراته في المناطق الجنوبية وصولًا إلى نهر الليطاني لضمان عدم وجود أي نشاط لحزب الله جنوب النهر.
الحكومة اللبنانية ودورها في استعادة السيطرةحث هوكستين الحكومة اللبنانية على استغلال هذه الفرصة لتأكيد سلطتها على الحدود اللبنانية والداخل، مشيرًا إلى أن سيطرة القوات الأمنية الحكومية على الحدود والمعابر البرية يجب أن تكون أولوية. وأضاف أنه من الطبيعي أن يتم إدخال الأسلحة إلى لبنان عبر القنوات القانونية التي تخضع لإشراف الأجهزة الحكومية، مؤكدًا على أن تنفيذ هذه الخطوات يتطلب وقتًا طويلًا، ولكنه أمر ضروري لضمان استقرار لبنان على المدى الطويل.
وأشار هوكستين إلى أن التقدم في هذا المجال يتطلب دعم المجتمع الدولي، ليس فقط في المجال العسكري من خلال المساعدة المالية والتقنية للجيش اللبناني، ولكن أيضًا من خلال دعم الاقتصاد اللبناني، وجلب الاستثمارات الضرورية لتعزيز بنية الدولة اللبنانية.
دعم دولي للجيش اللبناني والتحركات الاقتصاديةفي إطار الحديث عن دعم لبنان، شدد هوكستين على ضرورة أن يكون الدعم الدولي ليس مقتصرًا على المجال العسكري فحسب، بل يجب أن يشمل أيضًا دعم الاقتصاد اللبناني. وأوضح أنه ستتم خلال الأسابيع المقبلة مباحثات مع دول المنطقة والاتحاد الأوروبي وآسيا، بالإضافة إلى مؤسسات دولية مثل البنك الدولي، بهدف تعزيز الاقتصاد اللبناني من خلال مشاريع استثمارية وليس فقط المساعدات المالية.
وفيما يتعلق بالدور الأميركي في دعم لبنان، أكد هوكستين أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات قتالية في جنوب لبنان، ولكنها ستعمل على تعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، بالإضافة إلى التنسيق مع حلفاء آخرين مثل فرنسا لتقديم الدعم المشترك.
مراقبة دقيقة للاتفاق وتأكيد السيادة اللبنانيةكما أكد هوكستين أن تنفيذ الاتفاق سيكون تحت مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، بهدف ضمان عدم حدوث أي خروقات من قبل حزب الله أو أي جهة أخرى. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث يراقب الجميع مدى التزام الأطراف المعنية بالاتفاق، خاصة بعد التجارب السابقة التي شهدت إخفاقات في تطبيق اتفاقات مشابهة.
وأشار هوكستين إلى أن أي خرق للاتفاق سيؤدي إلى تدخل مباشر من الجيش اللبناني وبالتنسيق مع الدول الوسيطة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، من أجل معالجة الأمر فورًا وتجنب التصعيد.
فرصة لتشكيل حكومة لبنانية جديدةفي جانب آخر من تصريحاته، اعتبر هوكستين أن الوقت الحالي يشكل فرصة مثالية للبنان من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد، خاصة بعد فترة طويلة من الشغور الرئاسي. وأكد أن هذا الاتفاق يفتح المجال لإعادة تشكيل الحكومة اللبنانية بشكل يعكس تطلعات المواطنين اللبنانيين، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية.
كما دعا هوكستين الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ خطوات جادة نحو استعادة السيطرة على جميع أراضيها، بما في ذلك ضمان عدم استخدام الأراضي اللبنانية في تهريب الأسلحة أو المخدرات، وهي خطوة أساسية نحو استعادة لبنان لمكانته كدولة ذات سيادة كاملة.