فوغاتو من إنفيديا.. كيف أسهم باحثون أردنيون في تطوير ثورة الصوتيات؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أصدرت شركة "إنفيديا" نموذجا تجريبيا جديدا للذكاء الاصطناعي التوليدي أطلقت عليه اسم "فوغاتو" (Fugatto) ووصفته بأنه "سكين الجيش السويسري للصوت"، وفقا لموقع "إنفيديا" الرسمي.
وتتيح أداة "فوغاتو" استخدام النص أو الصوت المُدخل في إنشاء الأصوات والكلام والموسيقى وغيرها من التعديلات الصوتية.
وقد صمم النموذج باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي من دول مختلفة منها الهند والبرازيل والصين والأردن وكوريا الجنوبية، وتقول "إنفيديا" إن ذلك يُحسن من قدرات النموذج على فهم اللهجات واللغات المتعددة.
وقال رافائيل فاليه أحد الباحثين ومدير أبحاث الصوت في شركة إنفيديا "أردنا إنشاء نموذج يفهم ويولد الصوت مثلما يفعل البشر تماما".
وتدّعي "إنفيديا" أن نموذجها يمكنه إنشاء مقطوعة موسيقية من خلال كتابة نص فقط، كما يستطيع إزالة أو إضافة آلات موسيقية من أغنية معينة، بالإضافة إلى تغيير اللهجة أو العاطفة في الصوت، فمثلا يحوّل النص إلى صوت غاضب أو حزين أو ضاحك حسب الاختيار، كما يتيح للأشخاص إنتاج أصوات لم يسمعوها من قبل.
أين يمكن استخدام "فوغاتو"؟يمكن لمنتجي الموسيقى استخدام نموذج "فوغاتو" لإنشاء فكرة أغنية بسرعة أو تعديلها، وتجربة أنماط وأصوات وآلات مختلفة، ويمكنهم أيضا إضافة تأثيرات وتعزيز جودة الصوت لمقطوعة معينة.
وقال إيدو زمشليني، وهو منتج ومؤلف أغان حاصل على العديد من الجوائز البلاتينية وعضو في برنامج "إنفيديا إنسيبشن" (NVIDIA Inception)، إن الذكاء الاصطناعي "أتاح لنا كتابة الفصل التالي من الموسيقى، فنحن لدينا آلة جديدة الآن لصنع الموسيقى، وهذا مثير للغاية".
ومن جهة أخرى، يمكن لأي وكالة إعلانات استخدام "فوغاتو" لاستهداف حملة معينة في مناطق أو مواقف عدة وتطبيق لهجات وعواطف مختلفة على تسجيلات الصوت.
ويمكن لمطوري ألعاب الفيديو استخدام النموذج لتعديل العناصر المسجلة سابقا لتناسب المواقف المتغيرة أثناء لعب المستخدمين للعبة، أو يمكنهم إنشاء عناصر أو أصوات جديدة تناسب أحداث اللعبة.
ويتميز نموذج "فوغاتو" عن غيره بأنه يتحكم بدقة في تطور المشهد، فمثلا يمكنه إنشاء أصوات لعاصفة رعدية مارقة ويُظهر صوت الرعد يختفي ببطء مع ابتعاد العاصفة، كما يمكنه إنشاء مشاهد صوتية إبداعية مثل عاصفة ماطرة تتلاشى ببطء عند شروق الشمس مع صوت زقزقة العصافير.
ولم تذكر "إنفيديا" في منشور مدونتها إذا كانت ستمنح المستخدمين إمكانية الوصول إلى نموذج "فوغاتو"، أو متى سيتوفر للمستخدمين.
ومن الجدير بالذكر أن نموذج "إنفيديا" ليس أول تقنية ذكاء اصطناعي يمكنها إنشاء الأصوات بالاعتماد على نص مُدخل، فقد أصدرت ميتا مجموعة أدوات ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر يمكنها إنشاء صوت من نص.
ومن جانبها، تمتلك غوغل نموذج ذكاء اصطناعي لتحويل النص إلى موسيقى يعرف باسم "ميوزك إل إم" (MusicLM) يمكن الوصول إليه من خلال موقع "إيه آي تيست كيتشن" (AI Test Kitchen) التابع للشركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
باحثون يكشفون عن آلية جديدة "تعزز" انتشار السرطان
كشف فريق من العلماء في جامعة تكساس ساوث ويسترن عن آلية جديدة تعزز انتشار السرطان في البنكرياس والثدي وربما أنواع أخرى من السرطان.
وحدد الفريق هدفا علاجيا يمكن استهدافه بالعقاقير لمنع انتشار المرض، فيما يمثل تقدما كبيرا في تطوير أدوية جديدة لمكافحة النقائل، التي تعد السبب الرئيسي للوفاة بين مرضى السرطان.
وتحدث النقائل عندما تنفصل الخلايا السرطانية عن الورم الأولي وتنتقل إلى أماكن أخرى في الجسم لتكوين أورام جديدة. ويعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكا، حيث تظهر النقائل مبكرا قبل تشخيص المرض، ما يفسر تدني معدل البقاء على قيد الحياة إلى 12% فقط خلال 5 سنوات.
وأوضح الدكتور رولف بريكين، أستاذ الجراحة وعلم الأدوية في جامعة تكساس ساوث ويسترن، أن الانتشار النقيلي يمثل تحديا كبيرا، قائلا: "تمثل هذه الدراسة خطوة نحو تحديد هدف جديد لمحاربة النقائل، وهو تطور مهم في تحسين علاجات المرضى".
وبهذا الصدد، ركزت الدراسة على التحول من الظهارة إلى الميزانشيم (EMT)، وهي عملية تمكّن الخلايا السرطانية من الهجرة وغزو أنسجة جديدة. وأظهرت أن مستقبل الخلية AXL والبروتين TBK1 يلعبان دورا رئيسيا في تحفيز هذه العملية.
كما حدد العلماء البروتين AKT3 كعنصر محوري في تعزيز النقائل (من عائلة بروتينات AKT). وأظهرت التجارب أن إزالة AKT3 وراثيا يمنع بشكل كبير انتشار الخلايا السرطانية، ما يجعله هدفا علاجيا واعدا.
وفي تعاون مع فريق نرويجي، طور العلماء مثبطا جزيئيا يستهدف AKT3 واختبروه على نماذج سرطان البنكرياس والثدي. وأدى العلاج إلى تقليل كبير في النقائل دون التأثير على حجم الورم الأولي. وأكدت التحليلات أن التعبير العالي عن AKT3 يرتبط بمعدلات أعلى من النقائل وتدهور الحالة الصحية للمرضى.
ويخطط فريق البحث لمواصلة دراسة سلسلة الإشارات بين AXL وTBK1 وAKT3، مؤكدين أن AKT3 يمكن أن يستخدم كعلامة حيوية لتحديد المرضى الأكثر عرضة للنقائل، وكمستهدف رئيسي لتحسين العلاجات. ويشير هذا الاكتشاف إلى إمكانيات كبيرة لتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة تقلل من الوفيات الناتجة عن السرطان.