الحكومة الإيطالية تعلّق على وقف إطلاق النار في لبنان.. ما موقفها؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
توالت ردود فعل المسؤولين بالحكومة الإيطالية وعلى رأسهم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ودخوله حيز التنفيذ الليلة الماضية.
بداية وليس نهاية
في ختام منتدى حوارات المتوسط، الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما، قالت ميلوني: "إن وقف إطلاق النار في لبنان هو تطور مهم وإيجابي للغاية.
وجاء تصريح رئيسة الوزراء بعد ساعات قليلة من إعرابها في بيان رسمي عن ترحيب إيطاليا بالإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، وهو الهدف الذي التزمت به الحكومة منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وأكدت ميلوني"إن وقف إطلاق النار يتيح الآن الفرصة لتحقيق الاستقرار على الحدود بين إسرائيل ولبنان وعودة النازحين إلى ديارهم. ويشكل التطبيق الكامل للقرار 1701 الطريق الرئيسي لتحقيق هذا الهدف. وبالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، ستواصل إيطاليا العمل في هذا الاتجاه، من خلال وجود وحدتنا داخل قوات اليونيفيل - التي لم تترك مواقعها مطلقًا خلال أشهر القتال هذه - ومواصلة لعب دور قيادي في الدعم الدولي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاستمرار في لعب دور قيادي في الدعم الدولي للجيش اللبناني".
خطوة مهمة
كما رحب وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ووصفه بأنه "خطوة مهمة للأمام نحو السلام المحتمل أو على الأقل نحو وقف الأعمال العدائية".
وشدد الوزير، في رسالة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن الهدنة هي نتيجة التزام المجتمع الدولي، مسلطا الضوء على مساهمة إيطاليا بقيادة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني.
وقال كروزيتو: "على الرغم من أننا ندرك أنه ليس حلاً نهائياً للصراع، إلا أن وقف إطلاق النار يمثل نتيجة مهمة"، مشدداً على دور الحوار باعتباره السبيل الوحيد لحل التوترات التي يعاني منها جنوب لبنان والشرق الأوسط برمته.
كما أكد كروزيتو مجددا التزام وزارة الدفاع الإيطالية بدعم أي مبادرة تهدف إلى تعزيز السلام الدائم في المنطقة، مضيفا: “سنواصل العمل على ترسيخ الاستقرار وضمان استمرار عملية السلام”.
دور غزة
يعتبر وقف إطلاق النار في لبنان "نتيجة استثنائية" تأمل إيطاليا أن تؤدي إلى هدنة أيضا في غزة، حيث "نلتزم بقوة في هذه الأثناء بمساعدة السكان المدنيين" في القطاع الفلسطيني، حسبما ذكر وزير الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاياني، في ختام مؤتمر حوارات المتوسط في روما.
وأضاف تاياني: "نأمل أن تؤدي هذه النتيجة الاستثنائية إلى وقف إطلاق النار أيضًا في غزة، حيث نحن ملتزمون بشدة بمساعدة السكان المدنيين".
وأشار رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى طائرة شحن تتجه حاليا نحو الأردن لتقديم مساعدات للسكان الفلسطينيين، إلى جانب شحنة مكونة من 15 شاحنة محملة بـ"المواد الصحية والغذائية" من ميناء رافينا، مؤكدًا أن إيطاليا حصلت في هذه العمليات على دعم السلطة الوطنية الفلسطينية ودعم الحكومة الإسرائيلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وقف إطلاق النار فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": تفيد المعلومات نقلاً عن مصادر ديبلوماسية أن إسرائيل لا تزال تبعث برسائل إلى لبنان أنها ستستمر بحرية الحركة وضرب أهداف لـ"حزب الله" تعتبرها تهديداً أمنياً لها، وأنها ستبقى في النقاط الخمس بذريعة عدم التزام الحزب واستمراره في نقل السلاح، مستندة إلى الضمانات التي انتزعتها من الأميركيين، وهو ما يؤمن لها التغطية في خروقاتها وعملياتها.تعكس هذه التطورات في الجنوب مناخات توتر وتصاعد للتهديدات الإسرائيلية، في وقت يشدد لبنان الرسمي على تطبيق القرار 1701 وأيضاً العمل ديبلوماسياً للضغط على إسرائيل ودفعها للانسحاب من النقاط المحتلة وتسليم الجيش اللبناني المواقع الحدودية. وهذا الأمر يواجهه "حزب الله" بالتشكيك أقله في ممارساته على الأرض فضلاً عن مواقف يطلقها بعض مسؤوليه. ويشير مصدر سياسي إلى أن الحزب الذي منح الحكومة الثقة وفقاً لبيانها الوزاري، لم يحسم مسألة الانسحاب من جنوب الليطاني وهو يؤكد استعداده للقتال على ما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين.
لكن ما غاب عن "حزب الله" أن الالتزام بما نص عليه البيان الوزاري لا يحتمل التفسير الأحادي، ذلك أن الدولة حسمت بحصرية السلاح بيدها، وهو ما يعني بحسب المصدر السياسي أنها هي التي تحدد الوسائل وتقرر ما هو مناسب لتحرير الأرض، علماً أن تحميل الحكومة المسؤولية اليوم عن عدم الانسحاب الإسرائيلي يطرح تساؤلات حول موقف الحزب الحقيقي من ترك الأمور لها، وهو الذي قرر حرب الإسناد غير آبه بالنداءات والدعوات التي حذرته من جرّ لبنان إلى حالة استنزاف والتفرد بقرار الحرب، إلى أن شنت إسرائيل حرباً عدوانية على لبنان استمرت 66 يوماً وأدت إلى تدمير عظيم وسقوط آلاف الشهداء.
لا يمكن اليوم وفق المصدر السياسي محاسبة الحكومة على أي تقصير في العمل على التحرير بعد أيام من نيلها الثقة، ولا يمكن أيضاً اتهامها بأنها ترضخ للإملاءات الأميركية لنزع سلاح "حزب الله". فاتفاق وقف النار ينص صراحة على سحب سلاح الحزب وفق مندرحات القرار 1701، وهو ما وافق عليه، لكنه يشكك بقدرة الجيش على الامساك بالحافة الامامية. وعلى هذا ليس متاحاً اليوم شنّ عمليات مقاومة متسرّعة في ظل الواقع الراهن خصوصاً بعد الحرب، ليس فقط بسبب اختلال الموازين، بل لأن أي مقاومة تستلزم السؤال عن وظيفتها وقدرتها على تحقيق الأهداف، علماً أن إسرائيل لا تزال تستعد للحرب وتواصل خروقاتها، وهو ما يعكس ما أصاب "حزب الله" من وهن بعد الضربات التي وجهت له والخسائر التي دفعها نتيجة رهاناته الخاطئة.
الضغط الإسرائيلي يحظى بغطاء أميركي يتعلق وفق المصدر الديبلوماسي بـ"حزب الله" تحديداً، فيما الهدف الأميركي الاستراتيجي في لبنان كما في سوريا هو التوصل إلى التطبيع والتوقيع على اتفاق سلام، وهو ما جرى التداول فيه أخيراً مع لبنان، لكنه مرتبط بما ستؤول إليه التطورات في المنطقة. لكن هذا المسار متعلق أيضاً بإيران التي تصر في خطاب مسؤوليها بما يتناقض مع البيان الوزاري للحكومة.
المرحلة المقبلة تحمل أخطاراً كثيرة على لبنان، خصوصاً أن المساعدات لإعادة الإعمار مشروطة دولياً وحتى عربياً، ولذا فإن تعزيز الجيش ومده بالدعم هو مهمة أساسية، ولا يمكن لـ"حزب الله" أن يعارض ذلك وفق المصدر السياسي، إذ أن تقوية الجيش لا تعني مواجهته، وعليه الاعتراف أن هناك مساراً جديداً فرضته نتائج الحرب الإسرائيلية، ولا يمكن للبنان النجاة إلا بتأمين غطاء عربي وإجراء اصلاحات جوهرية تعزز وضع الدولة في مواجهة الأخطار.