انطلاق المؤتمر الدولي للمنتدى الاستراتيجي "محركات التنمية الصناعية فى عالم الذكاء الاصطناعى"
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
انطلقت فعاليات النسخة الثامنة للمؤتمر الدولي للمنتدى الاستراتيجي بعنوان (محركات التنمية الصناعية فى عالم الذكاء الاصطناعى ) برعاية وزارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتخطيط والتعاون الدولى والبيئة بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية والهيئة العربية للتصنيع وهيئة التنمية الصناعية وكان ضيف شرف المؤتمر د.
وافتتح المؤتمر عدد من الوزراء حيث تحدث د.أشرف الشيحى الرئيس الشرفي للمؤتمر ووزير التعليم العالى الأسبق أننا نعيش فى وقت حافل بالمتغيرات والتطورات المتسارعة. حيث أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل نقط تحدي كبيرة لنا ولكنه يمثل أيضا فرصاً لا مثيل لها يجب استغلالها و الاستفادة بها. وأننا بحاجة إلي العمل معاً لتطوير إطار عمل شامل يحكم استخدام هذه التقنية، و يضمن تحقيق أقصى استفادة منها. وان شعار منتدانا اليوم هو "بالذكاء الاصطناعي المستحيل لا شيء " وهو ما يعكس طموحنا الكبير في استغلال هذه التكنولوجيا الثورية لتجاوز التحديات وتحقيق إنجازات غير مسبوقة. كما يؤكد ثقتنا في قدراتنا وامكانياتنا.
وذكر د.عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية فى كلمته المسجلة يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية، وتقليل التكاليف، وتعزيز جودة المنتجات، وتعزيز القدرة على الابتكار، وتظهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي بوضوح في الصناعات العالمية، حيث تشير التقديرات إلى إمكانية إضافة أكثر من 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. على سبيل المثال، ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي شركة تسلا على تحسين كفاءة إنتاج السيارات ذاتية القيادة بنسبة 30%، بينما خفضت شركة سيمنز استهلاك الطاقة بنسبة 25% من خلال أنظمة تصنيع ذكية.
كما وفرت جنرال إلكتريك نحو مليار دولار سنويًا عبر تقنيات الصيانة التنبؤية، وحققت بي إم دبليو تحسينًا في الإنتاجية بنسبة 30% باستخدام روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ورغم الفوائد الكبيرة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تواجه الصناعة تحديات عدة، أبرزها نقص البنية التحتية الرقمية في العديد من الدول وخاصة الدول النامية مما يستدعي استثمارات ضخمة لتطويرها - ونقص الكفاءات المتخصصة، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 75% من الصناعات عالميًا تعاني من نقص حاد في المهارات اللازمة لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي. إضافة إلى ذلك، تُعد التكاليف المرتفعة عائقًا أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، بجانب المخاوف المتزايدة حول الخصوصية والأمن السيبراني.في مواجهة هذه التحديات تلعب الجامعات العالمية والعربية دورًا محوريًا في دعم التحولات الصناعية من خلال الذكاء الاصطناعي. ففي الجامعات العالمية، قادت مؤسسات مثل جامعة ستانفورد وجامعة ميونيخ التقنية العديد من الابتكارات التي عززت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة. أما على الصعيد العربي، تمثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية نموذجًا رائدًا من خلال مشاريعها التي تركز على الصناعات الذكية، بينما أطلقت جامعة محمد السادس في المغرب برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي والصناعي.
بينما قال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق ساهم التحول الرقمي في إنشاء العديد من الخرائط والمدن الصناعية المتطورة التي يتم ربطها بشبكة انترنت مع بعضها البعض ليظهر من خلالها المصانع الذكية المرتبطة بأجهزة استشعار متصلة بالإنترنت والتي تكشف بدورها عن الأعطال قبل وقوعها، كما أن استخدام المصانع للبرامج والتقنيات الحديثة يدعم عملية التصنيع والإنتاج مثل برامج محاسبية ،برنامج ERP، أو برامج الصيانة، والتي بدورها تعمل على ميكنة الدورة المستندية داخل المصنع وتساعد في إنجاز مراحل عملية الإنتاج بالشكل الذى يقلل من إهدار مدخلات الإنتاج من المواد خام، مما يعظم من الإيرادات ويخفض من تكاليف الإنتاج.
وشكر الدكتور علاء رزق رئيس المؤتمر شركاء النجاح وقال أن أهم أهداف المؤتمر هى إحراز المكان والمكانة للتنمية الصناعية على المستوى الوطني لتحقيق حلم النهوض بالصناعة المصرية في ظل مفهوم الذكاء الاصطناعي كأحد المحركات الرئيسية التي تمثل دورا أساسيا في بصمه مصر الاقتصادية التي ترتبط بالاستدامة عبر قنوات أهمها الكفاءة وتقليل استهلاك الموارد وكذلك دعم الاقتصاد الحقيقي عبر الاستثمار في البنية التحتية والصناعات الحديثة وتطوير القدرة التنافسية وكذلك تعزيز أداء الاقتصاد الدائري الذي يشجع على تطوير التكنولوجيا النظيفة. التأكيد أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد أهم محركات التنمية الصناعية في مصر وقدرته على تسريع النمو الصناعي المصري.وضع خطه تقوم على زيادة إيرادات صادرات مصر الصناعية من 62% من جملة الصادرات السلعية غير البترولية إلى 75% خلال العام القادم،والاستفادة من حوالي 147 قاعدة صناعية متنوعة بمختلف الأقاليم الجغرافية لمصر لضمان تخفيف حدة الاختلالات الهيكلية في الميزان التجاري.ووضع خطط مستقبلية لتشجيع زيادة التصنيع المحلي وإنشاء مناطق صناعية متكاملة ملحق بها مدارس وكليات تكنولوجية متقدمة كبداية نحو إطلاق جديد العناقيد الصناعية .
كما تحدث د.عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحدث نيابة عنه د.هشام فاروق أهمية الذكاء الاصطناعى فى تطوير الصناعات المختلفة .
كما شاركت وزيرة التخطيط والتعاون الدولى الدولى رانيا المشاط وتحدث نيابة عنها الاستاذ تامر طه مساعد الوزيرة .
بينما قال د.عبادة سرحان الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية ويسهم اتحاد الجامعات العربية في تعزيز الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي في المنطقة العربية من خلال شراكات بارزة مثل التعاون مع المركز الصيني لنقل التكنولوجيا،كما أطلق الاتحاد بالتعاون مع مؤسسات عربية رائدة تصنيف الجامعات العربية نسخته الأولى في ديسمبر 2023، بهدف تعزيز الجودة والمساءلة في التعليم العالي، وسيتم إصدار نسخته الثانية الشهر القادم.
كما أنشأ الاتحاد "مركز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي" في جامعة عجلون الوطنية لتعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الابتكار والتطوير في التعليم والبحث على المستويين الوطني والعربي وتقديم برامج تعليمية متميزة ومبتكرة، تمكن الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي. >
وتحدث النائب محمود سامى الإمام عضو مجلس الشيوخ ففي ظل التحولات العالمية المتسارعة، يشهد العالم ثورة صناعية جديدة تعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح محركًا رئيسيًا للتنمية الصناعية وتحقيق التحول الرقمي وتعزيز الكفاءة والإبداع في مختلف القطاعات. إننا اليوم أمام حقبة جديدة تُعرف بـ"الصناعة 5.0"، حيث يجتمع الذكاء الاصطناعي مع الإبداع البشري لتحقيق تطور مستدام وشامل أن حجم الاستثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا وتصل لـ 150 تريليون دولار وهى تعد ميزانية ضخمة جدا لذا يجب الاهتمام بادخال الذكاء الاصطناعى بجدية من أجل تحقيق النهضة المنشودة واهم حاجة وهو سؤال وجهته لماذا الذكاء الاصطناعي لأنه يحقق نهضة تنموية واقتصادية والموضوع كبير وندخل لربط التنمية الصناعية بالذكاء الاصطناعي نأأخذه بجدية .
من جهة آخرى قالت الدكتورة سامية أبو النصر أمين عام المؤتمر
ويأتي مؤتمرنا اليوم فى إطار احتفال جمعية المنتدى هذه الجمعية التى ولدت عملاقة والتي نحتفل هذا العام بمرور ١٠ سنوات على تأسيسها وبرغم الإمكانيات المحدودة إلا أنها استطاعت أن تحفر اسمها وتصبح أحد أهم بيوت الخبرة العالمية فى مجال التخطيط والتفكير الاستراتيجي وبأتى عنوان المؤتمر انبثاقا من أهمية الصناعة وكذلك أهمية الذكاء الاصطناعي الذى يعد من أهم محركات تنمية الصناعة...
كما أنه تچسيد للتعاون بين الأضلاع الثلاثة للتنمية المتمثلة فى وزارات الدولة الشريكة معنا وهم وزارات الاتصالات والبيئة والتخطيط والتعاون الدولى وكذلك الهيئة العربية للتصنيع وهيئة التنمية الصناعية وبين الجهات الشريكة من القطاع الخاص (رعاة المؤتمر ) والذين يعملون جنبا الى جنب من أجل رفعة وطننا الحبيب ونحن جمعية المنتدى الاستراتيجى أحد مؤسسات العمل الأهلى فى مصر والتى تحمل شعار فكر استراتيجي لبناء المجتمع والتى تضم فى عضويتها رجال ونساء من خيرة المجتمع المصري من خبراء فى الاقتصاد والسياسة والإعلام والاستراتيجية ومن أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ...
وهذا المؤتمر يرفع شعار "صنع في مصر,ويستعرض كيف يسهم التطور الصناعي المصري في تشكيل الاقتصاد الوطني وجذب أنظار العالم إلى قوة مصر الإنتاجية و تسليط الضوء على تطور الصناعة المصرية وقدرتها التنافسية. .كما شارك فى افتتاح المؤتمر د.هانى النقراشى عضو المجلس الاستشاري العلمى لرئيس الجمهورية من ألمانيا وتحدث عن مستقبل الطاقة لأولادنا وأهمية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة فى توليد الكهرباء والتي بدورها تؤدى الى تحقيق التنمية الصناعية . كما تحدثت السفيرة د.سها جندى وزيرة الهجرة السابقة أن هناك 14 مليون مصرى من المهاجرين فى الخارج وعدد كبير منهم من العمالة الفنية و مختصين بكافة أشكال العلم والتكنولوجيا ومنهم أبنائنا الدارسين بالخارج ولدينا كوادر يستطيعون المنافسة والرسالة وصلت بالدليل القاطع ..ومذكرة كنت وزيرة أثناء انعقاد ال cop 27 وحاولت الوزارات المشاركة وعلاقته بالسلطة التنفيذية ولدينا عدد من العلماء والمفكرين وكان هناك مركز ميسى لأبنائنا من الدارسين بالخارج . وأهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للوصول الى المهاجرين خارج مصر وأن نصل لكل ما له علاقة بالتحول الرقمي وأننا لا تجلس فى كرسي قائد السيارة وأننا نكون واعيين وحريصين أن نستخدم كل كوادرنا المتميزة فى هذا المجال. وتجربة التعليم الفني والتعاون الدولي مهم جدا التوسع فى هذا الإطار . وقالت أننا فى حاجة إلى مزيد من التعاون الدولي فى مجال التعليم الفنى .
كما تحدثت المهندسة أمانى عرفة رئيس مجلس إدارة الدلتا للطوب الرملى التى تحدثت عن التحديات التى تواجه قطاع الصناعة مثل تحديث المصانع يتطلب التمويل الميسر للصناعة.ومساعدة البنوك وجهات التمويل بشكل فعلي للصناع لتوفير التمويل اللازم لتطوير منتجاتهم .
وشارك في جلسات المؤتمر الدكتور صديق عفيفي رئيس مجلس إدارة أكاديمية طيبة وتحدث عن مفاتيح نهضة مصر ود.إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق وتحدث عن الصناعة وآفاق المستقبل كما حظى المؤتمر بمشاركة عالمية واسعة حيث شارك فيه عدد من سفراء الدول العربية والأوروبية بالقاهرة حيث شارك سعد القرون سكرتير ثانى سفارة قطر وإشراق عبيد مدير قسم الشؤون الاقتصادية والثقافية بالسفارة السعودية و أناليزا فاجنر الملحق التعليمي فى سفارة إيطاليا (التعاون المصري الإيطالي فى مجال التعليم الفني دون بسكو نموذجاً) وممثلين من الاتحاد العام للجامعات حيث شارك طارق عبد الفتاح رئيس قطاع الشركات الكبرى بالبنك الزراعى كما شارك المهندس / مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع وتحدث نيابة عنه المهندس أشرف خليل كما شاركت هيئة التنمية الصناعية بوفد ضم العميد إيهاب القطان رئيس إدارة التحول الرقمى بهيئة التنمية الصناعية وتحدث عن منصة مصر الصناعية .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النائب محمود سامي صادرات السلع الصناعات العالمية الذكاء الاصطناعي التعاون الدولي التكنولوجيا اتحاد الجامعات العربية الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى الجامعات العربیة التنمیة الصناعیة من خلال
إقرأ أيضاً:
الفجر تحاور د. جمال الشاذلي: الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل... والتعليم لا ينهض إلا بالهوية والضمير"
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم بفعل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، بات من الضروري أن تتفاعل المؤسسات التعليمية مع هذه المستجدات، ليس فقط من باب التحديث التكنولوجي، بل من منطلق الوعي العميق بالتحديات والفرص التي تفرضها هذه الثورة على بنية التعليم وأهدافه ومناهجه. ولم تعد مسألة إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم رفاهية أو خيارًا مؤجلًا، بل أصبحت واقعًا يفرض نفسه على كل من يسعى إلى البقاء في دائرة التقدم والمنافسة العالمية.
وفي هذا السياق، جاءت فعاليات المؤتمر الدولي العاشر لكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والرابع للجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، ليطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل التعليم، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير بيئته، وتحسين جودة الإنتاج البحثي، ودعم الاستثمار في رأس المال البشري والمعرفي. وقد أقيم المؤتمر تحت رعاية كل من الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتورة غادة أحمد عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ما يعكس اهتمام الجامعة البالغ بقضايا التطوير والابتكار في التعليم.
وقد شهد المؤتمر مشاركة نخبة متميزة من العلماء والخبراء من مصر والعالم العربي، وسط أجواء علمية ثرية حملت في طياتها رؤى وتجارب متنوعة، أكدت أن التعليم لم يعد مجرد عملية تلقين، بل أصبح مجالًا مفتوحًا للتفاعل مع أدوات المستقبل وصياغة أدوار جديدة للمعلم والمتعلم على حد سواء.
وفي قلب هذه الأجواء العلمية الملهمة، التقت "الفجر" بالدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس جامعة القاهرة السابق لشؤون التعليم والطلاب، في حوار فكري وتحليلي متميز، استعرض فيه رؤيته لواقع ومستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التكنولوجيا لا يمكن أن تُقصي الإنسان، وأن الهوية الثقافية والضمير الإنساني يظلان الضمانة الأساسية لأي تطور حقيقي.
حديث الدكتور الشاذلي لم يقتصر على طرح التحديات، بل رسم ملامح خريطة طريق لتعليم عصري يدمج بين الأصالة والمعاصرة، ويوازن بين التقدم التكنولوجي والعمق الإنساني.
بالطبع! إليك إعادة صياغة احترافية للحوار الصحفي مع الدكتور جمال الشاذلي، في تغطية المؤتمر الدولي العاشر لكلية الدراسات العليا للتربية، وذلك في قالب صحفي مميز وبعدد كلمات يزيد عن 1000 كلمة:
في حوار خاص لـ "الفجر".. د. جمال الشاذلي: الذكاء الاصطناعي قوة لا يمكن تجاهلها.. لكنه لا يغني عن المعلم ولا بديل عن الهوية
تغطية خاصة لفعاليات المؤتمر الدولي العاشر لكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والرابع للجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية
تقرير: سيد الدكروري
شهدت جامعة القاهرة انعقاد المؤتمر الدولي العاشر لكلية الدراسات العليا للتربية، والرابع للجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار في التعليم وتحسين جودة الإنتاج البحثي". وقد حظي المؤتمر برعاية كريمة من عدد من القيادات الأكاديمية البارزة، على رأسهم الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة أحمد عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية، بالإضافة إلى الدكتورة وفاء مصطفى كفافي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية.
في سياق التغطية الإعلامية للمؤتمر، التقت "الفجر" الدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس جامعة القاهرة السابق لشؤون التعليم والطلاب، وأستاذ علم الاجتماع التربوي، في حوار خاص تحدّث فيه عن رؤيته لمستقبل التعليم في ظل الطفرات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومدى تأثير هذه التقنيات على العملية التعليمية والهوية الثقافية، فضلًا عن التحديات التي تفرضها على سوق العمل والباحثين.
في ضوء فعاليات المؤتمر الحالي، كيف ترون دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم؟بداية، أود أن أتوجّه بالشكر لكل القائمين على هذا المؤتمر المهم، ولجريدة "الفجر" على إتاحة هذه الفرصة. الحقيقة أن اختيار موضوع الذكاء الاصطناعي ليكون محورًا لهذا المؤتمر هو اختيار في غاية الذكاء والواقعية، لأنه يلامس جوهر التحولات الكبرى التي يشهدها العالم حاليًا.
الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا أو رفاهية تقنية، بل أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها. في السنوات الأخيرة، تسارعت وتيرة تطور هذه التقنيات بشكل غير مسبوق، وامتدت آثارها لتشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم. ولعل أهم ما نلاحظه هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم المناهج، وتحليل بيانات الطلاب، وتقديم تعليم شخصي موجه لكل متعلم حسب قدراته واحتياجاته.
لكن في المقابل، هذا التطور السريع يفرض علينا تحديات كبيرة، أبرزها ضرورة التأقلم، وإعادة النظر في أدوار المعلم، وأدوات التقييم، وطرق التدريس التقليدية. كما أننا، كأكاديميين، مطالبون بأن نكون على دراية عميقة بهذه الأدوات الجديدة، لنواكب العالم ونُعدّ طلابنا للمستقبل لا للماضي.
هناك من يرى أن هذا التطور قد يحمل تهديدًا للهوية الثقافية. ما تعليقكم؟هذا صحيح، وهو أحد أخطر التحديات التي ينبغي أن ننتبه لها مبكرًا. معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي التي نتعامل معها اليوم، سواء في التعليم أو غيره، تم تطويرها في بيئات غربية ذات مرجعيات ثقافية وفكرية تختلف كثيرًا عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وبالتالي، فإن هذه النظم تحمل في طياتها قيمًا وأفكارًا قد لا تتسق مع ثوابتنا الدينية والثقافية.
ومن هنا، لا بد أن نتعامل مع هذه التقنيات بوعي نقدي. لا مانع من استخدامها وتطويعها، بل هو أمر ضروري، لكن بشرط ألا نكون مجرد مستهلكين لها، علينا أن نُعيد إنتاجها بما يتفق مع قيمنا، وأن نطور بدائل محلية تنبع من بيئتنا وتُعبر عن هويتنا. الخطر الأكبر ليس في التكنولوجيا ذاتها، بل في طريقة تعاطينا معها.
إذًا، كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي دون المساس بهويتنا؟الأمر يتطلب إستراتيجية متكاملة تبدأ من التعليم، مرورًا بالتشريعات، وانتهاءً بالوعي المجتمعي. يجب أن نُدرّب الأساتذة والطلاب على الاستخدام الفعّال والأخلاقي لهذه الأدوات. لا يكفي أن نُدخل التكنولوجيا إلى الفصول، بل يجب أن نُحسن توجيهها.
علينا أيضًا أن نُكرّس في كل تطبيق نستخدمه قيمنا وثقافتنا، سواء من خلال المحتوى أو التصميم. المطلوب هو أن نكون منتجين لهذه التقنية لا مجرد مستهلكين. يجب أن ننظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة نستثمرها لصالحنا، لا كقوة تُعيد تشكيلنا دون وعي.
كيف ترون تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية، خاصة في المجالين الأكاديمي والبحثي؟لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر جذريًا على سوق العمل، وقد بدأ هذا التأثير بالفعل. هناك وظائف اختفت أو في طريقها للاختفاء، وهناك مهارات كانت تُعدّ أساسية أصبحت الآن غير كافية. حتى في مجالات مثل البرمجة والترجمة والبحث العلمي، نجد أن الذكاء الاصطناعي قادر على أداء جزء كبير من المهام، قد يصل إلى 70% أحيانًا.
لكن رغم كل ذلك، هناك مجالات ستظل بحاجة إلى الإنسان، لأن الذكاء الاصطناعي -مهما تطور- لا يستطيع محاكاة الإبداع الإنساني أو الضمير الأخلاقي أو الفهم العاطفي. هذه عناصر لا تزال عصية على التكنولوجيا، وستظل بحاجة إلى العنصر البشري. لذلك، علينا أن نُعيد تأهيل أنفسنا ومجتمعاتنا لمهن المستقبل، ونُركز على المهارات الإنسانية التي لا يمكن استبدالها.
وماذا عن مستقبل المعلم؟ هل سيُقصى من المشهد التعليمي؟هذا من أكثر الأسئلة التي تثار اليوم، والإجابة عليه تحتاج إلى توازن. الذكاء الاصطناعي قد يقلل من بعض المهام التقليدية للمعلم، مثل شرح المعلومات أو تصحيح الواجبات، لكنه لن يُلغي دوره بالكامل. المعلم في مجتمعاتنا ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو قدوة ومُربٍ ومُلهم.
نحن بحاجة إلى أن نُعيد تعريف دور المعلم، ليكون مرشدًا ومنسقًا وميسّرًا لعملية التعلم، وليس مجرد مصدر للمعلومة. ويجب أن نُعزز من التواصل الإنساني داخل العملية التعليمية، لأنه جوهر لا يمكن أن تعوّضه أي تكنولوجيا.
ما أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر من وجهة نظركم؟المؤتمر خرج بعدد من التوصيات المهمة، منها:
التأكيد على ضرورة الحفاظ على القيم الأخلاقية والدينية في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.تشجيع البحث العلمي في تطوير تطبيقات محلية تُعبّر عن الثقافة العربية وتستجيب لاحتياجات المجتمع.تعزيز التدريب المستمر للمعلمين والطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي، وتوفير بنية تحتية رقمية قوية في المؤسسات التعليمية.الدعوة إلى وضع أطر واضحة للضوابط الأخلاقية والقانونية في استخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات النشر والترجمة والبحث العلمي.إدماج مبادئ التفكير النقدي والابتكار في المناهج الدراسية، حتى يصبح الطلاب قادرين على التعامل الواعي مع التقنية.ما الرسالة التي تودون توجيهها للمهتمين بمستقبل التعليم والذكاء الاصطناعي؟ رسالتي هي أن الذكاء الاصطناعي ليس خطرًا في حد ذاته، بل هو فرصة عظيمة إذا أحسنا استخدامها. علينا أن نكون فاعلين في هذا المجال لا مجرد متلقين. التعليم هو بوابة الوعي، والعلوم الإنسانية يجب أن تحتفظ بمكانتها في ظل هذه الثورة التكنولوجية.
ومصر دائمًا بخير بعقول أبنائها وشبابها الواعي، وبعلمائها الذين لا يدخرون جهدًا في خدمة وطنهم.
أشكركم جزيل الشكر، وأحيي جريدة الفجر على اهتمامها بالقضايا العلمية والتعليمية. ربنا يحفظ مصر وشعبها.