الجزيرة:
2024-12-28@11:55:31 GMT

الجنوب اللبناني يستقبل أبناءه بمشاعر الفرح والحزن

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

الجنوب اللبناني يستقبل أبناءه بمشاعر الفرح والحزن

بيروت- ما إن بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حتى سارع النازحون اللبنانيون إلى العودة لمنازلهم في القرى والبلدات الجنوبية والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ولم ينتظروا شروق الشمس بل حملوا أمتعتهم مدفوعين بشوقهم إلى أرضهم التي تركوها خلفهم.

الساعات الأولى من العودة كانت مليئة بالمشاعر الجياشة التي اختلطت بين الفرح بالرجوع بعد نزوح دام أكثر من سنة للكثير منهم، وبين الحزن على خسارة المنازل وتضرر أخرى وفقدان أحبة سقطوا "شهداء على طريق القدس".

ورصدت الجزيرة نت مشاهد مؤثرة، ففي الليل لم تغمض عيون النازحين كما جرت العادة على أصوات الغارات الإسرائيلية والقصف، ودّع بعضهم البعض وسط بكاء ودموع، وحرص آخرون على رفع رايات "حركة أمل" وحزب الله، وكثيرون أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم احتفاء بالعودة.

نازحون لبنانيون عائدون للجنوب حاملين أعلام حزب الله وحركة أمل (الجزيرة) حركة كثيفة

كانت الحركة كثيفة على طول الطرقات وعند مداخل المدن ووسط شوارعها الرئيسية، لم يخفف من ازدحامها لا تساقط الأمطار ولا الطقس البارد، كأنه تحدٍ جديد يخوضه العائدون بعدما نغّص على عدد منهم تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي من الرجوع إلى المناطق التي يوجد فيها وخاصة القرى الأمامية.

وتفقد العائدون منازلهم وقبّل بعضهم الأرض لدى وصوله وصلى آخرون ركعتي شكر، فيما لم يكثرت البعض لهدم بيوتهم أو تضررها حيث كانت أولويتهم النجاة بأنفسهم من الحرب التي ارتكبت إسرائيل فيها مجازر وحشية دون رحمة.

ورغم ذلك، لم يأبه النازحون وصمموا على العودة، وقفوا على مداخل بلداتهم بانتظار قرار الجيش اللبناني، في حين وحد عودتهم مشهد الفراش والأغطية تعلو سقوف سياراتهم أو حافلات النقل التي لم تهدأ حركتها.

من جانبه، سهّل الجيش اللبناني المرور على حواجزه العسكرية تفاديا للازدحام، وانتشرت عناصر قوى الأمن الداخلي لتنظيم عملية المرور، في حين تموضعت الفرق الطبية والإسعافية عند مداخل المدن وفي المستديرات الرئيسية تحسبا لأي طارئ.

وعبر العائدون عن فرحهم لوقف إطلاق النار والعودة وقال بعضهم إن "طعم النصر سيبقى منقوصا باستشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لأنه لو كان موجودا لكان للانتصار طعم آخر يشبه عام 2006″.

دمار خلفه العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يظهر بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (الجزيرة) مغادرة البقاع

ومن البقاع، رصدت الجزيرة نت عودة مئات النازحين من مراكز إيواء في البقاعين الغربي والأوسط وراشيا، إلى قراهم الواقعة جنوب البقاع الغربي جنوبا، وإلى مدينتي بعلبك والهرمل شمالا، وذلك مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وعرفت شوارع البلدات، التي شكلت واحة أمان للنازحين، حركة نشطة لعائلات أخلت مراكز إيواء ومنازل مضيفة وحملت متاعا متواضعا فوق سيارات سياحية أو مستأجرة، قاصدة بلداتها في مشغرة، وسحمر، وعين التينة، وقليا، ولبايا وزلايا والدلافة، ويحمر، وميدون جنوب البقاع الغربي، وهي قرى أصابها دمار هائل بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية وسقط فيها 150 شهيدا وأكثر من 300 جريح خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

كما شهد معبر القرعون-مشغرة- جزين أرتالا من السيارات تقلّ مئات النازحين من قرى جزين، وشرق صيدا، والنبطية، والعيشية، وبعض قرى مرجعيون.

وغادر آلاف النازحين مدن زحلة وبر الياس وقب الياس ومجدل عنجر وشتوره في البقاع الأوسط، ودير الأحمر وعيناتا وعرسال في البقاع الشمالي، قاصدين قراهم باتجاه محافظة بعلبك -الهرمل التي عرفت خلال الفترة الماضية عمليات تدمير ممنهجة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، آخرها فجر اليوم الأربعاء، وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى.

لمياء نازحة من الجنوب إلى البقاع الغربي فضلت البقاء إلى حين استتباب الأمن بالكامل (الجزيرة) فرحة حذرة

وبدا واضحا عدم اكتراث العائدين لأية محاذير أمنية لها علاقة بما ألقته طائرات إسرائيلية من قنابل وصواريخ لم تنفجر، أو قنابل عنقودية ذكرت معلومات سابقة أن طائرات الاحتلال ألقتها في المناطق التي استهدفتها.

لكن فرحة الآلاف بالعودة السريعة إلى قراهم لم تشمل مئات النازحين إلى مراكز إيواء أو بيوت مضيفة، إذ بقي هؤلاء ينتظرون تنفيذ إسرائيل أحد بنود الاتفاق الذي ينص على "انسحابها تدريجيا من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يوما"، إلى جانب خوفهم من تطورات غير محسوبة نظرا لما أصابهم من خسائر بشرية ومادية.

النازحة زهرة تنتظر انتشار الجيش اللبناني للعودة إلى الجنوب (الجزيرة)

تقول النازحة لمياء رجب للجزير نت "فرحنا كثيرا بوقف إطلاق النار، لكننا نحن أبناء قرية عين عرب المتاخمة لنبع الوزاني، لن نستطيع العودة في انتظار استقرار الوضع وخروج العدو من الجنوب، دمرت منازلنا بالكامل وسقط لنا شهداء وجرحى، لذلك سنبقى في مركز إيواء في البقاع الغربي إلى حين استتباب الوضع".

وتقول زهرة الخالد من قضاء مرجعيون "سنبقى في قرية غزة البقاعية التي نزحنا إليها منذ عام تقريبا. لا نستطيع المغامرة اليوم، لدينا أطفال صغار، وبيوتنا أصابها دمار كثير والمنطقة غير آمنة، فالعدو الإسرائيلي غدار وماكر. وعليه، ننتظر استتباب الوضع وانتشار الجيش اللبناني حتى نتمكن من العودة براحة واطمئنان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش اللبنانی البقاع الغربی إطلاق النار فی البقاع

إقرأ أيضاً:

مماطلة إسرائيلية وشكوك لبنانية.. لماذا تخترق تل أبيب الهدنة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا تزال الساحة اللبنانية تموج بالكثير من الأحداث العسكرية والسياسية، إذ يواجه الجيش اللبناني مماطلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الانسحاب التدريجي من الجنوب، وهو ما يعرقل محاولات انتشار الجيش اللبناني، ويدفع جيش الاحتلال للبقاء في المنطقة، بعد انتهاء مدة الـ60 وفق اتفاق وقف إطلاق النار، جاء ذلك في تقرير تليفزيوني عرضه برنامج "ملف اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي كمال ماضي عبر قناة «القاهرة الإخبارية».

لا تزال مماطلة الجانب الإسرائيلي في تنفيذ الانسحاب من الجنوب اللبناني تثير بعض الشكوك والمخاوف حول المستقبل الأمني والسياسي في الجنوب، إذ أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن جيش بلاده سيقوم بالمهام الكاملة للجيش في جنوب لبنان، بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت فيها، وأنه سيعقد اجتماعًَا مع اللجنة الخماسية المشرفة على وقف إطلاق النار.

يأتي الاجتماع مع اللجنة بهدف بحث التطورات الجارية، وتقدمت الخارجية اللبنانية بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي على وقع الأحداث الجارية في الجنوب اللبناني، تضمنت الشكوى بين طياتها احتجاجًا على خروقات جيش الاحتلال المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • قلق متصاعد من ترنّح الهدنة وميقاتي يشدد على الانسحاب الاسرائيلي الكامل
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • “أرحومة” يجتمع بمدراء بعض الشركات التي قدمت خدماتها للجنة الطوارئ لمدينة سبها ومدن الجنوب الغربي
  • ثلاث غارات إسرائيلية على البقاع اللبناني
  • إسرائيل تستهدف البقاع اللبنانية للمرة الثانية منذ وقف إطلاق النار
  • من الجانب السوري .. إطلاق نار على الجيش اللبناني
  • قائد الجيش اللبناني في السعودية.. ما وراء الزيارة
  • الجيش اللبناني: إسرائيل تتمادى في خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • مماطلة إسرائيلية وشكوك لبنانية.. لماذا تخترق تل أبيب الهدنة؟
  • العدو الصهيوني يواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان ويقصف البقاع