الجنوب اللبناني يستقبل أبناءه بمشاعر الفرح والحزن
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بيروت- ما إن بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حتى سارع النازحون اللبنانيون إلى العودة لمنازلهم في القرى والبلدات الجنوبية والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ولم ينتظروا شروق الشمس بل حملوا أمتعتهم مدفوعين بشوقهم إلى أرضهم التي تركوها خلفهم.
الساعات الأولى من العودة كانت مليئة بالمشاعر الجياشة التي اختلطت بين الفرح بالرجوع بعد نزوح دام أكثر من سنة للكثير منهم، وبين الحزن على خسارة المنازل وتضرر أخرى وفقدان أحبة سقطوا "شهداء على طريق القدس".
ورصدت الجزيرة نت مشاهد مؤثرة، ففي الليل لم تغمض عيون النازحين كما جرت العادة على أصوات الغارات الإسرائيلية والقصف، ودّع بعضهم البعض وسط بكاء ودموع، وحرص آخرون على رفع رايات "حركة أمل" وحزب الله، وكثيرون أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم احتفاء بالعودة.
كانت الحركة كثيفة على طول الطرقات وعند مداخل المدن ووسط شوارعها الرئيسية، لم يخفف من ازدحامها لا تساقط الأمطار ولا الطقس البارد، كأنه تحدٍ جديد يخوضه العائدون بعدما نغّص على عدد منهم تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي من الرجوع إلى المناطق التي يوجد فيها وخاصة القرى الأمامية.
وتفقد العائدون منازلهم وقبّل بعضهم الأرض لدى وصوله وصلى آخرون ركعتي شكر، فيما لم يكثرت البعض لهدم بيوتهم أو تضررها حيث كانت أولويتهم النجاة بأنفسهم من الحرب التي ارتكبت إسرائيل فيها مجازر وحشية دون رحمة.
ورغم ذلك، لم يأبه النازحون وصمموا على العودة، وقفوا على مداخل بلداتهم بانتظار قرار الجيش اللبناني، في حين وحد عودتهم مشهد الفراش والأغطية تعلو سقوف سياراتهم أو حافلات النقل التي لم تهدأ حركتها.
من جانبه، سهّل الجيش اللبناني المرور على حواجزه العسكرية تفاديا للازدحام، وانتشرت عناصر قوى الأمن الداخلي لتنظيم عملية المرور، في حين تموضعت الفرق الطبية والإسعافية عند مداخل المدن وفي المستديرات الرئيسية تحسبا لأي طارئ.
وعبر العائدون عن فرحهم لوقف إطلاق النار والعودة وقال بعضهم إن "طعم النصر سيبقى منقوصا باستشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لأنه لو كان موجودا لكان للانتصار طعم آخر يشبه عام 2006″.
ومن البقاع، رصدت الجزيرة نت عودة مئات النازحين من مراكز إيواء في البقاعين الغربي والأوسط وراشيا، إلى قراهم الواقعة جنوب البقاع الغربي جنوبا، وإلى مدينتي بعلبك والهرمل شمالا، وذلك مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
وعرفت شوارع البلدات، التي شكلت واحة أمان للنازحين، حركة نشطة لعائلات أخلت مراكز إيواء ومنازل مضيفة وحملت متاعا متواضعا فوق سيارات سياحية أو مستأجرة، قاصدة بلداتها في مشغرة، وسحمر، وعين التينة، وقليا، ولبايا وزلايا والدلافة، ويحمر، وميدون جنوب البقاع الغربي، وهي قرى أصابها دمار هائل بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية وسقط فيها 150 شهيدا وأكثر من 300 جريح خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
كما شهد معبر القرعون-مشغرة- جزين أرتالا من السيارات تقلّ مئات النازحين من قرى جزين، وشرق صيدا، والنبطية، والعيشية، وبعض قرى مرجعيون.
وغادر آلاف النازحين مدن زحلة وبر الياس وقب الياس ومجدل عنجر وشتوره في البقاع الأوسط، ودير الأحمر وعيناتا وعرسال في البقاع الشمالي، قاصدين قراهم باتجاه محافظة بعلبك -الهرمل التي عرفت خلال الفترة الماضية عمليات تدمير ممنهجة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، آخرها فجر اليوم الأربعاء، وأدت إلى سقوط شهداء وجرحى.
وبدا واضحا عدم اكتراث العائدين لأية محاذير أمنية لها علاقة بما ألقته طائرات إسرائيلية من قنابل وصواريخ لم تنفجر، أو قنابل عنقودية ذكرت معلومات سابقة أن طائرات الاحتلال ألقتها في المناطق التي استهدفتها.
لكن فرحة الآلاف بالعودة السريعة إلى قراهم لم تشمل مئات النازحين إلى مراكز إيواء أو بيوت مضيفة، إذ بقي هؤلاء ينتظرون تنفيذ إسرائيل أحد بنود الاتفاق الذي ينص على "انسحابها تدريجيا من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يوما"، إلى جانب خوفهم من تطورات غير محسوبة نظرا لما أصابهم من خسائر بشرية ومادية.
تقول النازحة لمياء رجب للجزير نت "فرحنا كثيرا بوقف إطلاق النار، لكننا نحن أبناء قرية عين عرب المتاخمة لنبع الوزاني، لن نستطيع العودة في انتظار استقرار الوضع وخروج العدو من الجنوب، دمرت منازلنا بالكامل وسقط لنا شهداء وجرحى، لذلك سنبقى في مركز إيواء في البقاع الغربي إلى حين استتباب الوضع".
وتقول زهرة الخالد من قضاء مرجعيون "سنبقى في قرية غزة البقاعية التي نزحنا إليها منذ عام تقريبا. لا نستطيع المغامرة اليوم، لدينا أطفال صغار، وبيوتنا أصابها دمار كثير والمنطقة غير آمنة، فالعدو الإسرائيلي غدار وماكر. وعليه، ننتظر استتباب الوضع وانتشار الجيش اللبناني حتى نتمكن من العودة براحة واطمئنان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش اللبنانی البقاع الغربی إطلاق النار فی البقاع
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يستقبل صقر غباش
استقبل فخامة العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، اليوم في القصر الجمهوري «بعبدا»، بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في إطار زيارة رسمية يقوم بها معاليه إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
ونقل معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وتمنيات سموهم لفخامته بالتوفيق والسداد في قيادة لبنان، وللجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق دوام التقدم والازدهار.
من جانبه، حمل رئيس الجمهورية اللبنانية، معالي صقر غباش، تحياته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتمنياته لدولة الإمارات حكومة وشعباً بالمزيد من التطور والنماء.
ورحب فخامته في بداية اللقاء بمعالي صقر غباش، مؤكداً أهمية هذه الزيارة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، مشدداً على أهمية دور البرلمانات في تطوير علاقات التعاون بين البلدين، بما يسهم في دعم جهود التنمية، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، مثمناً الدعم الكبير المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات للبنان وشعبه، الذي جاء تعبيراً عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتجسيداً لمبادئ الأخوة التاريخية.
وتطرق الجانبان، خلال اللقاء، إلى الحديث عن القضايا الإقليمية والدولية، وبحثا آخر المستجدات والتطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، كما أكدا أهمية تحقيق السلم والأمن والاستقرار العالمي، ودعم كافة الجهود المبذولة لتوفير مستقبل أفضل لشعوب العالم.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء، على عمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط دولة الإمارات والجمهورية اللبنانية، وما يجمع البلدين من روابط ثقافية واقتصادية واجتماعية ممتدة، وشددا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعكس حرص دولة الإمارات الدائم على دعم أمن واستقرار وازدهار لبنان.
وقال معالي صقر غباش، إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحرص دائماً على أن تكون علاقاتها بالدول قائمة على أسس راسخة من التعاون المشترك والصداقة والاحترام المتبادل وتوطيد مبادئ الأخوة والتعاون بين الأمم والشعوب وترسيخ أسس السلام والتعايش.
وجدد معاليه التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت في دعم لبنان الشقيق، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ستظل داعمة لأمن واستقرار وسيادة لبنان ووحدة أراضيه، والحرص على كل ما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في التنمية والازدهار.