بوابة الوفد:
2024-09-17@01:41:15 GMT

التحالف الأهلى التنموى.. عاش إذا!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

فى 13 مارس 2022 انطلق ميثاق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.. وهو فكرة عظيمة كثيرًا ما كانت تراودنى- وزملائى- حتى أننى- وأنا أحد المسئولين عن إحدى الجمعيات محدودة الانتشار- حيث كان لنا شرف المحاولة فى تنفيذ مثيلتها على مستوى ضيق، وفى النطاق الجغرافى الموجود به هذه الجمعية.. ولَكَمْ سَعِدتُ حينما انطلقت الفكرة بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2022 لتأخذ مأخذ الجد والتنفيذ- وأنا العالم بعظمها وفائدتها- وأصبحت أمرًا واقعًا، وأخذت المظلة القانونية والتشريعية بعد أن تم عرضها على مجلس النواب.

 

ويضم هذا التحالف حوالى ٣٤ جمعية ومؤسسة أهلية، كل مؤسسة وجمعية تنطوى تحتها عشرات الجمعيات، وتحوى عشرات الآلاف من المتطوعين، ويعد جسرًا بين الحكومة والمجتمع الأهلى، كما يعد طريقة تنظيمية تصل من خلالها المساعدات لجموع المواطنين رقيقى الحال، ومظلة واحدة لإخراج الأسر الأكثر احتياجًا من دائرة الفقر، ويخدم أكثر من  7.5 مليون مواطن.. ومن إيجابيات هذا التحالف التنسيق لعمل قاعدة بيانات ضخمة موحدة للمستفيدين من الحماية الاجتماعية فى جميع المناطق الجغرافية التى تقع فى نطاق كل جمعية، حتى لا تتكرر المساعدات عن طريق عدة جمعيات لحالة واحدة، فى حين يحرم عدد كبير من الحالات ويسقط من حساباتها، ولم تصل له أى مساعدات اجتماعية، أو أن يصل العطاء لمنطقة دون منطقة، ومن الأهمية بمكان أن يتم تحديث هذه القاعدة بشكل دورى.

ومن فوائد التحالف كونه يساعد على تماسك المؤسسات، وتعظيم موقفها المادى والقانونى،

كما أنه يعمل على التباحث وتوحيد الرؤى وتبادلها تجاه مختلف القضايا الاجتماعية وغيرها، وإنجاب العديد من المبادرات مثل «كتف فى كتف» و«ازرع» و«مراكب النجاة»، بما فيها من التنوع، وعدم حصر المساعدات على التعاطى المادى، بل امتد إلى شراكة مع المستفيد فى الجانب المادى، بالإضافة إلى عمل مشاريع خاصة وإيجاد فرص تشغيل، ليصبح بعدها يدًا منتجة لا استهلاكية استهلاكًا شهريًا، ما يعطيه عزة نفس وعدم اتكالية، وهذا لن يتأتى إلا بترك مبدأ العمل على الإعانات والأمن الغذائى وفقط.

ويرتبط نجاح واستمرارية هذا التحالف بالحفاظ على قاعدة بيانات يتم تجميعها من مجموع الجمعيات والمؤسسات الخيرية الموجودة فى كل نطاق جغرافى، ومن اللجان الموجودة بالمساجد ووزارة التضامن والأوقاف وبيت الزكاة بالأزهر الشريف وغيرها، بحيث تتم تغطية محافظات مصر كافة، مع تجديد البيانات والبحث وتنقيتها دوريًا للعدالة الاجتماعية.

** أخيرًا ولأن الشىء بالشىء يذكر: هل التحالف يدخل فى مسمى بيت المال؟ وهو الذى عرفه القاضى الماوردى والقاضى أبويعلى: كل مال استحقه المسلمون، ولم يتعين مالكه منهم، فهو من حقوق بيت المال.. ثم قال: وبيت المال عبارة عن الجهة لا عن المكان.

اللهم احفظ مصر وارفع قدرها

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التحالف الأهلى التنموى التحالف الوطني الجمعيات

إقرأ أيضاً:

في خطورة تنسيب القيم الاجتماعية

تكاد تكون مسألة (القيم الاجتماعية) هي من الثيمات الرئيسة التي تعنى بها دراسة علم الاجتماع، ذلك أن بعض علمائه اشتغلوا عمرًا علميًا في تحليل مصادر تلك القيم، وتكوينها، ودور البنى الاجتماعية في تشكيلها وتحريكها، وآليات توظيفها، وكيف تسهم العوارض الثقافية التي تنشأ من المجتمع أو من خارجه في تغيير معانيها، وكيف تستغل في بعض النظم الاجتماعية كأدوات للسلطة والهيمنة على حد انشغال بيير بورديو. والواقع أنه من الصعب إيجاد مفهوم للقيم الاجتماعية دون السياق الاجتماعي الذي تنشأ فيه؛ فالمجتمع بثقافته وعلاقته وأنماط تفاعله وتاريخيته وأنماط السلطة فيه وتكوين أنساق هو الذي يعطي القيمة الاجتماعية معناها ومبناها، ولذا تتفاوت أولوية القيم من مجتمع إلى آخر، ويتفاوت تبنيها من مجتمع لآخر، وكذا في الحال نفسه تتفاوت السلوكيات التي تترجم تلك القيم في المجتمعات من مجتمع لآخر. فالكرم كقيمة اجتماعية على سبيل مثال تجد أن أولوياتها في مجتمعات ما أولوية قصوى، ومؤكد عليها، وهي تشكل تعبيرًا عن وضع واندماج وامتثال الأفراد للنظام الاجتماعي وقد تبدو السلوكيات المعبرة عنها سلوكيات يحاول أفراد المجتمع التفاضل فيها، بينما القيمة ذاتها في مجتمعات أخرى قد لا تجد الحيز ذاته من الأولوية، وقد لا تمثل الدلالة ذاتها في امتثال الفرد أو المجموعة الاجتماعية للنظام الاجتماعي في مقابل قيم أخرى كالخصوصية والفردانية والحرية المطلقة، ويمكن القياس لزامًا على قيم أخرى.

إذن فالثابت في دراسة مسألة القيم الاجتماعية هو خضوعها للتغير من ناحية، ونسبيتها بطبيعة السياق الاجتماعي الذي تنشأ وتمارس فيه من ناحية أخرى. وإن كانت قضية تغير القيم الاجتماعية مسألة ثابتة، فالأصل في المجتمعات أن تحرك مؤسساتها الاجتماعية للحفاظ على المتفق عليه من تلك القيم، فالمدارس ومؤسسات التعليم عمومًا يجب أن توجه مناهجها، وعملياتها، وتفاعلاتها في بيئات التعلم للحفاظ على تلك القيم، وخطاب المؤسسات الدينية، وخطاب مؤسسات الفعل الثقافي، وخطاب مؤسسات التكوين الاجتماعي من الأسرة والنادي وغيرها يجب أن يوجب في مسألة الحفاظ على تلك القيم. وفي المجمل تجمع الأدبيات أن هناك أربعة محركات أساسية تسهم في تغير القيم وهي: التقانة، ويتم الإشارة فيها إلى كل أنواع المبتكرات وليس فقط الأجهزة الإلكترونية، ولكن ترتبط بكل الوسائل التي تبدل أنماط العمل والتفاعل في مجتمع ما من السياق اليدوي التقليدي إلى سياق آلي، مما من شأنه أن يفرز قيمًا جديدة، أو يواري قيمًا أخرى كانت مرتبطة بأشكال التفاعل والعمل بالطرق السابقة. المحرك الآخر: هو التفاعلات الثقافية، فبقدر ما تتفاعل المجتمعات في سياقها العالمي بقدر ما تصعد مجتمعات ما قيمها وثقافتها، ويصعب على ثقافات أخرى إبقاء قيمها وثقافتها في مقدمة أولويات شعوبها. المحرك الثالث: هو المحرك الاقتصادي، فانتقال المجتمعات من حال اقتصادي إلى آخر، وانتقال الأفراد عبر الطبقات الاجتماعية، والحراك الاجتماعي يفرز قيمًا ويواري أخرى. المحرك الرابع: يتمثل في عامل التعليم، والتعليم هنا بوصفه حاملًا للقيم الاجتماعية وناقلًا لها عبر الأجيال، ومحافظا على مرجعياتها، ومجددًا في المنهجيات التي من خلالها تنتقل بها إلى الأفراد في مختلف مستوياتهم العمرية.

في التعامل مع المسألة القيمية، تكمن الخطورة حينما يتم (تنسيب) القيم الاجتماعي ــ التي يفترض أن يكون متفق عليها اجتماعيًا ــ في سياق مجتمع معين، ونقصد بالتنسيب هنا هو جعل هذه القيم خاضعة لحكم الأفراد؛ من ناحية تفسير معنى القيمة، ومن ناحية أولوية الالتزام بحكمها، ومن ناحية أولويتها، ومن ناحية ضرورتها لحكم التفاعل الاجتماعي، ومن ناحية فهم السلوك الممارس للقيمة. وهذا في تقديرنا الأثر الذي صنعته تحديدًا مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالمجتمعات؛ هناك قيم اجتماعية عدة أخضعتها هذه المواقع والتطبيقات لعامل التنسيب، كقيم الحرية، والخصوصيات في مستوياتها المختلفة (فردية، أسرية، مجتمعية)، وقيم الاحترام وسواها، فأصبحنا رهان تفسيرات فردية لهذه القيم، وأمام ممارسات وسلوكيات تتعامل مع هذه القيم وفقًا لمفاهيم ذاتية، وكأنها انتزعت من مرجعيتها الاجتماعية الأساسية، ونعتقد أنه حين الحديث عن التأثيرات الاجتماعية لمواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي فإن ما يجب التوجه لمناقشته ودراسته وبحثه وفهمه بالأساس هو الكيفية التي جعلت بها هذه المواقع والتطبيقات المجتمعات الافتراضية في حالة من (تنسيب القيم).

نشأت هذه الحالة نتيجة الانخراط في ثقافات متدافعة على هذه المواقع والتطبيقات، وتفاوتت من مجتمع لآخر بحسب قوة المرجعيات الاجتماعية للقيم، وبحسب دور المؤسسات الاجتماعية الرئيسة في الحفاظ وتعزيز تلك القيم. فأصبح الفرد قادرًا على تقمص عدة أدوار وعدة شخصيات وأمام كل دور وشخصية هناك فهم وتوجيه ذاتي لمعنى القيم، وأصبح بعض الناشطين على هذه المواقع والتطبيقات يختبرون ممارسة قيم عدة، أو يختبرون التخلي عن ممارسة قيم عدة، وهنا نشأ مفهوم (الفقاعة). إن استمرار هذه الحالة من (تنسيب القيم) يعني أننا قد نصل إلى مجتمعين متوازيين: مجتمع واقعي يحاول التحرك للبقاء والحفاظ على القيم الاجتماعية الأصيلة، ومجتمع افتراضي يقدم فهومات ذاتية وممارسات للقيم الاجتماعية المنتزعة من المرجعية الاجتماعية الأساس لها، وكل ذلك في النهاية يؤجج مفهوم الصراع الاجتماعي، ويتحرك نحو تفتيت الهويات الاجتماعية، مما ينشئ مشكلات اجتماعية عدة. إن حوارًا جادًا ومستفيضًا ومؤسسيًا حول القيم الاجتماعية قد آن أوانه، والدفع بالمؤسسات الاجتماعية لمراجعة كل عملياتها وأدوارها وتفاعلاتها مع المسألة القيمية أصبح اليوم ضرورة وطنية، وفي الآن ذاته هذه هي لحظة الأسرة في التاريخ الاجتماعي المعاصر، حيث تأصيل تلكم القيم، وتضمينها في الممارسات والحوارات والتوجيهات، وتعزيز أدوار الرقابة عليها، والحوار حول ضرورتها وأهميتها.

مقالات مشابهة

  • خبير مقدسي: لهذه الأسباب تستهدف الجمعيات الاستيطانية جبل الزيتون
  • إمام وخطيب المسجد الحرام يلتقي رؤساء الجمعيات الإسلامية بجنوب أفريقيا
  • ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الشريفين.. “الدوسري” يلتقي رؤساء الجمعيات الإسلامية بجنوب إفريقيا
  • الاتحاد السكندري يتعاقد مع المدافع " محمد المغربى " بعقد يمتد لـ " ثلاث " مواسم
  • الاتحاد السكندري يتعاقد مع محمد المغربى لمدة ثلاث مواسم
  • »اﻷﻫﻠﻰ اﻟﻤﺼﺮى« و»ﻣﺎﺳﺘﺮﻛﺎرد« ﻳﻌﻤﻼن ﻋﻠﻰﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻰ
  • سفير مصر في كينيا: شعبية الزمالك أكبر من الأهلى في كينيا
  • ”عندما يصبح المال وسيلة للإذلال: القاضي قطران يرد على الحوثيين!”
  • 6 طرق لكسب المال عبر الإنترنت.. تعرف عليها
  • في خطورة تنسيب القيم الاجتماعية