«أجراس العودة فلتقرع».. سكان جنوب لبنان يبدأون العودة إلى ديارهم (صور)
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أضواء حمراء تضيئها فوانيس مئات السيارات التي تصطف على طول الطرق المزدحمة المؤدية إلى قرى شرق لبنان وجنوبه، مشهد يعيد نفسه مرة أخرى، بعد ما يقرب من شهرين على تهجير سكان الجنوب اللبناني والشريط الحدودي المحتل من قبل إسرائيل، التي شنت هجمات بالطيران الحربي وقصف بالقذائف المدفعية مستهدفة المدنيين، في إعادة للسيناريو المتبع في قطاع غزة.
ولكن في هذه المرة وتحديداً صباح السابع والعشرين من نوفمبر، تشرين الثاني، 2024، لم يتذمر قائدي المركبات أو من يجلسون داخلها من الازدحام، فهذا يوم العودة إلى الديار في الجنوب، فسكان مدينة صور وقرى النبطية والخيام وكفر شوبا ومرجعيون ومارون الراس وغيرها من الأراضي اللبنانية، التي طالتها صواريخ القصف الإسرائيلي، وعاث فيها الجنود المدججون بالسلاح والمحملين بأطنان من الحقد ودوافع القتل فساداً ودماراً وتخريباً، تعلو أصواتهم بالزغاريد بينما تنهمر دموع الفرحة على وجوههم، فالأمنية أصبحت واقعاً والحلم أصبح حقيقة، والخبر الذي تمنوه طويلاً قد تمت إذاعته «بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي»، وكأن صوت جارة القمر السيدة فيروز يصدح في أجواء لبنان وجنوبه الجريح وهي تدندن «أجراس العودة فلتقرع».
سيراً على الأقدام نحو الديارماجد مرتضى، 35 عامًا، أحد السكان الذي دمرت طائرات الاحتلال منزله في قرية «النبطية الفوقا» جنوب لبنان، ونزح مع زوجته وطفلتيه إلى العاصمة بيروت، منتصف أكتوبر الماضي، بعد أن أنقذته فرق الدفاع المدني من تحت الأنقاض وكتبت له حياة جديدة، ليقرر العودة إلى ركام منزله سيراً على الأقدام، غير مهتم بالتحذيرات التي أطلقها الاحتلال من عودة المدنيين إلى الجنوب، ويحكي: «ما استنيت أدبر سيارة تاخدني لداري، ومن شوقي لأرضي ما تحملت أتعطل في زحمة السيارات عشان أرتمي على حجارة منزلي اللي اشتقت أشم غباره وأعمره من جديد».
إصرار على المقاومةالطريق إلى الجنوب كان مليئاً باللافتات التي رفعها المواطنون من نوافذ منازلهم وسياراتهم وتحمل شعار المقاومة اللبنانية، وأعلامها الشهيرة باللونين الأصفر والأخضر، وصور الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصر الله، بينما وقف عدد من سكان العاصمة يودعون ضيوفهم من النازحين بالورود وتوزيع المياه والطعام، لتكون لهم زادًا حتى الوصول إلى ديارهم.
ورغم الفرحة العارمة التي عجز اللبنانيون عن التعبير عنها بوقف الحرب، إلاّ أنها تظل فرحة منقوصة وفق شهاب الناجي، 40 عامًا، والذي اضطرته الحرب إلى النزوح من قرية كفر شوبا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ يحكي لـ«الوطن»: «أي قرار بوقف الحرب دون ما يشمل أخواتنا في غزة هو قرار منقوص، صحيح فرحانين إننا هنرجع على دورنا حتى لو كان خطر الاحتلال لا يزال قائم، ولكن فرحتنا وعيدنا الأكبر هو في اللحظة التي سيتوقف فيها شلال دماء الأبرياء في القطاع، احنا جربنا جزء من اللي بيتعرض له أشقائنا هناك على مدار أكثر من سنة وكانت الأوضاع صعبة وقاتلة، وما يحدث لا يتحمله بشر، وستظل قلوبنا معلقة مع غزة حتى النصر والتحرير، والعقبى لهم قريبا بإذن الله».
وتحت زخات المطر وموجة البرد القارس التي تشهدها لبنان، حزمت مايا الشبل، 22 عامًا، أمتعتها عاقدة العزم على الرجوع إلى منزلها بقرية مارون الراس، التي تبعد اثنين كيلو متر من الحدود الفلسطينية المحتلة، حيث لا تعلم «مايا» ما إذا كان منزلها قد تعرض للقصف والدمار، أو اتخذته قوات الاحتلال الإسرائيلية نقطة تمركز وانطلاق للعمليات العدائية ضد البنانيون ومقاومتهم: «أيا ما كان الوضع هناك هرجع عشان أصلح اللي تدمر، ولو بدهم يقصفوه ألف مرة ما راح نوقف مقاومة»، وتحكي الشابة العشرينية عن أول شيء تنوي فعله عند العودة للديار: «كتير اشتقت لقريتي وجيراني وكوب الشاي في البلكونة اللي بطل منها على بلادي، صحيح نزحت بس كنت متأكدة من العودة وطول ما فينا نفس وروح هنضل نقاوم لحد خروج آخر جندي محتل».
قرار الهدنة ووقف إطلاق الناروأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس الثلاثاء رسمياً، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، واصفاً ذلك بأنه «نبأ سار»، وقال «بايدن» في كلمة ألقاها في البيت الأبيض بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موافقة الحكومة الأمنية على الاتفاق، إنَّ وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ فجر الأربعاء عند الساعة الرابعة بتوقيت بيروت، مشدداً على أن اتفاق الهدنة يبشر "ببداية جديدة" للبنان.
وتضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية أمس النقاط التالية:
- إسرائيل لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان.
- إسرائيل ولبنان تعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
- هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.
- سيتمّ تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة
- سيتمّ تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.
- سيتمّ تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
- إسرائيل ولبنان سيبلغان اللجنة واليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.
- سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كافة الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.
- ستسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يومًا.
- ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.
ضحايا العدوان الإسرائيليوأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 3768 شهيدا و15699 مصابا منذ بدء الحرب على البلاد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان قرى جنوب لبنان وقف إطلاق النار حزب الله إسرائيل الاحتلال اللبنانيون وقف إطلاق النار إسرائیل ولبنان
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات اللبنانيين يشقون طريقهم جنوبًا
بعد ليلة عنيفة من القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في لبنان، وغارات مكثفة تركزت على العاصمة بيروت، دخل وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرًا. وسرعان ما امتلأت الشوارع بحركة نزوح كثيفة للجنوبيين العائدين إلى منازلهم مع بزوغ الفجر.
اعلانوقد حذّر الجيش اللبناني المواطنين من التسرع في العودة إلى المناطق الحدودية التي لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجدًا فيها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حفاظًا على سلامتهم.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بدوره، عقب الاتفاق، تحذيرًا لأهالي الجنوب الوافدين نحو قراهم بالامتناع عن ذلك، ملوّحًا باستمراره في التمركز داخل بعض المواقع. وشدّد التحذير على ضرورة عدم التوجه إلى القرى الحدودية التي تم إخلاؤها حتى إشعار آخر، غير أن الجنوبيين لم يظهروا آبهين لذلك.
تحذير من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي للجنوبيين بعد وقف إطلاق الناروانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور عديدة تُظهر النازحين وهم يشقون طريقهم وسط ركام المباني المدمرة. ورفع بعضهم علامات النصر وهتفوا لحزب الله ولأمينه العام السابق، حسن نصر الله، مؤكدين أن صمود الحزب كان السبب فيما وصفوه بـ"الانتصار على إسرائيل". كما سُمع إطلاق نار احتفالي في بعض مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعرضت للقصف خلال الشهرين الماضيين.
Relatedحزب الله دمّر 8 آلاف منزل في شمال إسرائيل.. ورئيس بلدية كريات شمونة يتوقع موجة هجرة جديدة بعد الحرببعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في لبنان؟هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد كثفت هجماتها على مناطق عدة من العاصمة بيروت، شملت مار إلياس، والنويري، وشارع الحمراء، والبسطة، وغيرها، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية. كما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان مبانٍ في قضاء صور، تحت ذريعة استهداف مواقع لحزب الله.
أناس في سياراتهم مع أمتعتهم عائدين إلى قراهم بعد بدء وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في صور، جنوب لبنان، الأربعاء، 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.Hussein Malla/ APوأسفرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عن سقوط 42 قتيلًا لبنانيًا على الأقل حسب وزارة الصحة اللبنانية. واعتبر اللبنانيون أن إسرائيل تحاول زيادة تكلفة إعادة الإعمار على لبنان قبل انكفائها، مع توجيه رسالة إلى الحزب مفادها أن لتل أبيب اليد العليا في المنطقة خلال المرحلة الأخيرة.
وفي ذات السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تعمدت ممارسة ضغط عسكري مكثف على لبنان قبيل إعلان وقف إطلاق النار بساعات.
ولا تزال بنود وقف إطلاق النار موضع جدل في الوسط الإعلامي الإسرائيلي واللبناني، إذ لم تُعلن بعد البنود الرسمية بشكل واضح. وبرزت التسريبات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي كمصدر رئيسي للمعلومات، وسط تخوفات بشأن المرحلة المقبلة واحتمال حدوث تطورات قد تعرقل الاتفاق خلال الـ60 يومًا المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من الجنوب.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت قتلى وجرحى في غزة ولبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في إسرائيل.. وحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير التسوية بين حزب الله وإسرائيل غامض إسرائيلحزب اللهوقف إطلاق الناربنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار بعد يوم من أكثر أيام الحرب دموية على الجبهتين في غزة ولبنان يعرض الآن Next روسيا تحطم رقما قياسيا من حيث عدد الطائرات المُسيرة... وأوكرانيا تواجه معركة شتاء قارس يعرض الآن Next لحماية المراهقين من المحتوى المسيء والتحرش الجنسي.. ميتا تقترح نظامًا للأمان الرقمي في أوروبا يعرض الآن Next بعد أكثر من ربع قرن من الصمت... إدانة مسؤول سابق بجريمة اغتصاب مروعة داخل مركز للشباب في أمريكا يعرض الآن Next مظاهرة في إيطاليا.. تطالب مجموعة الدول السبع G7 بالعمل على وقف إراقة الدماء في غزة ولبنان وأوكرانيا اعلانالاكثر قراءة مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها حب وجنس في فيلم" لوف" معجزة علمية: أمومة متأخرة.. امرأة ستينية تضع مولودها الأول في سن الـ61 عاما بعد محاولات كثيرة يائسة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةروسياالحرب في أوكرانيا حزب اللهلبناندونالد ترامبأسلحةحركة حماسضحاياإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024