أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مساء أمس الثلاثاء، عن اختياراته لشغل سلسلة من المناصب في إدارته؛ إذ تشمل المناصب الجديدة التي اختارها «ترامب» منصب نائب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وممثل التجارة الأميركي، ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وغيرها، بحسب ما جاء في صحيفة «الجارديان» البريطانية. 

الممثل التجاري للولايات المتحدة

وسيتولى جيميسون جرير المحامي الذي عمل تحت إشراف الممثل التجاري السابق لترامب روبرت لايتهايزر، منصب الممثل التجاري للولايات المتحدة؛ وفي إعلانه، قال ترامب: «لعب جيميسون دورًا رئيسيًا خلال ولايتي الأولى في فرض الرسوم الجمركية على الصين وغيرها لمكافحة الممارسات التجارية غير العادلة، واستبدال اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية الفاشلة باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وبالتالي جعلها أفضل بكثير للعمال الأمريكيين».

وقال «ترامب» إنَّه في حالة تأكيد مجلس الشيوخ على تعيين جرير، فسوف تكون مهمته هي الحد من العجز التجاري وفتح أسواق التصدير في كل مكان، من بين أمور أخرى.

منصب نائب وزير الصحة

ومن ناحية أخرى، سيشغل جيم أونيل منصب نائب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، وكان قد خدم في الوزارة في عهد جورج بوش، قبل أن ينتقل للعمل في وادي السيليكون، إذ استثمر بكثافة في مشاريع التكنولوجيا إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة باي بال بيتر ثيل، وفقا لـ«رويترز». 

كما عيّن ترامب مسؤولاً صحياً رفيع المستوى آخر، إذ رشح الأكاديمي والطبيب في جامعة ستانفورد جاي باتاتشاريا لقيادة المعاهد الوطنية للصحة.

وكان «باتاتشاريا» منتقداً صريحاً لسياسات الحكومة الأمريكية في التعامل مع كوفيد أثناء الجائحة، ونشر إعلان جريت بارينجتون في أكتوبر 2020، الذي دعا إلى العودة إلى الحياة الطبيعية بالنسبة لأولئك الذين ليسوا عرضة للإصابة بالفيروس.

كان الإعلان - الذي جاء قبل توفر لقاحات كوفيد-19 - يروج لـ«مناعة القطيع»، وهي فكرة مفادها أنَّ الأشخاص المعرضين لخطر منخفض يجب أن يعيشوا بشكل طبيعي مع بناء المناعة من خلال العدوى، قد تبنى البعض في إدارة ترامب الأولى هذا الاقتراح، بما في ذلك ترامب نفسه الذي أشار عن طريق الخطأ إلى مناعة القطيع كوسيلة لوقف انتشار الفيروس.

رفع «باتاتشاريا» دعوى قضائية ضد الحكومة بعد ذلك، زاعمًا أنها ضغطت على منصات التواصل الاجتماعي لفرض الرقابة على آرائه، وانحازت المحكمة العليا إلى إدارة بايدن في تلك القضية.

وكتب ترامب: «معًا، سيعمل جاي وروبرت كينيدي جونيور على استعادة المعهد الوطني للصحة إلى المعيار الذهبي للأبحاث الطبية، بينما يدرسان الأسباب الكامنة وراء أكبر التحديات الصحية في أمريكا والحلول لها، بما في ذلك أزمة الأمراض المزمنة».

من يقود المجلس الاقتصادي الوطني لأمريكا؟ 

كما سيتولى كيفن هاسيت، الخبير الاقتصادي في جامعة ستانفورد والذي شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة ترامب الأولى، قيادة المجلس الاقتصادي الوطني.

وقال ترامب في بيان إنَّ هاسيت لعب دورا حاسما في مساعدتي في تصميم وتمرير قانون خفض الضرائب والوظائف لعام 2017، مضيفًا: «معا، سنعمل على تجديد وتحسين تخفيضاتنا الضريبية القياسية، وضمان حصولنا على تجارة عادلة مع البلدان التي استفادت من الولايات المتحدة في الماضي».

مديرًا لمجلس السياسة الداخلية

وفي الوقت ذاته، أعلن «ترامب» عن تعيين فينس هالي، الذي ساعد في قيادة قسم كتابة الخطب خلال فترة ولايته الأولى، مديرًا لمجلس السياسة الداخلية، الذي يقود تنفيذ أجندة الإدارة، مشيدًا -مستشار ترامب والمتشدد في مجال الهجرة ستيفن ميلر- بالإعلان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن موهبة هالي وإخلاصها وتصميمها والتزامها الفلسفي العميق بأجندة أمريكا أولاً لا مثيل لها.

وبالنسبة لـ جون فيلان، الذي شارك في تأسيس شركة MSD Capital لإدارة رأس مال مايكل ديل، سيتولى منصب وزير البحرية، وقد استضاف فيلان وزوجته حفل عشاء خاص لجمع التبرعات لترامب في منزلهما الذي تبلغ قيمته 38 مليون دولار في أسبن بولاية كولورادو في أغسطس. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب تعيينات ترامب قرارات ترامب أمريكا وزیر الصحة

إقرأ أيضاً:

ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !

صلاح المقداد

حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .

وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.

والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.

فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.

ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.

والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.

وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .

ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.

حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.

كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .

وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.

وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني ونائب رئيس الوزراء الأردني يؤكدان على حفظ استقرار المنطقة
  • ترامب يطالب بعبور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس المصرية!
  • خلال لقائه أعضاء غرفة التجارة الأمريكية.. كجوك: المؤشرات الاقتصادية لمصر شهدت تحسنا كبيرا
  • بأمارة ايه.. ضجة يثيرها ترامب عن رسوم قناة السويس في مصر ونائب يرد
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • السفيرة الأمريكية: اتفاقية التجارة الحرة مع عُمان "أصل استراتيجي".. وأمريكا ثاني أكبر مستثمر بـ16 مليار دولار
  • اليمن.. أنباء عن استهداف قيادي حوثي بصعدة خلال الغارات الأمريكية الأخيرة
  • أخبار العالم| استشهاد عشرة فلسطينيين في غارة إسرائيلية بجباليا.. حماس ترفض قرارات المركزي الفلسطيني وتدعو لإعادة بناء منظمة التحرير.. وجولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية
  • حماس ترفض قرارات المركزي الفلسطيني.. وتدعو لإعادة بناء منظمة التحرير
  • منصات التواصل الاجتماعي.. وجه جديد للغش التجاري في العراق