اعرب الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، عن شكره وتقديره للمملكة الأردنية الهاشمية على إستضافة الدورة السادسة عشر لمجلس وزراء المياه العرب .

واشاد الدكتور هاني سويلم خلال اجتماعات الدورة السادسة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه ، بجهود الوزارات المعنية بالمياه بالدول العربية للارتقاء بمنظومة إدارة الموارد المائية في الوطن العربي، وبدور المجلس الوزاري العربي للمياه، لاتاحته منصة تساهم في تبادل الخبرات والتعاون مع المؤسسات الدولية ذات الصلة وكذا مُشاركة الدراسات والتكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات مع عرض التجارب الرائدة للدول مثل التوسع في استخدام مصادر المياه الغير تقليدية.

كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تجابه الموارد المائية والتي تتصف بالمحدودية ، واعرب وزير الموارد المائية والري، عن تقديره البالغ لجهود جامعة الدول العربية فى مجال المياه ، وخاصةً ما تحقق من إنجازات فى صياغة إستراتيجية الأمن المائي العربي التى تمثل خطوة محورية نحو تحقيق الأمن المائي في إطار التنمية المستدامة بالمنطقة العربية .

وأضاف، أن المنطقة العربية تٌعد الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم ، حيث تقع عدد ١٩ دولة من بين ٢٢ دولة عربية في نطاق الشح المائى ، وتحصل ٢١ دولة من ٢٢ دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه دولية مشتركة (طبقا لتقرير الأمم المتحدة فى مارس ٢٠٢٣) ، كما تواجه المنطقة العربية أربعة تحديات رئيسية تؤثر على إدارة الموارد المائية وهي ندرة المياه، والاعتماد على الموارد المائية الدولية، وتغير المناخ، والأمن الغذائي  .

واكد وزير الري، أنه مع تنامي الحروب طويلة الأمد، أصبح الوصول إلى الماء واحداً من أبرز التحديات الإنسانية، ففي الأراضي الفلسطينية المحتلة بقطاع غزة المنكوب يعمل العدوان على منع الوصول إلى المياه والطاقة والغذاء كأداة للضغط والسيطرة وكوسيلة حرب، حيث أدت الحرب إلى تقليص إمدادات المياه في غزة بنسبة تتجاوز ٩٥% ، مما أجبر السكان على استخدام مرافق المياه والصرف الصحي غير الآمنة، وبما أدى إلى التهجير القسري للسكان بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني ، كما أدت الحرب أيضاً إلى تعطيل الزراعة وإنتاج الغذاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة،  مما أدى إلى انعدام الأمن الغذائي حيث يواجه ٢.٣٠ مليون شخص خطر الجوع المتزايد .

وأدان الدكتور هاني سويلم،  الاعتداءات الإسرائيلية التي تدمر محطات المياه التي تغذي المواطنين ببعض مناطق لبنان بهدف إجبار السكان على مغادرة هذه المناطق وهو ما يمثل خرق واضح وصريح لكافة المواثيق والأعراف الدولية التي تفرض تحييد المؤسسات والمنشآت التي توفر الخدمات الأساسية للمدنيين .

 السودان

وفى السودان أشار الوزير الي أنها فقدت غالبية القرى والبلدان السودانية إمكانية الحصول على المياه النظيفة حيث فاقمت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام ونصف من الوضع الكارثي للمواطنين، وهو ما تسبب في معاناة إنسانية غير مسبوقة بسبب صعوبة توفير المياه وندرة مياه الشرب النقية، وفي نفس الوقت تسببت التغيرات المناخية والسيول الجارفة في أزمة وكارثة كبيرة حيث واجهت مدينة بورتسودان أزمة حادة في مياه الشرب بعد انهيار سد أربعات، الذي يمثل أكبر مصدر يمده بالمياه النقية .

مصر تواجه تحديات معقدة في إدارة مواردها المائية

وأضاف الدكتور سويلم أنه ونتيجة لموقع مصر الجغرافي كدولة مصب في حوض نهر النيل، فإن مصر تواجه تحديات معقدة في إدارة مواردها المائية، حيث تأتي مصر على رأس قائمة الدول القاحلة بإعتبارها من الدول الأقل من حيث كمية الامطار المتساقطة عليها (والذى يبلغ ١.٣٠ مليار م٣/سنويا) في وقت تبلغ كمية الأمطار المتساقطة على بعض دول أعالي نهر النيل اكثر من ٩٠٠ مليار م٣/سنويا.

وأوضح أن مصر تعتمد بشكل شبه مطلق على نهر النيل بنسبة ٩٨% على الاقل لتوفير مواردها المائية المتجددة ، وفى حين تبلغ اجمالى الاحتياجات المائية حوالى ١١٤ مليار م٣ سنويا ، وتبلغ اجمالى الموارد المائية نحو ٦٠ مليار متر مكعب وعليه يتم سد الفجوة عن طريق إعادة الاستخدام والتدوير لحوالي ٢١ مليار م٣ ، بالإضافة إلى استيراد حوالى ٣٤ مليار متر مكعب من المياه الافتراضية فى صورة منتجات غذائية ، كما ان هذا الوضع يتفاقم مع استضافة مصر لما يقرب من ٩ ملايين من الأشقاء من البلدان المجاورة وتوفيرها كافة الحقوق والخدمات لهم .

ولمعالجة الفجوة المائية، لفت وزير الري، إلى أن مصر اتخذت خطوات حاسمة لتعزيز إدارة الموارد المائية ، و تُجري الوزارة تطويراً شاملاً من خلال العديد من المشروعات والإجراءات تحت مظلة "الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0"، حيث يتم تطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي بأحدث التقنيات والخبرات ، كما تعمل الوزارة على التحول الرقمي في جميع القطاعات ، والتوجه حاليا لاستخدام المواد الطبيعية الصديقة للبيئة في حماية الشواطئ وتأهيل الترع، بالإضافة إلي التحول التدريجي من توزيع المياه بالمناسيب للتصرفات .

ولفت الي ان مصر توجهت لاستخدام أنظمة الري الحديثة وتطبيقات الري الذكي، وحساب زمامات المحاصيل الزراعية بإستخدام صور الأقمار الصناعية ، واستخدام نماذج شبكات الترع لتحسين عملية التشغيل والتخطيط، هذا بالإضافة الى ادخال تكنولوجيا المعالجة المتطورة والتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء ، وحوكمة إدارة المياه الجوفية ، والإهتمام بالتدريب ورفع كفاءة العاملين، والاهتمام بالبحث العلمي تحت مظلة الجيل الثانى لمنظومة الري 2.0 .

وأكد الدكتور سويلم أن وجود تعاون مائي فعَّال على أحواض الأنهار الدولية يُعد بالنسبة لمصر أمراً وجوديا لا غنى عنه ، وهو ما يتطلب مراعاة أن تكون إدارة الأنهار الدولية على مستوى الحوض بإعتباره وحدة متكاملة بما فى ذلك الإدارة المتكاملة للمياه الزرقاء والخضراء .

واضاف، انه فى هذا السياق تتضح المخاطر الناتجة عن التحركات المنفردة والأحادية التى لا تلتزم بمبادئ القانون الدولي على أحواض الأنهار الدولية ومن أبرزها السد الإثيوبي الذي بدأ إنشاؤه دون أي تشاور أو دراسات كافية تتعلق بالسلامة أو بالتأثيرات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية على الدول المجاورة ، مما يعد انتهاكاً للقانون الدولي .

وقال وزير الري، إن الطرف الآخر يتعامل فى تكريس الأمر الواقع دون وجود إرادة سياسية لديه للتوصل لحل ، مع سعيه لإضفاء الشرعية على سياساته الأحادية المناقضة للقانون الدولي ، والتستر خلف ادعاءات لا أساس لها أن تلك السياسات تنطلق من حق الشعوب فى التنمية ، على الرغم من أن التنمية تتحقق للجميع فى حالة الإلتزام بالممارسات التعاونية المنعكسة فى القانون الدولي وعدم الإضرار بالغير وتعزيز الترابط الإقليمي .

وأوضح وزير الري، أن مصر جددت دعوتها لجامعة الدول العربية لمواصلة جهودها فى دعم وحفظ الحقوق المائية للدول العربية باعتباره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ، مع ضرورة التزام الدول المتشاطئة بقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق ، بما فى ذلك الاتفاقيات القائمة ومبادئ القانون الدولي ، وكذلك التأكيد على رفض أي عمل أو إجراء يمس حقوق مصر والسودان فى مياه النيل ، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية للدولتين .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الري المنطقة العربية تحديات ندرة المياه الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري للمملكة الأردنية الهاشمية الموارد المائیة القانون الدولی وزیر الری ملیار م٣

إقرأ أيضاً:

تحديات تواجه امتحانات الإعدادية.. ماذا لو عجزت بعض المديريات عن توفير البوكليت؟

تستعد المديريات التعليمية لامتحانات الشهادة الإعدادية، سواء من خلال طباعة البوكليت أو تدريب الطلاب عليه، وذلك بعد قرار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف بتعميم نظام البوكليت على طلاب الشهادة الإعدادية على مستوى الجمهورية خلال امتحانات الفصل الدراسي الثاني.

لكن على الجانب الآخر توجد بعض التحديات أمام تطبيق هذا النظام فى بعض المحافظات، حيث أكدت مصادر مطلعة داخل بعض المديريات أنه فى حالة عدم القدرة على طباعة البوكليت سيكون السبيل الوحيد هو عقد الامتحانات بالشكل التقليدى لحين توافر هذا النوع من الماكينات داخل كل المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية لطباعة البوكليت.

جدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم لجأت لـتعميم البوكليت بغرض مكافحة الغش وتحقيق العدالة بين الطلاب عبر دمج ورقة الأسئلة مع كراسة الإجابة لتقليل فرص تسريب الأسئلة لا سيما أن نظام البوكليت تم تطبيقة خلال الفصل الدراسي الأول على خمس محافظات منها الدقهلية وبورسعيد والبحيرة وأسوان والوداى الجديد وجاءت التجربة ناجحة إلى حد كبير كما أن نظام البوكليت لا يتضمن تغييرًا في الأسئلة بل يعتمد على دمج ورقة الأسئلة مع كراسة الإجابة.

منى أبو غالي، مؤسِسَة «جروب حوار مجتمعي تربوي»، تقول: إن البوكليت ليس اختراعًا جديدًا، بل هو وسيلة لتنظيم إجابات الطلاب وتشتت أحيانًا الطلاب الراغبين في الغش، لكنه لا يمنع الغش بشكل كامل.

وأضافت أبو غالي أنه منذ تطبيق «البابل شيت» لطلاب الثانوية العامة ونحن نطالب بعودة البوكليت ليكون مرجعًا حقيقيًا للطالب في حال تظلمه، خاصة أنه تم تطبيقه في امتحانات الثانوية العامة منذ سنوات.

من جهته، يرى أحمد السنوسي، مدرس لغة عربية، أن البوكليت هو أفضل نظام امتحانات في جميع الشهادات. وهو أيضا ما تؤكده رودى نبيل، مؤسِسَة «معًا لغد مشرق»، قائلة: إن نظام البوكليت هو الخيار الأمثل حاليًا، ويجب تطبيقه على نطاق أوسع.

يتميز هذا النظام بدمج الأسئلة والإجابة بدلاً من استخدام ورقة أسئلة منفصلة، مما يحد من الغش، إذ يتم توزيع الأسئلة على عدة صفحات مع توفير مساحة مخصصة للإجابة أسفل كل سؤال، مما يسهل على الطالب تنظيم إجاباته ويجعل من الصعب تصوير الأسئلة أو نشرها.

إيجابي.. ولكن:

من جانبه يرى أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، د.عاصم حجازي، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن من أبرز إيجابيات نظام البوكليت الألفة والاتجاهات الإيجابية التي تكون لدى الطلاب وأولياء الأمور تجاهه، خاصة بعد تطبيقه جزئيًا في بعض المحافظات.

وأضاف حجازي أن التنبيه المسبق بتعميمه جعل الجميع مستعدًا وموافقًا على الفكرة، مشيرا إلى أن النظام يتيح قدرًا أكبر من السيطرة على الغش ومقاومته، وهو مناسب بشكل أكبر لطلاب الشهادة الإعدادية.

لكنه أشار إلى بعض السلبيات، التي من أبرزها أن نظام البوكليت يتطلب مجهودًا كبيرًا من المعلمين في تصحيحه يدويًا، مما يتطلب عددًا أكبر من المعلمين ووقتًا أطول، كما أن التصحيح اليدوي قد يزيد من فرص وجود أخطاء في التصحيح والرصد.

وأكد حجازي أنه للتغلب على السلبيات في تطبيق نظام «البوكليت» في امتحانات الشهادة الإعدادية، يجب توفير عدد كبير من المعلمين ونظام تصحيح ومراجعة متعدد المستويات لضمان دقة التصحيح وتحقيق العدالة لكل طالب.

معالجة جوهرية:

وقال الخبير التربوي، تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، لـ «الأسبوع»، إن قرار تطبيق نظام البوكليت على امتحانات الشهادة الإعدادية في كافة المحافظات هو قرار جيد تأخر كثيرًا، وله العديد من الفوائد.

من أبرز هذه الفوائد تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب في جميع المحافظات، بدلاً من تغيير نظام الامتحانات من محافظة لأخرى. كما يساعد النظام على تقليل فرص الغش من خلال توزيع الأسئلة على أكثر من ورقة، مما يصعب تسريبها مقارنة بتجميع الأسئلة في ورقة واحدة أو ورقتين.

وأضاف شوقي أن النظام يوفر أيضًا للطلاب الوقت اللازم لنقل الأسئلة إلى ورقة الإجابة، حيث تتم الإجابة في نفس الورقة، ما يتيح المرونة لتعديل عدد الأسئلة المقالية حسب طبيعة المادة. كما يساعد على تحديد إجابة كل سؤال في المساحة المخصصة له بدقة.

مشيرا إلى أن نظام البوكليت يسهل إثبات حالات الغش عبر مقارنة إجابات الطلاب في نفس الامتحان، ويحد من تشكيك الطلاب في حدوث تبديل لإجاباتهم، كما أنه وسيلة لتقييم الطالب، بينما تقليل الغش يتطلب معالجة أسبابه الجوهرية، وليس الحلول الجزئية المؤقتة.

اقرأ أيضاً«تعليم القاهرة» تنشر نماذج امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني 2025

مدير تعليم قنا يشهد التصفيات النهائية لمسابقة أوائل الطلبة للمرحلتين الإبتدائية والإعدادية

عبر موقع وزارة التربية والتعليم.. لينك التقييمات الأسبوعية لصفوف النقل والشهادتين الإعدادية والثانوية

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يؤكد الدعم الكامل لجهود الري في حماية الموارد المائية
  • محافظ المنيا يبحث مع وزير الرى آليات حماية نهر النيل وتطوير المنظومة المائية بالمحافظة
  • وزير الري ومحافظ المنيا يناقشان ملفات المياه والاستثمار وحماية النيل
  • الموارد المائية بالسويداء تعيد تشغيل بئر الغارية ٢ لمياه الشرب
  • وزير الري: مجهودات كبيرة في مجال حصر أملاك وأصول وأراضي الوزارة وإزالة التعديات عليها
  • السياحة في روسيا.. 10 تحديات تواجه المسافر وبدائل لمواجهتها
  • البنك الدولي: تسارع طفيف في نمو الدول العربية في 2025
  • تعاون عراقي صربي في ملف الموارد المائية
  • تحديات تواجه امتحانات الإعدادية.. ماذا لو عجزت بعض المديريات عن توفير البوكليت؟
  • الاطلاع على سير العمل بفرع هيئة الموارد والمنشآت المائية في تعز