بوابة الوفد:
2024-11-24@01:52:42 GMT

كلّنا ضحايا فى.. أوبنهايمر!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

عندما يقدم المخرج الأمريكى، البريطانى الأصل كريستوفر نولان (1970) فيلماً جديداً، فذلك حدث فنى مهم ينتظره النقاد قبل المشاهدين.. ومنذ أن قدم أول أفلامه (تتبع- 1998) حتى فيلمه الأخير أوبنهايمر وهو رقم (12) فى سلسلة أعماله، تحظى أفلام نولان بتقدير خاص لأنه يصنع أفلامه بتقدير خاص أيضا لفن السينما.. والجمهور! 

ويعود نولان مع فيلمه الجديد «أوبنهايمر» إلى تقديم بطل خارق مثلما قدم «باتمان» فى ثلاثيته الشهيرة «فارس الظلام»، والتى تعتبر أعمق وأجمل ما تم صناعته عن البطل الكرتونى باتمان، ولكن بطله هذه المرة «أوبنهايمر» حقيقى من لحم ودم ومشاعر وفكر وهو بطل خارق العقل وليس الجسد مثل باتمان، بل ويعانى من ضعف نفسى وإنسانى.

. وحاول نولان إخفاء هذه العيوب بالاهتمام بالجانب التاريخى للشخصية الرئيسية للفيلم، وكذلك بالأحداث التى اقتربت إلى التوثيقى والتسجيلى، ورغم ذلك ظل الجانب الأخلاقى والسياسى وحتى الرؤية الضيقة للمرأة وتهميش دورها العلمى مشكلات موضوعية فى الفيلم.. وفى شخصية «أوبنهايمر» نفسه!

وكالعادة يثير نولان النقاشات ويثير الخلافات كما لو أنه أبدع كتاباً سياسياً وفكرياً وليس مجرد فيلم للتسلية والترفيه، ولكن هكذا هى دائمًا أفلام «نولان» تتميز غالباً برؤية اجتماعية وفلسفية وأخلاقية وجمالية لا تخلو من غموض كذلك!

ولهذا يستحق الفيلم تحمّل مشاهدته لمدة ثلاث ساعات متواصلة بدون الشعور بالملل.. والاستمتاع بقصة حياة «جوليوس روبرت أوبنهايمر»، والذى لعب الممثل البريطانى «كليان مورفي» دوره وسط مجموعة رائعة من الممثلين الكبار.. وأوبنهايمر فيزيائى معروف باسم «أبوالقنبلة الذرية» الذى تمكن من صناعتها فى المختبر السرى فى لوس ألاموس  (Los Alamos)، بولاية نيومكسيكو الأمريكية تحت مظلة الجيش الأمريكى وتمويله، حيث أشرف على مشروع مانهاتن، حتى تمت صناعة قنبلتين ذريتين عرفتا باسم الولد الصغير (Little Boy) والرجل البدين (  Fat Man  ) اللتين ألقيتا ما بين يومى 6 و9 أغسطس 1945 على كل من هيروشيما وناجازاكى فى اليابان متسببتين فى مقتل ما بين 100 و200 ألف شخص فى لحظات!

وينقسم الفيلم تقريباً إلى جزءين: الأول خاص بتأريخ مشروع منهاتن حتى صناعة القنابل، والثانى ما بعد إلقائهما على اليابان حيث شعور «أوبنهايمر» بالمأساة التى ارتكبها حتى أنه وصف نفسه فيما بعد فى فيلم وثائقي: «الآن أصبحت أنا الموت... مدمر العوالم»، وقد ضاعف من هذه المأساة الإذلال فى المحاكمة التى تعرض لها من الإدارة الامريكية واتهامه بالشيوعية خاصة أنه ألمانى ويهودى الأصل!

الفيلم تعرض كذلك للنقد من ناحية تقزيم دور المرأة فى مشروع منهاتن، وقد تمثل ذلك فى زوجة اوبنهايمر «كيتي»، التى جسدتها إميلى بلانت كامرأة عصبية وحادة المزاج وسكيرة بينما هى عالمة أحياء.. وعموما هناك مشكلة حقيقية فى تناول نولان للمرأة فى الكثير من أفلامه!

كان «أوبنهايمير» ضحية مثله مثل ضحايا قنبلته فى اليابان.. ضحية للإدارة الأمريكية الذى استخدمته فى تخويف العالم منها، وفرض سيطرتها عليه، كقوة بديلة عن الاستعمار الإنجليزى والفرنسى القديمين، وإظهار تفوقها العسكرى فى مواجهة قوة الاتحاد السوفيتى.. والحقيقة أن «أوبنهايمر» عند كريستوفر نولان كان نموذجاً للعالم كله الذى راح ضحية للصراع الدموى بين أمريكا الاتحاد السوفيتى.. وكأن الفيلم جرس إنذار لما سيكون عليه العالم فى الصراع القادم بين أمريكا والصين! 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوبنهايمر كريستوفر باتمان

إقرأ أيضاً:

مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة

فى حضرة الشاشة الكبيرة تجوب الأنفس أرجاء العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث تتلاقى الثقافات والفنون والعادات والتقاليد من مختلف دول العالم فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، التى تحمل تنوعاً وثراءً فنياً واضحاً من جميع الدول، فى رحلة لا منتهية من السعادة والمتعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة والتى تعرض لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، والسورى «سلمى»، كل منهما يحمل قصة ورسالة مختلفة بقضية إنسانية تلمس الوجدان.

«أنا مش أنا» فيلم مغربى مدبلج باللهجة المصرية

وقال هشام الجبارى، مخرج ومؤلف الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، الذى جرى عرضه باللهجة المصرية بعد دبلجته، إن الفيلم يعد خطوة فى مسار تعزيز التبادل الفنى بين المغرب ومصر، وبخاصة أن اللهجة المغربية صعبة الفهم، لذا تمت دبلجة الفيلم لكسر الحاجز بين الشعوب العربية حتى يتمكنوا من فهم أحداث العمل. 

والأمر نفسه أكده بطل العمل عزيز داداس، الذى أعرب عن فخره وسعادته بمشاركته فى مهرجان القاهرة، قائلاً: «شرف كبير لى عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الأهم والأعرق فى المنطقة العربية، وسعيد بدبلجته إلى اللهجة المصرية».

وشهدت قاعة العرض حالة كبيرة من التصفيق والتفاعل مع الحضور فور انتهاء عرض الفيلم، الذى حرص عدد من نجوم الفن والرياضة المغاربة على دعمه بمشاهدته بالمهرجان، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد قبل أيام من انطلاقه بدور العرض المصرية. 

فيلم «أنا مش أنا» من تأليف وإخراج هشام الجبارى، بطولة عزيز داداس، مجدولين الإدريسى، دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وإنتاج فاطنة بنكران.

يأتى ذلك كجزء من مبادرة مهرجان القاهرة السينمائى لدعم التجارب السينمائية التى تعزز التواصل الثقافى بين الشعوب، إذ يمكن الجمهور المصرى من التفاعل مع إنتاجات دول أخرى خارج الدائرة المعتادة للسينما العالمية. 

وذكر مهرجان القاهرة السينمائى، فى بيان، أنه فخور بهذه التجربة التى تسعى إلى تقديم صورة جديدة للإبداع السينمائى، من خلال التفاعل بين الصورة والصوت والتجارب الثقافية المختلفة، وهو ما يعكس التزامه بدعم التنوع السينمائى عالمياً.

«سلمى» يسلط الضوء على معاناة الشعب السورى

أما الفيلم السورى «سلمى»، الذى يشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، فهو من بطولة الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أعربت عن سعادتها بالعرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان القاهرة السينمائى، موضحة فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيلم يتناول قضية إنسانية رغم المآسى التى يتطرق إليها وتعبر عن واقع الشعب السورى إلا أنها حاولت أن يكون الفيلم رسالة قوية للقدرة على المواصلة فى تجاوز الصعاب بالإرادة.

«سولاف»: رسالة لتجاوز الصعاب بالإرادة

وقال جود سعيد، مخرج «سلمى»، الذى يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للمرة السادسة، منذ عام 2009، إنه كان يشعر بالحزن عندما لا يشارك بأفلامه ضمن المهرجان، مشدداً على رفضه لفكرة حمل الفيلم رسالة محددة، وأن كل مشاهد هو صانع العمل بعينه ويراه حسبما يشاء تبعاً لثقافته وما يشعر به.

وأضاف «سعيد» أنه مهووس بالقصص والحكايات الحقيقية وتحويلها لعمل فنى يتفاعل ويستمتع معه الجمهور، لافتاً إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية مع «سولاف»، أفضت إلى مزيد من التعاون بينهما وحالة من الشراكة انعكست على الشاشة. 

من جانبه، أعرب الفنان السورى ورد، الذى يجسد دور شقيق بطلة العمل «سولاف» بالأحداث، أن مشاركة «سلمى» بالمهرجان حلم بالنسبة له وطموح لكل من يعمل فى صناعة السينما، معرباً عن فخره بفكرة الفيلم التى تنتمى إلى الكوميديا السوداء.

مقالات مشابهة

  • تاريخهم فى الملاعب لا يُذكر.. أنصاف لاعبين يتنمرون على الكرة النسائية!!
  • أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
  • حقيقة الحالة الصحية لـ محمد منير
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • رفعت عينى للسما
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة