بوابة الوفد:
2025-02-02@13:47:25 GMT

كلّنا ضحايا فى.. أوبنهايمر!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

عندما يقدم المخرج الأمريكى، البريطانى الأصل كريستوفر نولان (1970) فيلماً جديداً، فذلك حدث فنى مهم ينتظره النقاد قبل المشاهدين.. ومنذ أن قدم أول أفلامه (تتبع- 1998) حتى فيلمه الأخير أوبنهايمر وهو رقم (12) فى سلسلة أعماله، تحظى أفلام نولان بتقدير خاص لأنه يصنع أفلامه بتقدير خاص أيضا لفن السينما.. والجمهور! 

ويعود نولان مع فيلمه الجديد «أوبنهايمر» إلى تقديم بطل خارق مثلما قدم «باتمان» فى ثلاثيته الشهيرة «فارس الظلام»، والتى تعتبر أعمق وأجمل ما تم صناعته عن البطل الكرتونى باتمان، ولكن بطله هذه المرة «أوبنهايمر» حقيقى من لحم ودم ومشاعر وفكر وهو بطل خارق العقل وليس الجسد مثل باتمان، بل ويعانى من ضعف نفسى وإنسانى.

. وحاول نولان إخفاء هذه العيوب بالاهتمام بالجانب التاريخى للشخصية الرئيسية للفيلم، وكذلك بالأحداث التى اقتربت إلى التوثيقى والتسجيلى، ورغم ذلك ظل الجانب الأخلاقى والسياسى وحتى الرؤية الضيقة للمرأة وتهميش دورها العلمى مشكلات موضوعية فى الفيلم.. وفى شخصية «أوبنهايمر» نفسه!

وكالعادة يثير نولان النقاشات ويثير الخلافات كما لو أنه أبدع كتاباً سياسياً وفكرياً وليس مجرد فيلم للتسلية والترفيه، ولكن هكذا هى دائمًا أفلام «نولان» تتميز غالباً برؤية اجتماعية وفلسفية وأخلاقية وجمالية لا تخلو من غموض كذلك!

ولهذا يستحق الفيلم تحمّل مشاهدته لمدة ثلاث ساعات متواصلة بدون الشعور بالملل.. والاستمتاع بقصة حياة «جوليوس روبرت أوبنهايمر»، والذى لعب الممثل البريطانى «كليان مورفي» دوره وسط مجموعة رائعة من الممثلين الكبار.. وأوبنهايمر فيزيائى معروف باسم «أبوالقنبلة الذرية» الذى تمكن من صناعتها فى المختبر السرى فى لوس ألاموس  (Los Alamos)، بولاية نيومكسيكو الأمريكية تحت مظلة الجيش الأمريكى وتمويله، حيث أشرف على مشروع مانهاتن، حتى تمت صناعة قنبلتين ذريتين عرفتا باسم الولد الصغير (Little Boy) والرجل البدين (  Fat Man  ) اللتين ألقيتا ما بين يومى 6 و9 أغسطس 1945 على كل من هيروشيما وناجازاكى فى اليابان متسببتين فى مقتل ما بين 100 و200 ألف شخص فى لحظات!

وينقسم الفيلم تقريباً إلى جزءين: الأول خاص بتأريخ مشروع منهاتن حتى صناعة القنابل، والثانى ما بعد إلقائهما على اليابان حيث شعور «أوبنهايمر» بالمأساة التى ارتكبها حتى أنه وصف نفسه فيما بعد فى فيلم وثائقي: «الآن أصبحت أنا الموت... مدمر العوالم»، وقد ضاعف من هذه المأساة الإذلال فى المحاكمة التى تعرض لها من الإدارة الامريكية واتهامه بالشيوعية خاصة أنه ألمانى ويهودى الأصل!

الفيلم تعرض كذلك للنقد من ناحية تقزيم دور المرأة فى مشروع منهاتن، وقد تمثل ذلك فى زوجة اوبنهايمر «كيتي»، التى جسدتها إميلى بلانت كامرأة عصبية وحادة المزاج وسكيرة بينما هى عالمة أحياء.. وعموما هناك مشكلة حقيقية فى تناول نولان للمرأة فى الكثير من أفلامه!

كان «أوبنهايمير» ضحية مثله مثل ضحايا قنبلته فى اليابان.. ضحية للإدارة الأمريكية الذى استخدمته فى تخويف العالم منها، وفرض سيطرتها عليه، كقوة بديلة عن الاستعمار الإنجليزى والفرنسى القديمين، وإظهار تفوقها العسكرى فى مواجهة قوة الاتحاد السوفيتى.. والحقيقة أن «أوبنهايمر» عند كريستوفر نولان كان نموذجاً للعالم كله الذى راح ضحية للصراع الدموى بين أمريكا الاتحاد السوفيتى.. وكأن الفيلم جرس إنذار لما سيكون عليه العالم فى الصراع القادم بين أمريكا والصين! 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوبنهايمر كريستوفر باتمان

إقرأ أيضاً:

وداع مؤثر للمغنية الأيرلندية ليندا نولان في بلاكبول .. فيديو

خاص

اجتمع أفراد عائلة المغنية الأيرلندية ليندا نولان وأصدقاؤها ومعجبوها في بلاكبول لتوديعها في جنازة مؤثرة.

ووصل الموكب الجنائزي إلى كنيسة سانت بول، حيث حمل النعش الوردي اللامع الذي يعكس شخصية ليندا المفعمة بالحياة، وكانت شقيقاتها، بما في ذلك كولين، مورين، آن، ودينيس، حاضرات لتوديعها، وارتدى بعضهن إكسسوارات وردية تكريمًا لها.

وحضر الجنازة أيضًا شخصيات بارزة من عالم الترفيه، مثل الممثل شين ريتشي والكوميدي بول إليوت، المعروف باسم بول تشاكل.

فيما ألقى بول إليوت كلمة تأبين، واصفًا ليندا بأنها كانت شخصًا مرحًا ومليئًا بالحيوية، وأن العالم أصبح أكثر ظلمة بدونها.

وفي كلمتها التأبينية، قالت شقيقتها دينيس: “لقد كانت روح الحفلة، وكان حسها الفكاهي مختلفًا عن أي حس فكاهي آخر، ولن يكون أي حفل مثله أبدًا”، وأضافت: “لقد كانت شجاعة في مواجهة الشدائد”.

يُذكر أن ليندا نولان، التي اشتهرت بأغنية “I’m in the Mood for Dancing” مع فرقة النولانز في السبعينيات، وتوفيت في 15 يناير 2025 عن عمر يناهز 65 عامًا، بعد معركة طويلة مع السرطان.

وكانت قد فقدت زوجها، بريان هدسون، بسبب سرطان الجلد في عام 2007، وقررت العائلة أن تُدفن ليندا مع رماد زوجها الراحل.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/فيديو-طولي-11.mp4

 

 

مقالات مشابهة

  • وداع مؤثر للمغنية الأيرلندية ليندا نولان في بلاكبول .. فيديو
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • يسرا زهران تكتب: عدم دفع أجور عادلة للعاملين يضعف قدرة المستهلكين على الطلب.. ويؤدي لإضعاف الاقتصاد ويضر صاحب العمل
  • ترامب وحلم السطوة
  • مشيرة عيسى.. صاحبة الطلة المبهجة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول