أعلن الجيش الأوكراني أنه استعاد اليوم الأربعاء قرية جديدة في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد، في حين يستمر التصعيد في البحر الأسود وسط هجمات روسية مستمرة على الموانئ الأوكرانية يقابلها استعراض كييف وسائل حماية سواحلها.

فقد قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلادها "حررت" قرية أوروزين، وتواصل هجومها في المنطقة.

وتقع أوروزين -التي كان يقطنها نحو ألف نسمة قبل الحرب- ضمن مجموعة من القرى التي استعادت القوات الأوكرانية بعضا منها منذ بدء هجومها المضاد في الرابع من يونيو/حزيران الماضي.

جنود أوكرانيون في قرية أوروزين التي تمت استعادتها بمقاطعة دونيتسك (رويترز)

وفي دونيتسك أيضا، تواصل القوات الأوكرانية هجماتها في محيط مدينة باخموت، التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو/أيار الماضي.

وإلى الشمال على الحدود بين مقاطعتي دونيتسك وخاركيف، تواجه القوات الأوكرانية هجوما روسيا مضادا باتجاه مدينة كوبيانسك.

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن قواتها استهدفت مركزا للمراقبة في اتجاه باخموت وفرقة مشاة، وقالت إنها صدت 4 هجمات للقوات الأوكرانية في اتجاه ليمان، مما أسفر عن مقتل نحو 70 عنصرا من القوات الأوكرانية.

كما أعلنت الوزارة تدمير قاعدة للمدفعية الأوكرانية في مقطعة زاباروجيا (جنوب شرق) باستخدام مسيرة من طراز "لانسيت".

وفي زاباروجيا أيضا، يواصل الجيش الأوكراني محاولاته التقدم باتجاه بلدة روبوتين على مسافة نحو 90 كيلومترا من بحر آزوف، بيد أنه يواجه تحصينات دفاعية روسية قوية.

مستودع للحبوب في ميناء أوكراني على نهر الدانوب تعرض لأضرار جراء ضربة روسية (وكالة الأنباء الأوروبية) التصعيد بالبحر الأسود

وفي تحد لروسيا، أعلنت كييف عن سفينة تحمل اسم "جوزيف شالت" وترفع علم هونغ كونغ عبر الممر الإنساني الذي حددته كييف خارج اتفاقية نقل الحبوب، لتصبح أول سفينة تبحر عبر هذا الممر المؤقت الذي أُنشئ للسفن المدنية من وإلى موانئ البحر الأسود.

ومن المتوقع أن تصل السفينة إلى ميناء أمبرلي التركي المطل على بحر مرمرة بمدينة إسطنبول يوم 18 أغسطس/آب الجاري، حسب التقديرات.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان روسيا اعتراض سفينة شحن كانت متجه إلى ميناء أوكراني.

كما يأتي في وقت نفذت فيه القوات الروسية المزيد من الضربات على الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود في منطقة أوديسا (جنوب) وميناء "رينيه" على نهر الدانوب غرب أوديسا.

وفي غضون ذلك، قال المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية دميتري بليتينتشوك إن لدى بلاده أنظمة صاروخية تؤمن سواحلها لمسافة مئة ميل بحري.

وأضاف بليتينتشوك، في مقابلة مع الجزيرة، أنه خارج نطاق المئة ميل فإن لدى البحرية الأوكرانية ما وصفها بالوسائل الخاصة بها لاستكمال وتنفيذ كل المهام المطلوبة منها.

وفي السياق، نشرت إدارة أمن الدولة الأوكرانية مقاطع فيديو تظهر ما قالت إنها مسيرات بحرية أوكرانية مصنعة محليا.


كما قال رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني، في حديث لشبكة "سي إن إن"، إن المسيرات البحرية التي هاجمت خلال الفترة الماضية جسر القرم وسفينة إنزال وناقلة وقود روستين هي من تطوير جهاز الأمن الأوكراني.

وفي إطار الهجمات الجوية المتبادلة، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة دفاعها الجوي دمرت 3 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة كالوغا جنوب غرب موسكو.

عضوية الناتو

على صعيد آخر، قالت أولغا ستيفانيشينا، نائبة رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي والأطلسي، اليوم الأربعاء إن أي تنازل بخصوص عضوية بلادها بحلف شمال الأطلسي (ناتو) سيكون بمثابة مكافأة لروسيا.

وردا على سؤال حول تصريح ستيان جنسن مدير مكتب الأمين العام للحلف الأطلسي، قال فيه إن الحل المحتمل لأوكرانيا سيكون التنازل عن أراضيها والحصول على عضوية الناتو بالمقابل، أوضحت ستيفانيشينا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى استمرار الإرهاب والابتزاز، وفق تعبيرها.

وتابعت أن الغالبية العظمى من شركاء أوكرانيا يدركون خطورة تأجيج ما وصفتها بالطموحات الإمبريالية لروسيا.

كما قالت المسؤولة الأوكرانية إن الآراء التي عبّر عنها مدير مكتب الأمين العام لحلف الناتو لا تعكس بأي حال الموقف الرسمي للحلف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة فرار الجيش الأوكراني

قالت صحيفة الغارديان إن أوكرانيا تعاني بعد 3 سنوات من الحرب، نقصا شديدا في الجنود لا سيما المشاة، وقد تصدرت قضية الفرار من الجيش عناوين الصحف هناك، وأطلقت الحكومة تحقيقا في الموضوع.

وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم لوك هاردينغ في كييف- من قصة فيكتور (الأسماء تم تغييرها) الذي كان مستعدا للموت من أجل بلاده عندما هاجمتها روسيا قبل 3 سنوات، وتطوع للدفاع عن كييف عندما ظهرت دبابات العدو فيها، ثم انضم إلى القوات المسلحة الأوكرانية، وهو يقول "عندما وصلت كنت متحمسا للغاية. كنت سأضحي بحياتي إذا لزم الأمر".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب تركي: ترامب حوّل "الحلم الأميركي" إلى كابوسlist 2 of 2فورين بوليسي: على نتنياهو أن يخفض سقف التوقعات قبل اجتماعه مع ترامبend of list

ومع ذلك أصيب فيكتور بخيبة الأمل تدريجيا، يقول "كانت المعركة شرسة. أصدر كبار القادة أوامر غير واقعية"، وقد أصيب فيكتور. وبعد تلقيه الحقن لتخفيف الألم طُلب منه العودة إلى الجبهة، وقال "أدركت أنني لست شيئا. مجرد رقم".

فرار من الجيش

وفي العام نفسه ترك فيكتور الجيش للحصول على مزيد من العلاج ولم يعد، ووصفه قائده بأنه متغيب عن الخدمة، وهو -كما تقول الصحيفة- واحد من آلاف الجنود الأوكرانيين الذين هجروا وحداتهم، وعددهم يبقى سرا عسكريا، ولكن المسؤولين يعترفون بأنه كبير، ويتفهمونه بسبب الخدمة دون استراحة مناسبة.

إعلان

والأسبوع الماضي، تصدرت قضية الفرار من الجيش عناوين الصحف، إذ اختفى 56 جنديا أثناء التدريب في فرنسا، ويقال إن مئات آخرين في عداد المفقودين، وأطلقت الحكومة تحقيقا في اللواء الآلي 155، وقبض على قائد الوحدة ديمتري ريومشين، وهو يواجه عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات لعدم القيام بواجباته الرسمية والإبلاغ عن الغيابات غير المصرح بها.

ويظل بعض الهاربين من الخدمة العسكرية مختبئين، في حين يعمل آخرون علانية، قال فيكتور إنه عاد إلى لوائه في أغسطس/آب 2023 ولكن قيل له إنه غير مرغوب فيه، مع أنه كان قناصا مدربا، وهو الآن يدير مرآبا في غرب أوكرانيا ويصلح المركبات العسكرية مجانا.

وقال فيكتور إن هناك نقصا حادا في القوى العاملة في الخطوط الأمامية، وقال أحد المنشقين -سمته الصحيفة أوليكسي- إنه شارك في الهجمات الأوكرانية في منطقتي ميكولايف وخيرسون الجنوبيتين، ووصف إحداها بأنها فوضوية، وذكر بأن خلافا نشب بينه وبين قائد جديد عام 2022، فتقدم بطلب نقل دون جدوى وقد أصيب.

وأوضح أوليسكي قائلا "لقد وصلت إلى نقطة الغليان. لذلك قررت الذهاب إلى حيث لا يستطيع أحد أن يجدني"، ومنذ ذلك الحين وهو مختبئ، وقال "سنرى ما سيحدث. ربما يتم القبض علي وإرسالي إلى الخطوط الأمامية"، وأضاف أنه سيحمل السلاح إذا جاء الروس إلى مدينته، ​​أو إذا أصبح الجيش الأوكراني على غرار حلف شمال الأطلسي، وقال "وكلما طالت الحرب زاد عدد أمثالي".

المشكلة كبيرة

وقالت أولها ريشتيلوفا، مفوضة حماية حقوق أفراد الخدمة العسكرية في أوكرانيا، إنها تتفهم سبب فرار بعض الأشخاص، "دعونا نكون صادقين. المشكلة كبيرة. إنه أمر طبيعي بعد 3 سنوات من الحرب الكبرى. الناس منهكون ويريدون رؤية أسرهم. لا يمكنهم الانتظار إلى الأبد. يشعرون بالوحدة".

ويتمثل دور ريشتيلوفا التي تولت منصبها حديثا بناء على طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في موازنة احتياجات الدولة مع العدالة للأفراد، وقالت في مقابلة في كييف "لدينا هذا التراث السوفياتي بأن الجندي يكون عبدا لقائده، لكن جيش أوكرانيا يتحول. نحن نحاول تغييره لجعله أكثر حداثة وتوجها نحو الإنسان".

إعلان

ويواجه الهاربون ما بين 12 و15 عاما في السجن، ولكن البرلمان الأوكراني الذي يناقش كيفية جلب المزيد من المجندين، ألغى العقوبات الجنائية عن أولئك الذين يعودون طواعية إلى كتائبهم القديمة مع استعادة المزايا الكاملة، كما مرر مشروع قانون يسمح لأعضاء الخدمة بالانتقال إلى وحدات مختلفة، للتغلب على الصراعات المستمرة بين الرتب الدنيا والعليا، حسب الصحيفة.

وقالت ريشتيلوفا إن مئات الآلاف من الجنود الأوكرانيين بقوا في مواقعهم ولم يذهبوا إلى أي مكان، وأضافت أن أزمة التجنيد يمكن حلها إذا أرسل حلفاء أوكرانيا قواتهم الخاصة، وقالت إن "جيوش أوروبا هي الغائبة بلا إذن. إنهم لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا أن هذه حربهم أيضا".

مقالات مشابهة

  • هجمات صاروخية مكثفة تعزز التقدم الروسي في الشرق الأوكراني
  • وزارة الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكراني تتجاوز 56 ألف جندي في كورسك
  • الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة فرار الجيش الأوكراني
  • الجيش الأوكراني يكشف تطوراً لافتاً في حربه ضد روسيا
  • القوات الروسية تسيطر على عدة بلدات في دونيتسك
  • الجيش السوداني يستعيد مدينة أم روابة
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • الدفاع الروسية: خسائر الجيش الأوكرانية بلغت 50 ألف شخص شهريًا
  • روسيا تُعلن مقتل 1275 عسكريا في الجيش الأوكراني
  • سفير بالخارجية الروسية: القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 30 قذيفة على لوجانسك