الحرب الخاسرة وسردياتها الكاذبة!
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
عبدالله مكاوي
abdullahaliabdullah1424@gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تتعرض الدولة السودانية طوال تاريخها الحديث، لمهدد يستهدف وجودها مثل هذه الحرب الوحشية المستعرة راهنا. وهذا المآل القاتم لا يمكن فصمه عن عاملين شكلا عماد انهيار الدولة والانذار بذهاب ريحها. اولهما، استيلاء الحركة الاسلامية علي السلطة بطريقة غير شرعية، ومن دون استعداد ومعرفة ومؤهلات بكيفية ادارة الدولة، لتحولها بكل استخفاف الي مزرعة خاصة.
والحال كذلك، تحوَّل صراع السلطة من صراع سياسي ما قبل حكم الاسلامويين، الي صراع مسلح بعد سيطرة الاسلامويين علي السلطة. وهو ما جعل محاولة نزع السلطة من الاسلامويين عبر الثورة، مغامرة غير مضمونة العواقب. ورغم ان الحرب الدائرة الآن تسعي لفك الارتباط بين شركاء السلطة المسلحين، من اجل السيطرة عليها بصورة منفردة. نجدها وبسبب تكوينهما السلطوي المتسلط تحولت الي حرب قذرة غير مكترثة بمعاناة المواطنين ودمار الدولة، وهذا بالتحديد مصدر خسرانهما. وبعد كل ذلك لا يمل قادتها وداعميها من تكرار سردياتها الكاذبة، وكأنهم يمعِنون في اغاظة الضحايا والاستهتار بعذاباتهم، بعد ان تم حذفهم كبشر لهم حقوق وحاجات من المشهد، وهذا عندما لا يستغلون كوقود حرب ومتاجرة بالانتهاكات التي تطالهم، ومحفزات لجنود المليشيا في هذه المقتلة البشعة.
والمؤكد ان دخول المليشيا البربرية علي خط الصراع علي السلطة، وهي المجردة من القيم الانسانية والحضارية والمرجعيات الوطنية والسياسية، وقبل ذلك مصممة علي العيش في بيئة الحرب والخراب والانتفاع من الفوضي. كل ذلك جعلها غير معنية اصلا باستقرار الدولة او حماية المواطنين او الاستنكاف عن الارتزاق والعمالة للخارج. اي نحن حيال مسخ متوحش لا القضاء عليه ممكن ولا كذلك التعايش معه! وهذا بدوره ما جعل الحرب الدائرة الآن عظيمة البلوي والخسران! وغالبا هذا نتاج طبيعي او ثمن فادح لحكم الاستبداد والفساد والاستهتار غير المسبوق طوال الثلاثنية المظلمة.
وبما ان ادني معرفة بالسياسة ومقومات وجود الدولة يتعارض مع وجود المليشيا ناهيك عن شرعنتها، فهذا ما يجعل من سرديات المليشيا عن الديمقراطية والدولة المدنية مجرد هراء او نكات سمجة، تاتي للتغطية علي الدوافع السلطوية للقادة والنهبوية للجنود والعرقية للمناصرين! بل هي ما تجعل المغالطات اللزجة وانكار الحقائق وعكس الوقائع هي المكانيزمات او الحيل التي يلجأ اليها المستشارون والكتاب للدفاع عن هذه المليشيا الهمجية المعادية للدولة والمواطن والتقدم والحياة.
والحال ان المليشيا تكونت اصلا لحماية سلطة الاسلامويين، ومع ازدياد سيطرتها وتوسع نفوذها عبر قادة الجيش والاجهزة الامنية والدعم الخارجي، اصبحت طامعة في السلطة! اي كأننا من شدة تعاستنا بين شقي حجر رحي، شق استغل السلطة للنهب والارهاب، وشق آخر اداة نهب وارهاب يسعي للتحول الي سلطة. وعليه، لا مجال للرهان علي المليشيا لخدمة اي قضية عادلة او انسانية او حضارية او وطنية، وبما في ذلك القضاء علي الفلول كما يشتهي السذج! من دون ان يوضحوا لنا ثم ماذا بعد القضاء علي الفلول من قبل هذه المليشيا العدمية؟! اما الجانب المحرج بل والمسئ والاصح الكاشف لهشاشة ما ينادون به من مطالب حقوقية ويدعوه من قيم اخلاقية، هو عدم ادانتهم انتهاكات المليشيا بما يوازي فظائعها؟!
كما ان القاصي والداني يعلم ان انتهاكات المليشيا جزء من تكوينها وعقيدتها وسلوكياتها وتاريخها، وان السرديات الكاذبة مهما كانت درجة الاصرار والوقاحة، لن تحولها لحقائق صادقة، بقدر ما تبين ضحالة وحقارة من يتبناها غض النظر عن دوافعه. كما ان القضاء علي الفلول لن ينجح باستخدم اقذر ادوات الفلول (المليشيا)! ولو حدث ذلك وسيطرة المليشيا فما يعنيه ذلك تحديدا، هو تقويض ما تبقي من الدولة وسيطرة الفوضي (اي بسردية المليشيا العدائية العرقية الحاقدة، تهديم دولة الجلابة وتاسيس دولة الغابة).
اما سردية الكيزان وقادة الجيش عن حرب الكرامة، فهي صحيحة من جهة التصدي لخطر ماحق يستهدف الدولة واهلها من مليشيات همجية ارتزاقية بقيادة رب الجهل والاجرام والغدر والعمالة. إلا ان ما يختبئ وراء هذا الشعار، هو استرداد سطوتهم وسيطرتهم ومواقعهم السابقة التي نازعهم عليها بل وانتزعها منهم حميدتي ومليشياته، وكذلك القضاء علي اي حياة سياسية مستقبلية بعد تجريم تقدم. اي اعادة عقارب الساعة لما هو اسوأ من السابق بعد الخلاص من سلاح المليشيا وصداع القوي السياسية. وغالبا هذا هو سبب الضغط علي الجيش لرفض اي مفاوضات توقف الحرب، رغم ان هكذا موقف متعنت يفتقر للحس السياسي والدبلوماسي والانساني، ليسئ لسمعة الجيش كراغب في الحرب، ويُحسن صورة المليشيا الملطخة بالانتهاكات. مع ان دعوات التفاوض لم تشترط اجندة مسبقة، مما يفسح المجال امام الجيش لطرح كافة مطالبه، طالما هي مشروعة ولا تنحصر في خانة البقاء في سدة السلطة التي يصعب الافصاح عنها، خاصة وهي تتعارض سلفا مع شعارات الكرامة المعلنة! والحال كذلك، اختار الكيزان وقادة الجيش اكثر المسالك وعورة وكلفة للامساك بدفة القيادة، وهي مسالك للاسف يبدو انها مبنية علي المجهول، وهم يواجهون مليشيا وحشية ليس لها ضوابط او خطوط حمراء وتتلقي الدعم المفتوح من الخارج (بعد ان مكروا علي الشعب، اتي عليهم الدور ليحيق بهم المكر السيئ! ولسوء الحظ الشعب في الحالتين يدفع الثمن غاليا).
اما اكثر السرديات كذبا وتدليسا تلك التي يتفوه بها البرهان دون ان يطرف له جفن! بل لا ابالغ او اتجني عليه، عندما انسب له كل الغموض الذي يحيط بهذه الحرب القذرة من كافة جوانبها! لدرجة ان الحرب التي شارفت علي العامين لا يعلم احد، لماذا لم يكن الجيش علي اهبة الاستعداد والمليشيا تحشد كل هذه الحشود؟ وكيف سقطت ولاية الجزيرة؟ والاحتياط المركزي بكامل عتاده العسكري؟ وغيرها من الانسحابات وتسليم الحاميات؟ وما حقيقة ادوار الهالك البيشي والمجرم كيكل ولصالح من يلعبون؟ ولماذا تم اسطرة مليشيا الجنجويد واظهارها بمظهر القوة التي لا تقهر، وهي تُقدم لها الانتصارات السهلة علي طبق من ذهب (جلها كمائن!!)؟ وما هي طبيعة العلاقة مع الامارات؟ وقبل ذلك كيف حدثت تلك الطفرة في قدرات ونفوذ وسطوة حميدتي ومليشياته في الفترة القصيرة ما بين اندلاع الثورة وقيام الحرب (لدرجة توازي قدرات الجيش صاحب المائة عام، بل وتتفوق عليه باحتلال المواقع الاستراتيجية والعلاقات الخارجية والاستقلال الاقتصادي)؟ وكذلك خروجه من القيادة العامة بكيفية غير معلومة، رغم حديثه عن الشهادة داخل القيادة او النصر؟! وغيرها وغيرها من احاديث دجل ووعود خواء وعنجهية فارغة، واصرار علي البقاء في سدة السلطة ولو علي ركام الدولة وجماجم شعبها؟!
وعموما تظل اكبر جوانب الغموض في هذه الحرب الملغزة، هو انسحاب الجيش والمليشيا من الساحة الاعلامية، رغم التوافر علي متحدثين عسكريين لكليهما، وترك الساحة للحكامات الاعلامية من الجانبين، ليديرون حربا موازية علي وسائل التواصل الاجتماعي؟!
ويبدو ان هذا الغموض الذي يكتنف الحرب، ذو صلة بغموض شخصية البرهان ودوره وعلاقته المريبة بحميدتي والامارات ونتنياهو والسيسي. ولا يمكن فك غموض هذه الشخصية وذلك الدور، إلا بمعرفة الملابسات التي وصل بها لرئاسة المجلس العسكري ومن بعده مجلس السيادة، ودور حميدتي ومليشياته في هذا الصعود!
وبعيدا عن تآمره علي الثورة وانقلابه علي حكومتها، رغم جملته المكرورة الحصة وطن، التي يخادع بها الثوار! من يصدق ان من سلم ولاية الجزيرة بكاملها، ياتي بعد عام من الخراب والدمار الشامل والموت المجاني والاذلال والتشريد لسكانها ليحتفل بتحرير سنجة!! اي مهازل ومهانة واستهتار واستهانة بالدماء والاعراض والممتلكات الخاصة، والعامة التي تصدر عن هذا المجرم القاتل! الذي استولي علي السلطة حين غفلة (والاصح مقدرة علي التآمر العريض والغدر المبيت بالثورة، كمحصلة لتكاثر اعداءها الاقوياء في الداخل والخارج واتفاق مصالحهم علي وأدها رضيعا)، واضاعها واضاع البلاد بطمعه وبلاهته وثقته المفرطة في الغادر الملعون حميدتي، ورغم كل هذه الكوارث التي تسبب فيها يطمع في المزيد!!
وعليه، تشكل هذه الحرب اللعينة، بعد العبث بالامن القومي، من خلال صناعة مليشيا عائلية موازية للجيش، آخر مسمار في نعش الدولة السودانية، سواء من جهة استمرارها وتوسع مدي تخريبها وانتهاكاتها. او من جهة توقفها شبه المستحيل مع بقاء الجهات والافراد الذين تسببوا فيها (قادة الجيش والمليشيا والكيزان والحركات المسلحة)، طالما هم يشكلون القوة الضاربة علي الاض والتي تتحكم في المشهد. وبتعبير آخر، بعد ان تم عسكرة السلطة والفضاء العام، منذ دخول الجيش حلبة صراع السلطة وانتصاره بالضربة القاضية. اصبح الاحترام وتقديم التنازلات لمن يحمل السلاح، غض النظر عن الاهلية او المؤهلات (غالبا السلاح بديل عنها). مع تهميش تام للسياسة (صراع الافكار وتنافس البرامج في فضاء الحريات) واحتقار السياسيين (سلاحهم الاقناع، وشرطهم الاهلية والمؤهلات)، الشئ الذي ترك اثره البالغ علي سمعة الحكم المدني والحياة المدنية وتماسك وبقاء الدولة (قوة المؤسسات والنظم وليس تفوق السلاح او فوضي استخدامه وتكاثر مستخدميه) في آخر المطاف.
المهم، بعد انخراط كل حملة السلاح في الصراع علي السلطة في هذه الحرب الكارثية، ازداد تهميش السياسة والسياسيين لدرجة اصبح تاثيرهم علي المشهد الملتهب يقارب الصفر، او تراهم يستجدون الحلول كالايتام علي مائدة اللئام! وما زاد الطين بلة حالة الاستقطاب الحادة التي جعلت الموقف من الحرب والانتهاكات يشوبه الغموض والارتباك. وبتعبير آخر عجزت تقدم بصفة خاصة عن مغادرة محطة الشلل (لا للحرب) او شبهة صلاتها بالامارات (الراعي الرسمي للمليشيا) او فصم صلة قائدها حمدوك بها! والسبب في اعتقادي يرجع الي مقاربتهم السياسية للصراع، الذي غادر هذه المحطة بعد الانتهاكات الفظيعة للمليشيا، وتاكيد ما هو مؤكد بالضرورة ومدون علي لوح سجلها الاجرامي، كنبت شيطاني، ليتمحور حول صراع الوجود (بقاء الدولة وحفظ حياة المواطنين).
والحال كذلك، وبتوجيه البوصلة ناحية الحفاظ علي ما تبقي من الدولة وحياة وممتلكات المواطنين، لا مندوحة من الالتفاف جميعا حول الجيش (جزء من الدولة) وضد المليشيا (عدو الدولة والشعب عمليا بعد الحرب وليس تنظيرا كما قبلها). مع العلم ان الوقوف مع الجيش لا يعني الوقوف مع استمرار الحرب، بل علي العكس وكما ان هنالك قوي داخل الجيش رافضة للحرب ومجبرة عليها، يمكن ان تصطف القوي السياسية الرافضة للحرب من داخل الجبهة المناصرة للجيش، وهنا تضرب عصفورين بحجر، فمن جهة عدم ترك الجيش للاسلامويين يستفردون به، ومن ثمَّ يسممون الساحة السياسية بعد الاستقواء به. ومن جهة يضيق الخناق علي المليشيا حتي تقبل الحلول التفاوضية او يتم استقطاب الدعم الدولي لاضعاف شوكتها اوالقضاء عليها.
ومؤكد هذا الدعم والالتفاف السياسي حول الجيش لن يكون مجانا، ولكن بفتح حوار سياسي شفاف مع الجيش كمؤسسة ووضع منتسبيه امام سؤالين استفهاميين، هل الافضل الخضوع لقادته بالاستيلاء علي السلطة والدفاع عنها باي ثمن، وهو ما ظل يحدث تاريخيا، واكسب الضباط الكبار الكثير من المكاسب الخاصة علي حساب المصلحة العامة، وهو ما ادي للتدهور المطرد للدولة ومستوي حياة المواطنين، وصولا للتآمر علي الجيش نفسه بصناعة مليشيات وقوات خاصة موازية له وتنتقص من دوره وهيبته، كجزء من صراع السلطة العبثي؟ ام الخضوع لسلطة مدنية منتخبة ومساءلة ومحاسبة علي تصرفاتها وقراراتها؟
ولكن التقدم نحو هكذا خطوة لدعم الجيش تقف امامها عقبتان، وجود قادة الجيش من جهة، وقادة تقدم بقيادة حمدوك من جهة. وبما انه ليس بمقدور تقدم وغيرها من القوي السياسية تغيير قيادات الجيش اس البلاوي، فالمتاح امامها تغيير حمدوك وكل قادة الصف الاول لتقدم، وذلك بالطبع بعد تغيير منهجية عملها، وقبلها مقاربتها لطبيعة هذه الحرب الوجودية. وبما ان كل مؤهلات حمدوك القيادية هي تهذيبه، فقد اتته الفرصة ليؤكد هذا التهذيب بالابتعاد عن القيادة والانسحاب بهدوء، وترك الفرصة لمن هو اكثر مهارة وقوة شخصية وخبرة سياسية ودراية بتعرجات دروبها، والاهم الابتعاد عن خيمة بن زايد!
اما ما يخص هذه المليشيا البربرية وما اقترفته من جرائم في حق الوطن ومواطنيه، فالمتوقع هو الوقف جميعا صفا ضدها بعد تجريدها من كل سردياتها الكاذبة وبما فيها دعاويها القبلية والتحررية (يا للهول!) وارجاعها لحقيقتها كمليشيا عائلية تخدم اسرة وضيعة (وهذه ليست اساءة ولكنها وصف يترتب عليه) تبنيها لكل الوسائل الوضيعة لتحقيق اهدافها الاكثر وضاعة، وكذلك تحديد من ينتمي اليها او يناصرها او يروج لسردياتها الكاذبة. والحال كذلك، لا يستغرب ان تترتب علي تصرفاتها هذا الطيف الواسع من الفظائع والجرائم ضد الانسانية، ونشر الفوضي والخراب في كل بقعة تصل اليها، ووضع الدولة السودانية علي طريق التلاشي الذي يتضرر منه الجميع. ولذلك تشكل هذه المليشيا العائلية بسلوكياتها الهمجية، وتجردها من المروءة والانسانية، اكبر اساءة للحاضنة الاجتماعية المزعومة، مما يستدعي من عقلاء ومصلحي هذه الحاضنة ليس التبرؤ من ممارساتها المنافية للاعراف المجتمعية والشرائع السماوية والقيم الحضارية، ولكن التصدي بصرامة لسردياتها وقائدها وجنودها ومناصريها بما يليق بالاحرار في كل مجتمع. اما مطالب كل حاضنة وجهة ومكون اجتماعي وسياسي ..الخ، فهنالك من السبل الحضارية الكثير مما يسمح بانجازها في اطار الدولة المدنية الحديثة، وكذلك التصدي لاستبداد قادة الجيش وفساد الكيزان واختلال ميزان التنمية والمظالم المتراكمة، من دون الانجرار لسرديات الفتنة الاهلية وتحطيم الدولة علي علاتها والتي يستظل بها الجميع! ولا كذلك بنهب موارد البلاد والعباد بمنظة احتكار الثروة، دون العلم ان الثروة تصنعها العقول والمثابرة والسواعد، ويهدرها السفهاء امثال حميدتي واتباعه.
اخيرا
ظللنا ومن خلال هذا المنبر نقدم الدعوة تلو الدعوة لضباط الجيش (الاحترافيين)، لفك طلاسم هذه الحرب وتنوير المواطن عسكريا. وحسب متابعتي ما عدا الضابط خليل محمد سليمان، لم يداوم علي ذلك الجهد احد سواه، وهو بدوره احتجب لمدة طويلة لعل المانع خيرا. ولكن وبعد تقدم الجيش ببطء، يخرج بعض اولئك الضباط عن صمتهم مبخسا تقدم الجيش! فهل هذه تصفية حسابات مؤجلة؟ واذا صح ذلك، فهذا ليس مكانه ولا زمانه، ولا تصب إلا في مصلحة المليشيا، رغم انها الخطر الوجودي الذي يستهدف الجميع! وصحيح ان تضخيم الانتصارات والمتاجرة بها سياسيا امر لا يليق بقيادة مسؤولة، ولكن الاسوأ منها قتل الفرحة في نفوس البسطاء الذين حرموا منها طويلا وهم يعانون ظلم وانتهاكات وتشريد المليشيا. والسؤال لهؤلاء الضباط الاحترافيين، اين خبراتكم العسكرية واحترافيتكم وانتم تشاهدون ما يتعرض له المواطنون الابرياء من فظائع يندي لها الجبين؟
وعموما اشك كثيرا في وصف الاحترافية لمؤسسة عسكرية منخرطة في السلطة والبزنس، او محترف يقوده امثال النميري والبشير والبرهان! ولكن هذا لا ينفي ان هنالك بطولات وتضحيات يقدمها الضباط والجنود، بل وانتصارات يحرزونها في ظروف معقدة، ولكن كل ذلك كجهود فردية او جماعية و(حرارة قلب). لانه باختصار وقول واحد، لا احترافية ولا مهنية ولا مؤسسية دون قيادة مدنية للبلاد. لطفك ورحمتك يا رب، ودمتم في رعايته.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الملیشیا صراع السلطة علی السلطة قادة الجیش القضاء علی هذه الحرب من جهة بعد ان کل هذه
إقرأ أيضاً:
من هي الدولة العربية التي يُريد لبنان مشاركتها في مراقبة “أي اتّفاق”
هذا السؤال ردّده دبلوماسيون غربيون في العاصمة الأردنية عمان خلال الساعات الماضية على هامش محاولات متابعة الإعلانات الأمريكية التي تتحدث عن قرب التوصل إلى إتفاق وأن مهلة نهائية طرحت بين يدي الحكومة اللبنانية فيما بدأت حكومة إسرائيل تجهز نفسها لإبرام الصفقة.
تقارير وكالات الأنباء تحدّثت عن خمسة دول ستراقب الالتزام بتطبيق ألإتفاق المزمع عقده.
وسبق للمفاوض اللبناني أن تحفّظ على مشاركة بعض الدول الأوروبية في مثل هذا الإطار الرقابي مُصِرًّا على أن قرارات الشرعية الدولية لا تتضمّن بروتوكولات مراقبة للاتفاق.
لكن الأهم يترقّب المعنيون إعلان صيغة الاتفاق بعد مشاورات مكثفة مع عدة أطراف وقد تشمل الدول الضامنة للالتزام حسب آخر المعلومات دولة عربية واحدة على الأقل طلب لبنان وجودها.
راي اليوم