عربي21:
2025-03-10@01:31:32 GMT

عن طعم الفرحِ المختلِف والغِبطة الفذّة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

في يوم أُحد كان المسلمون في شدّةٍ ومواجهةٍ حامية عقب التفاف خالد بن الوليد على المسلمين، فنظر النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ونثَلَ له كنانته ونثر له النبل قائلا: "ارمِ سعد؛ فداكَ أبي وأمّي". هل لك أن تتخيّل فرحةَ سعدٍ وهو في قلب المعركة حين صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المواجهة "ارم سعد؛ فداك أبي وأمّي"، وهل لك أن تتخيّل فرحته بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع أبويه إلّا لسعد؟! وهل تحسّ طعما مختلفا لغبطة الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم بهذا الوسام الذي ناله سعدٌ بهذه الصيحة وهذا النداء في قلب المعركة؟!

وفي يومٍ آخرَ أقبلَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أبيّ بن كعب رضي الله عنه يقرأ عليه سورة البيّنة وقال له: "إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال أُبيّ: آلله سمّاني لك؟ قال: اللهُ سمّاكَ لي؛ فجعل أُبَي يبكي".



بكلّ حبٍّ ولهفةٍ ودهشةٍ يسألُ أبيٌّ رسولَ الله صلى عليه وسلّم: عندما أمرك الله تعالى أن تقرأ عليّ القرآن؛ هل ذكرني الله تعالى لك بالاسم؟! فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الله سمّاك لي؛ فينفجرُ أُبيّ رضي الله عنه باكيا، وحُقّ له أن يبكي فرحا، ويبكي شوقا، ويبكيَ حبّا.

هل تعتقدون أنّ أُبيّا رضي الله عنه نام ليلتها من الفرح؟! كيفَ كان يومه وليلته تلك وهو يتذكر كلمات خير الخلق وأصدق الخلق أنّ الله ذكره بالاسم وأمر نبيّه أن يقرأ عليه القرآن الكريم؟! وكيفَ كانت غبطة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لأبيّ يومها؟! هل لك أن تتخيّل؟!

وذاتَ يومٍ أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم في بيته وكانت خديجةُ رضي الله عنها تجهّزُ له طعاما أو شرابا، فعندما أقبلت عليه قال لها: "أتاني جبريل فقال: يا رسول الله! هذه خديجةُ قد أتتك معها إناء فيه إدامٌ أو طعامٌ أو شراب، فإذا هي قد أتَتك، فاقرَأ عليها السّلام من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيتٍ في الجنّة من قصَب، لا صخَب فيها ولا نصَب".

كيف وقعَ الخبرُ على قلبكِ يا أمّنا خديجة؟! كيف رقص قلبكِ فرحا حين قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلّم: الله يسلّمُ عليك وجبريل يسلّمُ عليك؟! وكيف استقبلتِ البشارةَ ببيتٍ في الجنّة لا صخب فيه ولا تعب ولا معاناة ولا آلام؟! وكيف كانت غبطةُ الصّحابيات والصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين وهم يتحدثون في مجالسهم: الله تعالى وجبريل عليه السلام يسلّمان على خديجة؟!

ونحنُ نحلق في ظلال النبوّة مع بعض مواقفها، تتفجر أفئدتنا بالغبطة لأولئك النّفر الأفذاذ الذين ذكرهم الله تعالى وذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ففاضت أعينهم فرحا وغبطهم خيرُ جيلٍ عرفته البشريّة وهم الصحابة الكرام؛ فكيفَ هي غبطتنا لهم إذن؟ وكيف هي فرحتنا إن نلنا بعض ما نالوه يوم نلقى الله تعالى
وذاتَ يوم عقب انتهاء صلاة الفجر التفتَ النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى المسلمين ليقصّ عليهم رؤيا رآها ليلته تلك -ورؤيا الأنبياء وحيٌ وحقّ- فقال لهم: "رأيتُني دخلتُ الجنّة، فإذا أنا بالرُّميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعتُ خَشَفَة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيتُ قصرا بفِنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعُمَر، فأردت أن أدخله فأنظرَ إليه، فذكرتُ غيرتَك؛ فبكى عمر وقال: بأبي وأمّي يا رسول الله أعليكَ أغار؟!".

كانَ فجرا مختلفا، اشرأبّت فيه الأعناق، وأصاخت فيه الأسماع لكنّ ثلاثة قلوبٍ كادت تقفزُ من أقفاصها؛ قلب الرّميصاء رضي الله عنه وقد ذكرها النبيّ أولا باسمها أنّه رآها في الجنّة، وقلب بلال وقلب عمر رضي الله عنهما، بل إنّ عمر رضي الله عنه انفجرَ باكيا، وليسَ غريبا أن يبكي من الفرح ومن هيبة وجلال الموقف.

انتهت كلمة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذلك الفجر، ولكن هل تتوقّعون أنّ قلوب الثلاثة توقفت عن الارتجاف فرحا طيلة يومهم؟! وهل تتخيّلون كيف كانت غبطة الصحابة رضي الله عنهم والتفافهم حول هؤلاء الثلاثة يهنّئونهم بهذه الأوسمة والبشارات؟!

ونحنُ نحلق في ظلال النبوّة مع بعض مواقفها، تتفجر أفئدتنا بالغبطة لأولئك النّفر الأفذاذ الذين ذكرهم الله تعالى وذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ففاضت أعينهم فرحا وغبطهم خيرُ جيلٍ عرفته البشريّة وهم الصحابة الكرام؛ فكيفَ هي غبطتنا لهم إذن؟ وكيف هي فرحتنا إن نلنا بعض ما نالوه يوم نلقى الله تعالى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟!

x.com/muhammadkhm

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسلمين الصحابة مسلمين النبي صحابة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رسول الله صلى الله علیه وسل م رضی الله عنه الله تعالى الجن ة

إقرأ أيضاً:

صحابيات في عهد الرسول.. تعرف على أم المؤمنين المصطلقية الخزاعية القوامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

داومت على الإكثار من التسبيح، وكانت قوامة زاهدة  كثيرة الصوم، وهي إحدى زوجات الرسول، عرفت بأنها ابنة علية القوم إذ كانت خزاعية من بني المصطلق.


في هذا التقرير نعرض عبادة وزهد جويرية بنت الحارث، في بيت النبوة وكيف أنها لقبت بأم المؤمنين فبشرت بالجنة فإليك معلومات عنها رضي الله عنها وأرضاها. 
نسبها 
يعود نسبها إلى أنها خزاعة من بني المصطلق اذ عرفت قبل اسلامها باسمها "برة بنت الحارث بن ضرار بن المصطلق "
كانت متزوجه قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسامع بن  صفوان الذي مات كافرا 
زواجها من الرسول صلي 
جاء سبب زواجها رضي الله عنها من الرسول صلي في حديث طويل ترويه "ام المؤمنين " عائشة رضي الله عنها  .اذ روت رضي الله عنها أن سبب الزواج وقع بعد غزوة "بني المصطلق "التي خاضها المسلمون وذلك حيث أراد الرسول صلي إن يقسم السبايا اللاتي  غنموها  المسلمون من الغزوة فكانت "جوبريه" بنت الحارث من السبايا التي جاء بها المسلمون اذ كانت ابنه سيد قوم "بني المصطلق" 
لما رمي السهم لتحديد مالكها  كانت من نصيب بن قبس لابن عمه فكانبه علي ذلك 
ذهبت بعدها الي رسول الله  ليعنيها في كتابتها 
اتصفت جوبريه بشده جمالها  اذ دخلت علي رسول الله  “صلي”متحدثة اليه بأنها ابنة سيد ة القوم اذ جضرت البه لتحدث في أمرها اذ انها كاتبت ثابت بن قيس بن السماس علي نفسها وجاءت اليه ليعتقها فعرض عليها رسول الله أن يتزوجها فوافقت .

انتشر الخبر بالمدينه فعلم الناس بأن بن المصطلق أصبحوا أصهارا للرسول فبدأ الناس يعتقون السبايا  التي عندهم 
بزواجها من الرسول اعتق مئه بيت من بيوت بن المصطلق فتجلت بركتها علي قومها بزواجها من رسول الله 
صفاتها في بيت النبوة كزوجة من الرسول صلي

اتصفت بكرمها وعطاءها 

  كانت تحرص غلي أن تخصص كل أموالها لبيت المسلمون   للانفاق علي الفقراء والمتابعين تأسيا   بالرسول صلي 
عابده زاهدة :
تجلت عباداتها في اعتيادتها  علي الحج  ومناسكه   كما اتصفت بأنها ذات ورع ودين اذ تجلي ورعها في تميزها بأنها كانت قوامه وتصوم دوما  كما اتصفت ببركتها  علي قومها اذ بزواجها من الرسول صلي اعتق مئه فرد  من قومها اذ شكلت بزواجها من رسول الله صلي سبيل من سبل النجاة  لقومها  اذ اعتقوا جميعا بعدما كانوا اسري في أيدي  المسلمون 
اتصفت بحرصها  علي الإكثار من الأعمال الصالحة اذ كانت تعطف علي العبيد  ومن قبيل عطفها  وأعمالها الطيبه  أنها اعتقت غلاما لوجه الله  كما كانت تكثر من ذكر الله تعالي من صلاة الفجر الي شروق الشمس 
وفاتها 
توفت في ربيع الأول بعدالخمسين من هجره الرسول صلي في السنه الست والخمسين بالمدينه المنورة اذ كان عمرها ان ذاك السبعين

مقالات مشابهة

  • غربال الثورة الناعم
  • للصائم دعوة لا ترد
  • شخصيات إسلامية.. أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري
  • أحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراج
  • صحابيات في عهد الرسول.. تعرف على أم المؤمنين المصطلقية الخزاعية القوامة
  • رمضان والجنة
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الحياء.. شعبة من الإيمان
  • ماذا يفعل رسول الله أول جمعة في رمضان؟.. الإفتاء: 11 عبادة