عبد الله علي إبراهيم
تقديم: عبد الخالق السر

(القاهرة: المصورات 2024)
قال الزعيم الإسلامي أحمد عبد الرحمن عن دورهم في معارضتهم المسلحة في أبا: "الله يبرئنا من دماء الأنصار ويغفر ليهم".
لا أعرف حادثة مثل ضربة أبا حتّت تاريخها عن بكرة أبيه كالشجرة في الصقيع لتستبقي منه شيطاناً رجيماً واحداً هو الشيوعيون في حالنا.

ومصير الواقعة، متى خلعت التاريخ عنها، أن تصبح لوثة. وصار هذا حالها: لوثة سامة عند الإسلاميين بصورة استثنائية.
فنجا من سعر اللوثة رئيس النظام المخلوع جعفر نميري وأركان حربه من كان بوسعهم وحدهم الأمر بالحرب واقتحام الجزيرة براً وجواً وبحراً. ومع ذلك أسبل عليهم الأنصار أنفسهم عفو الدنيا بعد ست سنوات من الواقعة. فغفروا لنميري ما تقدم من ذنبه فيهم في مصالحة 1977م. فتذرّع السيد الصادق المهدي لعقدها مع نظام مايو في رسالة للأنصار في 1979م مايو بانقشاع "الفئة التي تؤذي"، أي الشيوعيين. ومما يُستغرَب له انعقاد تلك المصالحة بعد ثمان سنوات طوالٍ من تخلُّص النظام من تلك الفئة المؤذية في 1971م. ومن ضمن ما تذرَّع به السيد الصادق لعقد تلك المصالحة وعد النظام بتأسيس" قانون السودان على الشريعة الإسلامية الغراء"، والاعتراف بمساهمة الإمام الهادي القتيل في خدمة الدين والوطن.
وما أعرف من نشط في تذنيب الشيوعيين بدم أبا مثل كُتّاب الحركة الإسلامية على أيامنا هذه يتوسَّلون بردمنا إلى مأرب معارض سفليٍّ للثورة. فحتى الأنصار غفروا في حين كفر الجيران. وتستغرب لمن لم يهدأ له مكر، قاصراً دور "الشرير" في أبا على الشيوعيين، في حين أكرمت دولتهم المبادة "سفاح" أبا المشير الركن جعفر نميري بجنازة دولة، حتى بعد أن خلعه الشعب لجرائمه بحقه بما في ذلك مقتلة أبا. بل ورسَّمت الإنقاذ أبو القاسم محمد إبراهيم، جنرال عموم حملة أبا، مشيراً ركناً من منازله تهفو إليه مجالسُها النيابية الباطلة بعد خمول.
بل لا أعرف وجهاً لكثيرين من الصفوة وسائر الشعب لا يفتأ يُحمِّلنا ضربة أبا وحدنا دون غيرنا، بينما يلهج بكرامات نميري الذي حكم فعدل فنام، ومات في بيت العائلة في ود نوباوي. يا للورع! ولا يتورع نفر من المستقلين، أو من يزعمون الاستقلالية كنوع من الورع السياسي، بمختلف المسميات، يتنادون إلى كورس إدانتنا متى تهيأ لهم. وهم الأصل في مايو. وكانوا الطاقم الذي تشبَّث بها حتى أخذتهم ثورة إبريل 1985م أخذاً وبيلاً. بل قال زين العابدين محمد أحمد، رئيس هيئة الأركان بالإنابة، الذي بعث، بأمر من نميري، أول دفعة طائرات مساء 27 مارس 1970م لضرب أبا كما سيرد، إن أول من طرح فتح أبا بالقوة في اجتماع مشترك لمجلس الثورة والوزراء كان موسى المبارك الحسن الذي بدأ السياسة مستقلاً، ثم وطنياً اتحادياً، ثم وزيراً في مايو حتى انتقل مُعجَلاً إلى رحمة الله.

ibrahima@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اللافي يكرم عناصر قناة الجزيرة القطرية لدورهم في تدريب إعلامييه

حضر وزير الدبيبة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، اليوم، الخميس، ورش العمل التدريبية ضمن إطار مبادرة الإعلام من أجل التنمية، التي ينظمها صندوق دعم الإعلاميين والمؤسسة الوطنية للإعلام بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام.

شارك في هذه الورش 122 متدربًا من مختلف التخصصات الإعلامية، الذين أنهوا البرنامج التدريبي بنجاح، وحصلوا على شهادات معتمدة تقديرًا لجهودهم والتزامهم.

وأشرف اللافي على تكريم المدربين لدورهم الفاعل في إنجاح هذه المبادرة، وإسهامهم في نقل الخبرات والمعارف للمتدربين، وفق بيانه.

مقالات مشابهة

  • اعترافات لص عدادات المياه من مداخل العقارات فى 15 مايو تقوده للمحاكمة
  • فوز فريق الوحدات على الجزيرة بدوري المحترفين
  • شاهد بالفيديو.. رجل سوداني يثير ضحكات الآلاف ببخله الشديد.. قام بإستئجار “كارو حمار” ليحمل عليها أمواله التي اقتربت من الترليون جنيه بدلاً من شحنها على سيارة حرصاً على تقليل التكلفة
  • الجزيرة ترصد الأوضاع من موقع الكمين الذي تعرض له عناصر الأمن السوري
  • اللافي يكرم عناصر قناة الجزيرة القطرية لدورهم في تدريب إعلامية
  • اللافي يكرم عناصر قناة الجزيرة القطرية لدورهم في تدريب إعلامييه
  • تقرير ديوان المحاسبة يخلو لأول مرة من أي ملاحظات حول أداء شركة تطوير العقبة
  • شبكة دولية تتوقع استمرار أزمة انعدام الأمن الغذائي باليمن حتى مايو القادم
  • ???? السودانيون في مصر .. (3705) زيجةً منذ مايو الماضي و(2015) حالة طلاق
  • نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون الدرس الذي تعلمته حماس وحزب الله