سودانايل:
2024-11-27@12:32:12 GMT

البرهان في متاهته الأخيرة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

يوسف عيسى عبدالكريم
كنت وما زلت مولعا بالأدب العالمي وأكن ودا خاصا للأدب الروسي ولكن الأدب اللاتيني يستهويني وأجد فيه فسحة ومقدرة على التعبير عن الحالة المأسوية التي تعتري الشعوب التي ترزح تحت حكم الدكتاتوريات قد لا تتوفر لغيره من جواهر الادب في هذه البسيطة التي اوشكت أيامنا فيها على الانقضاء و مازال بعضنا فيها لم يبلغ الرشد بعد .

في رائعته الجنرال في متاهته الأخيرة يشير ماركيز الى الجنرال وهو يقوم برحلته الأخيرة اسفل النهر كان كمن يستعيد النظر في مشاهد مجده السابق ويتأسف على حلمه الضائع و بينما كان يتجول في متاهة سلطاته الفاشلة يصل إلى موته المحتوم .
و في روايته أنا الأعلى يقول روا باستوس (يؤسس الحاكم سلطته على جهل الناس وسذاجتهم فأساس القوة يكمن في الضعف ويا له من أساس) وعندما تجول ببصرك وتلقي الانتباه لمجريات الاحداث تعرف تماما ان السلطة التي جعلتك تغضب من كيكل وتدعوا عليه عندما اقتحم مدينة سنجة وقتل فيها الأمنين بالأمس و هي نفسها التي تدعوك اليوم للاحتفال مع كيكل فرحا بتحرير سنجة من يد العدو و كيكل هو هو . فإنما تؤسس سلطتها على جهلك و سذاجتك
في روايته حفلة التيس يقول فرغاس يوسا ( ان الدكتاتور لا يأتي الا اذا استدعيناه) . تماما كما استدعى بعضنا يوما ما الجنرال وهتف على مسمعه الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع ومازالوا يحرقون له البخور و يروجون له باننا اليوم و بالرغم من الدماء الناضحة في الأرض افضل من الأمس الذي كانت تسير فيه الظعينة من كسلا الى الخرطوم لا تغشى أي ارتكاز ولا تخشى حتى الذئب على اغنامها .لقد قال ماركيز يوما ان الدكتاتور هو الشخصية الأسطورية الوحيدة التي انتجتها القارة اللاتينية و ربما كان يعني بلدا يقع في قلب افريقيا لم يعرف من الاساطير الا من يريه ما يرى ومن يهديه سبل الرشاد .
عزيز القارئ تمعن هذا النص بعقلك وانظر الى نفسك في المرآة وأسألها أليست هذه هي اللحظة التي نعيشها.( ليس هناك أمل في الحرية، يا أصدقاء، نحن محكومون بتحمل هذا إلى ما شاء الله المواطنون الذين يتطلعون إلى سعادة الوطن بعيدون جدا بعضهم يتسولون الصدقة في أرض غريبة، والآخرون يتعفنون في مقابر جماعية. يوما ما ستنغلق الشوارع من الرعب، ولن تعطي الأشجار ثمارا كالسابق، الذرة لن تغذينا، والماء لن يروينا، وقريبا يأتي زلزال ليسحق كل شيء فليأت، لأننا شعب ملعون. - رواية السيد الرئيس لـ ميغيل أنخيل أستورياس
ربما كان أولافو دي كارفالو يعني الإسلاميين في السودان حين علق على حكومة بول سنارو قائلا« لم يختر مئتي جنرال. اختاره مئتي جنرال. هؤلاء يريدون إعادة نظام 1964 في إطار ديمقراطي. إنهم يحكمون ويستخدمون بول سونارو كواقٍ. لا أقول أن هذا هو الواقع، بل هذا ما يريدونه. إنهم سيعودون إلى السلطة بشكل ديمقراطي. إذا لم يكن انقلابًا، فهو عقلية انقلابية».

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كذوب إعلام البرهان (الإعيسر)!

تأمُلات

كمال الهِدَي

. دعونا نفند بهدوءٍ بعضاً من إفتراءات وهراء كذوب إعلام البرهان (خالد الإعيسر) عبر قناة الجزيرة مباشر.

. لكن قبل ذلك أسمحوا لي بمقدمة مطولة بعض الشيء لعلها تزيد الصورة وضوحاً.

. فعلى أيام الثورة ضمنا قروب سياسي كبير ومهم حمل إسم (المنبر السياسي) بغرض دعم الثورة بكل الوسائل المتاحة.

. وأذكر مع بدء الإعتصام أو قبله بأيام – لا أذكر على وجه الدقة - أن ظهر إسم خالد الإعيسر في القروب.

. ولمعرفتي بصلابة مواقف معظم منتسبي القروب وجديتهم في دعم الثورة وحماسهم منقطع النظير في دعمها لم أتردد وتساءلت في التو واللحظة قائلاً " الكوز ده الجابو هنا شنو" ، فكان رده " دائماً تتهمون الناس جزافاً وسوف تثبت لكم الأيام من أكون"، وها هي الأيام قد أثبتت لنا من تكون يا خالد.

. بالطبع هذه واحدة من أخطاء الثوار حيث انخدعوا في الكثيرين وأتاحوا لهم الفرصة لكي ينالوا منها إعلامياً وهو ما نبهنا له حينها مراراً دون أن نجد آذاناً صاغية.

. نرجع لموضوعنا الأساسي فقد ذكر كذوب إعلام البرهان في حواره مع الجزيرة مباشر أنه لم يتذوق طعم النوم منذ قدومه للسودان وأنهم يعملون ليل نهار، لكن هل تصدق يا مواطن أنه قبل هذا اللقاء بيوم ظل نفس الرجل ينشر لنا بقروب للصحفيين المنشور تلو الآخر عن أخباره ولقاءاته، لدرجة أن إحدى الزميلات قالت له ما معناه أن شغل الترويج لنفسك ده يفترض أن تتركه لغيرك بعد أن صرت وزيراً.

يعني الإعيسر ليس مشغولاً للدرجة التي تمنعه عن النوم.

وهو أصلاً يا أهل الطب في زول ممكن يظل لأيام بلا نوم ويتمكن من ممارسة حياته بشكل إعتيادي لدرجة (اللعلعة) في حوار مع مباشر لما يقارب الساعة؟!

. ذكر كذوب إعلام البرهان أيضاً أنه لم يسأل عن راتب أو مخصصات وأنه يمكن أن يعمل بلا مقابل من أجل السودان والسودانيين، والسؤال الأول هنا: من أين ستقتات يا خالد لو عملت مجاناَ، ولو أنك ثري بما يكفي لما هاجرت لبريطانيا واستمت من أجل الحصول على جوازها، ولما رأيناك (تنطط) بين القنوات من أجل الوصول لهدفك الذي بدا لنا واضحاً.

. ثم أن برهانك نفسه ينوم وينكت ويشرب (الجبنة) ويسافر، فكيف تريدنا أن نصدق أن حرصكم على هذا الوطن وأهله يمنع عنكم النوم!

. وهو في زول مهموم بشعبه يقبل التعيين من طاغية أضاع البلد وأحال حياة أهلها جحيماً لا يُطاق!

. قال الإعيسر في اللقاء أنه كان يحاور الدعم السريع بعلم السلطات، وهنا انطبق عليه القول (الحرامي في راسو ريشة) وجعلني ذلك أصدق كلام يوسف عزت عنه خلال حوار ضمهما معاً عبر قناة الجزيرة نفسها بأنه كان يلهث خلفهم في الدعم السريع لكي يقبلونه معهم ليستقر بالإمارات.

. فأي عاقل لابد أن يتساءل عن الصفة التي جعلتك تفاوض الدعم السريع بعلم السلطات وقتذاك؟!

. هذا هراء لا يدخل عقل طفل غض.

. ولن أنسى أنك لم تصر على الإنضمام للقروبات الثورية من فراغ، فبعد تشكيل حكومة د. حمدوك رأيناك في مكتبه والإبتسامة تعلو وجهك، لكن يبدو أن الكديسة بعد أن لم تطال اللبن كان لابد أن تصفه (ب) العفن وهو ما فعلته مع قحت وتقدم وحمدوك.

. ولن
أنسى أيضاً قولك يوم إستقالتك (الوهمية) من قناة النيلين " هذه دولة لا تحترم الإنسان ولا تحترم العمل، ولا تغلب المصلحة العامة وليس لنا مكاناً فيها"، ده كان كلامك يا خالد ولا تأليف من شخصي؟!

. فما الذي تغير الآن في هذه الدولة غير زيادة الأحوال سوءاً والقتل والدمار وتشريد الأبرياء!

. حاول خالد أن يخلط الأوراق في حواره بالحديث عن صورة حميدتي خلال الإعتصام وأن الثوار كانوا يرحبون به كبطل خوف الكيزان، والواقع أن ذلك الفعل كان جزءاً من خبث الكيزان الذين تسربوا وسط المعتصمين مثلما انضم شخص مثلك يا خالد لقروب (المنبر السياسي).

. أما الثوار الأنقياء حقيقة فقد ظلوا يهتفون ليل نهار ( العسكر للثكنات والجنجويد ينحل).

. لكنكم عملتم بخبث لهزيمة الثورة، ونعترف بأن سذاجة وسطحية وربما تواطؤ بعض قادة الحراك قد منحكم الفرصة لذلك.

. إستنكر خالد الحديث عن الجوازات الأجنبية وقال: ماذا يستفيد الناس من ذلك، والواقع أنه استنكار غبي فصاحب أي منصب دستوري لا يفترض أن يتمتع بجنسيات مذدوجة وها نحن نلاحظ مدى ارتباط وولاء وزير الخارجية الجديد لمصر ولا أظن أنه يوجد خطر على البلد وسيادتها أشد من تولي (الهوانات) مناصب حساسة.

. الأكاذيب كثيرة ولن تكفيها مساحة مقال واحد لذلك أكتفي بهذا القدر وأختم بالقول " لو صدقت يا إعيسر أن البرهان وضعك في هذا المنصب حباً فيك ولثقته الكبيرة في شخصك فأنت واهم جداً".

. والواضح لي أن من بين من يؤيدون ويحاولون تزيين قبح و إجرام هذا الجنرال الذي خان الوطن والمواطن وحنث بقسم الحفاظ على وحدة الأراضي وأمن الوطن، الواضح أن من بين أبواقه الآخرين من هم أفضل منك من ناحية المؤهلات والإمكانيات، لكن يبدو أنه لم يجد عندهم (حلاقيم) أوسع مما لديك ولا قدرة على الكذب بلا أدنى سقف مثلما تستطيع ولهذا وقع الإختيار عليك من دون زميلاتك وزملائك الكذبة الآخرين.

. ولو كنت تعتقد أن تاريخ السودان سيقفل كتابه بتعيينك في هذا المنصب فأنت واهم أيضاً ولا أظن أن فترتك في المنصب ستطول، لكنك حرقت نفسك منذ أول يومين أكثر مما هي محروقة.

. وأرجو من الزملاء ألا يسكتوا عن هذه الأكاذيب التي جُلبت لكي تبالغ فيها.

. صحيح أن بعض الزملاء (بدوك بالحتة الفيها الحديدة) في قروب (عاجل) لكن ذلك لا يكفي ولابد من تفنيد مثل هذه الأكاذيب والإفتراءات على نطاق أوسع وأمام جموع هذا الشعب وعبر المنابر الإقليمية المتاحة لبعض شرفاء إعلامنا.

. فنحن ندافع عن ثورة فقدنا من أجلها أرواح أنقى وأطهر شابات وشباب هذا البلد والقصة ما قصة قحت وتقدم وحمدوك كما يحاول الكيزان تضليل البسطاء بأن كل ما يجري في السودان هو مجرد مقارنة بين أن يحكموا هم أو يحكم القحتيون، فعباس فرح، وهزاع وست النفور ودكتور بابكر ومحجوب التاج وكشة وبقية رفاقهم الأبرار لم يضحوا بأرواحهم الغالية لعيون خالد سلك، أو حمدوك أو بابكر فيصل، بل قدموا الأرواح رخيصة من أجل هدف أسمى وأنبل.

. ولا يعقل أن يناصر إعلامي حقيقي العساكر بحجة أن القحتيين مجرد (صعاليق) ، ولو كانوا كذلك فعلاً، فمن يكون قادة الجيش الحاليين، هل هم شيوخ ورجال بلغوا أعلى درجات الإحترام حتى تناصرهم نكاية في مدنيين لم يوجهوا لصدرك أي رصاصة!!

. هذا جهل وغباء، أو أنه خبث وسعي وراء مصلحة خاصة لا علاقة لها بالوطن والمواطن.

. كما أننا نعيش حرباً قذرة يروح ضحيتها المئات كل يوم ويُشردون، فمن حق أهلنا وعائلات الشهداء وضحايا هذه الحرب اللعينة أن نكون أكثر صراحة وشجاعة في مواجهة هؤلاء المجرمين المضللين بعيداً عن أي حسابات، ولا تقولوا لي حق زمالة ولا (بطيخ) فلا زمالة مع المجرمين الذين يقتلون الناس كل ساعة أكثر مما تقتل البنادق بتجريفهم للعقول وتضليل البسطاء.

. وختاماً جداً أقول أن الوصف الوظيفي المناسب لهذا الإعيسر هو (كذوب إعلام البرهان) وليس وزير إعلام حكومة السودان.

kamalalhidai@hotmail.com

////////////////////////  

مقالات مشابهة

  • اتفاق لبنان.. متى تبدأ الـ60 يوما التي تنسحب خلالها إسرائيل؟
  • الجيش الفرنسي يستعد لانهيار أوكرانيا وتداعيات الإطاحة بالنظام العالمي
  • التعاطي مع موضوع استسلام كيكل من القصص المحيّرة
  • شاهد بالفيديو.. البرهان: كل ما نجي هنا بنشعر نحن في بلدنا
  • قيادات عسكرية يمنية تبحث مع قائد “المركزية” الأمريكية جهود ردع هجمات الحوثيين
  • العملية الخاطفة لاستهداف السفينة الأمريكية
  • الغرب والموقف من الانقلاب العسكري في الغابون
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يكشف معلومات خطيرة عن قيادات بارزة بالدعم السريع: (قجة أكبر شفشافي ودخلت في معارك مع قائدهم الذي اقتحم الجزيرة وجلحة دا ما محسوب)
  • كذوب إعلام البرهان (الإعيسر)!