يوسف عيسى عبدالكريم
كنت وما زلت مولعا بالأدب العالمي وأكن ودا خاصا للأدب الروسي ولكن الأدب اللاتيني يستهويني وأجد فيه فسحة ومقدرة على التعبير عن الحالة المأسوية التي تعتري الشعوب التي ترزح تحت حكم الدكتاتوريات قد لا تتوفر لغيره من جواهر الادب في هذه البسيطة التي اوشكت أيامنا فيها على الانقضاء و مازال بعضنا فيها لم يبلغ الرشد بعد .
و في روايته أنا الأعلى يقول روا باستوس (يؤسس الحاكم سلطته على جهل الناس وسذاجتهم فأساس القوة يكمن في الضعف ويا له من أساس) وعندما تجول ببصرك وتلقي الانتباه لمجريات الاحداث تعرف تماما ان السلطة التي جعلتك تغضب من كيكل وتدعوا عليه عندما اقتحم مدينة سنجة وقتل فيها الأمنين بالأمس و هي نفسها التي تدعوك اليوم للاحتفال مع كيكل فرحا بتحرير سنجة من يد العدو و كيكل هو هو . فإنما تؤسس سلطتها على جهلك و سذاجتك
في روايته حفلة التيس يقول فرغاس يوسا ( ان الدكتاتور لا يأتي الا اذا استدعيناه) . تماما كما استدعى بعضنا يوما ما الجنرال وهتف على مسمعه الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع ومازالوا يحرقون له البخور و يروجون له باننا اليوم و بالرغم من الدماء الناضحة في الأرض افضل من الأمس الذي كانت تسير فيه الظعينة من كسلا الى الخرطوم لا تغشى أي ارتكاز ولا تخشى حتى الذئب على اغنامها .لقد قال ماركيز يوما ان الدكتاتور هو الشخصية الأسطورية الوحيدة التي انتجتها القارة اللاتينية و ربما كان يعني بلدا يقع في قلب افريقيا لم يعرف من الاساطير الا من يريه ما يرى ومن يهديه سبل الرشاد .
عزيز القارئ تمعن هذا النص بعقلك وانظر الى نفسك في المرآة وأسألها أليست هذه هي اللحظة التي نعيشها.( ليس هناك أمل في الحرية، يا أصدقاء، نحن محكومون بتحمل هذا إلى ما شاء الله المواطنون الذين يتطلعون إلى سعادة الوطن بعيدون جدا بعضهم يتسولون الصدقة في أرض غريبة، والآخرون يتعفنون في مقابر جماعية. يوما ما ستنغلق الشوارع من الرعب، ولن تعطي الأشجار ثمارا كالسابق، الذرة لن تغذينا، والماء لن يروينا، وقريبا يأتي زلزال ليسحق كل شيء فليأت، لأننا شعب ملعون. - رواية السيد الرئيس لـ ميغيل أنخيل أستورياس
ربما كان أولافو دي كارفالو يعني الإسلاميين في السودان حين علق على حكومة بول سنارو قائلا« لم يختر مئتي جنرال. اختاره مئتي جنرال. هؤلاء يريدون إعادة نظام 1964 في إطار ديمقراطي. إنهم يحكمون ويستخدمون بول سونارو كواقٍ. لا أقول أن هذا هو الواقع، بل هذا ما يريدونه. إنهم سيعودون إلى السلطة بشكل ديمقراطي. إذا لم يكن انقلابًا، فهو عقلية انقلابية».
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرهان: اقتربنا من النصر الكامل
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان لجنوده أمس: «اقتربنا من النصر الكامل»، جاء ذلك، خلال جولة قام بها البرهان في عدد من المناطق التي استردها الجيش من «قوات الدعم السريع»، لا سيما في ولايتي الجزيرة والخرطوم. وقال البرهان في حديث مقتضب وهو محاط بجنوده في بلدة ود أبو صالح، التي تقع على محور متقدم من خط القتال باتجاه الخرطوم: «سنقاتل هؤلاء الناس إلى أن نطردهم من كل البلاد»، في إشارة إلى «الدعم السريع». وأضاف أن قواتنا الآن بالقرب من «جسر سوبا»، الذي يربط بين منطقة شرق النيل والعاصمة الخرطوم، منوهاً إلى أن قوات الجيش أيضاً وصلت بلدة المسيد، جنوب الخرطوم.
الشرق الأوسط: