فيلم هير.. إعلان موت الحلم الأميركي على يد توم هانكس
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 عرض الفيلم الأميركي "هير" (Here)، وتهافت عليه الجمهور متوقعين تحفة فنية جديدة تحمل توقيع المخرج والمؤلف روبرت زيمكس، وهو يعيد تعاونه مع توم هانكس وروبين رايت، بعد مرور 30 عاما على تعاونهم السابق في فيلم "فورست غامب" (Forrest Gump) الفائز بـ6 جوائز أوسكار.
وعد الفيلم مشاهديه بعدة وعود، أولها استعادة نجاح "فورست غامب" بحشد أبطاله وصانعيه، والثاني بإعادة توم هانكس لشبابه باستخدام تقنيات تصغير العمر (De-aging)، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وهو ما أكدته ردود الأفعال على الفيلم بعد عرضه التجاري العالمي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطينيةlist 2 of 2"غلادياتور 2".. قصة جديدة قديمة ودينزل واشنطن ينقذ ريدلي سكوتend of list موت الحلم الأميركيفيلم "هير" مقتبس من رواية مصورة حملت الاسم نفسه ونُشرت عام 2014، وبطلة الفيلم والرواية بقعة أرض، ويستعرض العمل تفاصيل الحيوات التي مرت على هذه البقعة منذ ما قبل التاريخ وحتى الألفية الجديدة.
ولأن بقعة الأرض هي البطلة، فقد قرر صناع الفيلم إهمال كل ما يحدث خارجها، وتثبيت الكاميرا في موضعها لتسجل ما يحدث فقط في المحيط المحدود أمامها.
وباستخدام تقنية اللقطة داخل لقطة، تقدم لنا الصورة السينمائية البقعة نفسها في فترات زمنية مختلفة، وتنتقل من زمن لآخر بشكل عشوائي في بعض الأحيان، أو تربطها فكرة معينة أحيانا أخرى.
ويركز الفيلم بعد مضي بعض من وقته على حقب زمنية محددة، منها قصة اثنين من سكان الولايات المتحدة الأصليين، وعائلة وليام فرانكلين الابن الغاضب، ووالده بن فرانكلين أحد الناشطين في حرب الاستقلال الأميركية، وعائلة صغيرة في بدايات القرن الـ20، ثم زوجين في الفترة ما بين الحربين العالميتين يفيضان حيوية، وفي النهاية العائلة التي تركز عليها أغلب أحداث الفيلم، وهي أسرة أميركية عادية، في الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية والألفية الجديدة وتتكون من 3 أجيال، وعاشت في المنزل نفسه، وختم الفيلم قصة المنزل بأسرة من أصول أفريقية سكنت البيت حتى ما بعد انتشار وباء كورونا.
وروجت الولايات المتحدة لفكرة "الحلم الأميركي" في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ذلك الحلم الذي يَعِد بالاستقرار والأمان والمستقبل الأفضل، وإن كشف بعد ذلك عن كابوس لكثير منهم.
ويفكك فيلم "هير" هذا الحلم الأميركي عندما وضع في إطاره آل (بول بيتاني) وروز (كيلي رايلي)، الأول جندي سابق في الجيش الأميركي، والثانية زوجة، وسرعان ما تصبح أمًا لـ3 أطفال، يشتريان المنزل، ويقرران عيش حياة هنيئة به، غير أنه تعكر صفوهما المتاعب المالية، نظرا لاضطرار الزوج "آل" للعمل مندوب مبيعات في سوق متقلبة تضعه دوما محل تهديد، ويغرق مخاوفه وصدمته من الحرب في شرب الخمر.
تمر الأعوام ويكبر أول أبناء الزوجين، آل وروز، ريتشارد (توم هانكس) الذي يرتبط وهو في الـ18 من عمره بمارغريت (روبين رايت)، ورغم أحلام كل منهما العريضة يتزوجان، ومثل والده يتخلى ريتشارد عن حلمه بالعمل كفنان، ويعمل مندوب مبيعات في شركة تأمين، وبسبب مخاوفه المورثة حول المال يعيش مع والديه في المنزل ذاته ويرثه من بعدهما، سالبا زوجته حقها في الاستقلالية بمنزل يخصها، الأمر الذي يمثل ضغطا هائلا على زيجتهما.
وبمقارنة الفيلم بـ"فورست غامب" نكتشف مقدار التحول الفكري لدى روبرت زيمكس تجاه الحلم الأميركي، وقد امتلأ الفيلم الأقدم بالقومية الأميركية، بينما ينتقدها في فيلمه الأحدث، ويفكك الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يسلب المواطنين حياتهم من دون أن يشعروا.
كاميرا ثابتة وقصة غائبةبدأت السينما بكاميرا ثابتة في محلها، لأسباب مختلفة على رأسها بالطبع ثقل وزن الكاميرا الأولى وصعوبة تحريكها، ومن ناحية أخرى لعدم وعي صناع السينما الأوائل بتأثير تحريك الكاميرا، وتعلمهم مبادئ الفن الجديد من فن المسرح الأكثر قدما، وبالتالي تم استبدال المشاهد المسرحي بالكاميرا مباشرة، ومع السنوات والتطور التكنولوجي والفني اكتسبت الكاميرا مرونة شاملة حتى طارت في الهواء في بعض الأحيان.
ويعيد فيلم "هير" الكاميرا إلى أصولها وثباتها، ويقدم -على مدار ساعتين إلا قليلا- كادرا واحدا وإطارا لغرفة الجلوس يرصد ما يظهر أمامه من الأحداث، ليدخل ذلك في نطاق التجريب بعدما كان الأصل.
غير أن الاتجاه نحو التجريب السينمائي من ناحية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة من ناحية أخرى لم ينفعا كأساس لفيلم سينمائي طويل، وقد غاب عنه أساسيات لا غنى عنها.
لا يقدم فيلم "هير" قصة حقيقية، أو شخصيات تطورت، أو حوارا لهذه الشخصيات، ورغم محاولته التأكيد على معاني مجردة مثل الأسرة والعاطفة التي تتجاوز الزمن واستمرارية الحياة إلا أن ذلك لم يفلح في خلق مشاهد مؤثرة في ظل خواء القصة من أي تفاصيل.
هذا بالإضافة إلى محاولة المخرج إجبار الفيلم على الاتساق مع الأجندات العصرية بشكل مقحم وفج، كظهور الزوجين من السكان الأصليين، والزوجين من أصول أفريقية، والمحاضرة التي يعطيها الأب الأسمر لابنه عن أهمية الحفاظ على هدوئه في حال أوقفه ضابط شرطة حتى لا يتعرض للإيذاء بسبب لون بشرته. هذه المحاولة جاءت شديدة المباشرة بشكل لا يتسق إلا مع إعلان تلفزيوني توعوي.
وإضافة إلى مشكلات تقنيات تصغير العمر التي تسلب الممثلين قدرتهم على التعبير، وظهر ذلك بوضوح على روبين رايت، وكذلك عدم تناسب الملامح الشابة مع حركة الجسم الواهنة، أو وضعية الظهر والكتفين التي تتغير مع التقدم بالعمر، الأمر الذي بدا بوضوح على توم هانكس، الذي يبدو وجهه مثل مراهق، وجسده كرجل ستيني.
فيلم "هير" اختار التجريب على اللغة السينمائية، وأفرط في استخدام التكنولوجيا ولم يبالِ بتطوير الحبكة وشخصياته، فقدم تجربة تبدو مثل التجارب العلمية خالية من المشاعر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما توم هانکس
إقرأ أيضاً:
الذهب يستقر بعد قرار المركزي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة
استقرت أسعار الذهب في الساعات الأولى من التعاملات الآسيوية اليوم الخميس بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في إجراء خلى من إشارات واضحة عن مسار السياسة النقدية الأميركية هذا العام.
تحديث الأسعارسجل الذهب في المعاملات الفورية 2761.79 دولار للأونصة (الأوقية)، بحلول الساعة 0049 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2 بالمئة مسجلة 2774.50 دولار للأونصة، وفقا لبيانات وكالة "رويترز".
وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة دون تغيير ولم يعط سوى القليل من الإشارات بشأن التخفيضات التالية وسط تراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة واستمرار النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم بوتيرة أعلى من المعدل المستهدف.
وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن المجلس سينتظر إشارات عن مزيد من التقدم بشأن التضخم وسوق العمل قبل أن يقرر خفض سعر الفائدة.
وتضعف أسعار الفائدة المرتفعة جاذبية السبائك التي لا تدر عائدا.
وكان قرار تثبيت سعر الفائدة متوقعا على نطاق واسع بعد خفضها نقطة مئوية كاملة على ثلاث مرات متتالية خلال العام الماضي.
كما استوعبت الأسواق تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية بعد أن قال البيت الأبيض إن ترامب لا يزال يخطط لفرض رسوم كبيرة على المكسيك وكندا يوم السبت وإنه يدرس بقوة فرض بعض الرسوم على الصين في مطلع الأسبوع.
وقد تؤدي سياسات ترامب، التي يُنظر إليها أيضا على أنها تضخمية، لدفع المركزي الأميركي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما يقلل جاذبية الذهب.
وفي الوقت نفسه، تشير توقعات شبه مؤكدة إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق اليوم الخميس.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة إلى 30.85 دولار للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.7 إلى 952.49 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 0.5 ليسجل 967.38 دولارا للأونصة.