الجزيرة:
2024-11-27@12:36:26 GMT

فيلم هير.. إعلان موت الحلم الأميركي على يد توم هانكس

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

فيلم هير.. إعلان موت الحلم الأميركي على يد توم هانكس

شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 عرض الفيلم الأميركي "هير" (Here)، وتهافت عليه الجمهور متوقعين تحفة فنية جديدة تحمل توقيع المخرج والمؤلف روبرت زيمكس، وهو يعيد تعاونه مع توم هانكس وروبين رايت، بعد مرور 30 عاما على تعاونهم السابق في فيلم "فورست غامب" (Forrest Gump) الفائز بـ6 جوائز أوسكار.

وعد الفيلم مشاهديه بعدة وعود، أولها استعادة نجاح "فورست غامب" بحشد أبطاله وصانعيه، والثاني بإعادة توم هانكس لشبابه باستخدام تقنيات تصغير العمر (De-aging)، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وهو ما أكدته ردود الأفعال على الفيلم بعد عرضه التجاري العالمي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطينيةlist 2 of 2"غلادياتور 2".. قصة جديدة قديمة ودينزل واشنطن ينقذ ريدلي سكوتend of list موت الحلم الأميركي

فيلم "هير" مقتبس من رواية مصورة حملت الاسم نفسه ونُشرت عام 2014، وبطلة الفيلم والرواية بقعة أرض، ويستعرض العمل تفاصيل الحيوات التي مرت على هذه البقعة منذ ما قبل التاريخ وحتى الألفية الجديدة.

ولأن بقعة الأرض هي البطلة، فقد قرر صناع الفيلم إهمال كل ما يحدث خارجها، وتثبيت الكاميرا في موضعها لتسجل ما يحدث فقط في المحيط المحدود أمامها.

وباستخدام تقنية اللقطة داخل لقطة، تقدم لنا الصورة السينمائية البقعة نفسها في فترات زمنية مختلفة، وتنتقل من زمن لآخر بشكل عشوائي في بعض الأحيان، أو تربطها فكرة معينة أحيانا أخرى.

ويركز الفيلم بعد مضي بعض من وقته على حقب زمنية محددة، منها قصة اثنين من سكان الولايات المتحدة الأصليين، وعائلة وليام فرانكلين الابن الغاضب، ووالده بن فرانكلين أحد الناشطين في حرب الاستقلال الأميركية، وعائلة صغيرة في بدايات القرن الـ20، ثم زوجين في الفترة ما بين الحربين العالميتين يفيضان حيوية، وفي النهاية العائلة التي تركز عليها أغلب أحداث الفيلم، وهي أسرة أميركية عادية، في الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية والألفية الجديدة وتتكون من 3 أجيال، وعاشت في المنزل نفسه، وختم الفيلم قصة المنزل بأسرة من أصول أفريقية سكنت البيت حتى ما بعد انتشار وباء كورونا.

وروجت الولايات المتحدة لفكرة "الحلم الأميركي" في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ذلك الحلم الذي يَعِد بالاستقرار والأمان والمستقبل الأفضل، وإن كشف بعد ذلك عن كابوس لكثير منهم.

ويفكك فيلم "هير" هذا الحلم الأميركي عندما وضع في إطاره آل (بول بيتاني) وروز (كيلي رايلي)، الأول جندي سابق في الجيش الأميركي، والثانية زوجة، وسرعان ما تصبح أمًا لـ3 أطفال، يشتريان المنزل، ويقرران عيش حياة هنيئة به، غير أنه تعكر صفوهما المتاعب المالية، نظرا لاضطرار الزوج "آل" للعمل مندوب مبيعات في سوق متقلبة تضعه دوما محل تهديد، ويغرق مخاوفه وصدمته من الحرب في شرب الخمر.

تمر الأعوام ويكبر أول أبناء الزوجين، آل وروز، ريتشارد (توم هانكس) الذي يرتبط وهو في الـ18 من عمره بمارغريت (روبين رايت)، ورغم أحلام كل منهما العريضة يتزوجان، ومثل والده يتخلى ريتشارد عن حلمه بالعمل كفنان، ويعمل مندوب مبيعات في شركة تأمين، وبسبب مخاوفه المورثة حول المال يعيش مع والديه في المنزل ذاته ويرثه من بعدهما، سالبا زوجته حقها في الاستقلالية بمنزل يخصها، الأمر الذي يمثل ضغطا هائلا على زيجتهما.

وبمقارنة الفيلم بـ"فورست غامب" نكتشف مقدار التحول الفكري لدى روبرت زيمكس تجاه الحلم الأميركي، وقد امتلأ الفيلم الأقدم بالقومية الأميركية، بينما ينتقدها في فيلمه الأحدث، ويفكك الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يسلب المواطنين حياتهم من دون أن يشعروا.

كاميرا ثابتة وقصة غائبة

بدأت السينما بكاميرا ثابتة في محلها، لأسباب مختلفة على رأسها بالطبع ثقل وزن الكاميرا الأولى وصعوبة تحريكها، ومن ناحية أخرى لعدم وعي صناع السينما الأوائل بتأثير تحريك الكاميرا، وتعلمهم مبادئ الفن الجديد من فن المسرح الأكثر قدما، وبالتالي تم استبدال المشاهد المسرحي بالكاميرا مباشرة، ومع السنوات والتطور التكنولوجي والفني اكتسبت الكاميرا مرونة شاملة حتى طارت في الهواء في بعض الأحيان.

ويعيد فيلم "هير" الكاميرا إلى أصولها وثباتها، ويقدم -على مدار ساعتين إلا قليلا- كادرا واحدا وإطارا لغرفة الجلوس يرصد ما يظهر أمامه من الأحداث، ليدخل ذلك في نطاق التجريب بعدما كان الأصل.

غير أن الاتجاه نحو التجريب السينمائي من ناحية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة من ناحية أخرى لم ينفعا كأساس لفيلم سينمائي طويل، وقد غاب عنه أساسيات لا غنى عنها.

لا يقدم فيلم "هير" قصة حقيقية، أو شخصيات تطورت، أو حوارا لهذه الشخصيات، ورغم محاولته التأكيد على معاني مجردة مثل الأسرة والعاطفة التي تتجاوز الزمن واستمرارية الحياة إلا أن ذلك لم يفلح في خلق مشاهد مؤثرة في ظل خواء القصة من أي تفاصيل.

هذا بالإضافة إلى محاولة المخرج إجبار الفيلم على الاتساق مع الأجندات العصرية بشكل مقحم وفج، كظهور الزوجين من السكان الأصليين، والزوجين من أصول أفريقية، والمحاضرة التي يعطيها الأب الأسمر لابنه عن أهمية الحفاظ على هدوئه في حال أوقفه ضابط شرطة حتى لا يتعرض للإيذاء بسبب لون بشرته. هذه المحاولة جاءت شديدة المباشرة بشكل لا يتسق إلا مع إعلان تلفزيوني توعوي.

وإضافة إلى مشكلات تقنيات تصغير العمر التي تسلب الممثلين قدرتهم على التعبير، وظهر ذلك بوضوح على روبين رايت، وكذلك عدم تناسب الملامح الشابة مع حركة الجسم الواهنة، أو وضعية الظهر والكتفين التي تتغير مع التقدم بالعمر، الأمر الذي بدا بوضوح على توم هانكس، الذي يبدو وجهه مثل مراهق، وجسده كرجل ستيني.

فيلم "هير" اختار التجريب على اللغة السينمائية، وأفرط في استخدام التكنولوجيا ولم يبالِ بتطوير الحبكة وشخصياته، فقدم تجربة تبدو مثل التجارب العلمية خالية من المشاعر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما توم هانکس

إقرأ أيضاً:

منتدى المرأة العالمي يسلّط الضوء على الابتكار الاجتماعي

عُقدت أمس ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى المرأة العالمي - دبي 2024، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمرأة على مدى يومين، جلسة نقاشية بعنوان "الابتكار من أجل التغيير : بناء غدٍ أفضل للجميع".

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: تمكين المرأة وتحفيز مشاركتها في مسيرة التنمية وزيرة الشباب بمملكة البحرين تؤكد متانة العلاقات التاريخية بين الإمارات وبلادها

شاركت في الجلسة هيلينا ليرش، نائب رئيس قسم السياسة العامة والمسؤولية المجتمعية بشركة تيك توك، وأسا سكوجرستروم فيلدت، المديرة العامة لريادة الأعمال الاجتماعية في شركة أيكيا، والدكتورة نوار عاصم، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنظمة "الحلم"، في جمهورية العراق، وأدارتها حصة تهلك، وكيل وزارة تنمية المجتمع المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية.
وأكدت حصة تهلك، أهمية هذه الجلسة في تسليط الضوء على الابتكار الاجتماعي في ثلاثة قطاعات مهمة تمس المجتمع بشكل مباشر، وهي قطاع التجزئة ممثلاً في شركة أيكيا، وقطاع الإعلام الجديد ممثلاً في شركة تيك توك، وقطاع النفع الاجتماعي ممثلاً في منظمة الحلم التي تعمل في جمهورية العراق، والقيادة الناجحة للمرأة في هذه القطاعات الابتكارية وكيف لعبت دوراً مهماً في وضع السياسات وتطوير المبادرات التي تعود بالنفع على المجتمعات التي تعمل فيها.
وقالت إن الابتكار الاجتماعي لم يعد رفاهية بل ضرورة ملحة وسط التغيرات السياسية والاقتصادية والرقمية المتسارعة في عالم اليوم، مشيرةً إلى أهمية التوعية والتمكين والدعم وإطلاق المبادرات ذات الأثر المجتمعي الإيجابي.
من جانبها قالت هيلينا ليرش، إن تيك توك تعد من أسرع شركات الإعلام الجديد نمواً بعدد مستخدمين يصل إلى 1.8 مليار شخص حول العالم معظمهم من فئة الشباب، ما يعكس مدى التأثير الاجتماعي الذي يمكن أن تحدثه الشركة. 
وأضافت أن الشركة عملت على تعزيز التغييرات الإيجابية من خلال رفع الوعي المجتمعي بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات النفع العام في العديد من الدول النامية لتوفير محتوى يعزز الجوانب الاجتماعية الإيجابية من خلال الاستثمار في تطوير قدرات صانعي المحتوى تماشياً مع هذا الهدف عبر برنامج صناع التغيير.
من جهتها تناولت أسا سكوجرستروم فيلدت، جهود شركة "أيكيا"، في الاستثمار بالعديد من الدول النامية من أجل تمكين الأسرة من خلال مبادرات مثل "مشروع أيكيا لريادة الأعمال"، الذي استفادت منه 6 ملايين شخص ما بين سيدات ورائدات أعمال وكبار سن وذوي الهمم.
بدورها، سلّطت الدكتورة نوار عاصم، الضوء على منظمة "الحلم" ذات النفع العام وكيف تبنت مشاريع ابتكارية مفيدة للمجتمع ضمن تقاليد عربية وإسلامية أصيلة، مشيرةً إلى أن الفكرة بدأت بفرق صغيرة العدد ثم تحولت لمؤسسة تستثمر في المرأة والطفل، لما للمرأة واستقرارها من دور كبير في استقرار المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة في البشر.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [ 119]
  • منتدى المرأة العالمي يسلّط الضوء على الابتكار الاجتماعي
  • تفسير حلم تناول الدواء في المنام.. رسالة للسليم وفرج للمريض
  • ما تفسير حلم المزاد في المنام؟
  • ما تفسير حلم لعبة الشطرنج في المنام؟
  • تفسير حلم وفاة الأم والبكاء عليها.. خير أم شر؟
  • ضوء أخضر إسرائيلي للوسيط الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع لبنان
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • ماذا يحمل الحلم من رسائل؟