أعلنت مؤسسة دبي للمستقبل وشركة “ميتا” العالمية ، اختتام النسخة الأولى لبرنامج لاما ديزاين درايف (Llama Design Drive) في دولة الإمارات، والذي شهد مشاركة 30 من المبتكرين والشركات الناشئة من حول العالم لتطوير حلول مبتكرة باستخدام نموذج “Llama 3” للذكاء الاصطناعي ضمن 7 تحديات متنوعة شاركت بها طيران الإمارات، ودبي القابضة، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، ومجموعة شلهوب.

وعمل المشاركون بالبرنامج على مدار 4 أسابيع على تطوير أفكار ومشاريع نوعية توظف الإمكانات الواعدة للذكاء الاصطناعي وأدواته المتنوعة في تصميم مستقبل مجالات الطيران والتنقل والتجزئة والقطاع العقاري وإحداث نقلة نوعية بها.

وتم اختيار المشاركين في برنامج “لاما ديزاين درايف” من أصل 135 طلبا للمشاركة تم تقييمها بالتعاون مع فريق” ستارت أب بوت كامب”.

وشهد اليوم الختامي لبرنامج لاما ديزاين درايف عرضاً لأبرز هذه المشاريع بحضور ممثلي شركاء البرنامج، بما في ذلك حلول مبتكرة من شركتي “إنديغو هايف” و”آيكوم إنوفيشن” لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المسافرين من أصحاب الهمم وكبار السن، فيما طورت شركة “ترانسيند تكنولوجيز” منصة تستفيد من التعلم العميق عبر “Llama 3” لتحليل أداء العلامات التجارية والمتاجر بصورة أفضل وتقديم رؤى عملية حول العلامات التجارية الفخمة، وطورت شركة “فيتش تكنولوجيز” فكرة لتعزيز إدارة المخزونات والتنبؤ بحجم الطلب المستقبلي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقدّمت شركة “صفر كربون” حلاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لأتمتة تتبع بيانات انبعاثات الغازات الضارة بما يسهم بتعزيز الاستدامة وتحسين احتساب الانبعاثات، كما استعرض أحد المشاركين “بوت شات” مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتبسيط بيانات التنقل والمساعدة على اتخاذ قرارات فعالة لإدارة حركة المركبات.

وطوّرت شركة “بيانات” الناشئة منصة تستفيد من بيانات التنقل من مصادر متعددة لتحسين تفاعلات المستخدمين عبر محادثات مبنية على الذكاء الاصطناعي.

وقدّمت شركة “أوريكس” الناشئة المتخصصة بتحليل البيانات حلاً يستخدم قدرات “Llama 3” لمعالجة البيانات بهدف تعزيز كفاءة وسائل النقل العام عبر تحليل وتحسين اتصالات الطرق.

وأكد عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن تنظيم هذا البرنامج بالشراكة مع شركة “ميتا” العالمية قدم منصة عالمية لتمكين المبتكرين ورواد الأعمال المبدعين من استعراض أفكارهم ومشاريعهم القائمة على أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول ذكية قابلة للتطبيق على نطاق واسع لخدمة قطاعات المستقبل الحيوية كالطيران والتنقّل الذكي والاستدامة وغيرها انطلاقاً من دبي.

من جهته قال جولان عبد الخالق، مدير برامج السياسات في شركة “ميتا” لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا، إن هذه المبادرة توضح أن قوة الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في جمع أشخاص متنوعين لحل أصعب التحديات بالابتكار، وشهد اليوم الختامي لهذا البرنامج العديد من الاستخدامات المذهلة للذكاء الاصطناعي والتي أظهرت الفكر الإبداعي للمشاركين ومهاراتهم التقنية وفهمهم العميق لاحتياجات مختلف القطاعات، معربا عن فخره بدعم هذه المواهب التي سيحدث عملها تغييراً نوعياً هنا في دولة الإمارات، وستلهم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في المستقبل عبر المنطقة والعالم

يُعدّ “لاما ديزاين درايف” برنامجاً مبتكراً يهدف إلى تسريع وتيرة نمو الشركات الناشئة ودعمها عبر تمكينها من الوصول إلى أبرز قادة القطاع، لابتكار حلول فعّالة لتحديات فعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ويتيح هذا البرنامج للشركات الناشئة فرصة استثنائية للتعاون مع نخبة من أبرز الشركات الرائدة، لإيجاد الحلول المبتكرة والقائمة على الذكاء الاصطناعي لتحديات الأعمال المعقّدة.

وسيسهم برنامج “لاما ديزاين درايف” من خلال تعزيز مثل هذه الشراكات الرائدة في تسريع وتيرة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ذات الأثر الملحوظ، فضلاً عن الاضطلاع بدور محوري في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي

بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟

الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.

المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.

وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».

وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.

ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!

مقالات مشابهة

  • نموذجين للذكاء الاصطناعي مخصصين للروبوتات من جوجل
  • غوغل تطلق نموذجين للذكاء الاصطناعي مخصصين للروبوتات
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • ثورة النماذج اللغوية: التوظيفات الخطرة للذكاء الاصطناعي في الإرهاب البيولوجي
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • الصحفيون والاستخدام الرشيد للذكاء الاصطناعي
  • «السبكي» يبحث مع شركة صينية سبل استخدام الذكاء الاصطناعي ونقل خبرات التجهيزات الطبية للمستشفيات
  • من النص إلى الصوت.. ميتا تعتزم إطلاق مساعد صوتي يستند للذكاء الاصطناعي
  • شركة صينية تعلن عن أحدث نماذجها لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي والمحاسبة: كيف يغيّر برنامج محاسبة متطور طريقة إدارة الأموال؟