في يوم رحيل المهدي .. حذرت من خطورة غياب المؤسسية والعمل الجماعي
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات ،أي في ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠ كتبت نعيا في رحيل رئيس حزب "الأمة القومي" وزعيم "الأنصار" الحبيب، المفكر، السيد الصادق المهدي .
عبًرت في المقال عن الفقد الكبير برحيله لحبيباته وأحبابه، ومعظم السودانيين ، وليس كل السودانيين، لأننا بشر، وقلت إنني شخصيا فقدته وهو فقد كبير، إذ ربطت بيننا آصرة احترام ومودة متبادلة.
قلت إن السودان فقد برحيله زعيما معتدلا كان يسعى إلى أن تمر الفترة الانتقالية بعد الثورة الشعبية بسلام ، لينعم السودانيون بحياة الحرية والديمقراطية ، وهو صاحب تضحيات كبيرة في هذا المجال .
حذرت في المقال يوم رحيله من العمل الفردي الذي لا يحترم المؤسسية، مشيرا. إلى حزب" الأمة القومي" والمشاركين في "الفترة الإنتقالية" وهم عسكريون ومدنيون.
نبهت في الوقت نفسه إلى خطورة غياب العمل الجماعي، وقلت إن غياب المؤسسية في " الفترة الانتقالية" سيهدد عمليةً الانتقال ، أي ينسف الفترة الانتقاليةً.
وهاهي توقعاتي للأسف وجدت طريقها إلى أرض الواقع ، داخل حزب "الأمة القومي" الذي يعاني تضاربا في مواقف قياداته وحرب بيانات ، تؤكد أن الحزب يعاني بشدة كغيره من أحزاب سودانية أخرى من غياب العمل المؤسسي.
كنت نبهت إلى خطورة ذلك في أوقات سابقة، ودعوت كل الأحزاب السياسية السودانية إلى إصلاح حالها ، لتواكب روح العصر، ووعي الجيل الجديد.
توقعي الثاني الذي أشرت اليه في يوم رحيل المهدي يتعلق بـ " تهديد" الفترة الانتقالية في حال عدم التمسك بالعمل الجماعي والمؤسسية.
انقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش والفريق محمد حمدان (حميدتي) قائد قوات ( الدعم السريع) أطاح الفترة الانتقالية والحكم المدني، وهذه جريمة لا يمكن إنكارها ، فأي انقلاب جريمة .
وهاهي الحرب البشعة تتواصل حاليا بين الطرفين كنتيجة للانقلاب وقد قلت في مقال يوم اندلاع الحرب أنه من غير الممكن أن تستمر سلطة انقلابية برأسين .
أطراف عدةً انخرطت في الحرب الحالية ، فدمروا السودان وقتلوا أعدادا كبيرة من المواطنين الأبرياء، وشردوا ملايين البشر، وتسببوا في الجوع والمرض ، وأذلوا السودانيين ، اذ انعدمت مقومات العيش الكريم لأهلنا ، داخل السودان وخارجه.
الحبيب الصادق المهدي أكرمه الله ، إذ لم يشهد مشاهد حرب المسيرات والمدافع والسحل والذبح وحروبا عنصرية بغيضة.
بعض أطراف الحرب ربما هم سعداء بغياب الصادق، أو ربما سعوا للتخلص منه، لأنهم يعلمون أنه يقف مبدئيا ضد الانقلاب، ويرفض ويدين ويناهض بفكره ووعيه مفجري الحرب ومشعليها، وساكبي الزيت على نارها ، سواء جرىً ذلك بالأسلحة المدمرة ، أو بالكلام الأجوف، المضلل،الغارق في وحل الافتراءات، و عمليات التضليل المدروسة، والمبرمجة.
رحم الله الراحل الحبيب الإمام.
افتقدتك بشدة.. ويفتقدك الوطن.
يفتقدك كثيرون في السودان وخارجه، وخصوصا المظلومين، أصحاب القضايا العادلة في أيةً بقعة من بقاع العالم.
في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
لندن ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤
هنا رابط مقالي في يوم رحيل الصادق المهدي
https://www.facebook.com/share/1GH5bhCAPB/?mibextid=WC7FNe
modalmakki@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة یوم رحیل
إقرأ أيضاً:
دور التعايش السلمي في وأد الفتن
كلام الناس
نورالدين مدني
كنت أمني نفسي بالحديث في ونسة حرة عن جانب من تجربتي في الحياة بالفاشر عندما كنت أعمل باحثاً إجتماعياً بسجون دارفور لكن أسرة رابطة دارفور بسدني اختارت لي الحديث عن دور التعايش السلمي في وأد الفتن.
قبلت الحديث تحت هذا العنوان خاصة وأن السودان يعاني من ويلات الحرب العبثية وتداعياتها الكارثية التي أجبرت ملايين الأسر على مغادرة منازلهم واللجوء إلى دول الجوار وأضطرت أسر أخرى للنزوح داخل السودان عسى ولعل لكن للأسف لاحقتهم الحرب ومازالت تهدد حياتهم ومستقبلهم.
ذكرت في بداية حديثي أن مناطق كثيرة من العالم تعاني من الحروب الأمر الذي فرض على الناشطين تركيز الاهتمام بقضايا السلام والتعايش السلمي.
أشرت للملتقى الخامس للمؤتمر الأفريقي الذي عقد قبل أيام في العالعاصمة الموريتانية نواقشوط تحت شعار واجب الحوار وراهنية المصالحات وأن مخرجاته ركزت على ضرورة الحوار وعقد المصالحات.
تحدثت أيضاً عن مؤتمر قضايا العلام السوداني الذي عقدته نقابة الصحفيين السودانيين مؤخراً وقد تضمنت توصايه الختامية أهمية التصدي لخطاب الكراهية ومحاصرة الفتن المجتمعية للحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً.
حرصت في هذه الأمسية التي عقدت يوم السبت الماضي بمقر رابطة أبناء دارفور بسدني على تقديم شهادتي الحية عن فترة حياتي بالفاشر حيث كنت أسكن في منزل بحي الخير خنقا حيث كنا نعيش في أمن وأمان وسلام مجتمعي.
كانت الفاشر أمنة مستقرة لا تفرق بين مكونات نسيجها الإثني والثقافي ولم نشعر بوجود صراعات بين الفور والزغاوة وغيرهما من المواطنين قبل أن تتسلط على السودان سلطة احادية أصبحت تؤجج الفتن المجتمعية وسط المواطنين خاصة عقب انقلاب البرهان وعصبته على الحكومة المدنية الانتقالية وإشعالهم الحرب التي أفرزت ضمن ما أفرزت من كوارث تمدد الفتن المجتمعية في كثير من مناطكق السودان.
لن أستعرض هنا المداخلات الطيبة والساخنة التي أثرت الأمسية ودفعت بمقترحات لمساندة الجهود المحلية والافليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية ومحاربة خطاب الكراهية والعنصرية والاعتراف بالاخر واحترام خياراته وقناعاته للتعايش في سلام وأمان في ظل دولة المواطنة وسيادة حكم القانون والسلام والعدالة والكرامة الانسانية.