في بورتسودان لا توجد منطقة وسطي مابين الجنة والنار . ( ٤ ) !!..
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تركنا الاحزان وراءنا ونحن نغادر مقابر ( اوبو ) عفوا ( محطة اوبو ) حتي القطار كانت عيونه مكحلة بالحزن والركاب كاد الالم يعتصرهم لآخر قطرة وقد تلفعوا بالسواد المعنوي وفي عيونهم نظرات بدأت وكأنها خارجة من نظارات أكثر سوادا مع أن الركاب ليس فيهم احد له ادني صلة قرابة مع الراحلين أو قابلهم من قبل ولكن الذي جعل الفقد واحدا ومشتركا مأساوية الحدث والموت بعيدا عن الأسرة والدفن من غير إقامة ليال للعزاء والماتم ولكن العزاء أن أرض السودان كلها أهل وان هؤلاء الضحايا قد وجدوا من التكريم في الدفن والتراحم وكأنهم وسط ذويهم في مدن وبوادي البلاد المختلفة علي اتساع أراضيها وامتداداتها !!.
ولاحت لنا اضواء منارة الميناء والانارات المنظومة هنا وهنالك مثل مسبحة ( الكهرمان ) وبدانا نخرج رويدا رويدا من حالة الحزن التي أمسكت بتلابيبنا لساعات طوال في تذكر الذين أصبحت ( اوبو ) محطتهم الأخيرة ...
وأخذتنا عربة أجرة غاية في الأناقة والجمال يقودها شاب يفهم في بروتوكول استقبال الضيوف القادمين للبحر الأحمر بسواحله وجباله وجمال الطبيعة فيه و ( السلات ) و ( فنجان جبنة بي شمالو يسوي الدنيا بي مالو ) ورقصة السيف وتاجوج والمحلق بورتسودان الثانوية وحصة تاريخ ( مجيهة ) مع الاستاذ ( كوكو حميدة ) الذي تتداول كراسة ملخصاته بقية مدارس السودان لضمان الحصول علي الامتياز في هذه المادة العالية الاهتمام لمن يريد أن يتوج بطلا فيها يقهر بها ما استعصى من الاستراتيجيات والدراسات الأمنية مثل هنري كيسنجر وأستاذة ( مترنيخ ) !!..
اقترح علينا السائق المهذب أن ننزل بفندق البحر الأحمر بموقعه الفريد وقربه من أماكن الخدمات ودور الترفيه بما في ذلك الاستاد ويومها كانت أندية حي العرب وهلال بورتسودان لا تقل جودة ولا سمعة عن هلال مريخ وكم رفدت أندية العاصمة بلاعبين شقوا طريقهه للفريق القومي بسهولة ويسر وقد أتوا من أنديتهم السابقة والموهبة تسير في ركابهم وحب الوطن يجري في عروقهم !!..
قلنا للسائق ( علي بركة الله سبحانه وتعالى ) سر بنا الي فندق البحر الأحمر ووجدناه كما وصفه لنا الشاب غاية في الجمال والأناقة واستنشقنا رائحة الضبط والربط وتجويد الخدمة منذ لحظة وضع أقدامنا علي عتبة الدار وجاء الينا من حمل أمتعتنا إلي الداخل ريثما تتم إجراءات قبولنا كنزلاء في هذا المكان الطيب ...
تمت الإجراءات في سهولة ويسر ودقة كاملة وكانت الاسعار معقولة رضينا بها في التو والحين وتم حمل أمتعتنا كل الي الغرفة المخصصة له ولما كنا مجموعة مكونة من ستة معلمين اخترنا غرفتين وذلك ضغطا علي المنصرفات ليطيب لنا المقام لمدة أطول في هذه الديار التي اشتهرت بتعدد مصادر السياحة فيها وطعامها الجيد خاصة ( السلات واللحوم ) و ( القهوة ) ( المسبكة ) طيبة الرائحة حلوة المذاق التي نال بصناعتها أهلنا الهدندوة براءة الاختراع ...
وقلنا نخلد للراحة نستجم ونجمع قوانا لصباح الغد لننزل للمدينة لنري ماذا أعدت لنا عروس الشرق وثغرها الوضيء الباسم الفتان !!..
نواصل المسلسل إن شاءالله سبحانه وتعالى في الحلقة القادمة .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
"خشانة" يؤكد أهمية النافذة الواحدة ونظام التسجيل المسبق للشحنات لتحسين مناخ الاستثمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرض النائب أحمد صبيح خشانة، عضو مجلس الشيوخ، طلب المناقشة العامة المقدم منه والمزكي من أكثر من عشرين عضوا من الأعضاء، لاستيضاح سياسة الحكومة ممثلة في وزارة المالية، بشأن آليات الوزارة في تعزيز دور النافذة الواحدة ونظام التسجيل المسبق للشحنات لاستيفاء جميع المتطلبات التنظيمية للإفراج الجمركي.
وقال النائب في طلب المناقشة، إن النافذة الواحدة تعرف بأنها منصة معلوماتية متكاملة تهدف إلى تحقيق التكامل والتنسيق بين الجهات المعنية بالتجارة الخارجية، وتتيح للمجتمع التجاري تقديم كافة المستندات والمعاملات الجمركية الكترونيا، مما يسهم في تبسيط الإجراءات وتقليل المدد الزمنية للإفراج الجمركي.
وأضاف: يعرف نظام التسجيل المسبق للشحنات (ACI) بأنه إجراء جمركي جديد يعتمد على تسجيل بيانات ومستندات الشحنة قبل الشحن بـ٤٨ ساعة، بهدف تقليل زمن البحث والتحليل أثناء وجود البضائع في الميناء، ما يعزز من سرعة الإفراج الجمركي ويضمن مستوى أعلى من الأمان والشفافية
وتابع: يعمل هذان النظامان على تحسين التجارة الدولية من حيث:
تسريع إجراءات التخليص الجمركي، مما يسهم في تقليل تكاليف التخزينتعزيز الشفافية ومكافحة التهرب الجمركي، من خلال توفير بيانات دقيقة عن البضائع الواردة.تحسين مستوى الأمان والسلامة للسلع المستوردة، مما يعزز حماية الأسواق المحلية، ويقلل المخاطر الجمركية، ويحسن كفاءة الأداء الجمركي.وأضاف،: رغم المزايا، توجد العديد من التحديات التقنية التي تواجه النظام الجمركي حيث توجد حالات تشهد بطنا أو توقفا في نظام التسجيل المسبق، مما يعيق عمليات التسجيل والإفراج الجمركي. لذا، من الضروري الاستثمار في تحسين البنية التحتية الرقمية
وتابع: كما يواجه بعض المستوردين نقصا في الوعي والتدريب في التعامل مع النظام مما يتطلب دورا أكبر في التوعية والتدريب وأخيرا، توجد حالات تأخير بسبب صعوبة بعض الإجراءات أو عدم وضوح بعض المتطلبات المتعلقة بالإفراج الجمركي
وواصل، بناء عليه يأتي دور وزارة المالية في تطوير النافذة الواحدة ونظام التسجيل المسبق للشحنات من خلال:
توفير البنية التحتية اللازمة لتشغيل هذه المنظومة بكفاءةتقديم برامج تدريبية للمستوردين والمصدرين لفهم كيفية التعامل مع الأنظمة الجمركية الحديثةتطوير السياسات المالية اللازمة لدعم هذه الأنظمة وجعلها أكثر مرونة وفعاليةواختتم طلب المناقشة، بتأكيده علي أهمية النافذة الواحدة ونظام التسجيل المسبق للشحنات في تحسين مناخ الاستثمار والتجارة الدولية، مشيرا إلي أمله في تطوير هذه المنظومة بشكل يحقق التوازن بين تسهيل التجارة وحماية الاقتصاد الوطني BLIC OF