المسلة:
2025-03-02@21:07:31 GMT

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

27 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:  في زوايا التاريخ المكتوب بأصوات الثائرين وأحلامهم المتوقدة، تبرز حكاية لن يمسحها الزمن. إنها حكاية انتصار حزب الله، وكيف انحنت أمامه الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة.
حزب الله، هذا الكيان الذي تجاوز حدود التنظيم ليصبح رمزًا، لم يُقصَ عن المشهد ولم يُكسر، رغم أن إسرائيل جاءت بكل ما في جعبتها من عتاد وجبروت، راغبة في اجتثاثه من معادلات المنطقة، لكنها وجدت نفسها تتراجع أمام حقيقة مذهلة: هذا الحزب الذي أرادوا القضاء عليه، أصبح الصوت المفاوض الأول، والعنصر الحاسم في التوازن.

إسرائيل، التي طالما تباهت بعظمتها العسكرية، وجدت في حربها هذه مرآة تكشف عيوبها المخفية. أرقام استطلاعات الرأي الإسرائيلية كانت قاسية وواضحة: قال شعبها كلمته دون مواربة “لقد خسرنا”. إنها لحظة نادرة، حين تُفضح الأسطورة، حين يتجلى العجز الاستراتيجي رغم التكنولوجيا والدعم الغربي.

الحرب كانت أكثر من مجرد معركة، كانت مسرحًا يتصارع فيه الحق مع الباطل. القنابل الإسرائيلية انهالت على المدنيين، على القرى التي كانت آمنة تحت ظلال أشجارها. وفي المقابل، ارتقى حزب الله بمبادئه، مستلهمًا قيم الإسلام ومبادئ الحرب العادلة. لم تُطلق صواريخه إلا نحو أهداف عسكرية، وكأنه يُخطّ رسالة للإنسانية جمعاء: حتى في الحرب، هناك خطوط لا تُمحى، وأخلاقيات لا تنكسر.

في قلب هذه الملحمة، برزت معاني التضحية كما لم تُروَ من قبل. رجال حزب الله كانوا يتقدمون بصدور مفتوحة، كأن أرواحهم وقودٌ لهذه الأرض، يتصدرهم القائد الشهيد حسن نصر الله، الذي بقيت سيرته تُلهم المجالس والمقاومين. صورته لم تكن مجرد ذكرى، بل أيقونة محفورة في قلوب الأمة.

وفي اللحظة التي صمت فيها كثير من العرب أمام جحيم النيران الإسرائيلية، جاء العراق ليكسر ذا الصمت. مدّ يده إلى لبنان دون تردد، احتضن الفارين من الحرب لا كلاجئين، بل كأشقاء وضيوف أعزاء. كان ذلك الموقف صرخة مدوية تذكّر بالأخوّة الحقيقية.

إسرائيل، التي كانت تمسك بمفاتيح المبادرة لعقود طويلة، وجدت نفسها تفقد السيطرة على رسم المشهد. المقاومة التي تمتد جذورها من شموخ العراق إلى جبال لبنان، أثبتت أن الشعوب المظلومة هي التي تصوغ خرائط المستقبل.
لم تعد المقاومة مجرد وسيلة للدفاع، بل أصبحت اللغة الجديدة للعصر.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة: العراق في أفضل حالاته وأصبح مشاركاً بصياغة الأجندة الدولية

28 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: بعث السفير البريطاني في العراق ستيفن هيتشن برسالة إلى العراقيين بمناسبة انتهاء مهام عمله.

وقال هيتشن في رسالته: أعزائي العراقيين، سأغادر بلدكم العزيز بعد أيام قليلة، وأود أن أعبر عن امتناني العميق لصداقتكم وكرم ضيافتكم خلال العامين الماضيين.

وأضاف: سأبوح لكم بسر، زوجتي غاضبة مني، وهذا ليس بالأمر الجديد، لكن هذه المرة له سبب محدد ! فقد شاهدت مقاطع فيديو لي وأنا أستمتع بجمال بلدكم، رأتني على قمة المئذنة الملوية، وعلى ضفاف الفرات في الرمادي، ورأتني أتذوق المسكوف والدولمة والباجة والزردة والدهينة وتراب الملوك، شاهدتني في جبال برزان وأهوار ذي قار، وفي كنائس بغداد ودير مار متي، وبين أضرحة الأئمة في سامراء والنجف وكربلاء والكاظمية، كما رأتني أحتفل بالمولد النبوي في الأعظمية.

والنتيجة؟ إنها غاضبة بشدة وتصر على أن نعود يوماً ما كسياح!”.

وتابع: لقد تعلمت الكثير منكم، تعلمت المعنى الحقيقي للشجاعة واللطف واللباقة، ولمست كيف أنكم- رغم كل التحديات- تضعون إكرام الضيف في المقام الأول، كما أنني أضفت إلى مفرداتي بعض الكلمات العراقية الجديدة: ستوني، سباعي، بلم، أغشع!.

وأكمل بالقول: لقد كنت محظوظًا بأن أرى العراق هذه الأيام في أفضل حالاته منذ سبعينيات القرن الماضي، ورغم التقدم الكبير، لا تزال هناك تحديات قائمة، وأنا فخور بأن المملكة المتحدة تعمل معكم لمواجهتها، ويبقى الاقتصاد أكبر هذه التحديات: فقد أعلنا عن صادرات بقيمة 15 مليار دولار خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى لندن، أما في مجال التعليم، فقد أطلقنا 12 شراكة جامعية جديدة، وافتُتحت جامعة لندن في أربيل.

وأضاف: وفي ما يخص التغير المناخي، الذي قد يهدد الاستقرار والتقدم، فقد وقعنا اتفاقية جديدة بهذا الشأن، وأعلنا عن استثمارات بريطانية كبيرة في إدارة الموارد المائية، كما أن تهديد تهريب المخدرات والبشر لا يقل خطورة عن الإرهاب، لذا نعمل معكم على بناء اتفاقية جديدة لدعم الشرطة وتعزيز أمن الحدود، وأخيرًا، نعلم جميعًا أن النجاح لا يمكن تحقيقه دون تمكين نصف المجتمع، ولهذا بدأنا حوارًا لتعزيز مشاركة المرأة سياسيًا واقتصاديًا في إطار من الاحترام والتعاون.

وقال السفير البريطاني في رسالته: لقد شَهدتُ تحولًا مهمًا في العراق ومكانته في العالم، كان الحديث سابقًا عن كيف أن مشاكل العراق تؤثر على المنطقة، أما اليوم، فأصبح التركيز على كيفية حماية العراق من أزمات المنطقة، لم يعد العراق مجرد بند على الأجندة الدولية، بل أصبح مشاركًا في صياغتها، خِبرتكم وحِكمتكم لهما قيمة هائلة، خاصة لجيرانكم في سوريا، وهم يسعون للخروج من إرث الماضي، وشراكتنا اليوم باتت شراكة أنداد، ولم أشعر بفخر أكبر من لحظة الترحيب برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في لقائه مع جلالة الملك كضيف مُكّرَم. كان الطقس باردًا، لكن الترحيب كان دافئًا.

وأضاف: لا أريد تجاوز حدود ضيافتكم، لكن اسمحوا لي بمشاركة آمالي للعراق، أولاً، أتمنى لهذا البلد العظيم الازدهار والاستقرار، ولكن مع النمو السكاني السريع (2.3% سنوياً) وانخفاض أسعار النفط منذ وصولي، فلا بد من إصلاح اقتصادي سريع يُنعش القطاع الخاص، ويستثمر في الإنسان العراقي.

وتابع: وثانياً، الحوكمة تسبق التنافسات السياسية، ولديكم اختبار قادم مع الانتخابات، هناك مساران أمامكم: إما تشكيل حكومة جديدة بسرعة تعزز زخم التقدم، أو تأخر طويل قد يستنزف ما تحقق خلال العامين الماضيين، الوطنية تتطلب تقديم تنازلات، وبسرعة.

وأخيرًا يقول هيتشن: أنتم وحدكم القادرون على حل مشاكلكم، فلديكم الإبداع والذكاء والمرونة لتجاوز التحديات، لكننا نأمل أن نكون إلى جانبكم في هذه المسيرة، ليس فقط لأننا نريد المساعدة، بل لأننا ببساطة نجد فيكم راحةً ودفئًا استثنائيين.

وختم بالقول: يبدو أنني أطلت الحديث، ولا أريد أن أسيء إلى هيبة “أبو ناجي”، لكنني على وشك البكاء! حان الوقت لأذهب وأتصالح مع زوجتي، كل الهلا والله،

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لغز حقل عكاز.. العراق بين أزمة طاقة والفساد الاستثماري
  • طقس العراق.. أمطار وغبار وارتفاع في درجات الحرارة
  • دعوة أوجلان.. هل تنهي وجود حزب العمال في كردستان العراق؟
  • لتلطيف الأجواء.. زيلينسكي: المساعدات الأمريكية كانت حاسمة لصمود أوكرانيا
  • الإعلام والاتصالات تؤكد منع بث مسلسل معاوية في قناة MBC العراق
  • المشادة بين ترامب وزيلينسكي تهبط بأسعار النفط
  • إندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه
  • السيد القائد: نستعد لأي تطور يستدعي التدخل في الضفة أو غزة ولبنان
  • “اليونيسف”: الحرب “الإسرائيلية” على لبنان ألحقت أضرارا كارثية بحياة الأطفال
  • المملكة المتحدة: العراق في أفضل حالاته وأصبح مشاركاً بصياغة الأجندة الدولية