المسلة:
2025-04-02@10:18:48 GMT

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

العراق ولبنان.. تضامن نُسج بدماء النصر

27 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:  في زوايا التاريخ المكتوب بأصوات الثائرين وأحلامهم المتوقدة، تبرز حكاية لن يمسحها الزمن. إنها حكاية انتصار حزب الله، وكيف انحنت أمامه الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة.
حزب الله، هذا الكيان الذي تجاوز حدود التنظيم ليصبح رمزًا، لم يُقصَ عن المشهد ولم يُكسر، رغم أن إسرائيل جاءت بكل ما في جعبتها من عتاد وجبروت، راغبة في اجتثاثه من معادلات المنطقة، لكنها وجدت نفسها تتراجع أمام حقيقة مذهلة: هذا الحزب الذي أرادوا القضاء عليه، أصبح الصوت المفاوض الأول، والعنصر الحاسم في التوازن.

إسرائيل، التي طالما تباهت بعظمتها العسكرية، وجدت في حربها هذه مرآة تكشف عيوبها المخفية. أرقام استطلاعات الرأي الإسرائيلية كانت قاسية وواضحة: قال شعبها كلمته دون مواربة “لقد خسرنا”. إنها لحظة نادرة، حين تُفضح الأسطورة، حين يتجلى العجز الاستراتيجي رغم التكنولوجيا والدعم الغربي.

الحرب كانت أكثر من مجرد معركة، كانت مسرحًا يتصارع فيه الحق مع الباطل. القنابل الإسرائيلية انهالت على المدنيين، على القرى التي كانت آمنة تحت ظلال أشجارها. وفي المقابل، ارتقى حزب الله بمبادئه، مستلهمًا قيم الإسلام ومبادئ الحرب العادلة. لم تُطلق صواريخه إلا نحو أهداف عسكرية، وكأنه يُخطّ رسالة للإنسانية جمعاء: حتى في الحرب، هناك خطوط لا تُمحى، وأخلاقيات لا تنكسر.

في قلب هذه الملحمة، برزت معاني التضحية كما لم تُروَ من قبل. رجال حزب الله كانوا يتقدمون بصدور مفتوحة، كأن أرواحهم وقودٌ لهذه الأرض، يتصدرهم القائد الشهيد حسن نصر الله، الذي بقيت سيرته تُلهم المجالس والمقاومين. صورته لم تكن مجرد ذكرى، بل أيقونة محفورة في قلوب الأمة.

وفي اللحظة التي صمت فيها كثير من العرب أمام جحيم النيران الإسرائيلية، جاء العراق ليكسر ذا الصمت. مدّ يده إلى لبنان دون تردد، احتضن الفارين من الحرب لا كلاجئين، بل كأشقاء وضيوف أعزاء. كان ذلك الموقف صرخة مدوية تذكّر بالأخوّة الحقيقية.

إسرائيل، التي كانت تمسك بمفاتيح المبادرة لعقود طويلة، وجدت نفسها تفقد السيطرة على رسم المشهد. المقاومة التي تمتد جذورها من شموخ العراق إلى جبال لبنان، أثبتت أن الشعوب المظلومة هي التي تصوغ خرائط المستقبل.
لم تعد المقاومة مجرد وسيلة للدفاع، بل أصبحت اللغة الجديدة للعصر.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عيد الفطر في العراق: لقاءات العائلة وروائح الكليجة وأصوات الفرح

2 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: في كل عام، يستعيد العراقيون تقاليد عيد الفطر التي أصبحت جزءاً من الهوية الثقافية للأجيال المختلفة.

ومع قدوم العيد، تشتعل مشاعر الفرح والترقب في النفوس، وتبدأ التحضيرات التي تحاكي الذكريات الجميلة لعقود طويلة.

وفي هذا اليوم المميز، تتحقق اللقاءات العائلية التي تجمع الأهل والأقارب في جو من الحب والبهجة. يعود العراقيون لتقاليدهم الأصيلة، حيث تتعانق الأصوات داخل البيوت مع رائحة الكعك والتوابل التي تملأ الأجواء.

تعد المعجنات، وخاصة الكليجة، من أبرز مظاهر العيد في العراق.

وتجد الأمهات في المطبخ خلال الأيام التي تسبق العيد يعتنين بتحضير هذه المعجنات الشهية، التي غالباً ما تكون محشوة بالتمر أو المكسرات.

ويعتبر إعداد الكليجة لحظة من اللحظات العائلية التي تُنقل من جيل إلى جيل، حيث يتعاون أفراد العائلة، من كبار وصغار، في عجن العجينة وتشكيلها وتزيينها.

وفي صباح العيد، يتوجه الأطفال بأزيائهم التقليدية الخاصة، حيث يرتدون الثوب الأبيض مع طاقية الرأس المزخرفة بنقوش فريدة، في منظر يعكس البهجة والتفاؤل.

ويتنقل الأطفال بين المنازل لتهنئة الجيران، ويستمرون في تقاليدهم من خلال رش عطر ماء الورد على أنفسهم، في صورة توحد بين الأجيال في عيد الفطر.

لا تقتصر احتفالات العراقيين على الأجواء العائلية فحسب، بل تشمل أيضاً زيارة المقابر لتكريم أرواح أحبائهم الذين فارقوا الحياة.

وتعتبر زيارة القبور من العادات الراسخة في العراق، حيث يعكس العراقيون من خلالها مدى احترامهم للماضي، ويحرصون على تذكّر ذويهم في هذا اليوم المبارك.

وفي الأسواق، لا يتوقف الزحام عن زيادة مع قرب العيد، حيث يقبل المتسوقون على شراء الزينة والملابس الجديدة، التي تعتبر جزءاً أساسياً من الاحتفال. تنتشر الزينة في الشوارع والبيوت، فكل شيء يجب أن يظهر سعيداً، لتتزين البيوت بألوان الفرح وتستقبل الزوار بحب وأمل.

عيد الفطر في العراق ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو أيضاً تجسيد للموروث الثقافي الذي يعكس العراقة، والتلاحم الأسري، وتقاليد الحب والاحتفال بالحياة.

 

 

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عيد الفطر في العراق: لقاءات العائلة وروائح الكليجة وأصوات الفرح
  • تصعيد اسرائيلي خطير قبيل زيارة أورتاغوس ولبنان يترقّب بحذر
  • توصية أمريكية للسوداني: تمديد مهمة يونامي سينقذ العراق من الضربات الإسرائيلية
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • انتصر لغزة وأفشل العدوان: اليمن في ذكرى الصمود الوطني يُرتل نشيد النصر
  • رئيس هيئة الأركان: المرحلة القادمة ستشهد تحولات كبرى والأمم التي يتمسك أبناؤها بالقرآن الكريم هي أمم لا تُقهر
  • النفوذ الإيراني في العراق يصمد رغم ضغوط واشنطن
  • تراجع تربية النحل في العراق يهدد التنوع البيئي
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • حتى إقامة دولة فلسطينية..حماس تتعهد بالمضي في الحرب