بأس المقاومة.. وتوحش الصهاينة!
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بقلم- عبدالفتاح البنوس
تتواصل بوتيرة عالية عمليات المقاومة الفلسطينية واللبنانية المنكلة بجنود الاحتلال الصهيوني ، والضاربة بكل قوة العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، صواريخ بالستية وطائرات مسيرة وقذائف وصواريخ موجهة ، وكمائن عسكرية ناجحة ، وعمليات قنص دقيقة ، وضربات حيدرية مسددة ، هكذا يبدو المشهد اليومي في قطاع غزة الذي ترسمه المقاومة الفلسطينية الباسلة ، بعد أكثر من عام على العدوان وحرب الإبادة الصهيونية على سكانه من المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال .
من تحت الركام يخرج أبطال القسّام وهم يحملون على أكتافهم قذائف الياسين التي تلقف دبابات وآليات جيش الكيان الصهيوني في مناطق مختلفة من القطاع المدمر ، وسط حالة من الذعر في صفوف هذا الجيش الفرّار الذي اشتغلت أبواق العمالة والارتزاق في وسائل الإعلام العربية المسمى العبرية الهوى على تضخيمه وتهويله وتصويره على أنه الجيش الذي لا يقهر ، وإذا به أضعف من القش ، وأوهن من بيت العنكبوت ، ولولا الطيران الحربي لما أقدم على العدوان على غزة واقتحامها وتدميرها بكل هذه النزعة المتوحشة ، والإجرام غير المسبوق .
يدهشك أبطال المقاومة الفلسطينية وهم يصطادون جنود الاحتلال كالجراد ، فيتساقطون صرعى الواحد تلو الآخر ، بعد عمليات رصد دقيقة ، وتزداد الدهشة إثارة ونحن نشاهد المجاهدين وهم يتسابقون على وضع عبوات شواظ المتفجرة على الدبابات والآليات العسكرية الصهيونية قبل أن تنفجر، مؤكدة على أن المقاومة لم ولن تموت ، وأنه مهما أغرق الكيان الصهيوني في غيه وإجرامه وتوحشه ؛ فإن الرد سيكون حاضرا وبكل قوة ، ولا يمكن مهما حصل أن تعلن المقاومة الفلسطينية استسلامها، أو خضوعها للهيمنة الصهيونية على الإطلاق ، وأن المقاومة ما تزال تمتلك الكثير من أدوات ووسائل الرد والردع .
وفي لبنان الصمود والتضحية والفداء لا يبدو المشهد اليومي مغايرا لما هو عليه الحال في غزة ، فالعمليات اليومية التي ينفذها حزب الله ضد كيان العدو الصهيوني في تصاعد مستمر ، عشرات العمليات النوعية يوميا ، في تأكيد على أن رهان الكيان الصهيوني على انهيار الحزب واستسلامه عقب اغتيال أمينه العام شهيد المسلمين السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه ومن بعده القائد المجاهد الكبير هاشم صفي الدين رضوان الله عليه وبقية الشهداء القادة رهات خاسر، فالمسيرات الانقضاضية والصواريخ البالستية والقذائف الحاصدة لأرواح الجنود الصهاينة المتوغلة داخل الأراضي اللبنانية تؤتي أكلها وتحقق أهدافها بكل دقة ، ولكم أن تتخيلوا أن يجد الواحد منا صعوبة في رصد كافة العمليات اليومية لمجاهدي حزب الله ، الذين فرضوا معادلة تل أبيب مقابل بيروت ، وعملوا على ترجمة ذلك عمليا ، كل ذلك وسط حالة من الالتزام الديني والأخلاقي بقواعد الاشتباك ، والحرص على تجنب استهداف المدنيين الصهاينة ، بخلاف ما عليه الطرف الآخر ، الذي يتعمد استهداف المدنيين الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد ، ليؤكد للعالم قبحه وتوحشه وإجرامه .
كل هذا البأس الحيدري للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ، تقابله حالة غير مسبوقة من التوحش والإجرام الصهيوني المعزز والمسنود والمدعوم أمريكيا من خلال الفيتو المعرقل لقرار وقف إطلاق النار ، وإفشال مجلس الشيوخ مشروع قرار وقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة والذخائر ، والهجوم الأمريكي العنيف على محكمة الجنايات الدولية عقب مطالبتها باعتقال النتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في غزة ولبنان ، حيث تشكل هذه المواقف الأمريكية دافعا قويا للكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه الوحشي ، وتعد بمثابة الضوء الأخضر لمواصلته ارتكاب مجازره ومذابحه وجرائمه بحق نساء وأطفال غزة ولبنان التي يندى لها جبين الإنسانية ، ويأتي الأمريكي وبكل وقاحة وقلة حياء وسفالة ليتحدث بعد كل ذلك بأنه حتى اللحظة غير متأكد أن الكيان الصهيوني يستخدم الأسلحة والذخائر الأمريكية في عدوانه على غزة ولبنان.
والخلاصة اليوم، إن اللعب الأمريكي على ورقة المفاوضات ، بات مكشوفا ومفضوحا ، هذا العدو لا يمتلك صفة الحيادية وعدم الانحياز على الإطلاق، هو الحاضن للكيان الصهيوني ، هو من يقف معه سياسيا واقتصاديا وعسكريا ولوجستيا وإعلاميا ، هو من يوفر له الغطاء لجرائمه ومذابحه، هو من يسانده بشتى الوسائل والإمكانات ، هو من يعتبر أمنه جزءاً لا يتجزأ من الأمن الأمريكي ، هو الشريك الرئيسي في كل جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت وما تزال في غزة ولبنان ، وأمام هذا الواقع ، وكل هذه المعطيات لا خيار للمقاومة الفلسطينية واللبنانية غير الرد المزلزل ، ومواصلة التنكيل بجنود هذا الكيان المؤقت ، ودك معاقله ومواقعه العسكرية والحيوية ، المزيد المزيد من العمليات النوعية القاصمة لظهر هذا العدو المتغطرس والمهينة لكل من يقف معه داعما ومساندا ، اضربوا بيد من حديد ، فلن يوقف العربدة والإجرام والتوحش الصهيوني سوى الرد العنيف ، بوركت خطاكم ، وسدد الله رميكم ، وأحاطكم بلطفه وتوفيقه ، وأنعم عليكم بنصره وتمكينه .
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الکیان الصهیونی غزة ولبنان
إقرأ أيضاً:
موانئ البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
يمانيون../
حذرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، من خطورة تصعيد العدوان الاسرائيلي للجرائم غير المبررة التي يواصل ارتكابها بحق موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومعاودة تدمير بناها التحتية والمعدات التشغيلية، واستهداف العاملين فيها.
وحملت بيان صادر عن المؤسسة المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة تجاه ما تتعرض له الموانئ التابعة لها من أضرار كبيرة جراء الجرائم الارهابية المتواصلة التي يشنها العدو الاسرائيلي وتحويل هذه المنشآت التي تقدم خدماتها لملايين الشعب اليمني إلى أهداف عسكرية على مرأى ومسمع دول العالم.
واعتبر البيان، تعمد كيان العدو الصهيوني في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذه الموانئ الحيوية، واخرها استهداف مينائي رأس عيسى والحديدة، وما نجم عنها من أضرار بالغة وسقوط ضحايا، بعد أقل من أسبوع من استهداف موانئ الحديدة، جرائم حرب ضد الإنسانية هدفها تعطيل النشاط التجاري والملاحي ومضاعفة معاناة اليمنيين.
كما حذر البيان من تبعات استمرار الدعم والتواطؤ الأمريكي وتماهيه مع الإرهاب الصهيوني، الذي يشجع هذا الكيان المتغطرس على الإمعان في هذه الجرائم التي تطال الموانئ المدنية وتدمير مقدرات ومصالح الشعب اليمني، والإصرار على تحدي القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية التي تجرم الانتهاكات والاستهداف للمنشآت الخدمية والموانئ.
واعتبرت مؤسسة الموانئ، ما تتعرض له موانئ البحر الأحمر من تداعيات وانعكاسات وأضرار بالغة جراء هذه الهجمات، في ظل تواجد فريق بعثة الأمم المتحدة واستمرار أعماله الرقابية على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، دليلا واضحا على الشراكة والدور الأمريكي الذي يتحكم بالقرار الدولي لممارسة الإرهاب العالمي وتدمير مصالح ومقدرات الشعوب.
وجددت، استنكارها الشديد، لتنصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الانسان وكل المنظمات المعنية، عن المسؤولية وعدم اتخاذ أي موقف لإدانة مثل هذه الجرائم الصهيونية الممنهجة بحق موانئ الشعب اليمني لإعاقة عملها بهدف تجويع اليمنيين.
ونبه البيان إلى عواقب استهداف منظومة البنى التحتية والمعدات والمرافق الحيوية لموانئ البحر الأحمر في الحديدة، وما يترتب عليها من تبعات إنسانية، وحرمان الشعب اليمني من الحصول على الغذاء والدواء والوقود، فضلا عن الاستهتار بأرواح العاملين والموظفين، في الموانئ.
وجدد مؤسسة موانئ البحر الأحمر، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالخروج عن صمتها والاضطلاع بمسؤولياتها، تجاه هذا الصلف الصهيوني الذي يواصل الإضرار بمصالح الشعب اليمني ومعاودة استهداف الموانئ، والقيام بدورها وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، التي تجرّم استهداف الموانئ والأعيان المدنية وتشدد على حمايتها والحفاظ عليها.