الجيش الفرنسي يستعد لانهيار أوكرانيا وتداعيات الإطاحة بالنظام العالمي
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
يبدو الجنرالات الفرنسيون مُتشائمين من الحروب المُتنامية في كثير من المناطق خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، وهم يُحذّرون من أنّه لم يعد هناك تراجع عن الإطاحة بالنظام العالمي الحالي مع عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، واستمرار التهديدات الروسية بالسلاح النووي.
ووفق تحليلاتهم فإنّه يجب على الجيش الفرنسي لذلك تحديد اهتماماته الاستراتيجية والاستعداد بشكل خاص لاحتمال انهيار أوكرانيا في ظلّ التشاؤم بتطوّر الأوضاع بشأنها، سيّما مع تصاعد التحذيرات من انسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو.
الاستعداد لصراعات الغد
"لقد بات العالم في حالة من عدم اليقين، لقد اختفى العالم كما كان من قبل"، هذا ما يؤكده الجنرال برونو باراتز، رئيس القيادة القتالية المُستقبلية، التي تتمثل مهمتها في إعداد الجيش الفرنسي لصراعات الغد.
أما رئيس أركان الجيش الجنرال بيير شيل، فقد قال خلال كلمة ألقاها مؤخراً في المدرسة العسكرية الفرنسية "إنّ العالم الذي شكّلناه بعد نهاية الحرب الباردة يتعثر.. وإنّ عدم الاستقرار الذي نشهده يدفعنا إلى أخذ الأمور بجدّية" مُطالباً الجيش بالاستعداد لكل السيناريوهات. ويتساءل "من يدري ماذا سيكون دورنا غداً في الضمانات الأمنية المُقدّمة لأوكرانيا أو لبنان؟" لكنّه بالمُقابل يؤكد القُدرة على تغيير مسار الأحداث، وأنّ التحدّي هو عدم التخوّف، وتعزيز القدرات العسكرية الفرنسية والغربية.
Guerre en Ukraine, armes nucléaires, Proche-Orient... L’inquiétude stratégique de l’armée française
DÉCRYPTAGE
Par @NicolasBarotte @Le_Figaro
Publié hier à 19h13, mis à jour à 19h13https://t.co/BQ6GCi43QN
من جهته دأب رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال تييري بوركهارد، في كلّ مداخلاته وتصريحاته الأخيرة، على الترويج لرؤيته بأنّ العالم قد تغيّر وأنّ الغرب أصبح مكروهاً لما يُمثّله، مؤكداً أنّ النموذج الغربي مرفوض اليوم من قبل جزء كبير من سكان العالم ومُتّهم بكلّ الشرور: الاستعمار، والاحتباس الحراري، والإمبريالية الاقتصادية والعسكرية، والحروب التي تتشابك وتُهدّد بجرّ أوروبا إلى دوامة، ليس فقط في أوكرانيا والشرق الأوسط ولكن أيضاً في أفريقيا حيث لا يزال الجهاديون يزدهرون، كما من المُحتمل أن تتوتر الأوضاع في منطقة المحيط الهادئ الهندي.
وفي حوار أجرته معه "لو فيغارو" أكد الجنرال بوركهارد أنّه من الضروري إدارة كل مسارح الصراع الساخنة هذه في ذات الوقت. ويتطلب هذا الوضع من جهته العمل ورؤية عالمية، مُشدداً على دور حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إلا أنّ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة سيعرّض أوروبا برأيه لتوترات داخلية جديدة.
Ukraine: l'inquiétante escalade nucléaire du Kremlin
Franck Alexandre @RFI
Publié le : 24/11/2024 - 06:42https://t.co/9dyxBvIJeP
وفيما يتعلق بأوكرانيا، يُشير نيكولا باروت الكاتب السياسي والصحافي الفرنسي المتخصص بشؤون الدفاع، إلى أنّه وإن لم تشهد هذه الدولة انهياراً كبيراً على المدى القصير لصالح روسيا، إلا أنّ ما يُلاحظ هو الطرق المسدودة والأخطاء التكتيكية في الحرب، مثل التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية. وفي المقابل، حتى لو دفعت روسيا ثمناً عسكرياً باهظاً للانتصار "فلماذا يتوقف فلاديمير بوتن؟" الذي يرى عدد من جنرالات الغرب أنّه يتمتع بالهيمنة".
ويُنبّه بوركهارد بدوره إلى أنّ "الغربيين ينظرون اليوم إلى الكيفية التي يُمكن أن تنتهي بها الحرب، وأوكرانيا بدورها باتت تبحث عن بدائل لتغيير مسارها". وحسب هذا الجنرال الفرنسي الكبير، فإنّ الغرب لم يتمكّن من منع ركود العنف في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، وذلك بسبب افتقاره إلى الوسائل أو الإرادة. وحتى في حال وقف إطلاق النار، فإنّ مصادر الأزمة لن تنطفئ، برأيه.
ويُحذّر قائلاً "إننا نواجه حروباً طويلة تحت المظلة نفسها، أي حرب عودة الصراع النووي" حيث تمّ في الأشهر الأخيرة ضرب ثلاث دول تمتلك أو من الممكن أن تمتلك أسلحة نووية: باكستان وإسرائيل، من إيران، وروسيا من أوكرانيا، وهذا ما لا يُمكن تجاهله. بالإضافة إلى إطلاق روسيا لصاروخ عابر للقارات على أوكرانيا قبل أيام، وهو ما يُثير تساؤلات حول احترام حدود الدول والحماية التي يُقدّمها الناتو لمن يدعمهم.
وفي هذا الصدد، يرى الجنرال بوركهارد أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سخّر كل قدراته التقليدية لغزو أوكرانيا في عام 2022، لكنّه فقد حريته في التحرّك، ولم يعد قادراً على الرد على تصعيد الغرب الذي دعم أوكرانيا عسكرياً، حيث كانت الطريقة الوحيدة هي استخدام الخطاب النووي.
#ukraine
• Les Forces Armées de la Fédération de Russie (FAFR) continuent régulièrement leur progression et réalisent ces derniers jours des gains territoriaux d’environ 200 km2. Les Forces Armées Ukrainiennes (FAU) maintiennent leurs dispositifs de défense ferme et tentent des… pic.twitter.com/bjI9ypVrzS
وعلى كافة المستويات، يؤكد خبراء ومحللون أنّ على الجيش الفرنسي تغيير الطريقة التي يتعامل بها مع احتمالات الصراع وانهيار أوكرانيا بشكل خاص. وباتت هيئة الأركان العامة للجيش تهتم الآن بشكل ملموس بوسائل نشر أو دعم حجم أكبر من القوات العسكرية مُقارنة بالماضي.
وأوضح الجنرال برتراند توغوز، رئيس قيادة أوروبا البرية، التي تتولى مسؤولية نشر الجيش الفرنسي في أوروبا لمواجهة روسيا، أنّ التوتر يكمن الآن ودائماً في مواجهة خطر الحرب "غير المُختارة"، في إشارة إلى الحاجة إلى أهمية تعزيز قُدرات الجيش البرّي، أي جعله مُستعداً للقتال على الدوام في ظلّ وجود خطر حقيقي لا يُستهان به.
Le président ukrainien Volodymyr Zelensky a dit vendredi souhaiter voir la fin de la guerre avec la Russie en 2025, et a donc appelé depuis Berlin l'Allemagne à ne pas réduire son aide à Kiev comme elle l'a prévu.→ https://t.co/X2ZrVeGdnK pic.twitter.com/4xoUGoz6NN
— Le Figaro (@Le_Figaro) October 11, 2024ويتفق معه في الرأي رئيس أركان القوات الجوية والفضائية، الجنرال جيروم بيلانغر، الذي قرر بالإضافة لذلك تركيز اهتمامه على نقاط ضعف القوات، وهي السيطرة على المجال الكهرومغناطيسي وحماية القواعد الجوية والتحوّل الرقمي لتعظيم قُدرات الردع، وكذلك رفع مستوى التجنيد والتدريب للقوات البرّية. وحذّر خلال لقاء جمعه مؤخراً مع رابطة صحفيي الدفاع من أنّه "على الجنود الفرنسيين أن يستعدوا حقّاً للأسوأ".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا الحرب الأوكرانية فرنسا روسيا الجیش الفرنسی
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 734 ألف جندي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 733 ألفا و830 جنديًا، وذلك منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن الجيش الروسي تكبد خلال الساعات الـ24 الماضية، 1480 جندي ما بين قتيل وجريح، حسبما ذكرت وكالة أنباء يوكرين فورم الأوكرانية.
وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، فقدت روسيا أيضا منذ بدء العملية العسكرية "9 آلاف و435 دبابة و19 ألفا و256 مركبة مدرعة و20 ألفا و806 من النظم المدفعية و1254 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و1004 من أنظمة الدفاع الجوي و2765 من صواريخ كروز و369 طائرة مقاتلة و329 مروحية و28 سفينة حربية، فضلًا عن 3 آلاف و681 من المعدات الخاصة وغواصة واحدة و30 ألفا و42 من المركبات وخزانات الوقود و19 ألفا و552 طائرة بدون طيار".