وكالة بغداد اليوم:
2024-12-28@16:30:40 GMT
الخارجية العراقية: نرحب بوقف اطلاق النار في لبنان
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بغداد اليوم -
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
هل بدأ العدّ العكسي لاستعادة لبنان عافيته؟
بعد أيام قليلة تنتهي سنة كانت الأقسى على اللبنانيين الذين عانوا الأمرين نتيجة الحرب المدّمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان. وبعد أيام قليلة أيضًا تبدأ سنة جديدة زاخرة بالتطورات، حيث سيكون اللبنانيون على موعد مع ثلاثة استحقاقات مفصلية. الأول في 9 كانون الثاني. والثاني انتهاء فترة الستين يومًا بعد اتفاق وقف النار. والثالث تسّلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة الأميركية. وبهذه المحطّات الثلاث يبدأ لبنان سنته الجديدة على وقع المتغيرات في المنطقة، وأهمها سقوط نظام البعث في سوريا، مع ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في المنطقة تزامنًا مع هذا التطور المؤثر على ما عداه من تطورات.المحطة الأولى ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، وإن كانت الأجواء تتراوح بين التفاؤل المطلق بإمكانية التوصّل من الآن حتى التاسع من كانون الثاني إلى توافق داخلي على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يحاكي التطلعات الشبابية، وبين التفاؤل الحذر بعد سلسلة من خيبات الأمل. إلا أن المتشائمين لا يرون أن الأجواء الداخلية السائدة حتى الآن توحي بأن هذه الجلسة ستكون مغايرة عن سابقاتها. وبين التفاؤل والتفاؤل الحذر والتشاؤم تُطوى سنة غير مأسوف عليها لتبدأ سنة جديدة لا يعرف أحد حتى البصارين والعرافين ماذا تحمل في طياتها من مفاجآت يؤمل في أن تكون مختلفة كليًا عمّا مرّ به اللبنانيون طوال خمسين سنة، تاريخ بدء الحرب اللبنانية.
فاللبنانيون المعتادون على المفاجآت غير السارة وغير المطمئنة يتوقعون أن تحمل استحقاقات سنة 2025 بعض الأمل في إمكانية الخروج من النفق الطويل. ولعل أولى الخطوات تكون بانتخاب رئيس تنطبق عليه المواصفات، التي تؤهله لأن يجعل من التمنيات حقيقة، وأن يقود سفينة الوطن إلى برّ الأمان مع صفر مشاكل.
وإذا لم يخرج الدخان الأبيض من الجلسة الموعودة فإن المواعيد اللاحقة تبقى تحت سقف ما يمكن أن تكون عليه وضعية ما يلي من استحقاقات مستقبلية مترابطة.
فالتاسع من كانون الثاني تاريخ مهمّ في روزنامة المواعيد المستحقة، ولكنه لن يحمل إلى اللبنانيين المن والسلوى إن لم تأتِ المواعيد الأخرى بدعائم ثابتة لحقبة جديدة من عمر لبنان. ومن دون هذه الدعائم لن يتمكّن الرئيس العتيد، أيًّا يكن، من أن يشكل لوحده رافعة النهوض من الكبوات. ومن بين أهمّ هذه الدعائم تكامل المساعي الداخلية مع الجهود الخارجية بما يحقّق ما يصبو إليه اللبنانيون بعد طول معاناة.
أمّا ما له علاقة بالانسحاب الإسرائيلي من البلدات والقرى الجنوبية الأمامية بعد انقضاء فترة الستين يومًا من بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار فإن ما يقوم به جيش العدو من استكمال ما بدأ به في حربه المفتوحة من اعتداءات تطال البنى التحتية لهذا البلدات والقرى لا يوحي بأن الانسحاب الكامل سيكون وشيكًا، وذلك بالتوازي مع تغلغله في الأراضي السورية، مع تنامي الشعور الشعبي بأن إسرائيل لن تلتزم بما جاء في اتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701.
وحيال استمرار إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار في أكثر من بلدة وقرية على امتداد الحدود الجنوبية يلتزم "حزب الله" سياسة "ضبط الاعصاب" تمامًا كما كان يفعل قبل أن تعلن تل أبيب حربها المفتوحة ضد لبنان. وهذا الالتزام من قِبل "الحزب" يندرج في إطار إظهار للعالم أجمع، وبالأخص للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وهما راعيتا اتفاق وقف النار، أن إسرائيل هي التي بدأت بحربها الواسعة والمفتوحة، والتي كانت "المقاومة الإسلامية" تحاول تجنبّها بكل الطرق والوسائل.
ويقول بعض المراقبين أن موقف "حزب الله" يندرج من ضمن سياسة إعادة تموضعه السياسي والعسكري، ولكن من دون أن يعني ذلك التزامه بـ "ضبط النفس" ترك إسرائيل تسرح وتمرح في القرى الجنوبية، والتي تسعى إلى تكريس واقع جديد فيها.
وعليه، فإن الأنظار ستبقى مشدودة إلى العشرين من الشهر المقبل لإعادة فرز الخيط الأبيض عن الخيط الأسود. وعندها يمكن أن يُطرح السؤال عن إمكانية الحديث عن بدء لبنان باستعادة عافيته. المصدر: خاص "لبنان 24"