مخطط استيطاني لمصادرة الحرم الإبراهيمي وتغيير الوضع القائم فيه
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
يخطط وزراء وأعضاء كنيست في أحزاب الائتلاف لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومصادرته، وتحويله كله إلى "موقع تراث قومي" يهودي مثلما هو وضع باحة البراق، ويأملون بدعم من مسؤولين أميركيين في إدارة دونالد ترامب المقبلة.
ونظم المستوطنون في الخليل، يوم السبت الماضي، احتفالا دينيا في الحرم الإبراهيمي ومحيطه، شارك فيه آلاف المستوطنين وبينهم وزراء وأعضاء كنيست، بينهم إيتمار بن غفير وأوريت ستروك وبتسلئيل سموتريتش وزئيف إلكين وغيلا غمليئيل، وكان تغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي "حديث الساعة بين السياسيين"، حسبما أفاد تقرير في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري اليوم، الأربعاء.
وأشار التقرير إلى أنه "بهذا الشكل، وتحت الرادار، وعلى خلفية الحرب في غزة ولبنان، وتحت غطاء الانتخابات المنتهية في الولايات المتحدة، نُسج واقع جديد ومليء بالمخاطر في أحد أكثر الأماكن المقدسة القابلة للاشتعال في الشرق الأوسط".
ونقل التقرير عن رئيس المجلس المحلي في مستوطنة "كريات أربع"، يسرائيل برمسون، قوله إن "الوزراء قالوا لنا إنه ستكون هناك مفاجآت كثيرة في الفترة القريبة. لقد تعهدوا بتطورات هامة. وواضح للجميع أن الوضع في مغارة المكفيلا (الحرم الإبراهيمي) متناقض. العربي يصلي في قاعة إسحق في المغارة. ويوجد سقف فوقه. لماذا لا يمكنني الصلاة هناك؟ لماذا أنا في الخارج تحت قبة السماء وهو في الداخل؟".
وأضاف برمسون أن اللجنة التي تشكلت برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي مئير شمغار، للتحقيق في مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها السفاح باروخ غولدشتاين، في العام 1994، "قررت وضع ترتيبات بعد (مجزرة) غولدشتاين. وأرادوا محاسبة اليهود بعد كل ما حدث. لقد مرت 30 سنة. والعالم تغير".
واعتبر عضو الكنيست أفيحاي بوارون، من حزب الليكود، أن على إسرائيل "استغلال انتخاب دونالد ترامب رئيسا وتأميم مغارة المكفيلا. والقضية معقدة في المغارة. وحقوق الملكية موجودة بأيدي الأوقاف الإسلامية. وأي تغيير هناك يشعل حربا عالمية، ولا يمكن بناء مصعد حتى لو كان ذلك في فضاء مساحته مترين"، حسبما نقل عنه التقرير.
وادعى بوارون أنه "حان الوقت لمصادرة المكان من أيدي المسلمين، وأن يكون الموقع كله موقع تراق قومي مثل الحائط المبكى. وبعد المصادرة وتغيير الإدارة سيكون بالإمكان تحويل المكان إلى مكان صلاة عصري من أجل حل المشكل والاكتظاظ. وهذا توقيت جديد وجيد. والإدارة الأميركية متضامنة، والمسؤولون فيها ينظرون إلى القضية الفلسطينية بشكل مختلف".
ويطالب عضو الكنيست تسفي سوكوت، من حزب الصهيونية الدينية، بتغيير الوضع القائم في الحرب الإبراهيمي، وتغيير ترتيبات الصلاة فيه، التي تقررت في أعقاب المجزرة التي ارتكبها السفاح غولدشتاين.
ويدير سوكوت مداولات حول ذلك كرئيس للجنة شؤون الضفة الغربية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وقام الأسبوع الماضي بجولة في الحرم الإبراهيمي بمرافقة ضباط في الجيش الإسرائيلي وفي وحدة "الإدارة المدنية" للاحتلال.
وحسب التقرير، فإن بوارون وسوكوت وغيرهما "بدأوا بتحقيق رؤية سموتريتش بأن ’العام 2025 سيكون عام الضم’، ومغارة المكفيلا هي محطة مركزيه فيه"، في ظل دعم متوقع من إدارة ترامب.
وأشار التقرير إلى أن بوارون يعتمد على وزير الدفاع الأميركي المقبل في إدارة ترامب، بيت هيغسيث، الذي يؤيد بناء "الهيكل" في المسجد الأقصى، وعلى وزير الخارجية الأميركي القادم، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي القادم، مايك وولتس، الذين يؤيدون مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وأضاف التقرير أن السفير الأميركي المقبل في إسرائيل، مايك هاكابي، وهو قسيس ينتمي لتيار الإفانغيليين اليميني، يؤيد "الوعد التوراتي الذي يمنح أرض إسرائيل كلها لشعب إسرائيل". وقال هاكابي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، إنه "توجد إمكانية لضم الضفة الغربية لإسرائيل". وكان هاكابي قد زار بوارون في بيته في البؤرة الاستيطانية العشوائية "عامونا" قبل إخلائها في العام 2017، ودعمه ضد إخلائها.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی الحرم الإبراهیمی الوضع القائم فی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد بتصعيد الإبادة وتنفيذ مخطط ترامب من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين
هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين، معتبرا أن الضغط العسكري والسياسي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى الإسرائيليين.
وقال نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الأحد، أن "الدمج بين الضغط العسكري والضغط السياسي هو السبيل الوحيد لاستعادة المختطفين، وليست الشعارات الفارغة التي أسمعها في الاستوديوهات"، بحسب ما نقلت وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ويقصد نتنياهو بهذا الانتقاد محللين إسرائيليين كبار وأهالي الأسرى، الذين يحذرون من أن حرب الإبادة ستقتل الأسرى بغزة، ويحملونه المسؤولية، ويؤكد أنه يسعى لتحقيق أهداف سياسية شخصية، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل"، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وادعى نتنياهو أن "الضغط العسكري ينجح، فهو يسحق قدرات حماس ويهيئ الظروف لإطلاق سراح مختطفينا"، قائلا: "الليلة الماضية، اجتمع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) وقرر زيادة الضغط لتعزيز الضربات ضد حماس وتهيئة الظروف لإعادة المختطفين".
وأضاف "أود أن أتناول ثلاثة ادعاءات كاذبة توجه إلينا باستمرار: الأول أننا لا نتفاوض. خطأ، نحن نتفاوض تحت النار، ما يجعل الأمر فعالا"، وفق ادعائه.
واعتبر أن "الكذبة الثانية أننا لا نناقش الوضع النهائي (مستقبل غزة بعد الإبادة)، هذا غير صحيح، فنحن مستعدون"، مدعيا أن "حماس ستلقي سلاحها، وسيُسمح لقادتها بالخروج (من غزة)، وسنعمل على ضمان الأمن العام في غزة".
وقال نتنياهو: "الكذبة الثالثة هي أننا لا نهتم بالمختطفين. هذا ليس صحيحا. أنا وزوجتي التقينا هذا الأسبوع بعائلات المختطفين، والوزراء يلتقون بهم بانتظام".
والسبت، أعلن رئيس حركة حماس بغزة خليل الحية الموافقة على مقترح للتهدئة تسلمته الحركة من مصر وقطر، معربا عن الأمل بألا تعطله إسرائيل، دون أن يكشف تفاصيله.
وفي 4 آذار/ مارس الجاري، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن "إسرائيل" والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي مطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل" بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من إطلاق المفاوضات الخاصة ببدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار/ مارس الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية، قتلت إسرائيل 921 فلسطينيا وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع صباح السبت.