يخطط وزراء وأعضاء كنيست في أحزاب الائتلاف لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومصادرته، وتحويله كله إلى "موقع تراث قومي" يهودي مثلما هو وضع باحة البراق، ويأملون بدعم من مسؤولين أميركيين في إدارة دونالد ترامب المقبلة.

ونظم المستوطنون في الخليل، يوم السبت الماضي، احتفالا دينيا في الحرم الإبراهيمي ومحيطه، شارك فيه آلاف المستوطنين وبينهم وزراء وأعضاء كنيست، بينهم إيتمار بن غفير وأوريت ستروك وبتسلئيل سموتريتش وزئيف إلكين وغيلا غمليئيل، وكان تغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي "حديث الساعة بين السياسيين"، حسبما أفاد تقرير في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري اليوم، الأربعاء.

وأشار التقرير إلى أنه "بهذا الشكل، وتحت الرادار، وعلى خلفية الحرب في غزة ولبنان، وتحت غطاء الانتخابات المنتهية في الولايات المتحدة، نُسج واقع جديد ومليء بالمخاطر في أحد أكثر الأماكن المقدسة القابلة للاشتعال في الشرق الأوسط".

ونقل التقرير عن رئيس المجلس المحلي في مستوطنة "كريات أربع"، يسرائيل برمسون، قوله إن "الوزراء قالوا لنا إنه ستكون هناك مفاجآت كثيرة في الفترة القريبة. لقد تعهدوا بتطورات هامة. وواضح للجميع أن الوضع في مغارة المكفيلا (الحرم الإبراهيمي) متناقض. العربي يصلي في قاعة إسحق في المغارة. ويوجد سقف فوقه. لماذا لا يمكنني الصلاة هناك؟ لماذا أنا في الخارج تحت قبة السماء وهو في الداخل؟".

وأضاف برمسون أن اللجنة التي تشكلت برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي مئير شمغار، للتحقيق في مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها السفاح باروخ غولدشتاين، في العام 1994، "قررت وضع ترتيبات بعد (مجزرة) غولدشتاين. وأرادوا محاسبة اليهود بعد كل ما حدث. لقد مرت 30 سنة. والعالم تغير".

واعتبر عضو الكنيست أفيحاي بوارون، من حزب الليكود، أن على إسرائيل "استغلال انتخاب دونالد ترامب رئيسا وتأميم مغارة المكفيلا. والقضية معقدة في المغارة. وحقوق الملكية موجودة بأيدي الأوقاف الإسلامية. وأي تغيير هناك يشعل حربا عالمية، ولا يمكن بناء مصعد حتى لو كان ذلك في فضاء مساحته مترين"، حسبما نقل عنه التقرير.

وادعى بوارون أنه "حان الوقت لمصادرة المكان من أيدي المسلمين، وأن يكون الموقع كله موقع تراق قومي مثل الحائط المبكى. وبعد المصادرة وتغيير الإدارة سيكون بالإمكان تحويل المكان إلى مكان صلاة عصري من أجل حل المشكل والاكتظاظ. وهذا توقيت جديد وجيد. والإدارة الأميركية متضامنة، والمسؤولون فيها ينظرون إلى القضية الفلسطينية بشكل مختلف".

ويطالب عضو الكنيست تسفي سوكوت، من حزب الصهيونية الدينية، بتغيير الوضع القائم في الحرب الإبراهيمي، وتغيير ترتيبات الصلاة فيه، التي تقررت في أعقاب المجزرة التي ارتكبها السفاح غولدشتاين.

ويدير سوكوت مداولات حول ذلك كرئيس للجنة شؤون الضفة الغربية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وقام الأسبوع الماضي بجولة في الحرم الإبراهيمي بمرافقة ضباط في الجيش الإسرائيلي وفي وحدة "الإدارة المدنية" للاحتلال.

وحسب التقرير، فإن بوارون وسوكوت وغيرهما "بدأوا بتحقيق رؤية سموتريتش بأن ’العام 2025 سيكون عام الضم’، ومغارة المكفيلا هي محطة مركزيه فيه"، في ظل دعم متوقع من إدارة ترامب.

وأشار التقرير إلى أن بوارون يعتمد على وزير الدفاع الأميركي المقبل في إدارة ترامب، بيت هيغسيث، الذي يؤيد بناء "الهيكل" في المسجد الأقصى، وعلى وزير الخارجية الأميركي القادم، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي القادم، مايك وولتس، الذين يؤيدون مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأضاف التقرير أن السفير الأميركي المقبل في إسرائيل، مايك هاكابي، وهو قسيس ينتمي لتيار الإفانغيليين اليميني، يؤيد "الوعد التوراتي الذي يمنح أرض إسرائيل كلها لشعب إسرائيل". وقال هاكابي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، إنه "توجد إمكانية لضم الضفة الغربية لإسرائيل". وكان هاكابي قد زار بوارون في بيته في البؤرة الاستيطانية العشوائية "عامونا" قبل إخلائها في العام 2017، ودعمه ضد إخلائها.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: فی الحرم الإبراهیمی الوضع القائم فی

إقرأ أيضاً:

الفن كوسيلة للاحتجاج.. أداة فعّالة للتعبير عن الغضب وتغيير الواقع

 

على مر العصور، كان الفن وسيلةً قوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ولكنه تجاوز هذا الدور التقليدي ليصبح سلاحًا مؤثرًا في الحركات الاجتماعية والسياسية. الفن لم يعد مقتصرًا على الجماليات أو التعبير الفردي فقط، بل أصبح أداة احتجاج تحمل رسائل حادة، مثيرة للجدل، وتلعب دورًا محوريًا في تغيير الواقع. من الرسومات الجدارية إلى العروض المسرحية، ومن الموسيقى إلى الأفلام الوثائقية، استُخدم الفن كسلاح سلمي في مواجهة القمع، الظلم الاجتماعي، والتمييز.

الفن والاحتجاج الاجتماعي: كيف يُحدث الفرق؟

الفن قادر على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية ليخاطب الجماهير بشكل مباشر وعاطفي. في حين أن الكلمات المكتوبة أو الخطابات قد تكون محدودة بتأثيرها، فإن الفن يستطيع اختراق النفوس وإثارة التساؤلات بشكل يصعب تجاهله. على سبيل المثال، عندما تكون هناك رقابة على وسائل الإعلام أو قيود على حرية التعبير، يظهر الفن في المساحات العامة، كالجدران أو الشوارع، ليحمل صرخات المحتجين.

أحد أبرز الأمثلة هو فن الجرافيتي، الذي وُلد في أزقة المدن ليصبح صوت المهمّشين. في سبعينيات القرن الماضي، استخدمت حركات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الفن لتسليط الضوء على قضايا العنصرية والتهميش. كان الفنانون السود، مثل كيث هارينغ وجان ميشيل باسكيات، يعبرون عن غضبهم من العنصرية من خلال رسومات تحمل رموزًا ومعاني عميقة.

الفن ضد الأنظمة القمعية

في أماكن أخرى من العالم، واجه الفنانون أنظمة قمعية باستخدام أدوات بسيطة ولكن ذات أثر كبير. في أمريكا اللاتينية خلال فترة الديكتاتوريات العسكرية في السبعينيات والثمانينيات، ظهرت حركات فنية قوية مثل "فن المناديل البيضاء" في الأرجنتين، حيث كانت أمهات المفقودين يرتدين مناديل بيضاء ويعبرن عن معاناتهن برسائل فنية صامتة في الساحات العامة. كانت تلك المناديل رمزًا للمقاومة السلمية ضد اختفاء أبنائهن على يد الأنظمة القمعية.

وفي العالم العربي، شكّل الربيع العربي لحظة فارقة في استخدام الفن كوسيلة احتجاجية. فقد انتشرت الأغاني الثورية، مثل أغنية "إرحل" التونسية التي غناها المطرب الشاب حمادة بن عمر (الجنرال)، والتي أصبحت صوت الاحتجاجات في الشوارع. كما لعب فن الشارع دورًا محوريًا، حيث امتلأت الجدران برسومات تعبر عن الغضب والأمل في نفس الوقت، مثل رسومات الفنان المصري المعروف باسم "علاء عوض" التي أصبحت رمزًا للاحتجاج ضد الفساد.

الأفلام والمسرح: سلاح سلمي ذو تأثير عميق

لم يقتصر الاحتجاج الفني على الشوارع، بل امتد إلى المسرح والسينما. في جنوب إفريقيا، خلال نظام الفصل العنصري، استخدم الكاتب المسرحي أثول فوغارد المسرح لتعرية الظلم الاجتماعي من خلال عروض تفاعل معها الجمهور بقوة. كما لعبت الأفلام الوثائقية دورًا كبيرًا، مثل فيلم "13th" للمخرجة آفا دوفيرناي، الذي يسلط الضوء على العنصرية الممنهجة في النظام القانوني الأمريكي.

الجدل حول الفن الاحتجاجي: حرية تعبير أم تهديد للنظام؟

رغم قوة الفن كوسيلة احتجاج، فإنه يثير الجدل حول حدود حرية التعبير. هناك من يرى أن هذا النوع من الفن يشعل التوترات الاجتماعية أو يهدد استقرار الأنظمة. في المقابل، يجادل المدافعون بأن الفن الاحتجاجي هو جزء من الحق الإنساني في التعبير، ويعتبرونه شكلًا سلميًا وضروريًا لمواجهة الظلم.

في الوقت الذي يحاول فيه بعض الأنظمة قمع الفنانين أو تجريم أعمالهم، يظهر التاريخ أن القمع غالبًا ما يزيد من إصرار الفنانين على الإبداع والتعبير. وهكذا، يبقى الفن أداة احتجاج لا يمكن إيقافها، وجسرًا يربط بين الأجيال والمجتمعات، حاملًا صوت المهمشين ودعوات التغيير.

في النهاية، يبقى السؤال: هل سيظل الفن وسيلة سلمية للتعبير عن القضايا العادلة، أم أنه سيتحول إلى ساحة مواجهة مع القوى المسيطرة؟ الإجابة على هذا السؤال متروكة للجماهير، وللفنانين أنفسهم، الذين أثبتوا مرارًا أن أصواتهم لا يمكن إسكاتها.

 

مقالات مشابهة

  • بوريل: الوضع في قطاع غزة أسوأ من لبنان.. ويجب ممارسة الضغط على إسرائيل لقبول المقترح
  • إسرائيل تشرع في مخطط بناء حاجز على حدود الأردن
  • بوريل: لا مبرر لعدم وقف إطلاق النار في لبنان ويجب ممارسة الضغط على إسرائيل
  • الفقاعات.. مخطط إسرائيل الجديد لحكم قطاع غزة
  • روسيا: إدارة بايدن تنتقم من ترامب بتصعيد الوضع في أوكرانيا
  • الفن كوسيلة للاحتجاج.. أداة فعّالة للتعبير عن الغضب وتغيير الواقع
  • موسكو تتهم إدارة بايدن بالعمل ضد خطط ترامب لحل أزمة الحرب الاوكرانية
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • حماس: الوضع الإنساني في غزة يتفاقم مع فظاعة ما تفعله إسرائيل