هل يكون ضمان وقف إطلاق النار في لبنان "مهمة مستحيلة"؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، برز سؤال مهم عن اليوم التالي، وكيفية الحفاظ على الهدوء الحذر، في ظل عدم وجود قوة حقيقية فاعلة قادرة على كبح جماح إسرائيل المستنفرة، والحزب الساعي إلى إعادة بناء ترسناته العسكرية المدمرة، وإنشاء منطقة عازلة بين جنوب لبنان والحدود الشمالية لإسرائيل، تمنع أي خروقات مستقبلية من الطرفين.
وقال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن قوة حفظ السلام الأممية الموجودة في لبنان منذ قرابة عقدين من الزمان، كانت عاجزة عن منع حزب الله المدعوم من إيران من إعادة تسليح نفسه على طول حدود إسرائيل الشمالية.
قدرات محدودةوالآن بعد توصل الطرفين إلى هدنة تنهي قتالاً استمر أكثر من عام، فإن قوة اليونيفيل المؤقتة في لبنان، أصبحت مرة أخرى في مركز الجهود الرامية إلى الحفاظ على السلام، ولكنها لا تزال تفتقر إلى القدرة على فرض منطقة عازلة بين الطرفين.
ويرى المحللون، أنّه لا الجيش اللبناني ولا قوات الأمم المتحدة يمكن أن تفعل الكثير لمنع حزب الله من إعادة بناء مواقع قتالية في جنوب لبنان، وإطلاق الصواريخ عبر الحدود.
ونتيجة لهذه المخاوف، تصر إسرائيل على حرية توجيه الضربات إلى حزب الله، حتى بعد وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة الأمريكية، "نحن لا نتحدث عن حلول من اليونيفيل، لكننا لن نضع أمن شمال إسرائيل المستقبلي بين أيديهم، لأننا لن نعود إلى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023".
ومرت قوات اليونفيل في لبنان بعراقيل عديدة منذ دخولها البلد العربي في عام 1978، في مهمة مستحيلة، بهدف مراقبة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، ومساعدة الحكومة اللبنانية في الحفاظ على الأمن المضطرب.
ولكن بحلول عام 1982، عادت إسرائيل للقتال في لبنان، وبعد حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، شملت مهمة اليونيفيل مراقبة أنشطة حزب الله في جنوب لبنان ومساعدة جهود الجيش اللبناني بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
#ايطاليا تتّهم #الحزب بشن هجوم على "#اليونيفيل"!https://t.co/HjfcU0RTqB pic.twitter.com/9cc3BNVrE1
— Lebanon Debate (@lebanondebate) November 19, 2024 عجزويعطي اتفاق وقف النار الجيش اللبناني دوراً في ضمان الأمن، لكن ما يعانيه من نقص شديد في التمويل والتسليح، مقارنة بقدرات حزب الله المدعوم من إيران، يجعله عاجزاً عن فعل ما يكفي لإجبار أي من الطرفين على الالتزام بالقرار.
والذي يجعل مهمة اليونيفيل أو الجيش اللبناني صعبة أيضاً، هو عدم قدرتهما على التحرك بحرية في بيئة معقدة، ينتشر فيها حزب الله بين مواليه وأنصاره. ويضيف التقرير، أن سوابق كثير تثبت صعوبة المهمة، وعلى مر السنين اشتكى جنود حفظ السلام من البيئة العدائية المتزايدة والترهيب من قبل حزب الله والناس في جنوب لبنان، الذين يتهمونهم أحياناً بالتجسس لصالح إسرائيل ويهاجمونهم.
ويؤكد مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد جاويان للصحيفة، "حققت قوات اليونيفيل بعض النجاح في نزع فتيل الصراعات، واستضافت اجتماعات للجيش اللبناني وجنود إسرائيليين لمنعهما من إطلاق النار على بعضهما البعض، لكن وعلى مر السنين، حشد حزب الله الكثير من الأسلحة بالقرب من الحدود لدرجة أن الوضع أصبح غير مقبول بالنسبة لإسرائيل".
وأضاف جاويان، "لقد كان سراً مكشوفاً لفترة طويلة أن حزب الله كان يعمل على مقربة شديدة من اليونيفيل".
ويسلط آخر تقرير لليونيفيل قبل شهر من هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الضوء على التحديات التي واجهتها القوة الأممية في محاولة السيطرة على الوضع، وخلاله، أبلغ جنود حفظ السلام عن مجموعة من الحوادث المثيرة للقلق بما في ذلك إطلاق الصواريخ والأسلحة غير المصرح بها، وانتهاكات المجال الجوي الإسرائيلي وبناء الأنفاق وتدريب حزب الله على قاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة، فضلاً عن المضايقات المتكررة، ومنع البعثة من الوصول إلى المباني المشبوهة على الحدود، والتي تتبع لمجموعة بيئية تتهمها الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها غطاء لحزب الله.
كما تعرضت البعثة الأممية لتهديدات إسرائيلية، ووجه الجنود الإسرائيليون بنادقهم مراراً نحو جنودها. وتؤكد اليونيفيل أنها تستطيع الإبلاغ عن الانتهاكات، لكنها لا تستطيع فرض القرار 1701 من جانب واحد.
ما هو القرار 1701 ودوره في وقف الحرب على لبنان؟ - موقع 24بعد 18 عاماً على صدوره، وافقت كل من إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار، تنفيذا للقرار رقم 1701، الذي أنهى الحرب اللبنانية في أغسطس (آب) عام 2006.ويوضح المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، "قد عدنا الآن إلى حدود تفويض البعثة، وما تستطيع أن تفعله وما لا تستطيع، ولكن الأمر متروك لمجلس الأمن ليقرر كيف سيمضي قدماً، وليس من حقنا أن تتخذ خطوات أخرى لا تندرج ضمن تفويضنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان اليونيفيل إسرائيل وحزب الله لبنان اليونيفيل الجیش اللبنانی جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
3 قتلى في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
ارتفعت حصيلة الغارة الإسرائيلية على بلدة كفرتبنيت الجنوبية، ظهر اليوم الجمعة، إلى 3 قتلى 18 مصاباً، في حين كشف الجيش اللبناني عن مواقع إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان، أن الغارة الإسرائيلية على بلدة كفرتبنيت "أدت في حصيلة جديدة إلى سقوط 3 قتلى من بينهم سيدة، وإصابة 18 شخصاً بجروح، من بينهم 6 أطفال و8 نساء.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد نفذ ظهر اليوم غارة جوية استهدفت فيلا شرف الدين، قرب مبنى بلدية بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان ودمرها، كما أغار مجدداً على بركة الجبور في كفرحونة بمنطقة جزين في جنوب لبنان، وشن غارة جديدة على جبل صافي في منطقة جزين، كما حلق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قرى صور وبنت جبيل في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية.
غارة إسرائيلية عنيفة على بلدة كفرتبنيت قضاء النبطية جنوب لبنان pic.twitter.com/Iqhf68iJ8i
— Annahar النهار (@Annahar) March 28, 2025ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بصاروخين بعد ظهر اليوم الجمعة على مبنى في منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، ودمره تدميراً كاملاً، بعد 3 غارات تحذيرية على المنطقة.
وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكان الطيران الاسرائيلي قد شن سلسلة غارات على أطراف بلدة كفرحونة بمنطقة جزين، ومرتفعات الريحان - الجبور، وبلدتي عرمتى وسجد في جنوب لبنان.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية عدة مناطق في جنوب لبنان. وتم إغلاق عدة مدارس رسمية وخاصة في منطقة صور في جنوب لبنان بعد التهديد الإسرائيلي بالرد العسكري على لبنان، بعد إعلان إسرائيل عن إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل.
ونفى مصدر مسؤول في حزب الله أي علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، مؤكداً التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن الجيش اللبناني، أنه حدد الموقع الذي أطلق منه الصاروخان، صباح الجمعة، باتجاه إسرائيل.
العدو الإسرائيلي يصعّد اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
صعّد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية… pic.twitter.com/CuXCkJY8Oh
وقال الجيش في بيان، "تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها"، في حين قال مصدر أمني لبناني شرط عدم كشف اسمه، إن الموقع يبعد 15 متراً فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
يذكر أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتم تمديد مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الماضي. ولا تزال مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي.