وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الى الشعب والقوى السياسية اللبنانية جاء فيها:

"أيها اللبنانيون الشرفاء بعد شهرين ثقيلين بالدماء والأشلاء والدمار والنار والفظاعات الهائلة، جراء أخطر حرب أطلسية إسرائيلية، انتهت هذه الحرب بفشل إسرائيلي صارخ وإذعان كامل لوقف النار، ومعها بدا لبنان سيداً عزيزاً بفضل جهود وطنه وبسالة مقاومته الشريفة التي خاضت أكبر ملحمة دفاع سيادي سيتحدث عنها التاريخ طيلة قرون طويلة، وذلك لحماية البلد وشراكته الوطنية وهويته السياسية الميثاقية، واللحظة الآن للبنان بعائلته الوطنية ومقاومته الأبية وشراكته التاريخية وتعاليم كنيسته السماوية ونتاج مسجده الناهض بأكبر معاجز لبنان".



أضاف: "وما نحن فيه الآن، بلد منتصر بصموده وسيادته وتضحيات أبنائه التي كسرت طموح أخطر مشروع أميركي إسرائيلي وجودي، وكموقف للتاريخ أقول: انتهت أخطر حروب أميركا وإسرائيل بالإذعان لوقف النار وفق مرجعية الـ1701 بلا حرف زائد وبلا مناطق عازلة، ولا سلطة فوق تراب الجنوب اللبناني لأي قوة غير لبنانية، والمحسوم أن تطبيق التزامات القرار الدولي منوطة فقط بالجيش اللبناني الأمين على سيادة وطنه فقط، وكل ذلك نتيجة صمود المقاومة الأسطوري والرعاية الإلهية، والعين على لبنان بشراكته ونهوضه السياسي وميثاقيته الضامنة لعائلتنا اللبنانية".

وتابع: "واللحظة الآن لإعادة الإعمار ولمّ الشمل وانتخاب رئيس ميثاقي وتزخيم العمل الوطني، ولا للخصومة والتنكيل والإستفزاز، والتنوع جزء من واقعنا الوطني، والدولة مطالبة بحماية الإعلام من الإرتزاق، والميثاق السياسي يفترض تأكيد وطنيّتنا وعدم الإنزلاق نحو خطاب انتقامي".

أضاف: "ولكل قوى لبنان أقول: كان الصمود بعون الله أسطورياً، ومعه بدت المقاومة ضامناً استراتيجياً لا نظير له، كما بدا شعب لبنان عنواناً لأكبر إغاثة عابرة للطوائف، ومفروض من القوى السياسية أن تتعلم من شعب لبنان الشريف، والقضية قضية وطن متنوع، والمطلوب حماية هذه الميثاقية الوطنية المتنوعة دون لعبة أمم ومشاريع خراب، وخبز الصهاينة مسموم، وغرف واشنطن معدة للفتن، ولعبة الأمم تعتاش على العداوة والتقسيم ولا محل لها في هذا البلد العزيز، والنزق السياسي مدمر".

وقال: "واليوم، يوم تاريخي بحجم تاريخية أخطر حرب، فعل فيها الإسرائيلي المدجج أطلسياً كل ما بوسعه لإنهاء الواقع اللبناني السيادي والعقيدة الوطنية وفشل بفضل أسطورة المقاومة الإلهية التي أكدت مجدداً أنها كنز لبنان السيادي، ولا ترتيب جديد في الشرق الأوسط، ولا تغيير ببنية لبنان السياسية والوطنية، ولبنان اليوم ينهض مجدداً، وشهادة عزيز الروح الأمين العام السيد حسن نصر الله تاريخ فاصل بواقع لبنان والمنطقة، وقدرات الرئيس نبيه بري مدرسة أكبر من لبنان وعنوان للحظة التاريخ، وشكراً للشارع المسيحي الإسلامي، وشكراً للطريق الجديدة وبيروت وصيدا والشمال، وشكراً لجبل الموحدين الدروز، وشكراً للنازحين المقاومين العائدين بأعظم كرامة وأفخر تضحيات، شكراً لأبنائكم ودماء فلذاتكم، شكراً للمقاومة التي أكدت للدنيا أنّ أكبر مشاريع العالم تهزمها إرادة مقاوم مؤمن بالله العظيم".

أضاف: "وللأمين العام أخي سماحة الشيخ نعيم قاسم أقول: أنت على رأس مسيرة مخضّبة بدماء لهفة القلب والتاريخ، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وبقيّة أخوانهم الأبرار، فانهض بها فإنها أمانة الله والوطن بين يديك وأنت أهلٌ لها إن شاء الله. وللرئيس ميقاتي أقول: أنت في لحظة تاريخ وقد أحسنت الفعل الوطني واللحظة الآن لتحصين لبنان والمسؤولية كبيرة وخطيرة. وما قام به الأستاذ وليد جنبلاط خيار تاريخي وموقف مصيري لحماية لبنان وعيشه المشترك. والجيش اللبناني ضامن وطني لا طائفي، وقيمته من قيمة لبنان وميثاقيته السيادية، ومرجعيته بيروت لا العواصم، وثلاثية جيش شعب مقاومة قيمة سيادية ليس بعدها قيمة، والوصية للبنان كل لبنان الرئيس نبيه بري الذي أكد للتاريخ أنه قامة تاريخية ومدرسة سيادية عينها على لبنان بمشروعه الوطني وطائفته اللبنانية ومصالحه المنيعة وقدرته الإبداعية على استخلاص الحلول الكبرى".

ختم: "والمطلوب اعتماد الرئيس نبيه بري لتمرير تسوية رئاسية ميثاقية تليق بأسطورة صمود وثبات وتضحيات لبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تعرّف على أخطر المقربين إليك

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لا تشكك بعد الآن بالعاملين معك، ولا بالمؤسسة التي تعمل فيها، فالذي يتجسس عليك ويرصد تحركاتك صار من أقرب المقربين إليك (رضيت أم أبيت). أنت الآن تحتفظ به في جيبك أو في حقيبتك، أو تضعه فوق مكتبك، ويعيش معك تحت سقف واحد. .
فهواتفك الذكية هي الرادارات المُكلفة بمتابعتك من المسافة صفر . وبإمكانها تسجيل صوتك ونقل بصمتك (أقصد العصبية الخاصة وليس الصوتية) حتى لو كانت الهواتف مغلقة !، وحتى لو كانت غير مشحونة. ليس هنالك أقرب إليك الآن من موبايلك الملتصق بجسدك، فهو الآن يقرأ أفكارك، ويحصي دقات قلبك، ويستدل على رغباتك وهواياتك والتطبيقات الهاتفية التي تميل إليها. .
هل لاحظت أنه يعرض لك مقاطع وصور وأخبار لمجرد تفكيرك بها، أو لأنها خطرت على بالك منذ لحظات ؟. فما أن تفتح تطبيق اليوتيوب أو التكتوك حتى تجدها بين يديك، ذلك لأنه قرأ ملفك الشخصي، ورصد ما تختلج به نفسك، وعرف ما يدور في دماغك. .
والأخطر من ذلك كله أنه ربما يغدر بك، فهو يعلم بتنقلاتك الداخلية والخارجية ويرسمها بخرائط دقيقة يثبت فيها الأماكن التي زرتها، والفترات التي أمضيتها هنا أو هناك بالليل أو بالنهار، فهو لا يكذب ولا يرتكب الأخطاء !!. .
هل تعلم أن الأجهزة الأمنية في المطارات العربية، وفي معظم المطارات الأجنبية لجأت منذ مدة إلى إختيار عينات عشوائية من القادمين والمغادرين. ربما يطلبون منك تسليم هاتفك الذكي، فتبادر بتسليمه إليهم بكل رحابة صدر ظناً منك بأنهم لا يعرفون مفتاحك السري، لكنك سوف تندهش عندما تراهم يفتحون تلفونك من دون حاجة إلى معرفة رقمك السري، فقد توفرت لديهم أجهزة أذكى وأعلى وأقوى وأدق من الهواتف الذكية. أجهزة لها القدرة على اختراق هواتفك وتصفحها والغوص في خباياها، حتى لو مسحت محتويات جميع الدردشات في الواتساب، وحتى لو حذفت الصور المخزونة في الاستوديو، وحتى لو حذفت المحذوف أيضاً. ولا تنسى أن تطبيق جوجل (Google) يحتفظ بسجل طويل عريض يشتمل على أدق التفاصيل لقراءاتك ومشاهداتك ومتابعاتك واهتماماتك منذ اليوم الذي اقتنيت فيه هاتفك المحمول، ولكي تتأكد من صحة هذا التحذير اكتب كلمة (نشاطي) في حقل البحث على جوجل، وأبحث عنها. فسوف تأتيك النتيجة بعبارة: (مرحباً بك في نشاطي)، وما أن تنقر عليها حتى تقع بين يديك نشاطاتك كلها، فقرة فقرة باليوم والتاريخ والساعة لهذا العام والأعوام السابقة. .
عندئذ يتعين عليك الاستعانة بخيارات (الحذف) لكي تحذفها كلها، لكن هذه الخطوة ليست مضمونة 100%، وليست فيها تأكيدات على خلو هاتفك من الأسرار التي لا يعرفها إلا أنت، سيما أن الهاتف نفسه قد يتحول إلى سلاح يطاردك ويقتفي أثرك حيثما ذهبت. .
لذا اسمع النصح، ولا تثق بهاتفك الشخصي بعد الآن، ولا تصحبه معك إلى مضجعك عندما تخلد إلى النوم، ولا تحمله في رحلاتك الخارجية. وننصحك بالعودة إلى الهواتف المحمولة القديمة التي أنتجتها شركة نوكيا، حتى لو كانت من الأصناف البدائية، فالحذر يقيك الضرر. ولربما ننفتح معك ذات يوم لكي نستعرض أحدث ما توصلت له الأبحاث التي نوقشت مؤخراً في بعض المؤتمرات العالمية الخاصة بالــ Cypersecurity. .
كلمة أخيرة: إذا لم يأت الشيطآن بنفسه فإنه سوف يتسلل اليك من نافذة هاتفك المحمول. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير والبناء تشيد بصمود الشعب اللبناني وتؤكد التزام اليمن باستمرار اسناد غزة
  • محمد عبدالسلام: نحيي صمود الشعب اللبناني ونثق في خيارات المقاومة الإسلامية في لبنان وفي قيادتها الحكيمة
  • تعرّف على أخطر المقربين إليك
  • سليمان: المطلوب من الحزب اليوم أن يضع سلاحه بتصرف الجيش
  • مصدر حكومي:السوداني يتبرع بنفط الشعب إلى حزب الله اللبناني
  • اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم لتمرير نتنياهو الصفقة بدعم من الجيش
  • الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية تعقد اجتماعها الأول وتؤكد على أهمية الوحدة الوطنية واستعادة الدولة
  • الرئيس العليمي يلتقي المبعوث الأمريكي ويبحث معه أخطر ملفات تواجه اليمن
  • المفتي قبلان: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل