قبلان في رسالة الى الشعب والقوى السياسية: المطلوب اعتماد الرئيس بري لتمرير تسوية رئاسية ميثاقية
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الى الشعب والقوى السياسية اللبنانية جاء فيها:
"أيها اللبنانيون الشرفاء بعد شهرين ثقيلين بالدماء والأشلاء والدمار والنار والفظاعات الهائلة، جراء أخطر حرب أطلسية إسرائيلية، انتهت هذه الحرب بفشل إسرائيلي صارخ وإذعان كامل لوقف النار، ومعها بدا لبنان سيداً عزيزاً بفضل جهود وطنه وبسالة مقاومته الشريفة التي خاضت أكبر ملحمة دفاع سيادي سيتحدث عنها التاريخ طيلة قرون طويلة، وذلك لحماية البلد وشراكته الوطنية وهويته السياسية الميثاقية، واللحظة الآن للبنان بعائلته الوطنية ومقاومته الأبية وشراكته التاريخية وتعاليم كنيسته السماوية ونتاج مسجده الناهض بأكبر معاجز لبنان".
أضاف: "وما نحن فيه الآن، بلد منتصر بصموده وسيادته وتضحيات أبنائه التي كسرت طموح أخطر مشروع أميركي إسرائيلي وجودي، وكموقف للتاريخ أقول: انتهت أخطر حروب أميركا وإسرائيل بالإذعان لوقف النار وفق مرجعية الـ1701 بلا حرف زائد وبلا مناطق عازلة، ولا سلطة فوق تراب الجنوب اللبناني لأي قوة غير لبنانية، والمحسوم أن تطبيق التزامات القرار الدولي منوطة فقط بالجيش اللبناني الأمين على سيادة وطنه فقط، وكل ذلك نتيجة صمود المقاومة الأسطوري والرعاية الإلهية، والعين على لبنان بشراكته ونهوضه السياسي وميثاقيته الضامنة لعائلتنا اللبنانية".
وتابع: "واللحظة الآن لإعادة الإعمار ولمّ الشمل وانتخاب رئيس ميثاقي وتزخيم العمل الوطني، ولا للخصومة والتنكيل والإستفزاز، والتنوع جزء من واقعنا الوطني، والدولة مطالبة بحماية الإعلام من الإرتزاق، والميثاق السياسي يفترض تأكيد وطنيّتنا وعدم الإنزلاق نحو خطاب انتقامي".
أضاف: "ولكل قوى لبنان أقول: كان الصمود بعون الله أسطورياً، ومعه بدت المقاومة ضامناً استراتيجياً لا نظير له، كما بدا شعب لبنان عنواناً لأكبر إغاثة عابرة للطوائف، ومفروض من القوى السياسية أن تتعلم من شعب لبنان الشريف، والقضية قضية وطن متنوع، والمطلوب حماية هذه الميثاقية الوطنية المتنوعة دون لعبة أمم ومشاريع خراب، وخبز الصهاينة مسموم، وغرف واشنطن معدة للفتن، ولعبة الأمم تعتاش على العداوة والتقسيم ولا محل لها في هذا البلد العزيز، والنزق السياسي مدمر".
وقال: "واليوم، يوم تاريخي بحجم تاريخية أخطر حرب، فعل فيها الإسرائيلي المدجج أطلسياً كل ما بوسعه لإنهاء الواقع اللبناني السيادي والعقيدة الوطنية وفشل بفضل أسطورة المقاومة الإلهية التي أكدت مجدداً أنها كنز لبنان السيادي، ولا ترتيب جديد في الشرق الأوسط، ولا تغيير ببنية لبنان السياسية والوطنية، ولبنان اليوم ينهض مجدداً، وشهادة عزيز الروح الأمين العام السيد حسن نصر الله تاريخ فاصل بواقع لبنان والمنطقة، وقدرات الرئيس نبيه بري مدرسة أكبر من لبنان وعنوان للحظة التاريخ، وشكراً للشارع المسيحي الإسلامي، وشكراً للطريق الجديدة وبيروت وصيدا والشمال، وشكراً لجبل الموحدين الدروز، وشكراً للنازحين المقاومين العائدين بأعظم كرامة وأفخر تضحيات، شكراً لأبنائكم ودماء فلذاتكم، شكراً للمقاومة التي أكدت للدنيا أنّ أكبر مشاريع العالم تهزمها إرادة مقاوم مؤمن بالله العظيم".
أضاف: "وللأمين العام أخي سماحة الشيخ نعيم قاسم أقول: أنت على رأس مسيرة مخضّبة بدماء لهفة القلب والتاريخ، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين وبقيّة أخوانهم الأبرار، فانهض بها فإنها أمانة الله والوطن بين يديك وأنت أهلٌ لها إن شاء الله. وللرئيس ميقاتي أقول: أنت في لحظة تاريخ وقد أحسنت الفعل الوطني واللحظة الآن لتحصين لبنان والمسؤولية كبيرة وخطيرة. وما قام به الأستاذ وليد جنبلاط خيار تاريخي وموقف مصيري لحماية لبنان وعيشه المشترك. والجيش اللبناني ضامن وطني لا طائفي، وقيمته من قيمة لبنان وميثاقيته السيادية، ومرجعيته بيروت لا العواصم، وثلاثية جيش شعب مقاومة قيمة سيادية ليس بعدها قيمة، والوصية للبنان كل لبنان الرئيس نبيه بري الذي أكد للتاريخ أنه قامة تاريخية ومدرسة سيادية عينها على لبنان بمشروعه الوطني وطائفته اللبنانية ومصالحه المنيعة وقدرته الإبداعية على استخلاص الحلول الكبرى".
ختم: "والمطلوب اعتماد الرئيس نبيه بري لتمرير تسوية رئاسية ميثاقية تليق بأسطورة صمود وثبات وتضحيات لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس عون: الرهان على الحس الوطني لمن سيكون في الحكومة العتيدة
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "اننا سنعمل كي لا يكون خريجو الجامعات في لبنان مهاجرين، بدلا من البقاء في وطنهم لخدمته وإغنائه بطاقاتهم في مختلف المجالات". وإذ أشار الى أن "هذا الأمر يتطلب تضامن الجميع"، كرر ان "أهم ثروة مستدامة في لبنان هي ثروته البشرية والفكرية لأنها لا تنضب، وهي قادرة على الإنجاز على مستوى العالم، وفي مختلف الحقول".
وشدد الرئيس عون على ان "الرهان يبقى على الحس الوطني لدى من سيكون في الحكومة العتيدة، كما على العمل من منطلق المصلحة الوطنية، والحكم سيكون على الأفعال والإنتاجية". وأكد أن "رسالتنا هي في ان يعيش كل لبناني بكرامته في هذا الوطن، وأن لدينا فرصا كثيرة"، آملا "الا يدخلنا السياسيون في زواريبهم السياسية والمذهبية ولا في مصالحهم الشخصية".
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من جامعة البلمند برئاسة رئيس الجامعة الدكتور الياس الوراق الذي قال: "ان الهدف من زيارتنا هو تقديم واجب التهنئة لفخامتكم، وللتأكيد على قناعتنا التي لطالما عبَّرنا عنها من ان البدلة قد تتغيّر لكن الروحية تبقى ذاتها. وهذا ما نأمله، وما نحن أساسا متأكدون منه مع فخامتكم. وكلنا ثقة بأن هذا البلد سيجتاز في عهدكم كل هذه الفترة القاسية التي مررنا بها، ونعود لنرى كل خريجينا من الطلاب هنا، فلا يعود اقصى طموحهم الحصول على جواز سفر ومغادرة هذا البلد من دون أي امل بالعودة".
أضاف: "نحن نتطلع الى ان يكون عهدكم عهد إنتهاء الإحباط الذي عرفناه، وان يكون أيضا عهد العدالة والثقة بلبنان الوطن الذي هو لشبابه، فلا نتطلع بعد اليوم من حولنا لنجد ان الصغير في السن من بيننا الباقي هنا هو في السبعين من عمره".
وختم: "نكرر لفخامتكم التهنئة، وكما عهدتمونا الى جانبكم عندما كنتم في قيادة الجيش، ستجدوننا الى جانبكم على الدوام".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه تهنئتهم، وقال: "لا يسعني بداية الا ان اشكركم باسم قيادة الجيش وضباطها وافرادها على كل الدعم الذي قدمتموه للمؤسسة في مختلف المجالات".
أضاف: "رسالتنا ان يعيش كل لبناني بكرامته في هذا الوطن، بحيث يبقى الشباب في أرضهم هنا، ومن بينهم ابنائي واحفادي الذين لا أريد ان اراهم يسافرون من هذا الوطن. هذه مهمتنا ان نعمل كل ما في وسعنا لكي يبقوا هنا. ونحن سنعمل كي لا يكون خريجو الجامعات في لبنان مهاجرين، بدلا من البقاء في وطنهم لخدمته وإغنائه بطاقاتهم في مختلف المجالات".
وتابع: "لدينا فرص كثيرة، كما لدينا امل كبير جدا، ونأمل الا يدخلنا السياسيون في زواريبهم السياسية والمذهبية ولا في مصالحهم الشخصية. نحن سنكمل مسيرتنا حسب قناعتنا، وعلينا ان نتقدم خطوة الى الأمام لكي نظهر للعالم الذي يدعمنا بقوة اننا اصبحنا جاهزين للقيام بالإصلاحات المطلوبة وبناء دولة بكل معنى الكلمة".
واردف: "هذا يتطلب تضامن الجميع، وانتم كصرح تربوي دوركم أساسي لا سيما تجاه الجيل الشاب. وأهم ثروة مستدامة هي ثروة لبنان البشرية والفكرية لأنها لا تنضب، وهي قادرة على الإنجاز على مستوى العالم، وفي مختلف الحقول. وهذه ميزة خلاقة لدى اللبناني. من جهتنا، علينا ان نؤمن للبناني حياة كريمة فلا يكون بحالة عوز، بل يعيش في بلد يتمتع بالإستقرار الأمني والسياسي".
وختم: "الرهان يبقى على الحس الوطني لدى من سيكون في الحكومة العتيدة، كما على العمل من منطلق المصلحة الوطنية. ويبقى الحكم على الأفعال والإنتاجية".