«عم محمد» صاحب أقدم ورشة لتصنيع توابيت الأقباط بالإسكندرية: عمرها 100 سنة و توراثت المهنة عن أجدادى
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
لا تزال محافظة الإسكندرية تحتفظ في طياتها بالعديد من المهن التقليدية القديمة التي تمتد جذورها لقرون طويلة من الزمن عند مرورك بالقرب من منطقة محطة مصر، ستلاحظ ورشة صغيرة يلفت انتباهك فيها رجل في الخمسينات من عمره، ممسكًا بمطرقة و زمّالة للنجارة أمامه تابوت خشبي موضوعة على حاملين، ويقوم بضربات خفيفة ومنتظمة تصدر صوتًا مميزًا أثناء عمله و هذا الرجل متخصص في صناعة توابيت الموتى للأقباط، وهو يسعى لإحياء فن صناعة التوابيت اليدوية التي أصبحت على وشك الانقراض.
انتقلت بوابة «الأسبوع» إلى الورشة لتوثيق مراحل صناعة تابوت دفن الموتى الأقباط، بدءًا من عملية تجميع الأخشاب، ثم دهن التابوت، ثم إضافة الزينة الخارجية، حتى الوصول إلى الشكل النهائي للتابوت، الذي يكون جاهزًا لدفن المتوفى.
يقول عم محمد الشامي، صاحب أقدم ورشة لتصنيع توابيت الموتى للأقباط في محافظة الإسكندرية، أنه يمارس هذه المهنة منذ حوالي خمسين عامًا حيث أنه بدأ العمل في هذا المجال منذ عام 1917، مما يعني أن له تاريخًا في هذه الصناعة لافتا أن بداية مشوارهم في هذا العمل، حيث بدأ جدّه الأكبر في هذه الحرفة كنجار مساعد مع الأرمن والشوام الذين كانوا يقيمون في الإسكندرية منذ فترة طويلة وقد تعلم جده تفاصيل هذه المهنة على مر السنين، مما فتح الأبواب لإرث طويل في صناعة التوابيت الممتد إلى عائلته حتى يومنا هذا.
وأضاف على الرغم من كوني مسلمًا، فإنني معروف بين جميع الأقباط والكنائس بإتقاني فن صناعة التوابيت، بالإضافة إلى مهارتي في نحت صورة السيدة العذراء و صورة السيد المسيح، الصليب. و يُفضل العديد من الكنائس في الإسكندرية وخارجها التعامل معي.
أوضح أن عملية صناعة التابوت تتم على عدة مراحل، تبدأ بتحديد نوع الخشب المرغوب فيه، حيث يمكن استخدام مختلف أنواع الخشب، ولكن هناك أنواع مفضلة ومرتفعة الثمن بعد ذلك، يتم تقطيع الأخشاب وتجميعها وتصميم شكل التابوت. تأتي بعدها مرحلة صنفرة الخشب، حيث يتم تجهيزها للدهان و التلميع وفقًا للشكل واللون النهائي الذي يختاره الزبون، سواء كان اللون أبيض أو أي لون آخر بعد ذلك، تُدخل مرحلة تبطين التابوت من الداخل، حيث يتم استخدام مادة الإسفنج مع قماش حرير، بالإضافة إلى وضع وسادة خاصة للمتوفى داخل التابوت.
وأشار أن عملية تصنيع التوابيت تستغرق ما بين يومين إلى ثلاثة أيام، وقد تمتد لفترة أطول وفقًا لجودة الخشب المستخدم، نحن نستخدم أنواعًا متنوعة من الخشب مثل الحبيبي، البياض، الزيف، والأرو نقوم بإنتاج مجموعة من التوابيت بتصاميم متنوعة و نعرضها في الكنائس ورغم وجود العديد من المنافسين في هذا المجال، إلا أن أبرزهم هو المنافس الصيني، الذي يبدو ضعيفًا في مواجهة جودة منتجاتنا.
و اختتم الشامي حديثه بالإشارة إلى أهمية أن يحب كل فرد عمله، لأنه يعتبر المصدر الرئيسي لرزقه موضحاً أن هذا الحب للعمل يمنح الشخص فرصة لتطوير مهاراته و إتقان حرفته مؤكداً أننا نعيش في وطن يجمع جميع سكانه على رجلاً واحد، مما يبرز وحدتنا كأمة واحدة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية محطة مصر اقدم ورشة
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل هجينة بعنوان "الابتكار والتكنولوجيا" بمكتبة الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال مركز الدراسات والبرامج الخاصة (CSSP) بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع الشريك العربي الإقليمي لأكاديمية العالم للعلوم للدول النامية (TWAS-AREP)، ورشة عمل هجينة بعنوان "الابتكار والتكنولوجيا: نحو التنمية المستدامة في المنطقة العربية"، وذلك في الفترة من 26 إلى 27 نوفمبر 2024.
تأتي الورشة ضمن برنامج تدريب شباب العلماء العرب، الذي يهدف إلى تطوير مهارات الباحثين من الشباب وتزويدهم بالمعرفة التي تدعم تقدمهم العلمي والبحثي، مما يعزز فرصهم في تحقيق أهدافهم المهنية في مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية.
تستعرض ورشة العمل أبعادًا جديدة للابتكار والتكنولوجيا الحديثة في عملية التنمية المستدامة في العالم العربي، مع تسليط الضوء على قطاعات حيوية مثل البيئة والزراعة والطاقة والصحة، بالإضافة إلى القطاع التكنولوجي. وتستهدف الورشة طلاب الماجستير والدكتوراه، وكذلك الباحثين الحاصلين على درجة الدكتوراه في مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية.
ستضم ورشة العمل مجموعة من الخبراء والمتحدثين الأكاديميين والمهنيين المتخصصين، منهم: دكتور محمد بيومي، مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصرUNDP، الدكتور أحمد الفحال، نائب الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الدكتورة كارول شوشاني شرفان، مديرة مجموعة تغيّر المناخ واستدامة الموارد الطبيعية باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا الغربيّة (الإسكوا) ESCWA ، الدكتور يسري الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور أسامة عبدالوهاب الريس، رئيس ريادة الأعمال بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية بجامعة الدول العربية، والدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بكلية شميد للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وسيعرض المتحدثون أبرز التكنولوجيات الحديثة والممارسات المبتكرة، بالإضافة إلى نماذج تكنولوجية مبتكرة تدعم عملية التنمية المستدامة في المنطقة العربية. كما ستشهد الورشة جلسات تفاعلية تتيح للمشاركين من مختلف أنحاء العالم العربي التفاعل مع الخبراء وتبادل الآراء حول سبل تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
تضم ورشة العمل 51 مشاركًا من مختلف الدول العربية (مصر، الجزائر، العراق، فلسطين، الأردن، ليبيا، السعودية، الصومال، السودان، اليمن، الإمارات، سوريا، تونس)، حيث يشارك 28 منهم عبر الإنترنت و23 حضورًا شخصيًا (من المصريين واللاجئين العرب المقيمين في مصر). ويبلغ عدد الذكور المشاركين 21، بينما يصل عدد الإناث إلى 30. المشاركين هم طلاب الماجستير والدكتوراه، وكذلك بعض حاصلين على درجة الدكتوراه في مجالات العلوم الطبيعية أو التطبيقية.
جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تسعى من خلال هذه الورشة إلى بناء قدرات شباب الباحثين في المنطقة العربية من خلال توفير تدريب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بهدف فتح آفاق جديد لهم من خلال عرض تجارب مميزة من المنطقة العربية، والتي سيعرضها نخبة من المتحدثين الذين سيحاضرون في ورشة العمل، وذلك اتساقًا مع رسالة مكتبة الإسكندرية التي تسعى للمساهمة الفعالة في دعم جهود رفع الكفاءات المعرفية والعلمية مما يساهم في تعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار لخدمة المجتمعات وتنميتها بصورة تراعي الاستدامة.