بقايا صاروخ كشف عنه تراجع مستوى بحيرة سد الموصل

في حديقة الحيوانات الوحيدة في بغداد، يجهد نمران سيبيريان لالتقاط أنفاسهما، مستلقيَين قرب حوض في حرارة تجاور الخمسين درجة مئوية يعاني منها البشر والحيوانات على السواء.

مختارات حرارة حارقة بجنوب العراق – "بدء حقبة الغليان العالمي"؟ "لغز" الكهرباء في العراق.

. ضيفٌ لا يحل في صيف ملتهب!

تصريحات متضاربة، وزراء كهرباء يقدمون استقالاتهم، وأصابع "خفية" تتحكم بحياة العراقيين مع كل صيف تفوق فيه درجات الحراة الخمسين. أزمة الكهرباء تثقل كاهل الناس المثقل فعليا بالفساد. ما قصة الكهرباء الغائبة عن العراق؟

هكذا يؤدي تغير المناخ إلى صدام الثقافات في مدن العراق!

يجبر تغير المناخ آلاف العراقيين على الهجرة إلى المدن الكبرى بحثا عن مستقبل أفضل، حاملين معهم أفكارهم وعاداتهم وموروثهم الثقافي ما قد يتسبب بصدامات ثقافية وأحيانا أعمال عنف في العاصمة بغداد والمدن الكبرى، فكيف ذلك؟

"مِن صُنع الإنسان"؟.. دور البشر في التسبب بموجات الحر الشديد

درجات حرارة قياسية وظواهر جوية متطرفة شهدتها مناطق مختلفة حول العالم خلال شهر يوليو/ تموز الحالي. فما الذي سرع من تغير المناخ؟ وهل للإنسان يد في ذلك؟ دراسة حديثة ألقت الضوء على الموضوع.

حالة استنفار في قطاع السياحة بسبب التغير المناخي

بدأت حركة السياحة في أوروبا تتجه شمالا وسط درجات الحرارة المرتفعة جنوبي القارة بسبب التغير المناخي. وتسعى الدول الأوروبية إلى جعل قطاع السياحة أخضر رقيقا بالبيئة بدرجة أكبر، وأكثر استدامة.

وعلى بعد نحو ساعة ونصف في السيارة عن بغداد، بدا شاطئ بحيرة الحبانية، الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، خالياً إلا من بضعة كلاب شاردة ونوارس محلقة. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، ما أثّر سلباً على جذب السياح وترك الشقق السياحية هناك تصفر بها الريح من دون نزلاء.

وعلى بعد مئات الكيلومترات، وفي مدينة البصرة الجنوبية تحديدا، يكافح عامل البناء سجاد الزاملي المرتدي قبعة لحمايته من الشمس الحارقة لكسب قوت عياله. ويشكو من ظروف العمل القاسية في ظل ارتفاع درجات الحرارة، حيث يصاب البعض بالإغماء ويسقطون من المباني.

"الخامس" في العالم

ما سبق انعكاس واضح لمعطيات الأمم المتحدة التي صنّفت العراق بأنه البلد الخامس الأكثر تأثّراً بالتغير المناخي في العالم.

وفي ختام زيارته للعراق، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قبل أسبوع من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع.

وزار تورك جنوب البلاد حيث "الحقول جرداء ترزح تحت وطأة الجفاف"، كما قال. واستعاد تورك تعبيراً استخدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، حيث قال إن العالم قد دخل في "عصر الغليان"، مضيفاً أنه "هنا (في العراق)، نعيش ذلك، ونراه كلّ يوم".

الناشط البيئي جاسم الأسدي دق هو الآخر ناقوس الخطر. وقال في مقابلة مع DW عربية: "تجاوزت درجة الحرارة الخمسين درجة في 13 محافظة عراقية، ما يتطلب مجموعة من الإجراءات والسياسات الملحة كرفع التوعية بضرورة شرب المياه، وقبل كل شيء توفير تلك المياه الصالحة للشرب للمدارس والمجتمعات المحلية، وجعل العمل في بعض المهن الشاقة كما في البناء في الليل بدل النهار".

وفرضت دول أخرى في المنطقة، ولا سيما السعودية والإمارات، منذ فترة طويلة استراحة في منتصف النهار لتجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر.

ويقول مراقبون إن إجراءات الحماية من هذا القبيل في العراق محدودة، إن وجدت أصلاً، وتُطبق بصورة فضفاضة. ويجري تشغيل العديد من العمال بشكل غير رسمي، مما لا يترك لهم سوى القليل من الضمانات القانونية.

وألقت درجة الحرارة بثقلها على حركة السكان، فيما قلّصت بعض المحافظات العراقية لا سيما في الجنوب، مثل ذي قار الدوام الرسمي للموظفين.

طفل يلهو على بقايا قارب في الأهوار

أزمة كاشفة

ويعكس الصيف تداخل أزمات يعيشها بشكل يومي سكان العراق البالغ عددهم 43 مليون نسمة، من تهالك قطاع الكهرباء والارتفاع المتواصل في درجات الحرارة بالإضافة إلى النقص في المياه.

"على الحكومة القيام بحملة تشجير حول المدن، وتغير في سياسة النقل: الانتقال من النقل الفردي للنقل الجماعي، وذلك للحد من ارتفاع درجة الحرارة التي تزيد منها عوادم السيارات. فعلى سبيل المثال يوجد في بغداد وحدها أكثر من مليوني سيارة. كما يتعين على الدولة توفير الكهرباء؛ إذ أن المولدات الكهربائية ترفع هي الأخرى درجة الحرارة"، يتابع الناشط في الأسدي في طرح رؤيته لمواجهة الأزمة.

في العراق، الذي "يطفو على بحر من النفط"، يعاني قطاع الكهرباء من التهالك، ولا يوفر سوى ساعات قليلة من التيار خلال اليوم. ويلجأ الكثيرون إلى المولدات الكهربائية، لكن ذلك يكلّف نحو 100 دولار في الشهر لكل أسرة، وقد لا يكون متوفراً للجميع.

وجعل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من مكافحة التغير المناخي واحدة من "أولويات" حكومته، لكن ناشطين بيئيين يحذرون من ضعف التحرّك في هذا الصدد.

وخلال مؤتمره الصحافي في بغداد، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن قلقه من "معلومات تفيد بأفعال عنف وترهيب وتهديدات بالقتل" ضدّ هؤلاء الناشطين. ومن بينهم، جاسم الأسدي، الناشط البيئي المنخرط في العمل على الحفاظ على منطقة الأهوار جنوب البلاد، والذي تعرّض للخطف من قبل مجهولين لمدّة أسبوعين في شباط/فبراير.

الأمن المائي-الغذائي

"ارتفاع درجة الحراة زاد من تبخر المياه، مع العلم أن المياه المتاحة من تركيا وإيران (في نهري الفرات ودجلة وغيرهما) قليلة بالأصل"، يتابع الأسدي، وحسب معلوماته يفوق التبخر 9 مليارات متر مكعب سنوياً.

وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سبباً رئيسياً في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات، اللذين ولدت على ضفافهما أقدم الحضارات والبشرية إلى جانب الثورة الزراعية.

كما أن تراجع هطول الأمطار إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية عاملان ساهما في تعميق الأزمة. وقال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في وقت سابق لفرانس برس إن المخزون المائي هو "الأدنى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ مطلع عشرينات القرن الماضي".

ما سبق يلقي بظلاله على الواقع الزراعي وخاصة في الأهوار. "يحتاج العراق لتغير سياساته في ملفي الزراعة والمياه: القيام بحملة توعية للحد من استهلاك المياه في الزراعة عن طريق الري بالتنقيط، والابتعاد عن زراعة المزروعات التي تحتاج كميات كبيرة من الماء كالأرز، والانتقال لزراعة المنتوجات الموفرة للمياه وذات المردودية العالية والتي تحتاجها الأسر العراقية كالخضروات".

كما ذكّر الأسدي بضرورة الإسراع بإنشاء "ناظم سد البصرة" بهدف التقليل من المياه الذاهبة "هدراً" إلى البحر في الخليج والاستفادة منها.

وفي تموز/يوليو، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب العراق تشهد "أشدّ موجة حرارة منذ 40 عاماً"، متحدثةً كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه.

ومؤخراً كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن خسارة العراق حوالي 100 ألف هكتار كل سنة بفعل التغير المناخي.

قطيع من جاموس الماء بالقرب من النجف

"شعور" بالخذلان

في العراق تمثل الزراعة نسبة 20% من الوظائف وتعتبر ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5%، بعد النفط.

دعا الناشط البيئي جاسم الأسدي إلى "دعم المزارعين والأسر الأكثر هشاشة للحفاظ على أرزاقهم وحيواتهم للحيلولة دون الهجرة من الريف إلى المدينة وما يرافقها من تبعات اقتصادية واجتماعية، ووقف النزيف في قيمة الدينار العراقي وفي العملة الصعبة نتيجة زيادة فاتورة المستوردات بالدولار".

وحتى منتصف آذار/مارس، كانت هناك "12 ألفاً و212 عائلة (73 ألفاً و272 شخصاً) نازحةً بسبب الجفاف في عشر محافظات عراقية" في وسط وجنوب العراق، بحسب تقرير نشرته مؤخراً منظمة الهجرة الدولية.

في نيسان/أبريل، حذّر تقرير أممي من خطر "الاضطرابات الاجتماعية" التي قد تنشأ عن العوامل المناخية. ونبّه التقرير إلى أنه "في ظلّ غياب الخدمات العامة والفرص الاقتصادية الكافية... قد يؤدي التحضّر والانتقال إلى العيش في المدينة بفعل المناخ إلى تعزيز هياكل قائمة مسبقاً من التهميش والإقصاء".

وفي مقابلة سابقة لـ DW مع خلود العامري، مؤسسة شبكة مقرها بغداد للصحافيات من أجل المناخ، أكدت الصحافية العراقية أن الكثير من أبناء شعبها يشعرون في الغالب بأنهم يواجهون الطقس الحار بمفردهم بدون دعم من الحكومة.

خالد سلامة

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: العراق الحر ارتفاع درجات الحرارة الأمن الغذائي الأمن المائي الأهوار الزراعة الكهرباء السياحة التغير المناخي الاحتباس الحراري حماية البيئة دجلة الفرات الجفاف تركيا إيران الصيف الحكومة العراقية العراق الحر ارتفاع درجات الحرارة الأمن الغذائي الأمن المائي الأهوار الزراعة الكهرباء السياحة التغير المناخي الاحتباس الحراري حماية البيئة دجلة الفرات الجفاف تركيا إيران الصيف الحكومة العراقية التغیر المناخی درجات الحرارة الأمم المتحدة درجة الحرارة فی العراق

إقرأ أيضاً:

تجاوزت 65 في بعض المناطق.. درجات حرارة في الخليج تشكل خطرا على الحياة

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على موجة الحرارة الكبيرة التي تشهدها دول الخليج، الأسبوع الجاري، والتي وصلت إلى مستويات لا تطاق إلى حد كبير وأصبحت تشكل خطرًا على الحياة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 65 درجة مئوية عند أخذ الرطوبة في الاعتبار.

وذكرت الصحيفة أن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة والرطوبة المفرطة في منطقة الخليج مدفوعين بدرجات حرارة المياه الأكثر دفئًا في العالم وتأثير تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.

ووفقا للصحيفة، اجتاحت درجات الحرارة الخطيرة والقياسية القارات الخمس في يونيو، والذي كان الشهر الأكثر سخونة على الأرض على الإطلاق وفقًا لـ NOAA. ويقول العلماء إن موجات الحر تظهر كيف أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان جعل درجات الحرارة التي تهدد الحياة أكثر شيوعًا.

ووفقا للصحيفة، ارتفعت درجات الحرارة في عسلوية في إيران، إلى 42 درجة مئوية، الأربعاء، و41 درجة مئوية، الخميس، حيث سجل كلا اليومين ذروة مؤشر الحرارة أو (ما تشعر به عند أخذ الرطوبة في الاعتبار) عند 65 درجة مئوية.

وفي دبي، بلغت درجة الحرارة 45 درجة مئوية، الثلاثاء، وارتفع مؤشر الحرارة إلى 62 درجة مئوية. وتشمل مؤشرات الحرارة الشديدة الأخرى في الأيام الأخيرة 61 درجة مئوية في أبو ظبي، و58 درجة مئوية في قاعدة خصب الجوية في عمان، وسجلت العراق والكويت 52 درجة مئوية، ووصلت درجات الحرارة في الأحساء بالسعودية إلى 51 درجة مئوية.

يتحمل الخليج العربي مؤشرات حرارة تهدد الحياة فوق 65 درجة مئوية.

وأشارت إلى أن درجات حرارة الهواء القصوى تراوحت هذا الأسبوع بشكل عام بين 41 و46 درجة مئوية، وهذا أعلى إلى حد ما من المعدل الطبيعي. لكن نقاط الندى، وهي مقياس للرطوبة، كانت مفرطة، حيث ارتفعت من 27 إلى 32 درجة مئوية.

وأوضحت أن نقاط الندى العالية جدًا هي التي دفعت مؤشرات الحرارة إلى ما يصل إلى 16 درجة مئوية فوق درجات الحرارة الفعلية.

وترتبط مستويات الرطوبة الشديدة بدرجات حرارة مياه الصنبور في الخليج العربي، وهي الأكثر دفئًا في العالم. ووفقا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن درجات حرارة سطح البحر مرتفعة وتصل إلى 35 درجة مئوية.

وبسبب الرطوبة العالية إلى حد كبير، ظلت درجات الحرارة الدنيا أثناء الليل مرتفعة بشكل استثنائي، حيث ظلت في كثير من الحالات أعلى من 29 درجة مئوية. ووصلت درجات الحرارة في إيرانشار، إيران، إلى 36 درجة مئوية. ليلة الأربعاء، وهي أكثر ليالي يوليو حرارة على الإطلاق.

ووجد تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" أن درجة حرارة الكرة الأرضية الرطبة، التي تقيس مقدار الإجهاد الحراري على جسم الإنسان، وصلت إلى 36 درجة مئوية في مطار الخليج العربي الدولي و35 درجة مئوية في دبي، وهو ما يتجاوز عتبة 32 درجة مئوية التي قال الباحثون إنها تشكل خطراً على بقاء الإنسان إذا استمرت هذه الحرارة لفترة طويلة.

وتأخذ درجة حرارة الكرة الأرضية الرطبة، والتي تم حسابها باستخدام بيانات من محطات الأرصاد الجوية القريبة، في الاعتبار مزيجًا من درجة الحرارة والرطوبة والرياح والغيوم.

وحدد الباحثون، بحسب الصحيفة، منطقة الخليج العربي من بين المناطق التي من المرجح أن تتجاوز بانتظام عتبات مستويات الحرارة التي تهدد الحياة خلال الثلاثين إلى الخمسين عامًا القادمة.

وصُنفت دبي مؤخراً على أنها المدينة الأكثر تعرضاً لحرارة الصيف في العالم، حيث تصل الحرارة إلى 89% من أيام الصيف، وجاءت الدوحة بقطر في المركز الثاني.

مقالات مشابهة

  • موجة حر شديدة تجتاح أوروبا
  • تجاوزت 65 في بعض المناطق.. درجات حرارة في الخليج تشكل خطرا على الحياة
  • طقس شديد الحرارة على مدن ومراكز الإسماعيلية
  • هذا ما يُخبّئه طقس الـويك آند
  • بعض الأغراض احذر من تركها في السيارة.. قد تنفجر
  • «الأرصاد»: الحرارة معتدلة نسبياً على مناطق الشمال
  • الأرصاد الجوية العراقية تعلن استمرار ارتفاع درجات الحرارة
  • 6 دول بينها العراق معرضة لهذا الخطر
  • احتجاجات تشتعل في العراق اعتراضا على انقطاع الكهرباء ونقص المياه
  • مع عودة ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس