شبكة اخبار العراق:
2024-12-28@20:03:17 GMT

هل حلت إسرائيل أزمة لبنان؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

هل حلت إسرائيل أزمة لبنان؟

آخر تحديث: 27 نونبر 2024 - 9:33 صبقلم: فاروق يوسف  لا ينكر اللبنانيون أنهم كانوا دائما في أزمة. متى لم يكونوا كذلك؟ وهم لا ينكرون أن إرادتهم الذاتية لا تكفي لحل أزماتهم ولا حتى إدارتها أو تدويرها. في المقابل فإنهم على الرغم من بحثهم عمَن يعينهم على التصدي لما هم فيه من أزمات يظنون أن في إمكانهم أن يخلقوا المعجزات لو تُركوا لحالهم.

ويشهد تاريخهم المعاصر أن الحرب الأهلية كانت دائما جزءا من نسيج مخيلتهم الجمعية. عبر العشرين سنة الماضية كان حزب الله هو عنوان الأزمة التي يعيشها لبنان واللبنانيون. ناصروه أو اختلفوا معه فإن ذلك لا يقلل من ثقل هيمنته عليهم أو يجعلهم مطمئنين لما يخفيه قدرهم معه. بعد 2006 تقطعت سبل كثيرة وأدار الكثيرون ظهورهم للحزب الذي كشف عن نواياه الحقيقية في ابتلاع لبنان وإذلال شعبه. بمرور الوقت تربت الطبقة السياسية اللبنانية على حقيقة أن حزب الله بعد أن صار ممثلا عن المحتل الإيراني هو الذي يدير الأزمة بما يحقق مصالحه. وهو في ذلك شكل مصدر راحة لأفراد تلك الطبقة المنغلقة على مصالحها الذين صاروا يمارسون عمليات فسادهم في ظل حماية الحزب الذي انتصر على المحكمة الدولية حين حاولت الاقتصاص من قتلة رفيق الحريري وعلى القضاة المحليين الذين سعوا إلى القبض على الجناة الذين تسببوا في تفجير مرفأ بيروت. على الرغم من استقلاله في مؤسساته السياسية والعسكرية والمالية والبيئية فإن حزب الله لم يكن دولة داخل الدولة فحسب، بل كان أيضا قد وضع الدولة اللبنانية تحت إبطه ومشى بها إلى هلاكها. والدليل على ذلك لا يكمن في حالة الإفلاس التي صار اللبنانيون يعانون منها بسبب سرقة مدخراتهم المالية فقط، بل وأيضا في قرار الحرب الذي يدفع لبنان ثمنه من غير أن تكون له مصلحة في تلك الحرب فهي ليست حربه. واقعيا ارتجل الحزب حربا بناء على معادلات إقليمية كانت إيران قد صنعتها بدءا من الحرب في غزة. هي حرب إيرانية لا علاقة للبنان بها. كل الحكايات الملفقة عن المقاومة لا يمكن إدراجها في تلك الحرب. كان القرار إيرانيا وكان على حزب الله أن ينفذه متمنيا أن يزج بإسرائيل في حرب على لبنان. كان ذلك مطلبا إيرانيا. لبنان هو الضحية مثلما هي غزة وأهلها. غير أن إسرائيل اليوم ليست إسرائيل عام 2006. وهي بالتأكيد ليست إسرائيل عام 1982 يوم احتلت بيروت. لقد تغيرت إسرائيل بتأثير من تقدمها العلمي وهو ما لم تكن إيران قادرة على استيعاب وإدراك معناه على المستوى العسكري. ما يهمنا هنا أن أفراد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان المستفيدين من اجتياح حزب الله للدولة اللبنانية لم يخطر في بالهم أن حربا سيشنها الحزب ستؤدي إلى نهايته. ذلك ما وضعهم في الفراغ وهم يتلقون قرارا دوليا لم يكونوا مستعدين لكي يكونوا طرفا فيه. بالنسبة لهم فجأة صار للدولة اللبنانية حضور لكي تقول كلمتها. ولكن أي دولة تلك التي أفرغها حزب الله من محتواها وجعلها مجرد هيكل يستعمله في التغطية على مغامراته التي هي عبارة عن خطط إيرانية لا هدف منها سوى إلهاء العالم وإبعاده ولو مؤقتا عن الاهتمام بما تبيته إيران على مستوى بناء ترسانتها العسكرية ومنها طبعا مشروعها النووي؟ ما لم تكن الطبقة السياسية الفاسدة في لبنان على استعداد لمواجهته أن يُطلب منها إعادة تأهيل الدولة اللبنانية بعد أن أنهت إسرائيل جبروت حزب الله وقضت على قياداته التي كانت قد تكفلت برفع العتب واللوم عن السياسيين العاطلين الذين تمترسوا وراء امتيازاتهم ووجاهاتهم التي صارت بمثابة إرث عائلي. حزب الله اليوم مجرد كتلة بشرية ضائعة سيكون سر فنائها في مخازن أسلحتها. ومن الواضح أن التقنيات العلمية الحديثة التي استعملتها إسرائيل في حربها الحالية لا تنفع في إفشالها الكتلة البشرية مهما تضخمت ولا مخازن السلاح مهما كثرت. لقد أفلت حزب الله الخيط الذي يتمكن قياديوه من خلال الإمساك به من أن يكونوا مطمئنين إلى سلامتهم. وكما أتوقع فإن فجيعة الطبقة السياسية في لبنان بتراجع حزب الله كانت أكبر من أن يتمكنوا من خلالها أن يتعاملوا مع مستجدات الموقف الدولي. لقد صار عليهم فجأة أن يمارسوا وظيفتهم التي يقفون بسببها في الواجهة. ولكنهم غادروا منذ زمن طويل تلك الوظيفة. ربما هو الفصل الأخير من واحدة من أكثر أزمات لبنان عنفا، ولكنه قد يكون بداية للبنان جديد يتخلص من خلالها من كابوس أزمة لن تكون الأخيرة، ولكنها الأسوأ بالتأكيد بعد أن يتخلص طبعا من طبقته السياسية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الطبقة السیاسیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

التطورات السياسية في سوريا.. تصريحات الإدارة الجديدة حول موقفها من إسرائيل بعد سقوط الأسد

 

في تطورٍ لافتٍ عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بدأ المسؤولون في الإدارة السورية الجديدة بإعلان مواقفهم حول العلاقات مع إسرائيل، مع التركيز على الوضع في المنطقة بعد التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد، ووفقًا لما أفاد به محافظ دمشق، ماهر مروان، فقد أشار إلى أن إسرائيل قد تكون قد شعرت بالقلق نتيجة التغيرات التي طرأت على النظام في سوريا، مضيفًا أن هذا القلق ربما كان ناتجًا عن بعض الفصائل التي تقدمت في المنطقة وقامت بتنفيذ ضربات معينة، واعتبر مروان أن هذه المخاوف "طبيعية" في ظل الأوضاع المتغيرة.

فمنذ سقوط النظام، نفذت إسرائيل عدة غارات استهدفت مواقع استراتيجية في الأراضي السورية، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من مقدرات الجيش السوري.

كما تزايدت المخاوف من توغلات إسرائيلية في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، وهو ما أثار التكهنات حول نوايا إسرائيل في ضم أجزاء جديدة من هضبة الجولان.

وفي رده على هذه القضايا، أكد مروان في تصريحات للإذاعة الوطنية العامة الأميركية "إن بي آر" أن سوريا لا تخشى إسرائيل وأن الموقف السوري لا يتسم بالتوتر تجاهها.

وأوضح أن المشكلة ليست مع إسرائيل وأن بلاده لا تسعى للتدخل في شؤون تهدد أمن إسرائيل أو أي دولة أخرى في المنطقة، هذا التصريح ينسجم مع السياسة التي يتبناها النظام الجديد في سوريا، الذي يركز على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

من جهته، كان قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع المعروف أيضًا بأبو محمد الجولاني، قد أكد في وقت سابق أن سوريا لا ترغب في خوض صراع مع إسرائيل أو أي طرف آخر.

وأوضح الشرع أن إسرائيل يجب أن توقف ضرباتها الجوية في سوريا، مشيرًا إلى أن مبررات إسرائيل القديمة حول وجود ميليشيات إيرانية وحزب الله في سوريا لم تعد قائمة.

وأكد في حوار مع صحيفة "تايمز" البريطانية أن هذا التبرير انتهى، ما يفتح المجال أمام احتمالية تغير الموقف العسكري الإسرائيلي في سوريا.

ومن خلال هذه التصريحات، يظهر أن الإدارة السورية الجديدة تحت قيادة الشرع ومروان تسعى إلى تبني سياسة براغماتية تهدف إلى استعادة الاستقرار الداخلي وإعادة سوريا إلى الساحة الدولية بشكل تدريجي.

وبالرغم من التصريحات التي تدعو للسلام، يبقى الوضع على الأرض معقدًا، خاصة مع استمرار النزاعات في بعض المناطق، والوجود العسكري الإسرائيلي في أجزاء من الأراضي السورية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدمر نفقاً لحزب الله في جنوب لبنان
  • ‏الحوثيون: استهدفنا اليوم السبت قاعدة نيفاتيم في جنوب إسرائيل بصاروخ فرط صوتي
  • ‏الخارجية الكويتية تدين إحراق إسرائيل لمستشفى كمال عدوان بغزة وتدعو المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي العملية
  • رداً على الهجمات الأخيرة..إسرائيل تخطط لعمليات مؤلمة ضد الحوثيين
  • في اليمن.. ما الذي يدفع إسرائيل الى الجنون..! 
  • لبنان: لم يبلغنا أي طرف بعدم انسحاب إسرائيل من الجنوب بعد الهدنة
  • إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • التطورات السياسية في سوريا.. تصريحات الإدارة الجديدة حول موقفها من إسرائيل بعد سقوط الأسد
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة