قدمت حكومة جمهورية الصين الشعبية، اليوم الأربعاء 16 أغسطس 2023، مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى ( الأونروا )، دعما لبرنامج الوكالة التعليمي لضمان حصول أطفال لاجئي فلسطين في سن المدرسة على تعليم أساسي نوعي ومنصف وشامل.

وأوضحت الأونروا في بيان صدر عنها، أنها ستستخدم هذا التبرع السخي من حكومة الصين لضمان حصول حوالي 5,300 طالب وطالبة على التعليم الأساسي في خمس مدارس تابعة للأونروا في غزة .

وأشارت إلى أنها على مر العقود، كانت رائدة في مجال التعليم في حالات الطوارئ، حيث أظهرت المرونة والابتكار في مواجهة النزاع والاحتلال والحصار والتهجير، ومؤخرا، الجائحة العالمية، ولقد أحرز برنامج الأونروا التعليمي تقدما كبيرا في ضمان حصول كافة الطلبة، بغض النظر عن النوع الاجتماعي والقدرات والإعاقات والوضع الاجتماعي الاقتصادي والاحتياجات الصحية والنفسية الاجتماعية، على فرصة متساوية للتعلم ودعمهم للوصول إلى كامل إمكاناتهم.

وقال رئيس مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين السفير تسنغ جيكسين: "لأكثر من 70 عاما، لعبت الأونروا دورا حيويا لا غنى عنه في التخفيف من المحنة الإنسانية للاجئي فلسطين من خلال تقديم خدمات الإغاثة والحماية الضرورية لهم".

وأضاف أن الصين تقدر تماما عمل الأونروا وتثني عليه كثيرا، وهي قد دأبت على تقديم المساعدة في حدود قدرتها لدعم الأونروا في الوفاء بمهام ولايتها، وفي هذا العام، تبرعت الصين بمبلغ مليون دولار للأونروا، وهو إجراء ملموس لتنفيذ اقتراح الرئيس شي جين بينغ المكون من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، مؤكدا استعداد بلاده للعمل مع المجتمع الدولي وتقديم إسهامات إيجابية في التوصل المبكر إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك في الشرق الأوسط.

بدوره، قال مدير الشراكات في دائرة العلاقات الخارجية والاتصالات في الأونروا كريم عامر: "تعد جمهورية الصين الشعبية شريكا ذا قيمة كبيرة ومانحا متناميا للأونروا، وبفضل الدعم الدائم من المانحين مثل حكومة الصين، فإن الأونروا قادرة على تقديم الخدمات الحيوية للاجئي فلسطين في أرجاء الشرق الأوسط في مواجهة التحديات المستمرة".

ومنذ تقديم تبرعها الأول للأونروا عام 1964، دأبت جمهورية الصين الشعبية على تقديم الدعم المالي والسياسي للأونروا، واعترافا بهذه الشراكة الهامة، تحرص الأونروا على تعزيز تعاونها مع الصين في تقديم المساعدة للملايين من لاجئي فلسطين في المنطقة.

المصدر : وكالة سوا - وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: جمهوریة الصین الشعبیة

إقرأ أيضاً:

فلسطين.. رمضان آخر في ظل العدوان والضنك الاقتصادي

أحدهم تحول إلى بائع عصائر، وآخر إلى بائع قطايف، وثالث إلى بائع مخللات، ورابع يجول بسيارته عارضا بعضا من الخضار وخامس يبيع القهوة وسادس يبيع الحلويات.. إلخ، وبين البائع والآخر مسافات قصيرة تقل عن عشرات الأمتار أحيانا، سعيا منهم إلى توفير حد أدنى من المال يعولون به أسرهم بعد انقطاع طويل عن عمل اعتادوا عليه سنوات طويلة.

هذا هو حال العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين كانوا يعملون داخل إسرائيل، ومنعوا من إلى العودة إلى أماكن عملهم في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

يقول عمر (33 عاما)، ويعمل بائع مخللات، إنه كان يعمل لدى مقاول من فلسطينيي 48، ويتقاضى أجرا لا يقل عن 400 شيكل يوميا (نحو 110 دولارات)، لكنه اليوم بلا دخل وبالكاد يحقق أرباحا لا تتجاوز 15 دولارا من خلال عرض بضاعته قبيل الإفطار.

وأضاف: "كما ترى الباعة كثر، والمنافسة كبيرة، والجميع يريد البيع بأقل ربح كي يوفر قوت عياله" لافتا إلى أنه لم يتقاض أي دعم مالي من أي جهة طوال فترة تعطله عن علمه.

وتابع: "في غير رمضان أعتمد على العمل الحر المتقطع حسب المتاح، لكن الظروف قاهرة وسلة رمضان مكلفة".

المنسف بات ضيفا على موائد كثير من الفلسطينيين وغائب تماما عن آخرين لارتفاع سعره (الجزيرة) مغامرة الاسترزاق

وأسوة بآلاف آخرين، ظل يعمل محمود الحج (45 عاما) في قطاع البناء داخل إسرائيل منذ نحو 20 عاما، وحتى طرد العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم، وكان يتقاضى شهريا مبلغا لا يقل عن 7 آلاف شيكل (نحو 1800 دولار)، لكن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يتمكن من العودة إلى مكان عمله.

إعلان

عن كيفية تدبير أموره يقول إنه يعتمد في شراء احتياجاته على بقالة قريب له، فتراكمت عليه الدين بشكل لا يفوق قدرة صاحب البقالة على الاحتمال، مما اضطره إلى المغامرة مجددا للعمل في إسرائيل من خلال تسلق الجدار العازل "اشتغلت نحو شهرين وسددت بعض الديون وأبقيت مصروفا للعيد".

أما عن أغلب إفطار أسرته فيقول إنه يعتمد على الأطباق المحلية مثل ورق العنب المخزن من الربيع، والزهر والملفوف المنتجان محليا والفاصولياء وأحيانا دجاج "أما اللحوم فلم تدخل منزلي لارتفاع سعرها إلى 110 شواكل (نحو 30 دولارا) للكيلوغرام الواحد، أي أنني بحاجة إلى 100 دولار لإعداد وجبة منسف للأسرة".

يشير العامل الفلسطيني إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يقابله انخفاض كبير في أسعار الخضار "لكن الناس جيوبها فارغة ولا يوجد لديهم أموال".

بسطات بيع الحلوى تنتشر بالضفة مع حلول رمضان (الجزيرة) 507 عاطلين عن العمل

وفق معطيات للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين نشرها، أواخر فبراير الماضي، فإن قرابة 507 آلاف عامل عاطلون اليوم عن العمل، بينهم نحو 200 ألف كانوا يعملون داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن خسائر العمال الفلسطينيين منذ بداية الحرب تقدر بـ6 مليارات دولار.

كما استشهد 56 عاملا فلسطينيا خلال 2024 أثناء محاولتهم الوصول أو العودة من أماكن عملهم، وفق الاتحاد الذي يؤكد تجاوز عدد العمال المعتقلين منذ بداية العام الحالي حاجز الـ600 عامل، حيث يعتقل العمال بمداهمات قوات الاحتلال لأماكن عملهم والتنكيل بهم في مراكز التوقيف، وفرض غرامات باهظة عليهم، وعلى أصحاب العمل.

فلسطيني يبيع العصائر في مدينة طولكرم التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ عدة أسابيع (الأناضول) رواتب منقوصة

بالتوازي مع حالة الضنك التي يعيشها العمال، للعام الثاني على التوالي، تستمر الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية لتلقي بظلالها على التزامات الحكومة تجاه موظفيها، فقد صرفت الحكومة في 5 مارس/آذار الجاري 70% من رواتب موظفيها عن شهر يناير/كانون الثاني، وهو ما ألقى بظلاله على استقبال الموظفين الفلسطينيين لشهر رمضان المبارك.

إعلان

ووفق محمد الناجي (معلم) فإن الحكومة مدينة للموظفين براتب عدة شهور حيث تدفع رواتب منقوصة منذ عدة سنوات، وهو ما أثر سلبا على قطاع الموظفين حتى وإن كان الحد الأدنى المدفوع حاليا يغطي أغلب الموظفين.

وقال إن أثر نسبة الـ70% من الراتب أو الحد الأدنى وهو 3500 لا يكاد يظهر لتراكم الديون وأقساط البنوك على أغلب الموظفين.

وذكر أن ظروف الموظفين في رمضان هذا العام لا تقل سوءا عن ظروفهم في رمضان الفائت وإن كانت من الناحية النفسية أفضل لتوقف العدوان على غزة.

وتابع أن الحد الأدنى لاحتياج أسرة متوسطة من الطعام في رمضان لا يقل عن ألف دولار، وهذا مبلغ لا يتقاضاه أغلب الموظفين الحكوميين، يضاف إليها التكاليف الناتجة عن زيارة الأرحام وكسوة العيد وغيرها.

ترد أمني

وبالتزامن مع الوضع الاقتصادي المتردي، يعيش فلسطينيو الضفة ظروفا أمنية صعبة، خاصة مع الاقتحامات شبه اليومية للمدن والقرى والمخيمات والتي يتخللها إطلاق نار وقنابل غازية وفي كثير من الأحيان تستبق وقت الإفطار وينتج عنها إصابات.

وفي شمالي الضفة، يواصل الاحتلال إبادة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث وسع عملياته العسكرية في الضفة الغربية بالتزامن مع بدء عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك الاقتحامات والملاحقة والاعتقال والتدمير، فيما صعد المستوطنون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.

واشتدت الحملة الإسرائيلية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بتهجير قرابة 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة، وسط ظروف إنسانية صعبة.

مقالات مشابهة

  • 83.7 مليون درهم حصيلة مزاد «أنبل رقم» لدعم «وقف الأب»
  • الأونروا: افتتحنا 130 مقرا مؤقتا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل
  • الصندوق الكويتي يمنح 1.2 مليون دولار لدعم النازحين في اليمن
  • المغرب يتوصل بأنظمة رادارات متطورة لدعم مروحيات الأباتشي
  • الأونروا تحذّر من حرمان تعليم جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
  • الكويت تقدم منحة بقيمة 1. 2 مليون دولار لدعم النازحين في اليمن
  • تعليم الوادي الجديد: فرق من الإدارات التعليمية لدعم تلاميذ قرى الأربعين
  • الكويت تمنح اليمن 2.1 مليون دولار لدعم النازحين
  • فلسطين.. رمضان آخر في ظل العدوان والضنك الاقتصادي
  • السعودية تسلم الأونروا مساهمتها السنوية بقيمة مليوني دولار