لجريدة عمان:
2024-12-28@14:23:31 GMT

عن رحيل الشاعر شوقي أبي شقرا

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

عن رحيل الشاعر شوقي أبي شقرا

ثمة جماليات لا يدركها إلا الشعراء الحقيقيون الذين يحاكون القصيدة وتحاكيهم، فيبتكرون حوارًا كونيًّا مع الشعر، ليصبح جزءًا منهم أو حتى عضوًا من أعضائهم. هكذا هو الشاعر اللبناني «شوقي أبي شقرا» الذي عاش في محاكاة الشعر في هذا العالم مقدّمًا القصيدة كجوهرة كريمة من جواهره الثمينة، وقد جاءت مجبولة بأخلاقه ومبادئه ومحبته التي يشهد لها جميع من تعرّف إليه ومن كان مقرّبًا منه.

عوّدنا صاحب «أكياس الفقراء» على تقبّل وجهات النظر مهما كانت متعددة، وعلى أن نقطع المسافات الكامنة بين الغموض والمعرفة، بين المجاز والحقيقة، ليفوز القارئ بالمعنى التضميني ويجول في مجاهله، فيتكشف له المعنى المقصود، فلا غرابة في أن يطلق على القصيدة «لعبة السحر أوليس هو المعلّم الذي أتقن لعبة الشعر بامتياز»؟

كان «شوقي أبي شقرا» (1935-2024) دارًا نظيف العتبة كريمًا مشرع الأبواب والنوافذ لمن يقصده، محبًّا في طبعه للشباب، مساعدًا لهم وقد تبنّى هموم الأدب والشعر بشكل خاص منذ أن انضم إلى مجلة «شعر» وعندما تسلّم الملحق الثقافي في جريدة النهار اللبنانية العريقة.

وعن مجلة «شعر» وشعرائها يعتبر الشاعر يوسف الخال المؤسس في أحد حواراته المنشورة في كتاب «صدى الكلمة» (دار نلسن)، أنّ الفروقات بين أصحاب مجلة شعر جمعتهم ووحدتهم على الرغم من اختلاف الذائقة والعقلية وتعدد وجهات النظر. فقد كان شوقي على الرغم من انفلاته يملك حسًّا جماليًّا هندسيًّا متأنقًا متمذهبًا صاحب ملاحظات حادة.

الشاعر الذي ملأ غيابه صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار، برحيله ثُنيت أواخر صفحات شعر حداثة الرواد على أنه الجذع ما قبل الأخير منهم وهو الثمرة التي امتدت إلى العالم وأعطت الكثير.

من يقرأ كتاباته ودواوينه ينتبه إلى تنقله بخفة الساحر بين النصوص، ويلاحظ أنه لم يكن ممتثلًا لأي قانون، ومع ذلك ظل روح المعنى وشعرية أبي شقرا ما تشترك فيه قصائده. تلك الشعرية التي أدت إلى انزياحه عن المضايق لتخلق رؤيا واسعة لا تستكين إلى الآني بل جعلته يراقب التحولات حتى صار يصنعها.

كان «شوقي أبي شقرا» شاعرًا بكل ما للكلمة من معنى، وهو حامي القصيدة العربية وفارسها، إنه الناقد أيضًا الذي صنع نسيجًا متشابكًا بين القصيدة والإنسان بهشاشته وقوته بتركيبته البسيطة والمعقدة وبكل تفاصيله وما يرتبط ويحيط به في هذا العالم. كذلك كان مثالًا للأخلاق العالية وهو الذي لطالما كان من أصحاب المبادئ، بل يمكن تسميته بالروح النادرة في هذا الزمن الذي باتت تتحكم به الرأسمالية المتوحشة الآخذة بالبشرية نحو الهاوية.

هكذا شعْرَنَ هذا الشاعر الفارس الكون وجعله يستيقظ على ماض لم يشأ أن يفلت من يديه فوثقه في قصائد من ذاكرة حيّة تحمل شغف الطفل الذي لم يفارقه. ففي نصوصه يأخذنا «شوقي أبي شقرا» إلى جماليات الريف والطبيعة بعوالمها البسيطة البريئة الذي بات الإنسان يطمح إليها اليوم. ومن يجلس في حضرته يجده يطرح آفاقًا تحيي القصيدة المدفوعة بقوة التخييل نحو الزمن، حيث الواقع والإحساس بلب الحياة ودواخل الإنسان.

يتسع شعر شوقي أبي شقرا اتساع الكون، يشتغل على الصورة البعيدة، يقص منها الزوائد، يشذبها، يكثفها ليخرج بها معبّرًا عن فكرة أصابته فتمثلت في نصوص أطلقها لتعبّر عن الكائن في كل زمان ومكان. وهو يعيش كباقي الشعراء اللاطمأنينة والقلق، هذه الحالات التي تدفعهم إلى مزيد من الحفر والتجريب والكتابة، إنه القلق الوجودي والإقامة في مسافة قصيدة فاصلة بين الحياة والموت. ويرتبط الخيال عند أبي شقرا بالحرية التي تولد الإبداع بكل ما فيه من غموض عنده، هنا نتذكر ما كتبه الدكتور الناقد كمال خير في الفصل الثالث المعنون بالغموض الدلالي من كتاب «حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر» (دراسة حول الإطار الاجتماعي الثقافي للاتجاهات والبنى الأدبية، دار نلسن ط2009 جديدة) أن الانزياح العالي في الصور تقارب وأحيانًا تجاوز ضفاف الفهم، حيث تبدو العلائق بين الصورة وأصولها. ويشير إلى التنوع في السياق الذي يمتد بين الشفافية الدالة أو الملهمة وبين العتمة التي تبدأ فيها وراء عتبة الفهم التي تؤثر في المتلقي.

لم يستكن «شوقي أبي شقرا» ولم يقف عند خط واحد تسير به قصيدته، فراح يوظف استعارات العالم ليأتي بالمختلف وكان التجريب والبحث يدفعان به نحو فتح أشكال جديدة وأفكار متجددة ومتعددة. هذا بالإضافة إلى الحس النقدي لدى الشاعر الذي كان له تأثير كبير في الوعي الكتابي.

الرائد الذي أراد لمركبته أن ترسو في فضائه النهائي، كان فريدًا في مواجهة الموت الذي سلبه والده الأغلى في حياته، وكان له قسط كبير في طفولته، راح يشخصنه ويمنحه بعدًا شعريًّا ليشفى من فكرة الموت وليوزع حيوات مختلفة على العالم من خلال الكتابة.

«شوقي أبي شقرا» الذي رسم خطًّا للتاريخ الماضي والحاضر منذ خمسينيات وستينيات الماضي أي زمن الرواد، راح يلئم التمزقات في عوالمه، حيث تحولت ذاته إلى ذات كل إنسان فأقام في المسافة الفاصلة بين ما يشعر به على الصعيد الشخصي وبين ما يشعر به الآخرون. أوليس الأدب عملية تأثير وتأثر؟

تجربة «شوقي أبي شقرا» تعبّر عن الأدب الذي يعده النقاد أكمل الفنون، والشاعر يشغل الحواس لتسير بتوازٍ وتتراسل مع بعضها بعضًا، فيكتب نصوصًّا ناضجة منفتحة على الصورة والحركة واللحن.

يأخذ القارئ إلى الريف بدهشة طفل يخترق تفاصيله بطبيعته ويومياته وكنيسته بأجراسها، نعم لقد كان شوقي طفلًا فريدًا بأحلام سوريالية رسمها على الورق وهو يلعب بالصور والكلمات. وكان يحاور الروح الكونية ويتفاعل مع الزمن، يعيد إلى الحياة لحظاتها الناقصة من خلال الشعر كل ذلك بوساطة لغة يعتريها صمت يجعله يصغي إلى الوجود فيسمح للقارئ بأن يفهم فلسفة الشعر ويؤوّل عالمًا مليئًا بالسحر. لعل صاحب «خطوات الملك» يضعنا أمام خداع جميل نهايته حقيقة مذهلة تدعو إلى المتعة والدهشة. أوليس الشعر تلميحًا فدهشة فمتعة؟ أوليس الشاعر محترفًا يقبض على مفاتيح القصيدة ليشرع أبوابها للعالم؟

وعن قصائد أبي شقرا يقول الناقد كمال خير بك أيضًا في كتابه «حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر»: إن المستوى الذي يمكن أن نتطلع فيه بوضوح إلى تعقد دلالي شكلي حقيقي هو ذلك الذي تتجاوز فيه الصورة إطار الجملة الأساسية والجمل التابعة لها، لتنبسط على كامل القصيدة. فهذه الصورة تقدم نفسها في النهاية كحكاية خيالية تتنامى وتكتمل على امتداد قصيدة تكبر بصورها المشهدية المختلفة. ويأخذ مثال قصيدة «ساقية السجن» (خطوات الملك) للحكاية، حيث يجد خصوصية الكتابة وفرادتها، إذ إن درجة غموض النص تتضاعف مع تطور القصيدة حتى ذروة التحقق النهائي.

أما في كتابه «شوقي أبي شقرا يتذكر» الصادر عن دار نلسن عام 2017، فنقرأ سيرة الشاعر واعترافاته بروح الزاهد والمؤمن بمشيئة الله وقدره في مراحل حياته الأخيرة حيث يبدأ الحكي من الذاكرة وتطرح شهادات الأصدقاء ويذكر فيه المناسبات والملاحق بالصور والوثائق... وفي هذا الكتاب تغيُّر الزمن وتحولاته والتكريمات والفضاءات المكانية والزمانية التي شكلت نقطة انطلاق للكثير من الأدباء، إذ ينفتح على الحداثة والشعراء من أجيال عدة، وتميزه كمسؤول عن الملحق الثقافي لجريدة النهار وأحداث كثيرة ومهمة قد لا تتسع هذه الصفحات لذكرها.

لم يلتزم شوقي أبي شقرا بأية قوانين أو وصايا في عالمه الشعري، فقد كان يعتبر كل ذلك تقييدًا للقصيدة وهو في غنى عن التصنيف وقد بدا ذلك جليًّا تمايزه في مجلة شعر، إذ بدت عنده تلك الطاقة الشعرية المشحونة بالدلالات المستمدة من طفولته في جبال لبنان وقراه كما سبق أن ذكرنا. هذه الكتابة التجاوزية التي لا يحدها حد جعلت منه رائدًا في كتابة شعر لم ولن يكتب مثله أحد.

أقام شوقي أبي شقرا في اللغة التي أسعفته ليقول كل شيء وسط معجم منحه ثراء الطبيعة، هو معجم لم يبارحه طوال حياته في المدينة.... فجاءت الصور مبتكرة نابعة من مخيلة ساهمت في ممارسة الشعر كفعل حياة بلغة يقدّسها ويقدّرها لأنها تقول كل شيء. وقد قال عن اللغة (في مقدمة كتابه حبر ترجمات كالخمر يعتق) «وقبل الوجود وقبل أي شيء وقبل أي لغة وبعد أن يكون هو ثم هي».

ويلفتنا ما كتبه الشاعر اللبناني بول شاوول عن أبي شقرا تكريمًا له بعد رحيله حيث يقول: وهنا بالذات، أهميّة شاعرنا الراحل، أنّه أدخل القصيدة في مسار مجهول (لا معلوم)، لأنها كانت، بالنسبة إليه فعلًا كتابيًّا من نسيج العزلة (الذهبية) أو الانكفاء في اللامحدود، واللامنظور. فهو يبدأ بالقصيدة كما يجلس إلى طاولته ليكتبها، بلا هدفٍ ما، بل للمتعة وتسجيل الخروج على ما يجعلها عادة استثنائية. ويبدأ بلا بداية وينتهي بلا نهاية: مسار معبّدٌ بفيض لا ألفة فيه، ولا هدف، سوى الاستمرار في عشقها، باعتبارها مواجهة وتحدّيًا، والتفافًا على مخزونها اللامعقول، واللامجدي: إنه إدمان الكتابة وجمالياتها الخاصة بشاعرنا.

انسحب شوقي من صخب العالم وخلد إلى عزلته ليشع بين أنوار الشعر ويخلد إليه، وكتب لينتصر ليس للشعر فقط بل للحياة أيضًا. إنه الصوت الصامت والصارخ في أن يكتب وفي كتابته تتشظى القصيدة وتتناثر حبًّا كبيرًا لقرائه.

لم يمل ولم يتعب صاحب «ماء إلى حصان العائلة» في أواخر سنواته، فحديثًا أيضًا أعاد شاعرنا طباعة كتاب ترجمات سبق أن نشر في مجلة «شعر» وهو بعنوان «حبر ترجمات كالخمر يعتق مختارات: شعر من رامبو ولوتريامون وريفردي» وهم من كبار شعراء الحداثة الذين اشتغل على نصوصهم مترجمًا وناقدًا ومقارنًا بين تجاربهم باحثًا عن المشترك في حياتهم وأعمالهم، متذكرًا شبابه وبداياته في عمله في حقلي الأدب وترجمته. يكتب في مقدمة الكتاب عن تلك الأيام في بيروت وفي مجلة «شعر» التي يحاول أن يكون معها هناك. في تلك المجرة أو المحراب أو الصدفة القوية. والحنين إلى تلك المرحلة في مجلة «شعر» أيضًا حيث الأحلام واتساع المسافات هي مراحل البداية عندما كان الزمن مفعمًا بالحياة والحيوية.

كذلك أعاد «أبي شقرا» طباعة ديوان «سنجاب يقع من البرج» (دار نلسن 2024) الذي سبق أن نشر عام 1971 ويسميه الشاعر عقل العويط «أعجوبة شعرية مستمرة». إنه الديوان الذي يمارس فيه الشاعر التخييل العالي والذي يدفعه نحو التحليق في فضاءات الحرية فتتوالد الصور مثل الحلزون من بعضها بعضًا وتتداعى الأفكار لصناعة بناءات شعرية مغايرة.

ظل شوقي أبي شقرا يتابع التحولات في المشهد الثقافي ويشتغل ويقرأ ويكتب حتى آخر أيامه، لكن الموت الذي باغته حوله إلى ذكرى حبر وطيبة ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال.

في الختام يبقى من الحق أن نقول، إن شوقي أبي شقرا صنع حداثة خاصة، بل هو الشاعر الذي أتقن صناعة حداثته كما أنه استطاع أن يكون شاعرًا حقيقيًّا مخلصًا للشعر، وهو من القلائل الذين غردوا خارج السرب وها هو اليوم يترك إرثًا حاملًا بصمات من قامة شعرية وإنسانية لن تتكرر في تاريخنا المعاصر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شوقی أبی شقرا فی مجلة فی هذا

إقرأ أيضاً:

«مدرسة متكاملة من الإبداع».. كيف أثر صلاح جاهين في مسيرة سعاد حسني؟

ترك الشاعر الراحل صلاح جاهين بصمة فريدة في تاريخ الفن، فهو شاعر البسطاء الذي تحل اليوم الموافق 25 ديسمبر ذكرى ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم من عام 1930، واستطاع بكلماته وأشعاره أن يحفر لنفسه تاريخا كبيرا في عالم الفن والشعر العامي وأن يصبح جزءا أصيلا من أعمال سينمائية لا زالت تعيش بيننا حتى اليوم.   

ثنائي ناجح مع سعاد حسني

شكّل الشاعر الراحل صلاح جاهين ثنائيا مميزا مع السندريلا سعاد حسني، هو بكلماته وتأليفه وهي بأدائها التمثيلي والاستعراضي الجذاب، إذ نجحا سويًا في تقديم عدد من الأعمال الفنية التي لا تزال محفورة في قلوب الجمهور، أبرزها فيلم «خلي بالك من زوزو» و«أميرة حبي أنا»، كما كتب لها كلمات عدد من الاستعراضات الغنائية التي نقلت السعادة والفرحة للكثيرين مثل «الدنيا ربيع» و«الحياة بقى لونها بمبى»، حتى نشأت علاقة صداقة وطيدة بينهما، وفق حوار تليفزيوني نادر مع الفنانة سعاد حسني.

كان صلاح جاهين بمثابة المدرسة المتكاملة من الإبداع والإنسانية والإلهام لسعاد حسني وللكثير من أبناء جيله، حسب ما أضافته في لقاء تليفزيوني: «كان هو لسان حالي.. كان بيعبر عن كل حاجة بحسها عن الحياة أو المرأة أو الظلم فهو بالنسبة لي ولأي حد أتعامل معاه مدرسة كبيرة أوي».

نصيحة صلاح جاهين للسندريلا

عندما حقق الثنائي الناجح جماهيرية عالية بعد نجاح فيلمي خلي بالك من زوزو  أميرة حبي أنا، رفضت سعاد حسني التعاون مع كُتاب سيناريو آخرين، إلا أن جاهين لم يوافقها على ذلك وأكد لها أن موهبتها تستحق الانطلاق والتعاون مع أكثر من مؤلف وسيناريست ووجه لها نصيحة بألا تسمح لأحد أن يحتكر موهبتها: «قالي أوعي تكون نجمة السيناريست الواحد».

يُذكر أن الاسم الحقيقي للشاعر والمؤلف صلاح جاهين، محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، وهو ولد في حي شبرا بالقاهرة، ودرس الحقوق بجامعة القاهرة  وفي عام 1955 بدأ العمل في مجلة روز اليوسف الأسبوعية المصرية كرسام كاريكاتير، واشتهر جاهين كشاعر الغلابة، وارتبط فى أذهان الكثيرين برباعياته التي ما زالت تترد حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • جميل عياد الوحيدي.. الشاعر الفلسطيني ابن العشيرة المحافظ على تقاليدها
  • مغربي ولبنانية يتأهلان في الحلقة الرابعة من "أمير الشعراء"
  • رانيا فريد شوقي :مش روميو وجولييت مسرحية عظيمة تتحدث عن الحب المطلق
  • رانيا فريد شوقي: أبحث دائمًا عن المختلف.. والغناء في المسرح تحديا ممتعا
  • "مش روميو وجوليت".. عودة قوية للفنانة رانيا فريد شوقي إلى خشبة المسرح
  • الموضوع مش كامل.. علاقة رانيا فريد شوقي بأزمة ناهد السباعي
  • ” الهُدهُد ” .. قصيدة من الشاعر محمد المجالي مُهداة لِلسجين الحُرّ الكاتب أحمد حسن الزّعبي
  • بعد تعليق رانيا فريد شوقي.. حورية فرغلي تعود لصدارة التريند | صور
  • السيّاب..ستّون عاما من الغياب
  • «مدرسة متكاملة من الإبداع».. كيف أثر صلاح جاهين في مسيرة سعاد حسني؟