وقف النار في لبنان لن يكون «نصراً إلهيّاً»
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
هل يكون اتفاق وقف إطلاق النار المُعلن عن إمكان عقده يوم كتابة هذه الأسطر، وهو يوم الثلاثاء، «نصراً إلهيّاً» جديداً؟ أطلِقت تلك الصفة على الاتفاق الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، وقد نعَته «حزب الله» بذلك التعبير بواسطة إعلانات عملاقة على الطرقات، بدت فيها صورة أمينه العام، حسن نصر الله، في لعب واضح على الكلمات حيث ازدوج معنى الشعار بين نصر منسوب إلى الله ونصر بقيادة نصر الله.
والحقيقة أن ادّعاء النصر، بصرف النظر عن إلهيّته المزعومة، كان ذا معنى في عام 2006، حيث فشل العدوان في تسديد ضربة حاسمة للحزب الذي واجهه بمقاومة شرسة، واضطرّت الدولة الصهيونية إلى وقف حربها بالاتكال إلى قرار دولي، هو قرار مجلس الأمن رقم 1701، بلا أي ضمانة فعلية لتطبيقه، ولو في بنده الأول القاضي بانسحاب قوات الحزب إلى شمالي نهر الليطاني، ناهيك من بنده الداعي إلى تطبيق قرار دولي سابق حمل رقم 1559 (2004) وقضى بنزع سلاح «حزب الله» التنظيم الوحيد الذي أصرّ على الاستمرار في حمل السلاح في لبنان بعد عام 1990 بحجة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقد تمكّن الحزب من تضميد جراح حرب عام 2006، التي زاد عدد ضحاياها عن الألف وشهدت دماراً واسعاً في مناطق الهيمنة الحزبية، عملاً بما عُرف لاحقاً بتسمية «استراتيجية الضاحية». ذلك أن التمويل الإيراني قد مكّن «حزب الله» من دفع التعويض عن الأرواح والممتلكات، مثلما أتاح له التسليح الإيراني لا أن يعوضّ ما خسره من عتاد حربي وحسب، بل أن يزيد قوته النارية أضعافاً، كمّاً ونوعاً، بغية التزوّد بقدرة رادعة في وجه الدولة الصهيونية. وكما هو معلوم، تعاظمت لاحقاً قوة الحزب وتدعيم إيران لها من خلال تدخّله في سوريا للذود عن نظام آل الأسد، وتحوّله الفعلي إلى فرقة في «فيلق القدس» الخاص بالعمليات الخارجية في «حرس الثورة الإسلامية» الإيراني، أنيطت بها مهامٌ عسكرية شملت العراق واليمن.
أما الوضع الراهن واتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التفاوض عليه على نار خفيفة منذ أشهر وعلى نار بالغة اللهيب في الأسابيع الأخيرة، فمختلفان تماماً عمّا كان في عام 2006. الفرق الأول، عظيم الأهمية، هو أن الضربة التي تمكّنت القوات المسلّحة الصهيونية من إلحاقها بالحزب أكبر بكثير اليوم مما كانت عليه في عام 2006، حتى وإن لم تكن قاضية. فلا وهم لدى إسرائيل بقدرتها على القضاء بواسطة القصف على الحزب في لبنان، حيث له ملاجئ شتى محلّية وإقليمية، خلافاً لقطاع غزّة الذي بقي سجناً كبيراً بالرغم من شبكة الأنفاق التي تم حفرها تحت سقف أرضه.
فإن انتقال القوات الصهيونية إلى الهجوم في لبنان منذ شهرين ونصف، بدءاً بتفجير أجهزة التواصل بين أيدي أعضاء أجهزة «حزب الله» إنما أتاح له قطع رأس الحزب بقتل معظم قادته والتركيز على تدمير قدراته العسكرية والبنية التحتية التي أشادها بصورة أكثر فعالية بكثير مما جرى قبل ثمانية عشر عاماً، وذلك بفضل مراقبة تجسّسية أكثر نجوعاً، استفادت من التطوّر التكنولوجي الذي تحقّق خلال الأعوام المنصرمة. فسوف يخرج «حزب الله» من هذه الحرب منهَكاً بما لا يُقاس بما حلّ به في عام 2006، والحال أن قدرته على إعادة بناء قوته، بل ومضاعفتها، سوف تكون محدودة جداً قياساً بما تبع تلك السنة.
فكما قال مؤخراً السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، تعلّموا «دروس 2006 و1701» بمعنى أن الإسرائيليين سوف يحرصون هذه المرّة على التحقّق من انسحاب قوات الحزب الكامل إلى شمالي الليطاني، كما على الحؤول دون إعادة تسليحه من طرف إيران عبر الأراضي السورية، وهم يطلبون ضمانة أمريكية رسمية في هذين الشأنين مع إبقاء حرية تدخلّهم لضرب أي تحرّك مناقض للاتفاق، على غرار حرية تدخّلهم لضرب التحرّكات الإيرانية على الأراضي السورية. بل يجري الحديث عن طلب إسرائيل من روسيا أن تعاونها في هذا المجال على غرار الاتفاق بينهما على عدم اعتراض الطائرات ومنظومة الدفاع الجوّي الروسية المنتشرة على الأراضي السورية للهجمات التي ينفّذها سلاح الجو الإسرائيلي على تلك الأراضي.
ثم أن قدرة «حزب الله» على تضميد جراح حاضنته الشعبية وجوارها سوف تكون أضعف هذه المرّة، ليس لأن جراح اليوم أعظم مما كانت عليه في عام 2006 (أكثر من ثلاثة أضعاف عدد القتلى، وحوالي أربعة أضعاف عدد الجرحى، وحجم من الدمار أخطر بكثير) وحسب، بل أيضاً لأن قدرات طهران المالية أضعف اليوم نسبياً مما كانت عليه في عام 2006 قبل تشديد العقوبات ضدها من قِبَل الولايات المتحدة. هذا وناهيك من المشاكل التي من المرجّح أن تعترض قدرة طهران على تحويل الأموال إلى الحزب كما فعلت قبل ثمانية عشر عاماً.
أخيراً وليس آخراً، تراهن الدولة الصهيونية على سعي واشنطن، بالتعاون مع باريس، وراء تغيير الخارطة السياسية اللبنانية بصورة حاسمة في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال تدعيم الجيش اللبناني النظامي في مقابل الحؤول دون استعادة الحزب لقوته، بغية التوصّل إلى حالة تسمح للأول بفرض نزع سلاح الثاني، سواء أكان الأمر باتفاق سياسي أو بممارسة القوة. وسوف يكون ترميم مؤسسات الحكم اللبناني، لا سيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتعيين حكومة جديدة، محطة أساسية على هذه الدرب، ومن المعلوم أن واشنطن تضغط من أجل انتخاب جوزيف عون، القائد الحالي للجيش اللبناني، رئيساً.
أما أن تسير الأمور في هذا المنحى بسلاسة نسبية، أو أن يؤدّي تصادم المشاريع إلى جولة جديدة من الحرب بالوكالة على أرض لبنان، هذه المرّة بين إيران في جهة والولايات المتحدة وإسرائيل في الجهة المقابلة، فسوف يعتمد الأمر على الموقفين الإيراني والأمريكي على حد سواء. وقد لاحظ الجميع كيف أن طهران، بعد أن كانت مصرّة على رفض «حزب الله» لوقف النار في لبنان قبل وقفه في غزة (كان هذا الموقف في الحقيقة ذريعة لإبقاء نار الحرب مشتعلة وإبقاء الحزب في الميدان، تحسّباً لتصعيد الصدام الحربي بين إسرائيل وإيران) إنما غيّرت موقفها ومنحت الحزب ضوأها الأخضر كي يتخلّى عن الشرط الغزّاوي المُسبق. وثمة من يرى أن سبب ذلك الانعطاف هو نجوع الهجمة الصهيونية على «حزب الله» وإدراك طهران أن مرور الوقت بات يلازمه مزيدٌ من إضعاف قدرات الحزب، بينما يرى آخرون أن السبب هو خوف طهران من مشاركة واشنطن في هجمة إسرائيلية قادمة عليها، وعلى قدراتها النووية بالأخص، إثر عودة دونالد ترامب، عدوّها اللدود، إلى البيت الأبيض. ولو صحّ هذا التقدير الأخير وسَعَت طهران لعقد «صفقة» مع ترامب، فلا بدّ من أن يكون ثمنها أن توصي طهران إلى أعوانها الإقليميين، وفي طليعتهم «حزب الله» بالانخراط في بناء الدولة المحلّية بدل السعي وراء بناء دولة موازية لها، فضلاً عن قبولها بالتخلّي عن اليورانيوم مرتفع التخصيب لديها وقبولها بتشديد الرقابة على تجهيزاتها النووية. أما إذا فشل هذا الرهان، فهذا يعني أن لبنان والمنطقة بأسرها قادمان على محطات جديدة من العنف، وأن وقف النار في لبنان، لو تمّ، لن يعدو كونه هدنة مؤقتة في مواجهة متعدّدة الأشكال بدأت قبل ما يناهز أربعين عاماً مع تأسيس «حزب الله» بل قبله بستة أعوام مع قيام «الجمهورية الإسلامية».
(القدس العربي)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان حزب الله الاحتلال لبنان حزب الله الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام 2006 حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
هكذا تفاعل المجتمع الإيراني مع تشييع نصر الله وصفي الدين
طهران- بعد مرور نحو 5 أشهر على إعلان المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد العام لمدة 5 أيام في ربوع إيران على "روح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، عادت مشاهد الحزن والحداد إلى كبرى المدن الإيرانية، تزامنا مع تشييع جثمانه وخليفته هاشم صفي الدين بالضاحية الجنوبية لبيروت أمس الأحد.
وبينما عُلّقت أعلام فصائل المقاومة، وعلى رأسها حزب الله اللبناني إلى جانب الأعلام الإيرانية المنتشرة في طهران، نصبت بلدية العاصمة جداريات ولافتات ضخمة لنصر الله وصفي الدين تحت الشعار العربي "إنا على العهد"، الذي تم ترويجه على مدى أكثر من أسبوع على عشرات المحطات والصحف الإيرانية الناطقة بالفارسية واللغات الأجنبية الأخرى، إلى جانب شعار فارسي يعني "لا يخلف الإيرانيون الوعد".
ويكاد المتابع للشأن الإيراني يلمس إجماعا في خطاب الجمهورية الإسلامية الرسمي تأكيدا على نهجها في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومساندة جميع الفصائل المناوئة للاحتلال الإسرائيلي، حيث جاءت كلمات الساسة ورجال الدين -التي تخللت عشرات المراسم التي أقيمت في كبرى المدن الإيرانية لتأبين نصر الله- متناسقة وتسعى لتقديم الحضور الجماهيري في مراسم التشييع على أنه استفتاء على شعبية المقاومة الإسلامية في المنطقة.
بيان الإمام الخامنئي بمناسبة إقامة مراسم تشييع ودفن الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين#إنا_على_العهد#عهد_الوفاء_والعزة pic.twitter.com/aYeP9sTVGw
— موقع الإمام الخامنئي (@site_khamenei) February 23, 2025
إعلان مشاركة رسميةحرص المرشد الأعلى علي خامنئي على إرسال وفد من مكتبه لتمثيله في مراسم التشيع التي أقيمت أمس في بيروت، كما حضر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي في الجنازة، ونشرت الصحافة الفارسية تقارير عن مشاركة مئات الإيرانيين الآخرين الذين سافروا عبر مطارات العراق.
في غضون ذلك، خصصت عشرات الصحف الفارسية لليوم الثاني على التوالي عناوينها الرئيسية للحديث عن مراسم تشييع نصر الله، إذ نشرت رسالة خامنئي لجموع المشيعين في بيروت تحت عنوان "يوم البعث للمقاومة" والتي جاء فيها أن "المجاهد الكبير والقائد الرائد للمقاومة في المنطقة، السيد حسن نصر الله (أعلى الله مقامه) قد بلغ الآن ذروة العزّة"، مضيفا "فليعلم العدو بأن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة".
كما نشر الرئيس مسعود بزشكيان تغريدة على موقع "إكس" عقب مشاركته في الحفل التأبيني الكبير الذي أقيم في مصلى الإمام الخميني وسط طهران، وكتب بالعربية "يحقّ للشعب اللبناني العظيم أن يفخر بكل أبنائه الشجعان، وخاصة هذين السيدين القائدين العظيمين.. أبطال دافعوا عن شرف الأمة وبقوا على العهد والوعد حتى الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى".
يحقّ للشعب اللبناني العظيم أن يفخر بكل أبنائها الشجعان، و خاصة هذين السيدين القائدين العظيمين؛ أبطال دافعوا عن شرف الأمة و بقوا على العهد و الوعد حتى الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى.#إنا_على_العهد https://t.co/A8KB5mRQjs
— Masoud Pezeshkian (@drpezeshkian) February 23, 2025
رسالة التشييعمن ناحيته، نشر معهد "جهان معاصر" للدراسات مقالا بقلم الباحث بهمن إيراني تحت عنوان "رسائل وتداعيات التشييع التاريخي لقادة المقاومة اللبنانية"، معتبرا أن "الحضور الجماهيري المليوني إنما يدل على قاعدة اجتماعية وثقافية قوية لحزب الله في لبنان، لا يمكن إنكارها، ولا يمكن النظر إلى حزب الله كونه منظمة سياسية وعسكرية فحسب".
إعلانواعتبر مشاركة شرائح واسعة من الشعب اللبناني من شتى الطوائف والأديان والمذاهب في مراسم التشييع دليلا على "تحول حزب الله إلى قوة وطنية عابرة للمذاهب في المجتمع اللبناني"، مضيفا أن الحضور الجماهيري في التشييع يبعث رسالة للأعداء في داخل لبنان وخارجه "بأن الحزب يحظى بمكانة مفتاحية في السياسة الداخلية والخارجية لهذا البلد".
كما أن حضور ممثلين من العديد من الدول الأجنبية لا سيما البعيدة منها في هذه المراسم، وفقا للباحث بهمن إيراني، تظهر نفوذ الحزب على الصعيد الدولي، وأنه يعرف كونه قوة إقليمية وعالمية، فضلا عن أنه قوة محلية وازنة.
مؤكدا أن رسالة التشييع إلى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هي أن "الحزب لا يزال يتمتع بقوة مصيرية، وأنه سيواجه الضغوط والتهديدات بصرامة أكثر من ذي قبل، وأن الاستنتاجات والتحليلات بشأن تراجع قوته وضعفه عارية عن الحقيقة" .
أما وكالة أنباء "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني فقد كتبت تحت عنوان "مفاجأة نصر الله" أن أحد أهم أهداف إسرائيل من اغتيال نصر الله وصفي الدين كان إفراغ الحزب من القيادات العليا وتقويض انسجامه الداخلي، في حين أفشل الالتفاف الشعبي في مراسم التشييع هذا الهدف وبرهن عن تعزيز انسجام محور المقاومة.
وتابعت الوكالة أن "التشييع الذي لم يشهد لبنان مثيلا له" أظهر بأن الحزب ورغم خسارته اثنين من أبرز قياداته لا يزال يحظى بدعم شعبي كبير، كما أن الدعم الإقليمي للمقاومة اللبنانية مؤشر على استمرارية دور حزب الله في المعادلات السياسية والأمنية بمنطقة الشرق الأوسط.
أما وكالة أنباء "جهان نيوز" المحافظة، فقد استغربت غياب بعض الشخصيات السياسية اللبنانية عن مراسم التشييع، ورأت أنه "كفى نصر الله فخرا أن يكون شهيد القدس والقضية الفلسطينية".
إعلانكما أن العضو السابق في مجلس الإعلام الحكومي الإيراني عبد الله كنجي وجد في عدم مشاركة بعض الشخصيات السياسية العربية في مراسم التشييع عاملا مساعدا لتحديد مسافتهم من خيار المقاومة وتحرير القدس.
انتقادات وعتبوفي حين وجدت المعارضة الإيرانية بالخارج في مراسم التشييع مناسبة لمهاجمة سياسات الجمهورية الإسلامية الإقليمية، متهمة إياها بالتفريط بثروات الشعب الإيراني من خلال تحالفها مع فصائل المقاومة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي نقاشات حادة بين نشطاء المعارضة ومؤيدي الثورة الإسلامية، الذين اعتبروا القضية الفلسطينية إنسانية تفرض على أحرار العالم الوقوف إلى جانب جبهة الحق وليس الاحتلال.
من جانبه، نشر الباحث السياسي المقرب من المعسكر المحافظ علي علي زاده تعليقا تحت عنوان "نحن الإيرانيين .. معزون بالسيد حسن أم مراقبون لمقتله؟" كتب فيه "يبدو أن بعض المسؤولين الإيرانيين يريدون تطبيق السيناريو السابق مع الجنرال قاسم سليماني، عبر استغلال مراسم تشييع السيد حسن نصر الله، لكن ينبغي ألا ننسى تطورات الأحداث التي أدت إلى اغتياله".
ويشير علي زاده إلى حادثة سقوط المروحية الرئاسية التي أودت بحياة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في 20 مايو/أيار 2024، مؤكدا أن بلاده لم تقدم رواية مقنعة حتى الآن عن تلك الحادثة، كما أنها تباطأت كثيرا في تنفيذ تهديدها ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران.
ورأى أن طهران أنكرت في بادئ الأمر نبأ إصابة سفيرها لدى بيروت مجتبى أماني جراء حادثة "تفجيرات البيجر" في لبنان حتى لا تضع نفسها في موضع الرد على هذه العمليات، موضحا أن "تعويل طهران حينها على الوعود والرسائل الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان فسح المجال للعدو الإسرائيلي أن يتجرأ على اغتيال قادة حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
إعلانوتابع أن عمليات "الوعد الصادق الثانية" بعد 4 أيام من اغتيال نصر الله جاءت متأخرة جدا، "حيث بلغ السكين العذل بعد أن كان بإمكانها تسديد ضربة موجهة لإسرائيل قبل أن تتماهى في اغتيالات قادة المقاومة".