عربي21:
2024-12-28@13:37:21 GMT

الفكرة «الترمبية»

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

صعود دونالد ترمب كان إيذاناً بتاريخ سياسي جديد للدولة، حتى بعد أن خرج من البيت الأبيض عام 2021، لأن «الترمبية» بقيت راسخة في المجتمع الأميركي. لم تكن هزيمة ترمب السابقة حسماً لقضية، وإنما معالجة وقتية لقضايا مركبة يصعب تجاوزها. لم يعد النظام السياسي الأميركي قائماً على حزبين سياسيين يفترقان في مسائل اجتماعية واقتصادية، ولكنهما يجتمعان في توافق حول الهوية، والرسالة الأميركية في العالم وفي التاريخ.

هذا التوافق وصل إلى نهايته.

العديد من منتقدي ترمب المحافظين بعد هزيمته، وفي أعقاب تمرد 6 يناير (كانون الثاني) 2021، كانوا يأملون في عودة الحزب إلى شكله السابق؛ وتكون رئاسة ترمب جملة عابرة. الحزب الجمهوري ينأى عن ترمب و«الترمبية»، ويصبح حزباً بينه وبين الديمقراطيين مساحات من التوافق غير قليلة. هذا الحلم سرعان ما انتهى؛ وكانت رئاسة ترمب أول فصل في دراما سياسية أطول وأكثر سواداً، وأصبح الحزب الجمهوري أكثر تطرفاً. استمرت شعبية ترمب بين الجمهوريين، وشنّ الموالون له هجمات شرسة ضد المشرعين الجمهوريين الذين صوّتوا لمحاكمته لدوره في التمرد.

أظهرت وسائل الإعلام اليمينية تعصباً متزايداً، وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن ناخبي الحزب الجمهوري يتبّنون كذبة ترمب بأن الانتخابات سُرقت منه.لم تكن إقامة دونالد ترمب في البيت الأبيض لأربع سنوات ضائعة بالنسبة لحزمة من التيارات السياسية الأميركية، والتي كانت موجودة على هامش الحياة السياسية الأميركية ومعه أصبحت في قلبها. خارجياً، فإنه خلال سنواته الأربع كان حريصاً على تأكيد أن الولايات المتحدة عليها التراجع عن التورط في العالم، وأن تكون حريصة على نفسها من حلفائها الذين يستغلون «كرمها» ويطالبونها بحمايتهم بينما يبخلون في الإنفاق على الدفاع والقوة العسكرية. ترمب لم يكن حريصاً على فكرة «القيادة» الأميركية للعالم، خاصة من الناحية القيمية للديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان، التي رآها تعمي عيون أميركا عن أخطار الاختلاط بالعالم غير المتقدم، والمعادي بالضرورة للدولة الأميركية.

جاء ترمب في وقت تبلور فيه تيار «ضد العولمة» ورموزه من أول هجرة البشر إلى حركة التجارة إلى المؤسسات التي عبرت عنها. بشكل ما لم يعد ممكناً تلاقي الأفكار اليمينية المعروفة حول دور الدولة في الاقتصاد والمجتمع مع أفكار العولمة. وعلى العكس فإن توجهات «اليمين» أصبحت تميل نحو الانعزال، والتقوقع داخل شرنقة الدولة القومية، مع درجة كبيرة من التوجس في الدول، بما فيها تلك التي اجتمعت داخل تحالفات عابرة للحدود الوطنية. لم يمضِ وقت حتى بدأت هذه الاتجاهات الجديدة تأخذ أشكالاً عملية، ظهرت في الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فيما عرف بـ«البريكسيت» (Brexist)، وجاء انتخاب ترمب لكي يُشكل ما هو أكثر من انتخاب رئيس جديد تحت راية اليمين، وإنما ظاهرة متكاملة يمكن نعتها بـ«الأمريكسيت» (Amerexit).

الرئيس الخامس والأربعون دونالد ترمب، وخلال فترة رئاسته، وضع الأسس لما بات يُسمى بـ«الترمبية»، التي تقوم على آيديولوجية القوميين البيض المختلطة بأفكار الكنائس الإنجيلية، وكثيراً ما تستخدم شعاراتها ورموزها للتمييز ليس فقط بين البيض والسود، أو البيض والآسيويين واللاتينيين، وإنما أيضاً بين الطوائف المسيحية. وربما كان يوم السادس من يناير 2021 مفصحاً عن العناصر النقية لـ«الترمبية» بوصفها حركة سياسية، تشمل أكثر مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب حماسة وعنفاً، بما في ذلك مجموعات مثل «Proud Boys» و«Keepers QAnon» و«3 Percenters» و«America Firsters»، يغطون أنفسهم بلغة الكتاب المقدس. قال المراقبون إن الصلبان والأعلام وغيرهما من المعروضات كانت الأمثلة على كيفية استشهاد الإرهابيين البيض عبر التاريخ، بما في ذلك «الكو كلوكس كلان» (KKK)، والاستعانة بالمسيحية لتبرير حقهم الإلهي في السيطرة على الأجناس والمجموعات العرقية!خلال المرحلة التمهيدية لانتخابات 2024، نجد ظواهر، أولاها أن جميع المرشحين الجمهوريين عاجزون عن تخطي نسبة التأييد التي يحصل عليها ترمب بين الجمهوريين.

وثانيها أنه لا يوجد أثر لتوجيه 87 اتهاماً للرئيس ترمب تتراوح ما بين الأخلاقي، والقانوني، والدستوري المتعلق بدوره في الضغط على الولايات من أجل تغيير نتيجة الانتخابات (ولاية جورجيا)، والإهمال الوظيفي باحتجاز الوثائق الرئاسية في «مارا لاجا» بولاية فلوريدا، وليس تسليمها للسلطات المختصة.

وثالثها أن تأكيد ترمب أن الانتخابات السابقة جرى تزييف نتائجها، ولم تتغير تبعية تكتل سكاني كبير وراء ذلك. ورابعها أن سلوكيات ترمب عند الخروج من السلطة، فضلاً عن مساندة حادث الاعتداء على الكونغرس، فإنه خرج تماماً على جميع التقاليد المعروفة في حالة انتقال السلطة الأميركية، من أول تسليم البيت الأبيض إلى حضور قسم الرئيس الجديد.

(الشرق الأوسط اللندنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه امريكا ترامب انعزالية مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترمب

إقرأ أيضاً:

دونالد ترامب يطلب من المحكمة العليا تأجيل حظر تيك توك

طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب من المحكمة العليا تأجيل القانون الذي قد يحظر تيك توك حتى بعد تنصيبه. 

وفي مذكرة صديقة، كتب محامي ترامب د. جون ساور أن الرئيس المستقبلي يريد فرصة لإيجاد حل للمشكلة "من خلال الوسائل السياسية".

من المقرر أن يدخل القانون الذي يتطلب حظر أو بيع تيك توك حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، أي قبل يوم واحد فقط من تنصيب ترامب.

 يصف المذكرة تاريخ الحظر بأنه "مؤسف" ويجادل بأن الرئيس القادم يجب أن يكون لديه المزيد من الوقت للعمل على صفقة مع تيك توك.

 استشهد الفريق القانوني لتيك توك بمخاوف مماثلة في طلباته بتأجيل الحظر. 

كما يستشهد المذكرة بخبرة ترامب في "صنع الصفقات" ومنصته الاجتماعية Truth Social.

"يمتلك الرئيس ترامب وحده الخبرة الكاملة في إبرام الصفقات، والتفويض الانتخابي، والإرادة السياسية للتفاوض على حل لإنقاذ المنصة مع معالجة المخاوف الأمنية الوطنية التي عبرت عنها الحكومة - المخاوف التي اعترف بها الرئيس ترامب نفسه"، يكتب ساور.

يختلف موقف ترامب بشأن تيك توك كثيرًا عن الموقف الذي اتخذه في ولايته الأولى، عندما سعى إلى حظر التطبيق في عام 2020. كما طرح فكرة مفادها أن مايكروسوفت يمكن أن "تتوصل إلى صفقة، صفقة مناسبة، حتى تحصل وزارة الخزانة الأمريكية على الكثير من المال" دون أن يشرح بالضبط كيف ستعمل مثل هذه الصفقة.

عكس الرئيس ترامب رأيه بشأن حظر تيك توك خلال حملته الثانية. قال لبرنامج Squawk Box على CNBC في مارس أن حظر تيك توك من شأنه أن "يجعل فيسبوك أكبر وأنا أعتبر فيسبوك عدوًا للشعب، إلى جانب الكثير من وسائل الإعلام".

ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا إلى الحجج بشأن الحظر في 10 يناير.

مقالات مشابهة

  • دونالد ترامب يطلب من المحكمة العليا تأجيل حظر تيك توك
  • الذهب يتراجع في أسبوع بضغط من ارتفاع عوائد السندات الأميركية
  • ترمب يدعو المحكمة العليا لتعليق قانون يهدد بحظر تيك توك
  • الهدنة والمهلة تضيق .. هل سيواجه الشرق الأوسط الجحيم الذي توعده ترمب ؟!
  • «الغذاء والدواء» الأميركية تقترح قواعد جديدة لمستحضرات التجميل
  • حياة مشتركة| دمج دور الرعاية والمسنين.. هل يمكن تطبيق الفكرة في مصر؟
  • لماذا اختلفت وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن مصدر كورونا؟
  • أمين حسن عمر.. يا لجدب الفكرة ويا لبؤس التجربة !!
  • سائق سيارة يصدم 6 أشخاص في مانهاتن الأميركية
  • دمج دور الرعاية والمسنين.. هل يمكن تطبيق الفكرة في مصر؟