موقع 24:
2025-04-22@20:12:51 GMT

القراءة على أساس من القواعد الفكرية

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

القراءة على أساس من القواعد الفكرية

علينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب





ما تزال ثقافتنا المعاصرة تفتقر إلى قُرَّاء حقيقيين يطلعون على المصادر الأولى للمعرفة، ويتشربون أمهات الكتب، فليس من قبيل المصادفة أن الثقافة العربيَّة تعاني من انحسار القراء الجادين، في هذا السياق، هذا رغم هذا الكم التراكمي الإبداعي من الأكاديميين وأرباب الفكر والعلماء، لكن أين هم الشباب من قراءة هذا المنتج الفكري؟ ولمن يورث هذا الميراث العظيم؟ ثم أين هو ذلك القارئ الحصيف القادر على التغيير والتفاعل الخلاق؟.


إنه ليؤسفني أن قول إن الواقع لا يبشِّر بجيل مثقَّف وجادٍّ وعميق، ولا يبشر بجيل يستطيع أن يرسم مستقبلًا جديدًا للأدب العربي أو للثقافة العربية الحديثة؛ هو بكل المقاييس جيل مختلف عن كل جيل، فالمسؤوليَّة جسيمة على من يقطنون في منتصف العالم- الشرق الأوسط-؛ ليحملوا مشاعل التنوير ويصبحوا رعاة الفكر في منطقة تعتبر مهد الحضارات الإنسانيَّة العريقة، والتي يقوم أساسها على المعرفة، وتعتمد لغتها الحيَّة وآدابها على التراكم الإبداعي والروحي والفكري، وكتابها الكريم يدعو إلى العلم والقراءة والمعرفة.
دعونا نناقش ونتساءل بعمق عن دور «معارض الكتاب» في تفعيل «القراءة العميقة» وعن واقع الحال من عزوف عامٍّ عن فعل القراءة ذات الطابع النقدي والفكري، وتراجعها في العصر الرقمي، وعن مصير النتاج الأدبي الأصيل بعد أن رحل قراءه وابتعدوا عن عالم الضوء، على سبيل المثال: فعند تجوالك بين أروقة معارض الكتب ستلاحظ مدى الانحسار الكبير في الإقبال على حيازة المجلدات العظيمة، ما عدا الأكاديمين وأرباب الفكر والمختصين.
إن هذه الكتب القابعة على الرفوف بين أروقة المعارض، أراها كلما أحضر هذه الفعاليات، فلا أرى ذلك التفاعل مع الروائع التاريخيَّة والحضاريَّة والأدبيَّة، ولا يتعامل القارئ المعاصر مع نتاج مبدعيهم، وخاصة التراثي منه، بالتقدير الذي يليق به، حيث لا تثير في نفوسهم ذلك الفضول المعرفي المرغوب.
أخشى على مجتمعاتنا من المستقبل، وأخاف ألا نستطيع اللحاق بالحضارة ومواكبة التطور؛ فى ظل عزوف الشباب عن مرافقة الكتاب العظيمة، خاصة مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العالم، وسهولة الوصول إلى المعلومة من خلال التقنيات الحديثة، والانتشار السريع للمعلومات، ووفرة الوسائط المعرفية والمعلوماتية وتنوُّعها.
هناك أزمة هوية لغوية تتفاقم لدى الخريجين على كل المحاور، تتمثل في فراغ فكري وثقافي ولغوي، وابتعاد عن ثقافته العربية الأصيلة، مما يدفعه تجاه هوية أخرى يتكيف معها في الشكل والمضمون، مما يؤصل فيه الرفض والتمرُّد على ثقافته، والإذعان لثقافة الآخر، تلك الثقافة المغايرة التي تجلب عاهات من الانحراف السلوكي والقيمي، وقد يكون أحيانًا ضحية الترف والرفاهية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُصيب العقول بالبلادة والخمول، فهي دوافع قوية للعزوف عن التزود بالقراءة العميقة والمحسوبة.
لا بدَّ أن نقف مع أنفسنا وقفة؛ وعلينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب؛ ليكون شبابًا مفكرًا يمتلك الأدوات الكاملة التي تعينه على الانخراط في المجتمع العالمي.
ولكي يتحقَّق ذلك لا بدَّ من استخراج الكنوز الثقافيَّة العظيمة بطريقة أو بأخرى، من حيث تفكيك هذا الموروث الحضاري من الكتب والمخطوطات إلى لغة عصرية مبسطة، تحافظ على مكنون التراث بطريقة علمية سليمة، لخلق قارئ حصيف، ولتصحيح المعايير الفكريَّة وضبط المفاهيم الأساسيَّة بكل المجالات الحيوية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: "المؤسسات قد تحل محل العلماء في تجديد الفكر مع زيادة العلوم"

أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن توقعه أن تحل مؤسسة متخصصة دور العلماء الفرديين في تجديد الفكر في المستقبل، خصوصًا في ظل التطور الهائل الذي تشهده العلوم والمعرفة الإنسانية.

 جاء ذلك خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية.

السيسي يشيد بإسهامات الإمام السيوطي

وفي مستهل كلمته، استشهد الرئيس السيسي بالعالم الجليل الإمام جلال الدين السيوطي الذي ترك إرثًا فكريًا هائلًا من خلال تأليف 1164 كتابًا في مجالات متنوعة، رغم افتقار عصره إلى الإمكانيات الحديثة. 

وأكد الرئيس أن الإمام السيوطي، الذي توفي عن عمر يناهز 62 عامًا قبل 500 عام، يُعد نموذجًا للأجيال الحالية في الاجتهاد والعطاء الفكري، مشيرًا إلى أن "إبداعه كان ملهمًا رغم الظروف الصعبة التي مر بها".

وأضاف الرئيس السيسي: "إحنا دلوقتي في وقت مع العلم والمعرفة الإنسانية ازدادت بشكل كبير جدًا، والعلوم مازالت في تصاعد مستمر، وقد لا يكون من الضروري وجود عالم واحد يقوم بهذا الدور في المستقبل". 

وتوقع السيسي أن "مؤسسة قد تكون هي المسؤولة عن تجديد الفكر في يوم من الأيام" بدلًا من عالم واحد كما كان الحال في الماضي.

دور المؤسسات في تجديد الفكر وتحديات العصر

وأوضح السيسي أن العالم أصبح الآن يشهد تطورًا علميًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن العلوم والمعرفة تتضاعف بسرعة، مما يجعل الحاجة إلى المؤسسات المتخصصة في مجال الفكر والتجديد أكثر إلحاحًا.

 وتابع الرئيس قائلًا: "ربما ستكون المؤسسات هي التي تلعب هذا الدور في المستقبل في ضوء هذا التقدم الكبير في كافة المجالات".

تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف

وفي سياق آخر، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف، التي استهدفت تأهيل 550 إمامًا على مدار 24 أسبوعًا، في إطار برنامج تدريبي متكامل بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية. 

وتضمنت الفعاليات فقرة شعرية وإنشاد ديني، كما أدّى الخريجون قسم الولاء الذي تم استحداثه حديثًا للدفعة.

وألقى الدكتور أحمد نبوي، عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، قسم الولاء للخريجين من الأئمة والدعاة، بحضور الرئيس السيسي.

 ووجه السيسي الشكر والتقدير للخريجين على جهدهم، مؤكدًا أهمية تعزيز قدراتهم لمواكبة التحديات الفكرية والدينية الراهنة.

هدف البرنامج: تعزيز الخطاب الديني ومكافحة الفكر المتطرف

يهدف البرنامج التدريبي إلى تطوير قدرات الأئمة في التعامل مع القضايا الفكرية المعاصرة، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي لوزارة الأوقاف لتنسيق الجهود مع المؤسسات الوطنية المعنية في مكافحة الفكر المتطرف. 

كما يهدف البرنامج إلى تعزيز الوعي بالخطاب الديني الصحيح والتأكيد على أهمية نشر الوعي والمعرفة لمواكبة تطورات العصر.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: "المؤسسات قد تحل محل العلماء في تجديد الفكر مع زيادة العلوم"
  • كيف كسر فيلم سينرز القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت الفارق
  • شيخ الأزهر: حفظ القرآن وتدارسه يعفي المجتمع من الأمراض الفكرية
  • خبير معارض تحت قبة البرلمان دون ناصر أو معين !!
  • أورسولا فون دير لاين تحذر شركات التواصل الأجتماعي في أوروبا
  • عقب وفاة البابا فرانسيس .. الفاتيكان يستعد لانتخاب بابا جديد..كيف تتم «العملية السرية»؟
  • الفاتيكان يستعد لانتخاب بابا جديد..كيف تتم "العملية السرية"؟
  • تونسي ركن سيارته أمام منزل معارض فأصبح متهما بالتآمر على أمن الدولة
  • 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
  • الهواري: إعمال الفكر فريضةٌ ولكن لا ينبغي أن يصطدم بالثَّوابت