قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهلال الخصيب وما بين النهرين
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
من بلادنا جاء أول خبازين في التاريخ، تخيل مشهدا يعود إلى ما يقرب من 9 آلاف عام مضت، حيث تنبعث روائح شهية من أفران بدائية، ويتصاعد الدخان الخفيف فوق قرى صغيرة متناثرة حول الأنهار.
هنا، في هذه البقعة من الأرض التي شهدت ولادة الزراعة، بدأت أيضا قصة الخبز، تلك القصة التي غيرت وجه البشرية إلى الأبد. لم يكن الأمر مجرد طعام جديد آنذاك، بل كان ثورة حقيقية في أسلوب الحياة والثقافة الإنسانية.
ورغم أن الفوكاتشا تعتبر تقليديا من أقدم أنواع الخبز الإيطالي، فإن دراسة جديدة تظهر أن خبزا مسطحا مشابها كان يخبز في منطقة الهلال الخصيب (وأيضا بلاد ما بين النهرين) قبل آلاف السنين من ظهوره في إيطاليا.
وهكذا تكتمل حلقة إنتاج الفوكاتشا في المشرق القديم، باكتشاف الزراعة وزراعة الحبوب والقمح (بلاد الشام وبين النهرين ومصر منذ 9 آلاف عام قبل الميلاد)، وصناعة الخبز (مصر والشام أيضا بعدها بقليل)، وانتشار شجرة الزيتون (شرق المتوسط قرابة 6 قرون قبل الميلاد)، وأيضا صناعة الجبن (في منطقة المشرق القديم وبلاد سومر وبين النهرين والأناضول ومصر القديمة، قرابة 6 قرون قبل الميلاد).
الفوكاتشا بالهلال الخصيبكشفت الدراسة الحديثة التي أجراها باحثون من جامعة برشلونة المستقلة وجامعة لا سابينزا في روما أن المجتمعات الزراعية في منطقة الهلال الخصيب (الهلال الخصيب الذي يضم أجزاء من منطقتي الأناضول وشمال بلاد الشام) طورت تقليدا طهويا معقدا خلال العصر الحجري الحديث المتأخر، بين 7 آلاف و5 آلاف عام قبل الميلاد، يشمل خَبز أرغفة كبيرة من الخبز المسطح السميك المعروف حاليا باسم "فوكاتشا" بنكهات مختلفة.
وفقا للدراسة المنشورة في "التقارير العلمية" التابعة لمجلة نيتشر، قام الباحثون بتحليل شظايا من أوعية فخارية كبيرة بيضاوية الشكل تم العثور عليها سابقا في منطقة الهلال الخصيب وبلاد ما بين النهرين، تعرف باسم "صواني إزالة القشور"، يوضع فيها العجين وتتميز بقدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية لفترات طويلة، يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث المتأخر ما بين 6400 و5900 قبل الميلاد.
منطقة بلاد ما بين النهرين مع المواقع المحددة حيث تم العثور على المواد التي تم تحليلها في هذا المشروع البحثي (مجلة نيتشر)وتفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لفهم تقاليد الطهي في بدايات الحضارة الإنسانية، وتسلط الضوء على أهمية الخبز في التجمعات الاجتماعية منذ آلاف السنين.
وتضمن فريق البحث علماء من جامعة برشلونة المستقلة، وجامعة لا سابينزا، ومؤسسة ميلا إي فونتانالز، وجامعة ليون، بالإضافة إلى باحثين من جامعتي إسطنبول وكوتش في تركيا.
وتم العثور على هذه الأوعية في مواقع أثرية بين سوريا وتركيا فيما يعرف بالمنطقة الشمالية الغربية لبلاد الهلال الخصيب (وتشترك في تاريخها أيضا مع منطقة بلاد ما بين النهرين التي تضم أجزاء من العراق أيضا) وتميزت هذه الصواني بسطحها الداخلي المميز بنقوش خشنة منتظمة، التي يعتقد أنها سهلت إزالة الخبز بعد خبزه.
وأظهرت التحليلات أن هذه الأوعية استخدمت لخبز عجائن من الحبوب مثل القمح والشعير، وأحيانا كانت تُنكَّه بدهون حيوانية أو زيوت نباتية.
ويعتبر الفوكاتشا، الذي يعد مقدمة للبيتزا الإيطالية التقليدية، واحدا من أقدم أنواع الخبز في إيطاليا، وفقا لموسوعة "بريتانيكا"، ويتميز هذا الخبز المسطح بطهيه مع زيت الزيتون والأعشاب والجبن ومكونات أخرى، وكان ينسب أصله إلى الحضارة الإتروسكانية (الإترورية) في إيطاليا القديمة التي ازدهرت في القرن السادس قبل الميلاد وأثرت لاحقا على الرومان.
مجتمعات الهلال الخصيبوقال المؤلف والباحث الرئيسي للدراسة سيرجيو تارانتو: "تقدم دراستنا صورة حية لمجتمعات استخدمت الحبوب التي زرعتها لتحضير الخبز والفوكاتشا الغنية بمكونات متنوعة واستهلكتها في مجموعات".
وأضاف أن هذا التقليد الطهوي تطور على مدى حوالي 6 قرون ومورس في منطقة واسعة من الشرق الأدنى (منطقة الأناضول والهلال الخصيب).
وفي تجربة لإعادة بناء هذه الصواني، تمكن الباحثون من خبز أرغفة كبيرة يصل وزنها إلى 3 كيلوغرامات، مما يشير إلى أنها كانت معدة للاستهلاك الجماعي.
وتم خبز هذه الأرغفة في أفران قبابية لمدة ساعتين تقريبا عند درجة حرارة أولية تبلغ 420 درجة مئوية، وتشير هذه النتائج إلى أن بعض أنواع الخبز قد تكون أقدم مما كان يعتقد سابقا.
وقال الباحثون إن الصواني كانت تصل إلى درجة حرارة كافية للخبز، مشابهة لتلك التي كانت تستخدم في الأفران المقببة من الحقبة الزمنية نفسها. وأظهرت الأدلة أن كميات كبيرة من الخبز كانت تخبز على هذه الصواني، وبعضها كان يشبه خبز الفوكاتشا.
وتشير التحليلات الجديدة إلى أن خبزا مسطحا مشابها يطهى بزيت من مصادر حيوانية أو نباتية كان يخبز في منطقة الهلال الخصيب قبل قرون من أن يصبح غذاء أساسيا في إيطاليا.
ويعود أول توثيق لكلمة "فوكاتشا" للخبز المسطح السميك المخبوز بالفرن إلى القرن الـ14. في بعض الأحيان، تعتبر الفوكاتشا أحيانا نوعا من البيتزا خارج إيطاليا، رغم أن الفوكاتشا تترك لتختمر بعد أن تكون قد سطحت فتكتسب سمكا أكبر، في حين تخبز البيتزا مباشرة بعد عجنها.
تاريخ الخبزكان الخبز تحولا جذريا في النظام الغذائي البشري، فالحبوب المطحونة والمخبوزة أصبحت أسهل في الهضم، مما وفر طاقة أكثر للجسم البشري. هذا التغيير الغذائي ربما كان عاملا حاسما في نمو الدماغ والذكاء البشري وتطور المجتمعات المعقدة.
ومع مرور الوقت، تطورت هذه التقنيات البسيطة. بدأ الخبازون القدماء في إضافة مكونات جديدة، ربما بذور أو نباتات أو زيوت، كما تشير دراسات في منطقتي الأناضول وبلاد الشام التي عثر فيها العلماء (في دراسات سابقة) على بقايا عجينة خميرة يعود تاريخها إلى حوالي 6600 قبل الميلاد، تحتوي على القمح والشعير وبذور البازلاء والخردل.
وتظهر تلك الاكتشافات أيضا تعقيد الحياة الاجتماعية والثقافية لهذه المجتمعات المبكرة، فالخبز لم يكن مجرد غذاء، بل كان وسيلة للتجمع، للاحتفال، ولبناء الروابط الاجتماعية.
اليوم، عندما نتناول قطعة خبز، نحن نشارك في تقليد يمتد عبر آلاف السنين، فكل قضمة هي تذكير بالإبداع البشري، من تلك الأفران البدائية في الهلال الخصيب إلى مخابزنا الحديثة، تستمر قصة الخبز في التطور، مذكرة إيانا بجذورنا التاريخية العميقة وبالرابط بين الغذاء والثقافة والحضارة الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اجتماعي قبل المیلاد فی إیطالیا
إقرأ أيضاً:
يوميات شاقة للحصول على الغذاء والخبز في غزة / شاهد
#سواليف
أصبح الحصول على #الغذاء في قطاع #غزة ضربًا من ضروب الخيال، مع استمرار #أزمة_الجوع في وسط القطاع وجنوبه، في ظل استمرار #الاحتلال منع إدخال #شاحنات #المساعدات، وانتشار #اللصوص وقطاع الطرق.
ومنذ أسابيع ينام الصغار والكبار في غزة جياعًا، وأضحى الحصول على الخبز والطعام أمرًا صعبًا في ظل استمرار حالة التجويع والحصار المطبق، في ظل الإبادة المستمرة، في حين بات #الجوع السلاح الأشد فتكًا في نظر الغزيين.
ووفق رصد مراسلنا فإن #أزمة_إنسانية ومعيشية خانقة تعصف بمناطق وسط وجنوبي قطاع غزة حيث يتكدس قرابة ثلثي سكان القطاع الذين اجبروا قسرًا على النزوح إليها بدعوى أنها إنسانية، نتيجة منع #الاحتلال تمرير المساعدات وإدخال البضائع وانتشار #اللصوص و #عصابات في #طريق_الشاحنات القليلة التي يسمح الاحتلال بإدخالها عبر معبر كرم أبو سالم.
مقالات ذات صلة الثلاثاء .. أجواء باردة وغائمة جزئياً 2024/11/26وما زاد الأزمة تعميقًا، هو استمرار إغلاق معبر رفح منذ أكثر من 6 أشهر على التوالي، فيما تؤكد التقارير الأممية والحقوقية أن ملامح #المجاعة الحقيقة ظهرت نظرًا لغياب الأساسيات من الأسواق، كالطحين والخضروات، وغيرها.
يوميات شاقة للحصول على الغذاء والخبز في غزة pic.twitter.com/wHXnzGqM9j
— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) November 25, 2024لا دقيق في أسواق غزة
وما زاد المشهد قتامة وسوداوية، هو غياب الدقيق من الأسواق، والذي يعد السلعة الأكثر أهمية وضرورية في البيت الفلسطيني، غيابه رفع سعره بشكل لا يستطيع الناس شراءه، فوصل ثمنه حسب مصادر لمراسلنا إلى أكثر من 150 دولارًا أمريكيًّا.
وأمام هذه الحالة، يضطر الناس للوقوف أمام مخابز قليلة في المناطق، لشراء ربطة من الخبز، يستدعي هذا الوقوف أكثر من 6 ساعات للحصول على بعض الأرغفة، في مشهد أقل ما يوصف أنه مأساة وقتامة.
ويترافق انعدام الدقيق وارتفاع ثمنه بشكل كبير جدًا، مع ارتفاع حاد في أسعار الخضروات والفواكه، فسعر كيلو واحد من الطمام يقارب 20 دولارًا، والبطاطس قرابة 30 دولارًا، والخيار 10 دولارات، والكوسا بمبلغ 10 دولارات للكيلو جرام الواحد، أسعار يصفها الغزيون بالباريسية، وأمامها يقفون عاجزين عن تدبير أمورهم اليومية.
15 دولارا لربطة الخبز
المواطن محمود الأسطل (55 عامًا) يقول لمراسلنا إنه يبحث يوميًّا عن الخبز لسد رمق أطفاله حيث ينزح معهم في خيمة بالية في مواصي خان يونس الساحلية، ليتفاجأ بسعر غير معقول للربطة الواحدة بمبلغ أكثر من 15 دولارًا.
يتمتم قبل أن يكمل حديثه، “مش قادرين ندبر الخبز، كيف بدنا ندبر باقي أمورنا، نحن في تجويع شديد، حصار خانق، نقتل، ونقصف، وننام بردانين، وجوعانين”، يواصل حديثه لمراسلنا.
يقسم أنه ومنذ أسابيع ينام جائعًا، ويؤكد أن ما يمكنه تحصيله من طعام يؤثر به أطفاله عن نفسه، يتابع: “أنا بتحمل الجوع، بس الأطفال شو ذنبهم، والله أيام كثيرة، ينامون جوعى”.
حالة الأسطل هذه، تشبه حال آلاف الفلسطينيين في مناطق وسط وجنوب القطاع، حيث لا دقيق ولا شيء يؤكل، وإن وجدوا ما يمكن أكله، فهو بسعر كبير وباهظ جدًا، لا تقوى عليه جيوبهم، في ظل استمرار حرب الإبادة، وفقدان الأعمال والوظائف.
أما المواطن محمود الحداد (37 عامًا) خرج ليشتري لأطفاله بعض الأرغفة من الخبز، ليجد رجلًا يبيع الرغيف الواحد بأكثر من دولار ونصف، ليقرر بعدها شراء بعض أقراص الفلافل.
يتابع: أكلنا الفلافل بأقراصه المعدودة بدون الخبز، ونمنا دون أن نشبع شبعًا تامًا، هذا حالنا كل يوم، نفكر ماذا نأكل وكيف سندبر أنفسنا.
وعند سؤاله عن الخضروات، تبسم ابتسامة آلم وحسرة، وقال لا نفكر فيها، الطماطم لم نذقها منذ 4 أشهر، وباقي الخضروات لا نستطيع شراءها، أسعارها عالية جدًا.
الغلاء الفاحش فوق الطاقة
أما المواطن عبد القادر المعصوابي يقول إنه كان يعمل سائق أجرة قبل بدء الحرب، وكان يدبر أمور بيته، إلا أنه خسر سيارته ومنزله في حرب الإبادة إبان الاجتياح الكبير لمدينة خان يونس.
يقول لمراسلنا: الآن لا نستطيع تدبر أمورنا، ولا شراء الطحين الذي بات سعره أكبر من طاقتنا بمراحل، وأما باقي الأمور والمستلزمات فهي بغلاء فاحش جدًا.
“قمّة” الرياض لم تنجح حتى في إدخال كيس طحين إلى #غزة!
يقول الصحافي الفلسطيني، محمد شكري، “منذ فترة والناس يأكلون الطحين المسوَّس، يشاهدون الدود يتحرّك فيه ويأكلونه. أما اليوم، فحتى الطحين المسوَّس غير موجود في غزة. وبجانب هذا قتلٌ مستمرٌّ لا يتوقف، ولا أحدَ يتحرّك، لا حراكَ من… pic.twitter.com/P6qHh9bz0C
يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس التجويع الممنهج ضد السكان بعد فشله بتحقيق أهدافه من الحرب، عله يجد من يرفع الراية البيضاء، وهو واهم حسب المعصوابي.
وكثيرًا ما اتهمت جهات أممية الاحتلال الإسرائيلي بممارسة التجويع ضد سكان قطاع غزة كسلاح فتاك، وأنها تحرمهم أساسيات الحياة والبقاء.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن التزامه بتقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة في غزة، مشيراً إلى أن الإمدادات في وسط وجنوب القطاع تنفد. أضاف: بذلنا قصارى جهدنا لإدخال المزيد من المساعدات الغذائية لغزة، لكن الاستجابة الإنسانية للاحتياجات في القطاع توشك على الانهيار مع ازدياد خطر المجاعة.
ارتفاع حاد في أسعار المستهلك بغزة
ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعا حادا نسبته 19.84% خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي مقارنة مع شهر أيلول/سبتمبر.
ويعود السبب الرئيسي لارتفاع مؤشر غلاء المعيشة في قطاع غزة إلى ارتفاع أسعار معظم السلع نتيجة ندرتها جراء عدوان الاحتلال المستمر منذ أكثر من عام، وما يرافقه من حصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
شبح المجاعة يخيّم على وسط وجنوب #غزة.. أزمة دقيق وساعات انتظار لرغيف الخبز@abdallahmiqdad pic.twitter.com/JsTQFrnmFe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 21, 2024وخلال تشرين الأول/أكتوبر، بلغ متوسط سعر السميد 24 شيقلا/كغم، واسطوانة الغاز 680 شيقلا/اسطوانة 12 كغم، وعدس حب جاف 14 شيقلا/كغم، وحمص حب جاف 22 شيقلا/كغم، وفول حب 14 شيقلا/كغم، وفاصولياء ناشفة حب 10 شواقل/كغم، والبصل الناشف 96 شيقلا/كغم، والثوم الناشف 223 شيقلا/كغم، وزيت الزيتون 71 شيقلا/كغم، وزيت عباد الشمس 106 شواقل/3 لتر، والسكر 38 شيقلا/كغم، والدجاج 86 شيقلا/كغم، والبطاطا 66 شيقلا/كغم، والبيض 189 شيقلا/2 كغم، والملح 6 شواقل/كغم، والبرغل 10 شواقل/كغم، ومياه معدنية 4 شواقل/1.5 لتر، والقهوة 108 شواقل/كغم، وسمك البوري 200 شيقل/كغم، والمعكرونة 4 شواقل/350 غم، والديزل 57 شيقلا/لتر، والبندورة بيوت بلاستيكية 99 شيقلا/كغم، والكوسا 25 شيقلا/كغم، والباذنجان 27 شيقلا/كغم، وملوخية خضراء مفرطة 53 شيقلا/كغم، والفليفلة الملونة 65 شيقلا/كغم، وحبوب الأطفال (سيرلاك) 33 شيقلا/علبة 400 غم.
وعلى مدى 12 شهرا، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعا بنسبة 359% في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقارنة مع الشهر المناظر من العام 2023.
وأسفرت حرب الإبادة وعدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن استشهاد 44,056 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,268 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
شاهد…
الكارثة الانسانية حيث تجمع آلاف الفلسطينيين أمام مستودع "دير البلح" التابع للأمم المتحدة من أجل الحصول على قليل من الدقيق !!
الشعب الفلسطيني يموت من الجوع، والعالم يتفرج،
والاونروا تساهم في تجويع وقهر الفلسطينيين !! pic.twitter.com/p2M7I2We5d
إغلاق المعابر يفاقم الأزمة
وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، أن الأزمة تفاقمت بسبب إغلاق المعابر والاكتفاء بإدخال 20 إلى 30 شاحنة في اليوم الواحد، يتم سرقة نصفها من قبل عصابات تحظى بحماية من جيش الاحتلال. بالتالي، يصل إلى الأسواق القليل من البضاعة، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب وقلة العرض، بالإضافة إلى استهداف الاحتلال للمحال والأسواق التجارية وسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني.
وقال الثوابتة في تصريح صحفي إن “المنظمات الدولية فشلت في إدخال الدقيق إلى غزة”، متوقعاً أن “يكون هناك حل للأمر خلال الأيام المقبلة في حال ضغط المجتمع الدولي على الاحتلال”.
يضيف: “حتى اللحظة الأزمة كبيرة وحقيقية”، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني من خلال إغلاق المعابر ومنع تمرير المساعدات والطحين والمواد الغذائية.
وعن انعكاس الأزمة على حياة الناس، يوضح: “هناك مليونا نازح يعتمدون على المساعدات التي لا تدخل، ليجد النازح نصف وجبة كل ثلاثة أيام، وهذا يعمق الأزمة بشكل كبير”.
ولفت إلى وجود 3500 طفل دون سن الخامسة بحاجة لحليب الأطفال والمكملات الغذائية والحليب العلاجي، وهي غير متوفرة ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات، إضافة لاكتظاظ المستشفيات ونقص الغذاء والحليب.
وتطرق إلى ظاهرة سرقة المساعدات، مؤكداً أن الجهات الحكومية في غزة بذلت جهوداً كبيرة من أجل منع السرقة وملاحقة المجرمين، لافتاً إلى أن الاحتلال يمنح العصابات التغطية الكاملة من الطائرات لتسهيل سرقة المساعدات ومنع اعتقالهم.
نذر مجاعة تلوح في غزة مع تقييد إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع ونفاد الدقيق pic.twitter.com/jqg6RpzdrY
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 20, 2024