ما الذي ينتظر الجيش بعد وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
كتب عماد مرمل في"الجمهورية": تنتظر الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة تحدّيات كبرى، خصوصاً انّه سيعزز انتشاره في جنوب الليطاني وسيكون ركيزة تطبيق القرار 1701 في تلك المنطقة، إضافة إلى استمراره في تحمّل المسؤوليات الأمنية في المناطق اللبنانية الأخرى. لَكن الدور الحيوي الذي سيناط بالجيش في الجنوب بعد سريان وقف إطلاق النار، لم يكن كافياً لحمايته من الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة التي اتخذت طابع الاستهداف المتعمّد والمتكرّر حتى تجاوز عدد الشهداء العسكريين الأربعين، إلى جانب سقوط عشرات الجرحى.
بل لعل هذا الدور المرتقب كان أحد اسباب الاستهداف المقصود للجيش، وفق مصادر رسمية، استنتجت بأنّه كان يُراد من خلال الاعتداءات الإسرائيلية على المراكز العسكرية إيصال رسالة دموية إلى المؤسسة العسكرية بأنّ عليها أن تفك علاقة
التعاون والتنسيق التي كانت سائدة بينها وبين «حزب الله »، وأن تستعد لمهمّة من نوع مختلف تتناسب مع مقتضيات المرحلة الجديدة، ولو أدّى ذلك إلى الاحتكاك بالبيئة الشعبية في البلدات والقرى.
وتلفت المصادر الرسمية إلى أنّ الجيش يدرك حجم المسؤولية المناطة به لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، وهو سيكون حريصاً على تنفيذ ما يتوجب عليه ضمن القرار 1701 ، لكنه من جهة ليس معادياً للناس وإنما حاضناً لهم، ومن جهة أخرى هو ليس حرس حدود لإسرائيل بل حامي الحدود اللبنانية بالدرجة الأولى.
وتشير المصادر الرسمية إلى انّه لا يجوز أن يبقى الجيش مكشوفاً في مراكزه داخل المنطقة الحدودية، كما كان خلال شهرين من الحرب الواسعة، نتيجة افتقاره إلى الوسائل الدفاعية الضرورية، ما اضطره إلى اعادة التموضع والانسحاب من بعض المواقع في الخط الأمامي لحماية عناصره.
وتشدّد المصادر على ضرورة وضع استراتيجية او سياسة دفاعية تلحظ مستقبلاً تسليح الجيش بأنظمة صاروخية ومعدات متطورة، وتجهيزه بأفواج قتالية مدرّبة على خوض حرب العصابات وتكون لديها مرونة ميدانية على الارض لكي تستطيع تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات حماية لبنان في مواجهة أي اعتداء اسرائيلي.
وتلفت المصادر إلى أنّ هذا الشأن يقع على عاتق مجلس الوزراء الذي يشكّل مركز القرار السياسي، وهو المعني بإقرار خطة تطويرية للجيش، إمكانات ووظيفة، حتى يصبح على مقدار آمال اللبنانيين وطموحاتهم عندما يتعرّض بلدهم لأي تهديد او
خطر خارجي، خصوصاً من الكيان الإسرائيلي.
وتنبّه المصادر إلى انّه من غير المقبول أن يظل الجيش في موقع من يواجه التحدّيات باللحم الحي وبالزجل السياسي، معتبرة انّ الوقت حان لتسييل العواطف الداخلية والخارجية إلى قدرات حقيقية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب حريص على وقف كامل لإطلاق النار في غزة
شعبان بلال (رفح)
أخبار ذات صلةشدد مؤسس ورئيس مجموعة «عرب أميركيون من أجل السلام»، الدكتور بشارة بحبح، على أن استمرار وقف إطلاق النار في غزة مطلب أساس لإمكانية وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، موضحاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حريص جداً على وقف كامل لإطلاق النار، رغم التصريحات التي يمكن تفسيرها من قبل البعض كتأييد لإسرائيل.
وقال الدكتور بشارة بحبح، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن خرق وقف إطلاق النار يمكن أن يشدد من المواقف العربية تجاه إسرائيل، مستبعداً إمكانية اندلاع الحرب مجدداً لأن ذلك سيؤدي أيضاً إلى خلاف كبير بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وأشار بحبح، الذي التقى ترامب أكثر من مرة خلال الفترة الماضية لتحقيق السلام في غزة، إلى أن إسرائيل كانت وما تزال تقوم بخرق اتفاقية وقف إطلاق النار، معتبراً قيامها بوقف دخول المساعدات انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية، وابتزازاً مرفوضاً على جميع الأصعدة.
في الأثناء، وصف المبعوث الأميركي الذي أجرى محادثات مباشرة غير مسبوقة مع حركة حماس الاجتماع بأنه مفيد جدا، معرباً عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة «في غضون أسابيع».
وقال بوهلر إنه يتفهم انزعاج إسرائيل من إجراء الولايات المتحدة محادثات مع حماس، مشيرا إلى أنه كان يسعى إلى تحريك المفاوضات الهشة.
وتابع في نهاية المطاف، أعتقد أنه كان اجتماعا مفيدا جدا، مضيفا أعتقد أنه يمكن التوصل إلى شيء ما في غضون أسابيع، باعتقادي هناك اتفاق يمكنهم عبره إطلاق سراح جميع الرهائن، وليس الأميركيين فقط.