التمديد الثاني لقائد الجيش يمرّ باقتراح قانون غدا والتيار على موقفه: لن نحضر...
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
كتب كمال ذبيان في" الديار": تتزاحم اقتراحات القوانين حول التمديد والتي بلغت الستة، تقدمت بها كتل نيابية ونواب، وكل منها، يرى التمديد من وجهة نظر مختلفة عن الآخر، وان كانت تنطلق من التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وللمرة الثانية، في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ اكثر من عامين، وحصول شلل في المؤسسات الدستورية.
فالدعوة الى جلسة تشريعية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الخميس، وعلى جدول اعمالها سبعة اقتراحات قوانين من بينها، التمديد لقائد الجيش، الذي ناله العام الماضي ولمدة سنة واحدة، وحصل عليه معه المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ولم يشمل قادة اجهزة امنية اخرى، لم يحن وقت احالتهم الى التقاعد كالمدير العام بالانابة للامن العام اللواء الياس البيسري والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا.
والتمديد الثاني لقائد الجيش سيحصل، وهو يحظى بتأييد لبناني، كيلا يحصل فراغ في قيادة الجيش، مع عدم توقيع وزير الدفاع موريس سليم لمرسوم تعيين رئيس الاركان اللواء حسان عوده، الذي كان تلقائيا وقانونياً يحل مكان قائد الجيش في حال تقاعده او سفره، وهذا ما فرض العودة الثانية للتمديد للعماد عون وباقتراح قدمته كتلة "الجمهورية القوية" لنواب "القوات اللبنانية"، التي حصرت التمديد بقائد الجيش، لكن كتلا اخرى تقدمت باقتراحات تؤيد التمديد لقائد الجيش على ان يشمل هذه المرة كل قادة الاجهزة الامنية، كما في اقتراح "كتلة الاعتدال الوطني"، التي تقول مصادرها، انها متمسكة به، وهي منفتحة على النقاش حول اقتراحات اخرى.
فكتلة "لبنان القوي" التي يرأسها النائب جبران باسيل، ونقص عدد نوابها الى حوالى العشرة، لن تحضر الجلسة النيابية التي سيطرح فيها التمديد لقائد الجيش، وهي على موقفها الثابت الذي اخذته في التمديد الاول يقول عضو الكتلة النائب غسان عطاالله لـ "الديار"، لان هذا الموضوع ليس من اختصاص مجلس النواب بل الحكومة، التي رمى رئيسها نجيب ميقاتي الكرة في ملعب مجلس النواب، الذي عليه ان يلتئم لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا حاجة عندئذ الى التمديد، عندها تنتظم المؤسسات الدستورية وتقوم بعملها.
فالحل ليس بالتمديد سواء لقائد الجيش او غيره يقول عطاالله، بل باعتماد الآلية القانونية، التي تأتي بالموظف الاعلى رتبة، وهذا ما حصل في حاكمية مصرف لبنان باستلام نائب الحاكم الاول وسيم منصوري، بعد انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، وايضاً في الامن العام عند احالة المدير العام اللواء عباس ابراهيم للتقاعد، فحل مكانه اللواء الياس البيسري، وهو الاجراء الذي كان يجب ان يحصل في قيادة الجيش يقول عطاالله، الذي لا يخفي بانه سعى مع كتلته بان يوقع الوزير سليم مرسوم تعيين اللواء عوده رئيساً للاركان، وتم بحث هذا الموضوع مع وليد جنبلاط، الذي لم يكن ممانعاً، لكنه غير متحمس.
فموقف "التيار الوطني الحر" من معارضة التمديد لقائد الجيش، يربطه البعض بطموحات قائد الجيش برئاسة الجمهورية، وادائه غير المرغوب به من رئيس التيار باسيل، فان كتلاً نيابية تطالب بان يشمل التمديد كل موظفي القطاع العام كاقتراح "كتلة التوافق الوطني"، الذي تضم النواب فيصل كرامي وعدنان طرابلسي وطه ناجي وحسن مراد ومحمد يحيى، لان الفراغات ستشمل كل القطاعات العسكرية والامنية والقضائية والديبلوماسية والادراية، فلماذا حصرها بشخص او اكثر، تقول مصادرها، وفي قادة المؤسسات العسكرية والامنية، والتي يرغب النائب جميل السيد بان يكون التمديد لضباط من رتبة عميد وما فوق، وبعضهم يتسلم مسؤوليات اساسية في المؤسسة العسكرية.
وسبق لتكتل "اللقاء الديموقراطي" ان طرح باسمه النائب بلال عبدالله اقتراحات يرفع سن التقاعد لكل الموظفين في جميع الفئات والوظائف العامة دون استثناء، فيتساوى الجميع امام القانون، تقول مصادر في اللقاء الذي سيعرض اقتراحه، لكنه لن يقف حجر عثرة امام التمديد لقائد الجيش وغيره، وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
ولم تأخذ "كتلة التحرير والتنمية" قرارها بعد في الاقتراحات المقدمة، وهي ستتشاور مع بعضها في هذا الموضوع، وقد تعقد اجتماعاً لها برئاسة بري لتقرر توجهها، والذي ترى مصادرها ان يكون التمديد شاملاً لجميع القطاعات، واذا تم حصره بقادة الاجهزة الامنية والعسكرية ومن هو فيها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش
إقرأ أيضاً:
ما الذي ينتظر الجيش بعد وقف إطلاق النار؟
كتب عماد مرمل في"الجمهورية": تنتظر الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة تحدّيات كبرى، خصوصاً انّه سيعزز انتشاره في جنوب الليطاني وسيكون ركيزة تطبيق القرار 1701 في تلك المنطقة، إضافة إلى استمراره في تحمّل المسؤوليات الأمنية في المناطق اللبنانية الأخرى. لَكن الدور الحيوي الذي سيناط بالجيش في الجنوب بعد سريان وقف إطلاق النار، لم يكن كافياً لحمايته من الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة التي اتخذت طابع الاستهداف المتعمّد والمتكرّر حتى تجاوز عدد الشهداء العسكريين الأربعين، إلى جانب سقوط عشرات الجرحى.
بل لعل هذا الدور المرتقب كان أحد اسباب الاستهداف المقصود للجيش، وفق مصادر رسمية، استنتجت بأنّه كان يُراد من خلال الاعتداءات الإسرائيلية على المراكز العسكرية إيصال رسالة دموية إلى المؤسسة العسكرية بأنّ عليها أن تفك علاقة
التعاون والتنسيق التي كانت سائدة بينها وبين «حزب الله »، وأن تستعد لمهمّة من نوع مختلف تتناسب مع مقتضيات المرحلة الجديدة، ولو أدّى ذلك إلى الاحتكاك بالبيئة الشعبية في البلدات والقرى.
وتلفت المصادر الرسمية إلى أنّ الجيش يدرك حجم المسؤولية المناطة به لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، وهو سيكون حريصاً على تنفيذ ما يتوجب عليه ضمن القرار 1701 ، لكنه من جهة ليس معادياً للناس وإنما حاضناً لهم، ومن جهة أخرى هو ليس حرس حدود لإسرائيل بل حامي الحدود اللبنانية بالدرجة الأولى.
وتشير المصادر الرسمية إلى انّه لا يجوز أن يبقى الجيش مكشوفاً في مراكزه داخل المنطقة الحدودية، كما كان خلال شهرين من الحرب الواسعة، نتيجة افتقاره إلى الوسائل الدفاعية الضرورية، ما اضطره إلى اعادة التموضع والانسحاب من بعض المواقع في الخط الأمامي لحماية عناصره.
وتشدّد المصادر على ضرورة وضع استراتيجية او سياسة دفاعية تلحظ مستقبلاً تسليح الجيش بأنظمة صاروخية ومعدات متطورة، وتجهيزه بأفواج قتالية مدرّبة على خوض حرب العصابات وتكون لديها مرونة ميدانية على الارض لكي تستطيع تأمين الحدّ الأدنى من متطلبات حماية لبنان في مواجهة أي اعتداء اسرائيلي.
وتلفت المصادر إلى أنّ هذا الشأن يقع على عاتق مجلس الوزراء الذي يشكّل مركز القرار السياسي، وهو المعني بإقرار خطة تطويرية للجيش، إمكانات ووظيفة، حتى يصبح على مقدار آمال اللبنانيين وطموحاتهم عندما يتعرّض بلدهم لأي تهديد او
خطر خارجي، خصوصاً من الكيان الإسرائيلي.
وتنبّه المصادر إلى انّه من غير المقبول أن يظل الجيش في موقع من يواجه التحدّيات باللحم الحي وبالزجل السياسي، معتبرة انّ الوقت حان لتسييل العواطف الداخلية والخارجية إلى قدرات حقيقية.