لبنان ٢٤:
2025-04-01@05:52:18 GMT

يا ملك النصر…!

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

كتب نبيل ابو منصف في" النهار": لعل بقايا آمالنا لن تخيب غداً إن غابت شعائر وشعارات "النصر" الزائفة الكاذبة المخادعة الممعنة في الإنكار عن مشهد مرعب لخراب ودمار وضحايا لم يسبق للبنان أن عرفه في كل تجارب الحروب عليه وفيه وعبره. قبل عقود، وفي إحدى روائعهم، استبق الأخوان رحباني لحظة نهاية حرب كلفت ما كلفت، فغنت فيروز "يا ملك النصر" ليوقف الساعة الآتية.

كان ذاك "نصراً" فكيف الآن وغداً ونحن أمام مشهد انسحاق خيالي لا يجسّد سوى أسوأ الهزائم لمن أشعل الحرب ولمن زجّهم فيها، أياً كان وسيكون شعار وتبرير وفلسفة الذين دأبوا على ربط لبنان بالساحات الإقليمية إلى حدود انتحارهم وزجّ لبنان معهم في هذه المقتلة الكارثية؟ 
بدأ منذ ما قبل إعلان اتفاق وقف النار على خلفية تعويم القرار 1701 ما كان متوقعاً من جانب "الفريق الممانع"، ولا ندري كيف يجوز بعد المضيّ في هذه التسمية، إعلاء شارات الإنكار المماثل لذاك الذي صاحب وواكب الانزلاق القاتل إلى استدراج إسرائيل إلى حرب شكلت الضربة شبه الساحقة لقدرات "حزب الله" فوق ركام معظم لبنان. ومع الضجيج الصاخب الذي سيصمّ آذان اللبنانيين حول توصيف طبيعة الاتفاق بعد وقف الحرب، وإن لم تطلع علينا مفاجآت لا يمكن إسقاطها من الحسابات، قد يكون من الأفضل تبسيط الأمور بسرعة لجهة تخيّل مئات ألوف اللبنانيين العائدين إلى ركام أعمارهم الذي سيتجسّد فوق ركام المنازل والبلدات والقرى المدمرة، والسؤال: أين النصر؟ وكم كلف؟ وأيّ هزيمة أفظع من خسائر كهذه؟ وماذا عن زاعمي النصر إذا زعموا؟ وكيف يمكن ادعاء النصر أمام مقتلة ذهبت بكل منطق الممانعة الذي جعل "حزب الله" وكل مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تحديداً أثراً بعد عين تحت أعتى وحشية إسرائيلية إطلاقاً؟ 
لم يعد مبكراً، ولم يكن أساساً من المبكر في أي لحظة، فتح ملف الحرب منذ بداياتها ومنطلقاتها وليكن ما يكون في تداعيات لا بدّ آتية على مستوى سؤال الحزب عمّا لديه بعد لتبرير قراره الأحادي القاتل آنذاك بفتح المواجهة تحت شعار يظلل توظيف إيران له وللبنان وإذا بربط الساحات يفتك بلبنان ويدمّره شرّ تدمير ويكاد يجهز على "الحزب المقاوم" في تصفية لم تشهد الحروب التقليدية أو الحديثة مثيلاً لها. الآتي بعد هذه الحرب لا يشبه أياً من التجارب السابقة لأنها الحرب التي كان من غير المسموح إطلاقاً ألا يتم تجنبها في ظل انجراف مخيف في الحسابات التي زجّت بلبنان فيها. 
وأما أن يعقب الحرب مضيّ فريق الإنكار في سياسات الانتحار ونحر لبنان تحت وطأة مزاعم الانتصار على إسرائيل لكي ينبري الممانعون إلى الداخل بسياسات أسوأ من الانتحار، فهذا ما نعتقد سلفاً أنه سيشكل الدليل القاطع الاستباقي على أن زمان ما قبل هذا الانتحار لم يعد صالحاً لما بعده! ومهما تكن طبيعة ذاك الشيء الذي سيوقف الحرب، فهو شيء أكبر بكثير من الخفة والاستخفاف باللبنانيين بحيث يصوّره لهم الفريق الممانع بأنه صنيعة بطولات لا مكان فيها للحقائق الموجعة القاسية ولو على ركام معظم لبنان. ستبدأ الآن جردة الحرب، فأوقفوا الساعة الآتية!  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وسط رايات حزب الله : "عيد حزين" في جنوب لبنان قرب قبور أحباء قضوا في الحرب

عيترون (لبنان) - أحيا سكان في جنوب لبنان الإثنين عيد الفطر بغصّة في قراهم المدمّرة بفعل المواجهة الدامية بين حزب الله واسرائيل، بينما اكتظت مقابر بزوّار جاؤوا يصلّون لأحباء قضوا في الحرب.

في بلدة عيترون الحدودية مع اسرائيل، أحضر الزوار في اليوم الأول من عيد الفطر الذي يحتفل فيه معظم المسلمين الشيعة في لبنان الاثنين، ورودا بألوان زاهية كسرت السواد الذي خيّم على ملابس الحاضرين في مقبرة أنشئت حديثا لدفن أكثر من مئة قتيل من سكان القرية قضوا في غارات إسرائيلية ومنهم مقاتلون من حزب الله.

وزيارة الموتى تقليد في اليوم لاأول من عيد الفطر كل سنة.

ووسط رايات حزب الله التي رفعت بين الحضور، لم تتمالك نسوة متشحات بالسواد أنفسهن وهن يقرأن الفاتحة فوق قبر أب أو شقيق أو زوج. ومن بينهن سهام فتوني التي فقدت ابنها المسعف في الهيئة الصحية الاسلامية التابعة للحزب.

وتقول فتوني وهي تقف قرب قبر ابنها "لقد تحدينا العالم أجمع بوقوفنا هنا الآن في قلب عيترون لنحتفل بعيد الفطر مع شهدائنا الذين مكنتنا دماؤهم من العودة إلى قريتنا".

ومنذ التوصل الى وقف لإطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أكثر من سنة على مواجهة دامية، عاد عدد من السكان الى مناطقهم التي كانوا هجروا منها.

ولا ينفك حزب الله وأنصاره يتحدثون عن "نصر"، بينما من الواضح أن الحرب التي قتلت خلالها إسرائيل العديد من قيادات الحزب ودمّرت جزءا كبيرا من ترسانته وبناه التحتية، أضعفت الحزب الى حدّ كبير.

في المكان، جلست طفلة قرب قبر امرأة، حاملة صورة لها محاطة بالزهور وعلى وجهها ملامح حيرة.

ومن بين الصور التي ارتفعت فوق شواهد القبور، صورة رضيعة، وأخرى لشاب بزي عسكري.

وبينما قرأت سيدة صفحات من القرآن الكريم، خرق صوت منشد الصمت ليرثي الموتى، وسط وجوم ساد وجوه الحاضرين الذين انهمرت دموعهم.

ووزّع بعض الحاضرين الحلوى والمأكولات على وافدين من قرى مجاورة.

ويقول المزارع سليم السيد (60 عاما) من قرية عيترون "يختلف العيد هذا العام عن الأعياد في السنوات الماضية(...). تعيش عيترون التي قدّمت اكثر من 120 شهيدا، عدد كبير منهم من النساء والاطفال، عيدا حزينا".

ويتدارك الرجل "لكن إرادة الحياة ستبقى أقوى من الموت".

- حزن "عارم" -
وعلى غرار معظم القرى الحدودية في جنوب لبنان، يسود الدمار عيترون وقد لحق بالمنازل والبنى التحتية وحال دون عودة الغالبية الساحقة من السكان للعيش في قريتهم. إلا أن قلة ممن نجت بيوتهم من الدمار، عادوا، وفتح عدد من المتاجر أبوابه.

وتأخرت عودة سكان عيترون إلى حين الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية منها في 18 شباط/فبراير.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب. إلا أنه أبقى على وجوده في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّله الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود. ويطالب لبنان بانسحابه منها.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على لبنان وتقول إنها تضرب أهدافا عسكرية لحزب الله في جنوب البلاد وشرقها. وتتهم الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية ومنعه من التواجد في المنطقة الحدودية.

وبلغ التصعيد ذروته الجمعة عندما قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إطلاق صاروخين باتجاهها من جنوب لبنان.

في عيترون أيضا، يقول سائق الأجرة عماد حجازي (55 عاما) "على الرغم من المخاطر الأمنية، فان معظم الناس جاؤوا لتمضية اليوم الأول لعيد الفطر، الى جانب الشهداء الموتى من أبناء القرية".

ويكمل "الحزن كان عارما وكل الناس في حالة تأثر"، مضيفا "فقدت 23 شخصا من أقاربي في غارة إسرائيلية... وشعرت بالخجل من أن أقدّم التهاني بالعيد لعائلتي أو أصدقائي".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • هل باتت القدس أبعد؟
  • انتصر لغزة وأفشل العدوان: اليمن في ذكرى الصمود الوطني يُرتل نشيد النصر
  • فوق ركام منازلهم ومساجدهم.. أهالي جنوب لبنان يحيون عيد الفطر
  • وسط رايات حزب الله : "عيد حزين" في جنوب لبنان قرب قبور أحباء قضوا في الحرب
  • حتى إقامة دولة فلسطينية..حماس تتعهد بالمضي في الحرب
  • الغزيّون يصلّون العيد على ركام المساجد رغم تواصل حرب الإبادة
  • قصف جسور وكهرباء لبنان.. هذا ما قد تفعله إسرائيل
  • البرهان يُعلن: سنواصل الحرب حتى النصر
  • توقف الحرب… من الذي كان وراءه