في ظل التوترات المستمرة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، طلبت تل أبيب من واشنطن تعهدات واضحة بتزويدها بأي معلومات متعلقة بخرق محتمل للاتفاق من جانب حزب الله. هذا الطلب يأتي في وقت حساس حيث تأمل إسرائيل في أن يسهم الاتفاق في تهدئة الوضع على الحدود اللبنانية، ولكنها تخشى من أن أي خرق للهدنة من قبل الحزب قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع بشكل خطير.

بث إسرائيل يوضح عدم وجود منطقة عازلة في الاتفاق

في وقت لاحق، أوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك البث الإسرائيلي، أن الاتفاق لا يتضمن أي بند يتعلق بإنشاء منطقة عازلة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية. على الرغم من التوقعات السابقة بأن يتم تضمين هذا البند في الاتفاق لضمان أمن المدنيين في المنطقة، إلا أن البث الإسرائيلي شدد على أن الاتفاق الحالي يركز فقط على وقف إطلاق النار بين الطرفين دون أن يتطرق إلى تحديد مناطق فاصلة بينهما.

هذا التوضيح أثار تساؤلات حول فعالية الاتفاق في ضمان حماية المدنيين في الجنوب اللبناني، خاصة في ظل استمرار التوترات بين إسرائيل وحزب الله. من جانب آخر، يعتقد بعض المحللين أن عدم وجود منطقة عازلة قد يزيد من احتمالية اندلاع اشتباكات متجددة في المستقبل، حيث يبقى المجال مفتوحًا للمناوشات العسكرية بين الطرفين.

بنود الاتفاق الرئيسيةبنود الاتفاق الرئيسية

سريان الاتفاق: دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الرابعة فجرًا بتوقيت لبنان (الثانية فجرًا بتوقيت غرينتش)، حيث ساد الهدوء في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ليلة من الغارات الجوية الإسرائيلية. هذه الغارات كانت آخر موجة من الهجمات قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

تحذيرات من العودة للمنازل: طلب الجيش الإسرائيلي من سكان جنوب لبنان "عدم العودة إلى منازلهم حتى تحديد موعد لذلك"، في خطوة تهدف إلى ضمان سلامتهم وعدم تعرضهم للخطر. هذا التحذير يعكس المخاوف من حدوث خروقات أمنية بعد سريان الاتفاق.

الضربات الأخيرة: قبيل سريان وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل موجة عنيفة من الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا، في محاولات لإضعاف حزب الله قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ. هذه الضربات كانت بمثابة رسالة إٍسرائيلية بأن قواتها ستواصل استهداف أي تهديد قبل سريان الاتفاق.

وساطة أمريكية: تم التوصل إلى الاتفاق بوساطة الولايات المتحدة، وهو يمثل أول خطوة رئيسية نحو إنهاء الاضطرابات في المنطقة التي تفاقمت بعد اندلاع الحرب في أكتوبر من العام الماضي. هذه الوساطة أثبتت فاعليتها في التأثير على الأطراف المتصارعة.

الترحيب الرسمي: رحب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي بالاتفاق، مشيرًا إلى أنه خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى مناطقهم. هذا الترحيب يعكس الأمل في أن يكون الاتفاق بداية لمرحلة من السلام في البلاد.

أجواء ما بعد سريان الاتفاق

مع سريان وقف إطلاق النار، خيمت حالة من الهدوء الحذر على العاصمة بيروت ومحيطها، في انتظار التزام كافة الأطراف ببنود الاتفاق. هذا التحول يأتي بعد أسابيع من التوتر والعمليات العسكرية العنيفة بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، وسط تصاعد المطالب بوقف إطلاق النار في ظل الضغوط الدولية والمحلية على الأطراف المتصارعة. العديد من المواطنين اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبر نتائج الاتفاق، آملًا أن يعيد الاستقرار إلى مناطقهم.

هذا الاتفاق، الذي جاء بعد أسوأ تصعيد شهدته الضاحية الجنوبية منذ بداية الصراع، يعد بمثابة نقطة تحول في المساعي نحو إرساء السلام في لبنان والمنطقة بأسرها. إذا ما تم الالتزام به، يمكن أن يمثل خطوة هامة نحو إعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية والعمل على معالجة القضايا الأساسية التي أدت إلى اندلاع الصراع في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار حزب الله اسرائيل الولايات المتحدة الضاحية الجنوبية غارات جوية لبنان نجيب ميقاتي الوساطة الامريكية المنطقة العازلة التوترات الأمنية وقف إطلاق النار سریان الاتفاق حزب الله

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: الاحتلال مستمر في خروقاته منذ اتفاق وقف إطلاق النار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال إسكندر خشاشو كاتب وباحث سياسي، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في خروقاته ولم يتوقف منذ الاتفاق عن هذه الخروقات، فقد نفذ غارات في منطقة البقاع، تخترق مسيراته بيروت وهذا كله خارج الاتفاق.

وأضاف "خشاشو" خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن دولة الاحتلال تريد أن تثبت أن هناك منتصر في هذه الحرب وأنّ لها اليد العليا في هذا الاتفاق، وتؤكد للبنان والعالم أن ما سمي أثناء المناقشات بحُرية التحرك الجوي والبري لازال موجودًا.

وأوضح أن الاحتلال يعمل على ممارسة هذه الحرية تحت ذرائع كثيرة، مثل عدم تفكيك البنية التحتية لحزب الله وعدم انتشار الجيش في الجنوب وغيرها.

وتابع، أنّ الجيش اللبناني لا يمكن أن ينتشر في أماكن انتشار جيش الاحتلال وهذا غير مقبول نهائيا، فبحسب الاتفاق كان علي الجيش الإسرائيلي الانسحاب وانتشار الجيش اللبناني في لبنان، ولكن الاحتلال يريد أن يدخل الجيش اللبناني إلى بعض الأماكن وهم موجودين فيها و كأن الأمور ثابتة ولا توجد دولة محتلة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترتكب 8 خروقات جديدة بوقف إطلاق النار مع لبنان
  • باحث سياسي: الاحتلال مستمر في خروقاته منذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • ميقاتي: لبنان لم يُبلغ أي طرف بموقف إسرائيل بعد انقضاء الهدنة
  • ميقاتي: أبلغنا أمريكا وفرنسا بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية
  • الولايات المتحدة تطلب سحب تقرير منظمة رائدة يحذر من حدوث مجاعة في شمال غزة
  • حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بتأخير الاتفاق على وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يتهم حماس بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • ‏حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة مما أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تعلن تأجيل "هدنة غزة" بسبب شرط إسرائيلي