محمد مغربي يكتب: أين يتجه الذكاء الاصطناعي بقيادة ترامب وماسك؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
بتعبير الكاتب اللبنانى غسان شربل، رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، كانت لحظة فوز ترامب هى اللحظة التى ضبط العالم ساعته عليها، فى الكرملين جلس القيصر يعيد ترتيب الأوراق ويرسم سيناريوهات المعارك القادمة، وفى بكين جلس زعيم التنين الصينى مع مساعديه ليجهز البلاد لحرب اقتصادية شرسة وطويلة، أما فى الشرق الأوسط فاجتمعت الدول العربية فى قمة أسفرت عن رسالة موحدة بضرورة حل النزاعات، ووحده كان الخائف زيلينسكى الرئيس الأوكرانى الذى تلقى مكالمة استمرت 20 دقيقة مع ترامب كانت كلها طمأنة وتأكيداً على الدعم.
لكن فى تلك المكالمة، برز وجه آخر أثار التساؤل أكثر من اتصال ترامب نفسه، وهو وجه إيلون ماسك الذى شهد على المحادثة الهاتفية الخاصة، وخرجت صحف تتساءل عن دور ماسك فى الفترة المقبلة، فأغنى رجل فى العالم لم يكتفِ بدور رائد الأحلام، بل دخل حلبة السياسة ودعم ترامب الذى رد له الجميل بتعيينه وزيراً لكفاءة الحكومة، لكن كافة التقارير تؤكد أن دوره سيكون أكبر من ذلك بكثير، ولأن الجميع ضبط ساعته، فشركات الذكاء الاصطناعى بوجود ماسك فى الواجهة، كانت هى الأخرى تحاول التنبؤ بالمستقبل خلال السنوات المقبلة.
ولأن ترامب ليس رئيساً جديداً، وتولى تلك المهمة لمدة 4 سنوات من قبل، يمكننا استعراض سجله فى هذا القطاع فى الفترة من 2017 وحتى 2021 لنجد أنه أثَّر بشكل ملحوظ على قطاع التكنولوجيا من خلال سياسته التى كان أبرز ملامحها الحرب التجارية مع الصين والتى شكّلت أبرز العوامل التى أثرت على قطاع التكنولوجيا، إذ فرض ترامب عقوبات اقتصادية على شركات صينية مثل هواوى، ما دفع الشركات الأمريكية إلى البحث عن بدائل وتقوية سلاسل الإمداد المحلية.
كما شهد عصر ترامب توجيه استثمارات ضخمة لتطوير التكنولوجيا المحلية، فعلى سبيل المثال أطلق برامج لدعم الشركات الناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى والحوسبة الكمية، وشجّع شركات مثل مايكروسوفت وأمازون على الاستثمار فى البحث والتطوير، كما أدى تخفيض الضرائب على الشركات إلى زيادة الأرباح التكنولوجية مثل أبل وتسلا، ما منحها سيولة أكبر للابتكار والاستثمار.
هكذا كانت الفترة الأولى لترامب، خليطاً من الصفقات الكُبرى وتخفيضات الضرائب وتحفيز الابتكار، وهو ما يبدو استمراره فى الولاية الثانية التى ستبدأ رسمياً يناير المقبل، فنظرة واحدة إلى برنامج الرئيس الجديد تثبت أنه يركز على إعادة بناء الاقتصاد الأمريكى وفى القلب منه قطاع التكنولوجيا الذى يخطط ترامب إلى تحفيز الشركات المحلية على الاستثمار فيه، بجانب الأمن السيبرانى الذى يجسّد لديه أولوية لمواجهة التحديات المستقبلية، بجانب تشجيع ريادة الأعمال ودعم الشركات الناشئة وتقديم تسهيلات ضريبية للمستثمرين.
أما الذكاء الاصطناعى فيبدو أنه سيحظى بنصيب الأسد تحت قيادة ترامب، إذ من المتوقع أن يلعب هذا المجال دوراً مركزياً فى أى سياسة تكنولوجية أمريكية، ويُرجَّح أن يزداد التمويل الحكومى لمشروعات الذكاء الاصطناعى، خاصة تلك التى تخدم الصناعات الدفاعية والأمنية.
ويُعد تحالف ترامب مع إيلون ماسك أبرز الأدلة على ذلك، فمن المحتمل أن يتولى الأخير بخبرته تسريع خطط أمريكا لبناء مصانع متطورة ومراكز بحثية تعزز ريادتها فى الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى توسيع مشروعات استكشاف الفضاء واستخدام الذكاء الاصطناعى فى الصناعات الفضائية والدفاعية، وتقديم حلول تقنية مبتكرة تجاه التغير المناخى.
رغم ذلك فإن هذا التحالف يواجه عدة تحديات، أبرزها أن بعض قطاعات التكنولوجيا تعارض ترامب، وظهر ذلك جلياً فى شركات عملاقة مثل جوجل وفيس بوك، كما أن سياسة ترامب المتساهلة تجاه الانبعاثات قد تتعارض مع توجهات التكنولوجيا الخضراء، وكذلك تحتاج أمريكا إلى تسريع وتيرة الابتكار للحفاظ على صدارتها أمام الصين والاتحاد الأوروبى.
وخلاصة القول، أن نجاح ترامب قد يعيد تشكيل مشهد التكنولوجيا بالكامل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى فى العالم أجمع، خاصة مع تحالفه مع إيلون ماسك، لكن تكلفة هذه التحولات ستعتمد فى المقام الأول على كيفية إدارة هذا التشكيل ومدى قدرة وفاعلية التحوّل بحيث يؤدى فى النهاية إلى فوائد اقتصادية قد تكون ضخمة حال تنفيذها بفاعلية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ترامب إيلون ماسك الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
متابعة بتجــرد: اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة كاذبة في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على موقعه الإخباري المحلي “كومبران لايف” (Cwmbran Life)، ولكنه صُدم عندما اكتشف أن الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل يعتبر الأكاذيب التي كتبها حقيقة ويظهرها في مقدمة نتائج البحث، وفقا لتقرير نشره موقع “بي بي سي”.
وبحسب التقرير فإن بلاك البالغ من العمر 48 عاما بدأ بنشر قصصه الزائفة منذ عام 2018، وفي عام 2020 نشر قصة تزعم أن بلدة كومبران في ويلز سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع.
ورغم أنه عدل صياغة المقال في نفس اليوم ولكن عندما بحث عنه في الأول من أبريل/نيسان، صُدم وشعر بالقلق عندما رأى أن معلوماته الكاذبة تستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي من غوغل وتقدمها للمستخدمين على أنها حقيقة.
يُذكر أن بلاك قرر كتابة قصص كاذبة في يوم 1 أبريل/نيسان من كل عام بهدف المرح والتسلية، وقال إن زوجته كانت تساعده في إيجاد الأفكار، وفي عام 2020 استلهم فكرة قصته من كون كومبران بلدة جديدة حيث يكون ربط المنازل بالدوارات من أسهل طرق البناء والتنظيم.
وقال بلاك: “اختلقت عددا من الدوارات لكل كيلومتر مربع، ثم أضفت اقتباسا مزيفا من أحد السكان وبعدها ضغطت على زر نشر، ولقد لاقت القصة استحسانا كبيرا وضحك الناس عليها”.
وبعد ظهر ذلك اليوم أوضح بلاك أن القصة كانت عبارة عن “كذبة نيسان” وليست خبرا حقيقيا، ولكن في اليوم التالي شعر بالانزعاج عندما اكتشف أن موقعا إخباريا وطنيا نشر قصته دون إذنه، ورغم محاولاته في إزالة القصة فإنها لا تزال منشورة على الإنترنت.
وقال بلاك: “لقد نسيت أمر هذه القصة التي مر عليها 5 سنوات، ولكن عندما كنت أبحث عن القصص السابقة في يوم كذبة نيسان من هذا العام، تفاجأت بأن أداة غوغل للذكاء الاصطناعي وموقعا إلكترونيا لتعلم القيادة يستخدمان قصتي المزيفة ويظهران أن كومبران لديها أكبر عدد للدوارات المرورية في العالم”.
وأضاف “إنه لمن المخيف حقا أن يقوم شخص ما في أسكتلندا بالبحث عن الطرق في ويلز باستخدام غوغل ويجد قصة غير حقيقية” (..) “إنها ليست قصة خطيرة ولكن الخطير حقا هو كيف يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسهولة حتى لو كانت من مصدر إخباري موثوق، ورغم أنني غيرتها في نفس اليوم فإنها لا تزال تظهر على الإنترنت -فالإنترنت يفعل ما يحلو له- إنه أمر جنوني”.
ويرى بلاك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديدا للناشرين المستقلين، حيث تستخدم العديد من الأدوات محتواهم الأصلي دون إذن وتعيد تقديمه بأشكال مختلفة ليستفيد منها المستخدمون، وهذا قد يؤثر سلبا على زيارات مواقعهم.
وأشار إلى أن المواقع الإخبارية الكبرى أبرمت صفقات وتعاونت مع شركات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير متاح له كناشر مستقل.
ورغم أن بلاك لم ينشر قصة كاذبة هذا العام بسبب انشغاله، فإن هذه التجربة أثرت عليه وجعلته يقرر عدم نشر أي قصص كاذبة مرة أخرى.
2025-04-06Elie Abou Najemمقالات مشابهة إليسا تتصدّر بـ”أنا سكتين”.. ألبوم العام يكتسح المواقع7 دقائق مضت
“نادينا”..إضاءات سعودية مركزة من قلب الملاعب على MBC130 دقيقة مضت
“آسر”.. باسل خياط في رحلة انتقام وتصفية حسابات مع أصدقاء الماضي7 ساعات مضت
Privacy Policy |Copyright 2013-2021 Bitajarod All Rights Reserved © | Developed & Managed by XeyoX Interactiveإلى الأعلى