الحرة:
2025-02-05@17:33:02 GMT

ليمت المزارعون.. النووي يفاقم أزمة شح المياه في إيران

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ليمت المزارعون.. النووي يفاقم أزمة شح المياه في إيران

"ليمت المزارعون، عاش الظالمون!".. شعار ساخر  ردده عشرات من المزارعين الإيرانيين أثناء تظاهرة في بلدة بالقرب من أصفهان في مارس 2018 احتجاجا على إهمال السلطات مشكلة ندرة المياه في مناطقهم.

وعلى مدار سنوات منذ ذلك الحين، اندلعت احتجاجات في مدن إيرانية عدة حيث أدت مشكلة  المياه إلى تدمير مجتمعات تعيش على الزراعة بشكل أساسي.

إلى جانب تغير المناخ، يقول خبراء، أدى سوء إدارة الموارد في إيران إلى مفاقمة الأزمة على نحو كبير.

"من بين أسباب الأزمة بناء النظام الإيراني لسدود غير ضرورية، وتحويل الأنهار مما أدى إلى إتلاف تدفقات المياه الطبيعية ودورات المياه، فضلا عن استنزاف طبقات المياه الجوفية الحيوية" يقول أستاذ أمن البيئة والطاقة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، بول سوليفان.

تداعيات أزمة المياه تتجاوز ظروف المعيشية، وفق سوليفان، إذ من شأنها تهديد الاستقرار الداخلي، وكذلك العلاقات مع الجيران.

في يوليو 2021، شهدت مدن الإقليم العربي خوزستان المعروف أيضا باسم الأهواز في جنوب غربي إيران احتجاجات واسعة على شح المياه، واتهم المحتجون السلطات بسوء إدارة الأزمة. ويقول الصحفي الإيراني، مسعود الفك، إن تلك الاحتجاجات سرعان ما أخذت أبعادا قومية وسياسية.

ووفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث البرلمان الإيراني في ديسمبر 2023، أصبحت أزمة المياه في السنوات الأخيرة واحدة من أبرز التحديات التي تواجه إيران.

صور بحيرة أورميا في مارس 2014 صور بحيرة أورميا في 13 أغسطس 2011 (أعلى) وفي 25 أغسطس 1998 (أسفل)

و تعاني 11 مدينة كبرى في إيران يسكنها 37 مليون شخص من ضغوط مائية حادة، حيث أصبحت سدود تخزين المياه التي تخدم طهران شبه فارغة، بحسب دراسة نشرتها عام 2017 مجلة "ميد كريف" المتخصصة في أبحاث المياه حول العالم أجراها الأستاذ في قسم الهندسة المدنية والمائية والبيئية بجامعة الشهيد بهشتي الإيرانية على مريدي.

ويقول نائب رئيس مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيراني في واشنطن، علي رضا جعفر زاده، إن "من بين 85 مليون نسمة في إيران، يعيش حوالي 28 مليونا، أي ثلث السكان، في مناطق تواجه نقصا في المياه، وخاصة في الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد.

ويرى جعفر زاده أن "إعطاء النظام الأولوية لبرنامجه النووي، فاقم المشكلة وأدى إلى خلق كارثة مزدوجة تؤثر على البيئة وسبل عيش ملايين الأشخاص في وقت واحد".

دور البرنامج النووي في الأزمة   المواقع النووية في إيران

ويشير جفعر زادة إلى أن النظام الإيراني يحول موارد مائية كبيرة لدعم تخصيب اليورانيوم وأنظمة تبريد المفاعلات، والتي تعد ضرورية لأنشطته النووية التوسعية.

ويضيف أن "مفاعل آراك للماء الثقيل (IR-40)، يستهلك كميات كبيرة من المياه لعملياته، مما يجهد الإمدادات المحلية ويضر بالمزارع القريبة. ويضر بالمجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد، كما تعمل منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، بالقرب من أصفهان، على استنزاف موارد المياه الإقليمية اللازمة للزراعة".

وفي هذا الإطار، يوضح سوليفان أن "الماء يلعب دورا محوريا في محطات الطاقة النووية، حيث يُستخدم بكميات كبيرة لتبريد المحطات والتحكم في التفاعلات النووية داخلها، كما يُعد الماء وسيلة لتخزين الوقود النووي المستهلك مؤقتًا، إذ تُخزن النفايات المشعة في الماء لفترة معينة حتى تتحلل بشكل يسمح بتخزينها كمواد صلبة بشكل آمن".

الماء يلعب دورا محوريا في البرامج النووية

ورغم ذلك، لا تُعتبر دورة الوقود النووي من أكبر مستهلكي المياه مقارنة بالزراعة والصناعة في إيران، حيث يتم تخصيص حوالي 85 إلى 90 في المئة من المياه للزراعة، خصوصا في الري، وهو ما يُعد السبب الأساسي لمشكلات المياه التي تواجهها البلاد"، بحسب سوليفان.

أسباب الأزمة

تقع إيران في حزام الجفاف في العالم، حيث بلغ معدل هطول الأمطار السنوي 228 ملم في عام 2017، وهي أقل بنسبة 6 في المئة من المتوسط طويل الأجل بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

إلى جانب انخفاض معدل هطول الأمطار، ساهم ارتفاع درجات الحرارة في تفاقم المشكلة. ففي شتاء 2023، ارتفع متوسط درجات الحرارة في البلاد بمقدار 1.7 درجة مئوية مقارنة بالمتوسط طويل الأجل، بحسب الفك. 

توزيع هطول الأمطار (بالملليمتر) عبر 31 محافظة إيرانية

وبحسب دراسة نشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية في الغلاف الجوي في فبراير 2009، فإن معدل هطول الأمطار في إيران تراجع منذ سبعينيات القرن الماضي، فضلا عن أن مياه الأمطار غير موزعة بالتساوي وتعاني الكثير من المناطق من فقر مائي.

ويقول الفك إن "الجفاف في العديد من المناطق، لا سيما في الشرق والجنوب، جعل الوضع أكثر حرجا".

ويضيف: "تعاني محافظة سيستان وبلوشستان من ظروف شديدة الصعوبة بسبب انخفاض مخزون المياه بنسبة 56 في المئة على وجه الخصوص".

ويحذر سوليفان من أن شح المياه يمكن أن يؤدي إلى أزمات اجتماعية واقتصادية؛ "فالناس الذين يعانون من نقص المياه قد يشعرون بالغضب، والصناعات التي تواجه نقصا في المياه قد تضطر لتقليص أعداد العمالة، والزراعة التي تعاني من قلة المياه قد تتسبب في تدمير الاقتصاد والسياسة في البلاد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: هطول الأمطار فی إیران

إقرأ أيضاً:

بوادر خلاف في إيران حول المسوؤل عن إدارة الملف النووي.. ما علاقة شمخاني؟

أکدت وزارة الخارجية الإيرانية أنه لم يطرأ أي تغيير علی إدارة الملف النووي، وأضافت أن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن إجراء المحادثات والمفاوضات حول القضية النووية كما كان الحال في الماضي.

وأكدت الوزارة ردا على سؤال وسائل الإعلام حول وضع إدارة الملف النووي، أنه لم يطرأ أي تغيير علی إدارة الملف، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا".

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الموقع الإعلامي للحكومة الإيرانية تعيين علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى مسؤولًا عن الملف النووي.



وأعلنت أن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن إجراء المحادثات والمفاوضات حول القضية النووية كما كان في السابق، ويتم ذلك تحت إدارة وزير الخارجية ومن خلال معاونیتي السیاسیة والقانوني الدولي.

وأضافت: من الواضح أن المجلس الأعلى للأمن القومي لا يزال مسؤولاً عن تحديد استراتيجية التفاوض والتنسيق بين المؤسسات ذات الصلة والمعنیة.

وأفاد موقع الحكومة الإيرانية في وقت متأخر من مساء الاثنين، عن تعيين شمخاني مسؤول الملف النووي في خطوة اعتبرتها وسائل إعلام محلية بداية لاستعداد طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة.

وقال موقع الحكومة الإيرانية في حسابه عبر تطبيق "تليغرام"، إنه "تم تسمية الأدميرال علي شمخاني مسؤول الملف النووي في هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إلى جانب صفة المستشار السياسي للمرشد علي خامنئي".

ويعد شمخاني من كبار الشخصيات السياسية في إيران وقد تولى العديد من المناصب كان آخرها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو من المقربين من التيار الإصلاحي.

من جهة أخرى أكد شمخاني أن إيران تدافع عن برنامجها النووي السلمي بكل قوتها، وإن الإبداع والإرادة الإيرانية هما المطوران لتكنولوجيا البلاد.

جاء ذلك في صريح ادلى به شمخاني على هامش زيارته، الاثنين، لمعرض أحدث منجزات الصناعة النووية، مؤكدا على أهمية دور التقنية النووية في تنمية البلاد.

وأكد شمخاني على أهمية تطوير التكنولوجيا النووية في البلاد، وقال: "إن معرفة وإبداع وإرادة الإيرانيين طورت التكنولوجيا النووية في بلادنا وأرست هذه القدرة القيمة للبلاد. وإذا نظرنا عن كثب إلى هذه القضية، فسوف نفهم لماذا تعارض بعض الدول التقدم النووي الإيراني".

وأكد أن التكنولوجيا النووية لن تخلق قيماً كبيرة للبلاد في قطاع إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة فحسب، بل ستكون أيضا حاسمة وفعالة للغاية في مجالات مثل الزراعة والطب والأدوية وإدارة موارد المياه، والبيئة.



وقال: "إن استقلال إيران العلمي في هذا المجال أثار قلق بعض القوى".

وأكد شمخاني أن إيران "لم تسعَ قط إلى امتلاك أسلحة نووية ولن تفعل ذلك أبدا. ومع ذلك، فهي تدافع عن حقوقها القانونية في الأبعاد السياسية والتقنية بكل ما أوتيت من قوة".

وأكد شمخاني الذي وصف على أنه المسؤول عن الملف النووي "أننا عازمون على الوقوف في وجه تجاوزات القوى العالمية التي تنكث بوعودها ولا تفي بالتزاماتها، في إطار الدفاع عن مصالح الشعب الإيراني، وإجبارها على احترام الحقوق القانونية لهذا الشعب الشامخ".

مقالات مشابهة

  • تقرير: ترامب يواجه الفرصة الأخيرة لوقف البرنامج النووي الإيراني
  • رد ناري من إيران على ترامب: هل تنجح المفاوضات حول السلاح النووي؟
  • واشنطن تضغط على إيران لمنعها من «النووي»
  • بوادر خلاف في إيران حول المسوؤل عن إدارة الملف النووي.. ما علاقة شمخاني؟
  • لمنعها من الحصول على النووي.. ترامب يستأنف "الضغط الأقصى" على إيران
  • أبرزها السلاح النووي الإيراني.. ملفات على طاولة لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض
  • ترامب يتخذ خطوات جديدة ضد إيران لتعطيل برنامجها النووي
  • من هو المسؤول عن الملف النووي الإيراني؟
  • نيويورك تايمز: إيران قد تلجأ إلى تطوير النووي للرد على أمريكا وإسرائيل
  • إيران.. بيان هام بشأن المفاوضات النووية