الحرة:
2024-11-27@04:43:55 GMT

ليمت المزارعون.. النووي يفاقم أزمة شح المياه في إيران

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

ليمت المزارعون.. النووي يفاقم أزمة شح المياه في إيران

"ليمت المزارعون، عاش الظالمون!".. شعار ساخر  ردده عشرات من المزارعين الإيرانيين أثناء تظاهرة في بلدة بالقرب من أصفهان في مارس 2018 احتجاجا على إهمال السلطات مشكلة ندرة المياه في مناطقهم.

وعلى مدار سنوات منذ ذلك الحين، اندلعت احتجاجات في مدن إيرانية عدة حيث أدت مشكلة  المياه إلى تدمير مجتمعات تعيش على الزراعة بشكل أساسي.

إلى جانب تغير المناخ، يقول خبراء، أدى سوء إدارة الموارد في إيران إلى مفاقمة الأزمة على نحو كبير.

"من بين أسباب الأزمة بناء النظام الإيراني لسدود غير ضرورية، وتحويل الأنهار مما أدى إلى إتلاف تدفقات المياه الطبيعية ودورات المياه، فضلا عن استنزاف طبقات المياه الجوفية الحيوية" يقول أستاذ أمن البيئة والطاقة في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، بول سوليفان.

تداعيات أزمة المياه تتجاوز ظروف المعيشية، وفق سوليفان، إذ من شأنها تهديد الاستقرار الداخلي، وكذلك العلاقات مع الجيران.

في يوليو 2021، شهدت مدن الإقليم العربي خوزستان المعروف أيضا باسم الأهواز في جنوب غربي إيران احتجاجات واسعة على شح المياه، واتهم المحتجون السلطات بسوء إدارة الأزمة. ويقول الصحفي الإيراني، مسعود الفك، إن تلك الاحتجاجات سرعان ما أخذت أبعادا قومية وسياسية.

ووفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث البرلمان الإيراني في ديسمبر 2023، أصبحت أزمة المياه في السنوات الأخيرة واحدة من أبرز التحديات التي تواجه إيران.

صور بحيرة أورميا في مارس 2014 صور بحيرة أورميا في 13 أغسطس 2011 (أعلى) وفي 25 أغسطس 1998 (أسفل)

و تعاني 11 مدينة كبرى في إيران يسكنها 37 مليون شخص من ضغوط مائية حادة، حيث أصبحت سدود تخزين المياه التي تخدم طهران شبه فارغة، بحسب دراسة نشرتها عام 2017 مجلة "ميد كريف" المتخصصة في أبحاث المياه حول العالم أجراها الأستاذ في قسم الهندسة المدنية والمائية والبيئية بجامعة الشهيد بهشتي الإيرانية على مريدي.

ويقول نائب رئيس مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيراني في واشنطن، علي رضا جعفر زاده، إن "من بين 85 مليون نسمة في إيران، يعيش حوالي 28 مليونا، أي ثلث السكان، في مناطق تواجه نقصا في المياه، وخاصة في الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد.

ويرى جعفر زاده أن "إعطاء النظام الأولوية لبرنامجه النووي، فاقم المشكلة وأدى إلى خلق كارثة مزدوجة تؤثر على البيئة وسبل عيش ملايين الأشخاص في وقت واحد".

دور البرنامج النووي في الأزمة   المواقع النووية في إيران

ويشير جفعر زادة إلى أن النظام الإيراني يحول موارد مائية كبيرة لدعم تخصيب اليورانيوم وأنظمة تبريد المفاعلات، والتي تعد ضرورية لأنشطته النووية التوسعية.

ويضيف أن "مفاعل آراك للماء الثقيل (IR-40)، يستهلك كميات كبيرة من المياه لعملياته، مما يجهد الإمدادات المحلية ويضر بالمزارع القريبة. ويضر بالمجتمعات الساحلية التي تعتمد على الصيد، كما تعمل منشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، بالقرب من أصفهان، على استنزاف موارد المياه الإقليمية اللازمة للزراعة".

وفي هذا الإطار، يوضح سوليفان أن "الماء يلعب دورا محوريا في محطات الطاقة النووية، حيث يُستخدم بكميات كبيرة لتبريد المحطات والتحكم في التفاعلات النووية داخلها، كما يُعد الماء وسيلة لتخزين الوقود النووي المستهلك مؤقتًا، إذ تُخزن النفايات المشعة في الماء لفترة معينة حتى تتحلل بشكل يسمح بتخزينها كمواد صلبة بشكل آمن".

الماء يلعب دورا محوريا في البرامج النووية

ورغم ذلك، لا تُعتبر دورة الوقود النووي من أكبر مستهلكي المياه مقارنة بالزراعة والصناعة في إيران، حيث يتم تخصيص حوالي 85 إلى 90 في المئة من المياه للزراعة، خصوصا في الري، وهو ما يُعد السبب الأساسي لمشكلات المياه التي تواجهها البلاد"، بحسب سوليفان.

أسباب الأزمة

تقع إيران في حزام الجفاف في العالم، حيث بلغ معدل هطول الأمطار السنوي 228 ملم في عام 2017، وهي أقل بنسبة 6 في المئة من المتوسط طويل الأجل بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

إلى جانب انخفاض معدل هطول الأمطار، ساهم ارتفاع درجات الحرارة في تفاقم المشكلة. ففي شتاء 2023، ارتفع متوسط درجات الحرارة في البلاد بمقدار 1.7 درجة مئوية مقارنة بالمتوسط طويل الأجل، بحسب الفك. 

توزيع هطول الأمطار (بالملليمتر) عبر 31 محافظة إيرانية

وبحسب دراسة نشرت في مجلة البحوث الجيوفيزيائية في الغلاف الجوي في فبراير 2009، فإن معدل هطول الأمطار في إيران تراجع منذ سبعينيات القرن الماضي، فضلا عن أن مياه الأمطار غير موزعة بالتساوي وتعاني الكثير من المناطق من فقر مائي.

ويقول الفك إن "الجفاف في العديد من المناطق، لا سيما في الشرق والجنوب، جعل الوضع أكثر حرجا".

ويضيف: "تعاني محافظة سيستان وبلوشستان من ظروف شديدة الصعوبة بسبب انخفاض مخزون المياه بنسبة 56 في المئة على وجه الخصوص".

ويحذر سوليفان من أن شح المياه يمكن أن يؤدي إلى أزمات اجتماعية واقتصادية؛ "فالناس الذين يعانون من نقص المياه قد يشعرون بالغضب، والصناعات التي تواجه نقصا في المياه قد تضطر لتقليص أعداد العمالة، والزراعة التي تعاني من قلة المياه قد تتسبب في تدمير الاقتصاد والسياسة في البلاد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: هطول الأمطار فی إیران

إقرأ أيضاً:

فور سقوط الأمطار بغزارة على بورسعيد اليوم.. انتشار سيارات شفط وسحب المياه

تعاملت الأجهزة التنفيذية بأحياء بورسعيد ومدينة بورفؤاد، مع  مياه الأمطار وقامت بسحبها من جميع الأحياء.

وكثفت الأجهزة التنفيذية استعداداتها لمواجهة حالة الطقس غير المستقرة المتوقعة خلال الفترة القادمة، وذلك بناءً على توجيهات اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد.
 

تطوير ورفع كفاءة الشوارع الداخلية للإسكان الاجتماعي بمناخ بورسعيد بورسعيد .. الانتهاء من رصف وإنارة طريق ترعة السلام مطرانية الأرثوذكس فى بورسعيد تنصب كاهنا ثالثا ببورفؤاد

جاء تعامل الأجهزة تنفيذٱ لتعليمات اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، بسرعة التعامل مع آثار حالة الطقس الغير مستقرة، وانتشرت الأطقم الفنية و معدات وسيارات سحب وشفط المياه بالأحياء وبورفؤاد، لسرعة إزالة وسحب المياه تزامنًا مع سقوط الأمطار بغزارة اليوم.

انتشار معدات وسيارات شفط وسحب مياه الأمطار والأطقم الفنية بجميع أحياء بورسعيد فور سقوط الأمطار

 وتواصل محافظة بورسعيد استعداداتها بدفع عدد من السيارات الخاصة بسحب وشفط المياه، والأطقم الفنية العاملة عليها، لاحتواء المواقف الطارئة خلال موسم الشتاء، وتم توجيه الأجهزة المختصة، بالتأكد من كفاءة محطات الصرف الصحي، ومصارف توزيع المياه والتأكد من كفاءة بالوعات الأمطار في كافة الشوارع خاصة التي تشهد تراكم كميات من المياه لمنع حدوث أي أزمة فور تساقط الأمطار.

انتشار معدات و سيارات شفط وسحب مياه الأمطار والأطقم الفنية بجميع أحياء بورسعيد 1000133549 1000133546 1000133537 1000133531 1000133543 1000133540 1000133519 1000133522 1000133516 1000133534 1000133528 1000133525

وشدد محافظ بورسعيد  على أهمية التنسيق الكامل بين جميع القطاعات الخدمية والحيوية على مستوى المحافظة لاحتواء المواقف الطارئة خلال تساقط الأمطار، فضلًا عن متابعة مدى كفاءة المعدات المستخدمة في سحب مياه الأمطار.

كما شدد محافظ بورسعيد  على متابعة التحذيرات الخاصة بسوء الأحوال الجوية أولا بأول من خلال التواصل المستمر مع هيئة الأرصاد الجوية وجميع الجهات المختصة لمتابعة حالة الطقس، فضلا عن التنسيق بين المرور والجهات التنفيذية لمنع التكدس وتيسير الحركة المرورية خلال سقوط الأمطار.

مقالات مشابهة

  • إيران تسعى لمحادثات مع أوروبا وسط قلق غربي متزايد.. الخوف من العقوبات بسبب البرنامج النووي أبرز الأسباب.. والدعم العسكري لروسيا والحلفاء الإقليميين على الطاولة
  • الشتاء يفاقم معاناة النازحين في غزة.. ويتلف 10 آلاف خيمة (شاهد)
  • الغرب ينتظر "واقعاً مختلفاً" في البرنامج النووي الإيراني
  • إيران تُعلن إجراء جولة جديدة من المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي
  • إيران تعلن عن جولة محادثات جديدة مع أوروبا بشأن قضايا المنطقة والملف النووي
  • إيران ودول أوروبية تستأنف الحوار بشأن الاتفاق النووي وأزمات فلسطين ولبنان
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يطّلع على الخطط والأعمال التي تنفذها شركة المياه الوطنية بالمنطقة
  • رسمياً.. إيران تبدأ ضخ الغاز لأجهزتها النووية
  • فور سقوط الأمطار بغزارة على بورسعيد اليوم.. انتشار سيارات شفط وسحب المياه