"فاغنر" تشعل التوترات بين ليتوانيا وبيلاروسيا
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
أعلنت حكومة ليتوانيا، اليوم الأربعاء، إغلاق نقطتين حدوديتين مع بيلاروسيا، بعد لجوء عناصر من مجموعة فاغنر الروسية إليها، في وقت استنكرت مينسك الخطوة واعتبرتها إجراء "غير ودي".
وقالت حكومة ليتوانيا، الأربعاء، إنها قررت إغلاق نقطتين من إجمالي ست نقاط للعبور على حدودها مع بيلاروسيا، بسبب "الأوضاع الجيوسياسية"، وذلك بعد أسابيع من لجوء مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.ولم تشر الحكومة للأوضاع ولا التهديدات التي حملتها على اتخاذ قرار بإغلاق نقطتي العبور الموجودتين بمناطق ريفية، اعتباراً من يوم الجمعة. ولا يتم استخدام النقطتين لعبور المركبات التجارية.وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية نصح المسؤولون في ليتوانيا المواطنين بعدم السفر إلى بيلاروسيا الحليف الوثيق لروسيا، ووضعوا لافتات على الحدود مكتوب عليها "لا تخاطروا بسلامتكم، لا تسافروا إلى بيلاروسيا. قد لا تتمكنون من العودة".
من جانبها، ندّدت بيلاروسيا، الأربعاء، بقرار ليتوانيا إغلاق معبرين حدوديين معها.
وشجب حرس الحدود البيلاروسيون على قناتهم في تطبيق تلغرام "الإجراء الجديد غير البنّاء وغير الودّي" من جانب فيلنيوس.
وتابعوا أنّ "السلطات الليتوانية تستخدم أيّ ذريعة ليس لمنع حركة البضائع فحسب، بل كذلك للحدّ من تدفّق الليتوانيين" إلى بيلاروسيا.
تدريبات #بيلاروسيا العسكرية.. رسائل مباشرة للغرب https://t.co/w2cYGo8NA4 pic.twitter.com/APAxbtQd5m
— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023 وبحسب حرس الحدود البيلاروسيين فإنّ إغلاق هذه المعبرين يؤدّي إلى "زيادة طوابير الانتظار في اتجاه ليتوانيا"، و"تأخير في التخليص الجمركي" للبضائع.وأضافوا "باتخاذها مثل هذه القرارات، تقيم ليتوانيا عمداً حواجز مصطنعة على الحدود لخدمة طموحاتها السياسية".
وسيتمّ إغلاق معبري سومسكو وتفيريسيوس، اعتباراً من الجمعة، لكن ستبقى نقاط العبور الحدودية الأخرى مفتوحة.
ويتصاعد التوتّر منذ أسابيع بين بيلاروسيا وجارتيها بولندا وليتوانيا، اللتين تدرسان إغلاق حدودهما مع جارتهما بالكامل.
مددت نشر "أنظمة دفاعية".. #بولندا تعزز قواتها على حدود #بيلاروسيا https://t.co/Nmt38Jf1aa
— 24.ae (@20fourMedia) August 10, 2023 وأقامت بولندا وليتوانيا سياجاً على طول حدودهما مع بيلاروسيا، وتخطط وارسو لنشر 10 آلاف عسكري على حدودها مع هذا البلد، خوفاً من مقاتلي فاغنر، ومن تدفق جديد للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية ليتوانيا
إقرأ أيضاً:
"توقفوا عن توظيف البشر".. حملة إعلانية تشعل مواقع التواصل
في خطوة وُصفت بـ "الاستفزازية"، أطلقت شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تدعى Artisan حملة إعلانية مثيرة للجدل في شوارع سان فرانسيسكو، تصدرتها عبارة "توقفوا عن توظيف البشر".
الحملة، التي نُشرت عبر لوحات إعلانية ضخمة، لم تكتفِ بتحدي مكانة البشر في سوق العمل، بل عمدت إلى تصويرهم كفائض غير ضروري، مما فجّر موجة من السخط على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُروّج الشركة لوكيل مبيعات مدعوم بالذكاء الاصطناعي يحمل نفس اسمها، وتُزين إعلاناتها بعبارات مثيرة للجدل مثل: "عمالنا لن يشتكوا من توازن العمل والحياة"، و"كاميرات Artisan في اجتماعات زووم Zoom لن تتعطل أبداً"، إلى جانب شعار رئيسي نصّه: "عصر الموظفين المدعومين بالذكاء الاصطناعي قد بدأ".
لكن ما زاد من وتيرة الأزمة هو الاستخدام المكثف لعبارة "توقفوا عن توظيف البشر"، التي انتشرت بجانب صور افتراضية لوجه امرأة تحمل ملامح غير طبيعية، تمثل إحدى الشخصيات الافتراضية للذكاء الاصطناعي.
واجهت الحملة انتقادات لاذعة على الإنترنت، لدرجة أنها وُصفت بـ"الكابوس"، فيما أشعلت نقاشات ساخطة على منصات مثل Reddit وإكس، حيث عبّر أحد المغردين عن غضبه قائلاً: "ما الذي يجب علينا فعله كجنس بشري؟"، مشيراً إلى الأبعاد الأخلاقية والإنسانية التي تجاهلتها الحملة.
ومع تزايد الغضب، لم تقتصر الردود على الإنترنت فقط، بل تجاوزتها إلى الشوارع، حيث أقدم أحد الأشخاص على تمزيق وتحطيم إحدى اللوحات الإعلانية للشركة، لأنه "في مدينة تعاني من أزمة إسكان خانقة وتضم أعداداً كبيرة من المشردين، بدت الحملة منفصلة عن الواقع المأساوي، بل ومستفزة لمشاعر الناس أيضاً"، على حد تعبيره.
وما زاد من مأساوية المشهد كانت إحدى الصور التي أثارت استهجاناً واسعاً عندما أظهرت رجلاً فقيراً يقف بجوار لوحة إعلانية تحمل الشعار المثير للجدل، في مشهد لخص عمق الأزمة الاجتماعية التي تجاهلتها الشركة.
على الرغم من موجة الغضب، يبدو أن جاسبار كارمايكل-جاك، الرئيس التنفيذي لشركة Artisan، لا يرى في الحملة أي تناقض مع رؤيته؛ ففي تصريحات لموقع SFGate، قال: "نعم، الحملة تبدو استفزازية، لكن الذكاء الاصطناعي كذلك، العالم يتغير، وطريقة عمله تتغير معه أيضاً".
غير أنه حاول التخفيف من وطأة الرسائل الإعلانية في حديثه مع صحيفة San Francisco Chronicle، قائلاً: "نحن نحب البشر. في الواقع، نحن نوظف العديد منهم الآن، لا أعتقد أن الناس يجب أن يتوقفوا عن توظيف البشر".
بحسب تحليل موقع Futurism، يبدو أن حملة Artisan أزاحت الستار عن المعضلة الأخلاقية التي تتجنبها الشركات التقنية الكبرى عادةً، وهي حقيقة أن التوجه نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يهدد بشكل مباشر دور الإنسان في سوق العمل.
وفي ظل هذه العاصفة، تفتح الحملة كذلك باب النقاش مجدداً حول العلاقة بين التقنية والإنسان، ومستقبل الوظائف، وحدود الابتكار في ظل واقع اجتماعي يرزح تحت وطأة الأزمات، وبينما تروج الشركات للتغيير، يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى الإنسان حاضراً في معادلة الغد؟