الثورة نت:
2024-11-27@00:33:25 GMT

أخلاقية المدرب الإنسانية والمهنية

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

 

حدث عجيب وغريب على يمن الإيمان، لم نسمع من قبل أن أي شخص سواء مدرب أو حكم أو رياضي تلفظ بالسب والشتم «واقحم الدين في سلوكه»، خلال الأسابيع الماضية تداول نشطاء المواقع الاجتماعية الرياضيون والمهتمون بالمنتخب اليمني الأول لكرة القدم، أحداث الصراع اللفظي الذي تسبب فيه مدرب المنتخب الأول لكرة القدم وكان المسبب الرئيسي لما تم نقله، من سلوك غير حميد، ذلك ما يدفعنا بحكم الدين والعادات والتقاليد العربية الإسلامية، أن نتطرق إلى أهمية توافر مفهوم الأخلاق بشقيه الإنساني والمهني «الوظيفي»، في كل من يتولى شأن من شئون الرياضة اليمنية، سواء من أبناء يمن الإيمان أو من أبناء الدول العربية الشقيقة أو الدول الأجنبية، الأخلاق هي السلوك الذي يدل على سمو ورقي ومكانة صاحبه، لذلك ومن باب التذكير والمعرفة والعلم والتعلم، سوف نتطرق إلى مفهوم الأخلاق الإنسانية والوظيفية، لعلنا بذلك نكون عونا مرشدا للسلوك الحميد الذي يشيد به الكل ولا يشمئز منه الكل.


الخلق «الخلق بالضم وبضمتين» لغة في القاموس المحيط: تعني السًّجيًّة والطبع، والمروءة والدًّين، واصطلاحاً: تعني صفة مستقرة في النفس ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة؛ والأخلاق هي مجموعة القواعد والمبادئ المجردة، التي يخضع لها الإنسان في تصرفاته، ويحتكم إليها في تقييم سلوكه، وتوصف بالحسن أو بالقبح. أخلاق العمل أو الوظيفة: هي المبادئ التي تعدّ اساساً للسلوك المطلوب للمدربين أو الحكام أو الرياضيين والمعايير التي يعتمد عليها الاتحاد في تقييم أدائهم إيجاباً وسلباً.
مكانة الأخلاق في الإسلام، الأول: كثرة النصوص الواردة فيها في الكتاب والسنة مثل قوله في قصة موسى عليه السلام ?فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ? «سورة القصص الآية 24»، وهو خلق الإحسان إلى الناس بلا مقابل مادي؛ الثاني: المنزلة العظيمة التي جعلت لها في ميزان الإسلام: حيث مدِح بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه وتعالى: ?وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ? «سورة القلم الآية رقم 4»، الثالث: جعل الشرع الأخلاق هدفاً من أهداف أركان الإسلام العبادية، الرابع: الوعيد الشديد لمن ترك شيئاً منها: وعلى سبيل المثال جعل القرآن الكريم المتكبر مبغوضاً لله في قوله سبحانه وتعالي: ?إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا?» سورة النساء الآية 36»، الخامس: اهتمام علماء الشريعة والدين بالأخلاق.
عوامل السلوك الأخلاقي، وهي عوامل مهمة جدا يجب على كل مؤمن موحد بالله أن يحرص على مراعاته، ومن هذه العوامل، عامل الإيمان والتوحيد، اللذان يعتبران المحرك الأول للأخلاق الحسنة، لانهما يربطان الإنسان بخالقه عز وجل، فيورثانه خلق التواضع عندما يتذكر عظمة الله تعالى وضعف الإنسان، ولذا قيل «من عرف نفسه فقد عرف ربه»، وقيل «إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك»، هذان القولان كفيلان أن يكون الانسان شديد الحذر عند تلفظه بألفاظ غير أخلاقية وحذرا في أن يقع لسانه في محظور الإساءة للدين؛ العامل الثاني: العبادات، التي يكون لها تأثير إيجابي على السلوك يظهر لكل من داوم على أداء العبادات بصورتها الشرعية الصحيحة، فالصلاة تحكم التصرفات وتهدئ الأعصاب، وتزيد الرقابة الذاتية، كما قال سبحانه وتعالى: ?إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ «سورة العنكبوت الآية 45»، نكتفي بهذين العاملين لأن فيهما الفائدة الكبرى لمن يتقي الله ويحرص أن يكون سلوكه محمودا، وتصرفاته مقبولة وأخلاقه سمحاء نابعة من اخلاق وتعاليم وسماحة الدين الإسلامي الحنيف.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فرد يصنع سمعة وطنه

 

د. صالح الفهدي

نزَل رجلٌ أستراليٌّ مطارَ مسقط في طريقهِ لأداءِ مناسكِ العُمْرَة، فلفتَت انتباهُهُ المعاملةَ الرَّاقية من رجلِ أَمنٍ بالمطارِ، فحدَّث الأستراليُّ نفسهُ متسائلا: إِنَّ أخلاقًا راقيةً كهذه التي عاملني بها الضابطُ لابدَّ وأنَّ وراءها ثقافةَ شعبٍ سائدةٍ بهذا المستوى الأخلاقي الرَّفيع، ثمَّ إنَّهُ قرَّرَ بعد عودتهِ إلى أستراليا أن يتعرَّفَ على سلطنةِ عُمانَ أَكثرَ من خلالِ ما كُتبَ في أدبيات التاريخ والعلوم الاجتماعيةِ عنها، ويُطالعُ المواد المرئية عبر المنصَّات المختلفة، بعدها زارَ السلطنةَ بعد أن شغفتهُ حبَّا بأخلاقِ شعبها.

لم يكن بينهُ وبين الشَّهادة النَّبوية الشَّريفة عن أهل عُمان مسافةً بعيدةً؛ إِذ هو مسطَّرٌ في مطارِ مسقط: "لو أنَّ أهلَ عُمان أتيتَ ما سبُّوك ولا ضربوك"؛ وهي شهادةٌ من المصطفى عليه الصلاة والسَّلام نتزيَّا بها نحنُ العُمانيين، وأعظمُ من ذلك هي تكليفٌ ومسؤوليةٌ على كاهلِ كلِّ عُمانيِّ.

إنَّ الفردَ ممثلٌ لوطنهِ أكانَ في أرضهِ أم خارجَه، فهو الحاملُ لهويتهِ، الرامزُ لأخلاقه، المعرِّفُ لثقافتهِ، فإِن أَدركَ ذلكَ فهو رسولُ حَقِّ لموطنهِ، وإِن تجاهلهُ فهو رسولُ باطل!. أمَّا الأول فهو الذي يصنعُ الإِنطباع عن وطنٍ بحاله، ويصوغُ السُّمعةَ العامَّةَ لأهله، وبذلك فهو يقدِّم لوطنه وأهلهِ ما يستحقونهُ من السِّيرةِ الطيبة، والذِّكرِ الحَسَن، وأمَّا الثاني فهو على العكس؛ إذ يكون وبالًا على أُمَّتهِ، وعبئًا على وطنهِ.

لقد وجدنا أُناسًا في بعضِ البلدانِ من الصنفين خاصَّةً في المواقعِ الأُولى التي يواجهون فيها القادمين إلى أوطانهم أكان ذلك في مطاراتٍ أو منافذَ بريَّةٍ أو مواقعَ دينية وثقافية وسياحية، أو مواقعَ على منصَّات إلكترونية.

إنَّ أخلاقنا نحن العمانيين هي أعظمُ الركائز التي تميِّز هويتنا الأصيلة، وقد نلنا بها شهادة أعظم البشر، وخاتم المرسلين، وبذلك فإِنَّ علينا أن نكون أحرصَ الناس على المحافظةِ عليها، وتهذيبِ النفوسِ، وتربيةِ الأَبناءِ على منهاجها القويم، فلا يُعذرُ العمانيُّ من هذه المسؤولية التي ميَّزتهُ تكريمًا وتبجيلًا فهي السِّمةِ البارزةِ، والصفةِ الزاهية في الشَّخصيةِ العُمانية الأصيلة.

ولا تزيدنا المؤثرات التي تقدحُ في الأخلاقيات إلا تمسُّكًا بأخلاقياتنا، وترسيخًا لها، وذلك بممارستها، والاعتزاز بها، وتوجيهِ أَبنائنا بالاقتداءِ على طرائقها، فالأُمُّة الأَخلاق، كما يقول أحمد شوقي: وإِنَّما الأُمم الأخلاقُ ما بقيت // فإِن هُمُ ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا

إِن الرجل الأسترالي لو لم تبهرهُ أخلاقُ رجلٍ عمانيِّ واحد لما أثارَ ذلك الاهتمام فيه بأخلاق العمانيين، وهذا دليلٌ ينمُّ على أنَّ فردًا واحدًا يؤثِّرُ تأثيرًا كبيرًا على سمعةِ وطنهِ وأهلهِ، فإِن كان زكيَّ الأخلاقِ، نبيلَ القيم، كانَ أثره طيِّبًا، وإن كان وضيع الأخلاقِ، سيئ التعامل كان أثره خبيثًا.

 

في رحلةٍ بالقطار من المدينة المنوَّرة إلى مدينة جدَّة بالمملكة العربية السعودية، هبَّ شابٌّ عماني لمساعدة أُسرةٍ خليجيةٍ في رفعِ حقائبها دون أن تطلبَ منه ذلك، ثم هبَّ مرَّةً أخرى حين أرادوا إنزالها، فما كانَ من والدة تلك الأُسرة الخليجيةِ إلا أن تشيدَ بأخلاقِ الشَّاب العُمانيِّ وتغدق عليه بالمديح، فقد تحرَّك بوازعٍ من أخلاقهِ، وقامَ بما يوجبه عليه الأدب الحميد، وهكذا يكون العُماني رسولَ أخلاقٍ لوطنه، وسفيرًا لقيم مجتمعه من أجلِ أن تُحمدَ سيرةَ وطنه، وتُشكر أخلاق أمته.

الأخلاق هي العطرُ الزَّكي النَّافذُ الذي تؤرِّجُ رائحته الشَّذيَّة الأرجاء، ولا غرابةَ في ذلك فهي الطِّيب الروحاني الذي بثَّه رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام كأساس لرسالته السمحاء: "إنَّما بعثتُ لأُتمم مكارمً الأخلاق".

هكذا تصبحُ الأخلاقُ عنصرًا أساسيًا من عناصرِ تكوين العمانيِّ فإِن عاملَ الناس أظهر الودَّ والرقي والاحترام، وإِن تكلِّم معهم أبانَ حُسنَ أدبهِ، وسموِّ معانيه، وإن حاورهم أظهر تقديره، ورفعةَ أُسلوبه، وإن استضافهم أظهر كرمهُ وتواضعه، وإن لمحهم بحاجةِ إلى المساعدة لم ينتظر منهم طلبها بل يبادرُ إليها، وإن نظرهم ضالِّين هبَّ لإرشادهم.

أخلاقنا -نحن العمانيين- هي سِمَتُنا الأَشْهَرْ، وعنواننا الأبرز قبل أن تعرِّفنا وثيقةٌ معيَّنة بانتمائنا العماني، وعلى ذلك نريدُ لهذا العنصر الرفيع، والعمود المنيع أن يتقوِّى ولا يضعف، وأن يصمدَ ولا يتضعضع، وذلك بإرادةٍ ويقينٍ بأن العماني إنَّما هو شخصيَّةٌ أخلاقيَّةٌ بامتيازْ، وهذه هي مركزُ هويَّتنا، وأساسُ عمانيَّتُنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. ما حكم رفع الصوت بالذِكر؟
  • أدعية سيدنا موسى عليه السلام.. احرص عليها
  • مفتي الجمهورية: انهيار الأخلاق هو السبب الرئيسي في زوال الأمم.. وهذا هو الحل
  • المفتي: الأخلاق لا ترتبط بعقيدة أو أمة بل هي أساس وحدة الإنسانية
  • عالم أزهري: ذكر الله يرفع منزلتك في السماء
  • فرد يصنع سمعة وطنه
  • ليستر سيتي يقيل مدربه ستيف كوبر
  • نادي البشائر يعلن جهازه الفني الجديد الذي يقود الفريق الأول لكرة القدم
  • ماهي العطل الرسمية التي تنتظر العراقيين؟