محللون: ليس من السهل على الاحتلال فصل الجبهات
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
رجح محللون سياسيون أن يفشل المخطط الإسرائيلي بفصل الجبهة اللبنانية عن قطاع غزة، وتحييد حزب الله اللبناني ومنع دعمه للمقاومة الفلسطينية في غزة، وقال بعضهم إن الدعم ربما سيستمر بطرق وآليات أخرى.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء أن المجلس الوزاري الأمني المصغر صدّق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وأوضح -في كلمة له عقب انتهاء اجتماع للمجلس- أن أسباب وقف إطلاق النار هي "التركيز على تهديد إيران وإنعاش الجيش وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصل الساحات العسكرية".
وحسب الكاتب والباحث السياسي، هادي قبيسي، فإن الطموح الإسرائيلي في مسألة الفصل بين جبهات المقاومة لن يتحقق، واستدل على كلامه بإعلان المستوطنين الإسرائيليين رفضهم العودة إلى منازلهم في الشمال، ومطالبتهم بوجود لقوات إسرائيلية داخل جنوب لبنان ومنطقة عازلة.
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة أن فصل الجبهات سيتحقق عمليا بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، لكن لا يعني ذلك أن حزب الله سيتخلى عن المقاومة الفلسطينية في غزة، وربما سيدعمها بطرق وآليات أخرى.
وأوضح أنه ليس من السهل أن تستفرد إسرائيل بقطاع غزة،"لأن فترة الـ60 يوما قد تحمل من الألغام مع لبنان وحزب الله ما لا يمكن احتسابه الآن"، وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعوّد في الاتفاقيات السياسية أن يأخذ ما يريد ولا يلتزم بما يريد الطرف الآخر.
ويذكر أن محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي للحزب قال -في لقاء مع الجزيرة- "نشكك بالتزام نتنياهو ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق".
وفي تقدير الحيلة، فإن الاتفاق مع لبنان هو اتفاق أميركي بالأساس، وهناك اتفاق بين إدارة الرئيس الحالي جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بضرورة وقف الحرب على لبنان، وبالتالي إغلاق ملف لبنان بمواصفات القرار 1701 بوجود ضمانات حقيقية لتنفيذه.
وبعد تحييد حزب الله في فترة الـ60 يوما لحين وصول ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يتم الانتقال وممارسة الضغط الحقيقي على قطاع غزة، وحسم المعركة داخل القطاع، وقال إن الملف الثالث سيكون إعادة ترتيب الشرق الأوسط بوجود إسرائيل فيه، وملف إيران.
تحديات تواجه الجيش اللبناني
وبحسب المسودة التي عززتها تصريحات صادرة عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي، سيتم الذهاب صوب فترة انتقالية تمتد 60 يوما تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني على أن تحل قوات تابعة للجيش اللبناني محلها.
كما يقضي الاتفاق بأن يقوم حزب الله بنقل أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني لضمان تطبيق هذه التفاهمات، وسيعهَد إلى لجنة رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية متابعة تنفيذ الاتفاق ومعالجة الانتهاكات التي قد تقع من هذا الطرف أو ذاك.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الحيلة إن دخول الولايات المتحدة كطرف سيسبب حرجا وضغطا على الدولة اللبنانية وعلى حزب الله، ما يعني أن ضمانات التنفيذ صارت أكثر لصالح إسرائيل.
ومن جهته، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا -في حديثه ضمن وقفة مسار الأحداث- أن هناك تحديات تواجه الجيش اللبناني في المرحلة القادمة، تتعلق خصوصا بكيفية التعامل مع حزب الله إذا رفض بنودا معينة.
وقال أيضا إن التحدي الأكبر سيكون في مرحلة ما بعد انتشار الجيش، وأن يفرض على الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان، وقواعد الاشتباك في المرحلة القادمة، وتساءل الخبير العسكري والإستراتيجي "هل هناك ورقة سرية أميركية تقول إنه في حال رصدت إسرائيل أي تحرك معين يمكنها التدخل؟"، وأعرب عن اعتقاده أن الولايات المتحدة سيكون لها دور أساسي.
ومن جهته، تساءل الكاتب المتخصص بالشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين قائلا، هل مهمة اللجنة التي أوكلت لها متابعة الاتفاق: مراقبة الحدود أم ترسيم الحدود الداخلية والسياسية في لبنان؟
ومن جهة أخرى، رأى الكاتب والباحث السياسي، هادي قبيسي في مداخلته ضمن وقفة "مسار الأحداث" أن المقاومة في لبنان تعرضت لضربات، لكنها خاضت حربا غير مسبوقة في تاريخها، ولديها الآن خبرة جديدة وقيادات عسكرية جديدة لا تعرف إسرائيل كيف تفكر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجيش الإسرائيلي يقصف الجنوب ويعلن اغتيال مسؤول كبير
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، يوم الأحد، “إن جيش الدفاع قصف عدة منصات صاروخية وبنية تحتية عسكرية عمل فيها عناصر من حزب الله في منطقة النبطية جنوب لبنان”.
وأضاف أدرعي “أن سلاح الجو أغار في وقت سابق الأحد على منطقة حولا في جنوب لبنان وقضى على مسؤول الهندسة في حزب الله لمنطقة العديسة”.
وأفاد المتحدث “بأن نشاطات حزب الله تشكل خرقا فاضحا للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل وتهديدا تجاه إسرائيل والإسرائيليين”.
وكان أعلن الجيش الإسرائيلي،في وقت سابق الأحد، “أنه اغتال حسين علي نصر نائب رئيس الوحدة 4400 في جماعة حزب الله اللبناني”.
وذكر بيان الجيش الإسرائيلي: “نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربةً استخباراتيةً استهدفت الإرهابي حسين علي نصر، نائب رئيس الوحدة 4400 في حزب الله”.
وأوضح: “خلال فترة عمله، عمل نصر على تهريب الأسلحة والأموال إلى لبنان بهدف إعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله، وفي إطار هذه الجهود، تعاون مع عملاء إيرانيين لتسهيل نقل الأسلحة والأموال إلى لبنان، بما في ذلك عبر مطار بيروت الدولي”.
وأضاف: “حافظ نصر على تواصل مع موظفي المطار الذين يعملون سرًا لصالح حزب الله ويساعدون في عمليات التهريب. بالإضافة إلى ذلك، روّج وأدار صفقات شراء أسلحة مع المهربين على طول الحدود السورية اللبنانية. كما أشرف على تعزيز التنظيمات الإرهابية وحشدها العسكري”.
وخلال حرب “سيوف من حديد”، وفي إطار عملية “سهام الشمال”، “نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي، مسترشدًا بمعلومات استخباراتية دقيقة، ضربات واسعة وعمليات اغتيال موجّهة، بهدف تعطيل أنشطة الوحدة 4400 المستمرة، وتعطيل مسارات تهريب الأسلحة التي يستخدمها حزب الله الإرهابي في لبنان”، ما تمّ القضاء “على قائد الوحدة 4400، محمد جعفر قصير، ونائبه علي حسن غريب”.
حظر تجوال أمني شامل في جميع الوحدات العسكرية الإسرائيلية
أمر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللواء إيال زامير، “بفرض حظر تجوال أمني شامل في جميع وحدات الجيش في أعقاب سلسلة حوادث أمنية أثارت القلق بشأن سلامة الجنود والإجراءات المتبعة”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية يوم الأحد، “أن الحظر الذي يستمر حتى يوم الاثنين، ويشمل تعليق عدد من الأنشطة العسكرية وإعطاء الأولوية للتفتيشات الأمنية والتدريبات المتعلقة بالسلامة”.
وذكر موقع “كان” أن “القرار يأتي على خلفية حوادث متفرقة أبرزها انطلاق رصاصة من مخزن ذخيرة داخل مركبة قتالية من طراز “تايغر”، وسقوط مركبة “نيمرا” في خندق، ودوس أحد الجنود على لغم في الشمال، وسقوط آخر في حفرة مياه”.
وأوضحت قيادة الجيش “أن الهدف من هذا الحظر هو إعادة تقييم الإجراءات القيادية وتعزيز معايير الأمان داخل الوحدات، خصوصا في ظل النشاط الميداني المكثف، وقد تشمل إجراءات الحظر تعطيل بعض التدريبات والأنشطة غير الأساسية، وفحص المعدات والأسلحة، وتقييد حركة المركبات العسكرية، وتنفيذ برامج تدريب خاصة بالسلامة”.
وبحسب الهيئة، “عادة ما يتخذ هذا النوع من القرارات على مستوى القيادة العليا عقب وقوع حوادث تثير مخاوف من وجود خلل هيكلي في النظام العسكري، وأشارت الهيئة إلى أنه ومنذ بداية الحرب على غزة تم تسجيل أكثر من 1300 حادث عملياتي في الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب البيانات التي كشف عنها جيش الدفاع الإسرائيلي في بداية العام، “فقد وقع منذ بدء الحرب 1325 حادثا عملياتيا بين قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة ولبنان، ووقعت الغالبية العظمى من الحوادث في غزة (1166 حادثا)، بينما وقعت الحوادث المتبقية (159 حادثا) في القطاع الشمالي، موضحة أن 63 جنديا لقوا مصرعهم في حوادث بقطاع غزة، 30 منهم نتيجة إطلاق نار صديقة، و14 في حوادث أسلحة، أما الباقون ففي ظروف مختلفة”.
هذا “وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتواصل إسرائيل استهدافها لمناطق في جنوب لبنان؛ بذريعة مهاجمة أهداف لـ”حزب الله”، وذلك رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر 2024، وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.