أعلن قصر الإليزيه أن جان إيف لودريان، الممثل الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيتوجه إلى لبنان غدًا في إطار مساعٍ مستمرة لحل الأزمة السياسية.
.المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خيام غزة وجُدران بيروت!!
تسقط زخات المطر فوق خيام النازحين من بيوتهم فى غزة، بينما تنقل وكالات الأنباء تفاصيل ومساعى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
تتحدث الصحف الغربية عن الجهود الأمريكية الفرنسية لإيقاف القتال على حدود بيروت، بينما تلتزم الصمت أمام قرار المحكمة الجنائية الدولية بضبط وإحضار نتنياهو ووزير دفاعه باعتبارهما مجرمى حرب.
أمريكا ودول أوروبا بدأت الاهتمام بلبنان بعدما تأكدت من خطورة استمرار تدميره، الذى قد يجبر إيران على الحرب المباشرة، وهو ما سوف يؤدى إلى تداخل الحسابات فى خريطة الشرق الأوسط، بعدما بدأت روسيا فى التقدم واحتلال مزيد من الأراضى فى أوكرانيا بما يعنى سيطرتها على مساحات أكبر فى أوروبا.
نعم.. أوروبا تحركت لأنها ستعانى من نيران قادمة من جنوب البحر المتوسط وأخرى ضاغطة عليها من ساحة القتال بين روسيا وأوكرانيا.
ما يحدث.. يعنى أن المصالح المشتركة الأمريكية الأوروبية قد تتاثر بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على لبنان، وهو مالم تشعر به أمريكا ولا أوربا بالقدر الكافى عند تدمير نتنياهو لغزة وتسويتها بالأرض..فالغضب جاء عربيًا.. ومن دول الجوار بفلسطين (مصر والأردن ولبنان) وما دونها كان ردة فعله شعبيًا وليس رسميًا.. وهو ما يجعلنا نقول إن الموقف العربى المتضامن– وليس الفردى من بلدان الجوار- كان ضروريًا.. وإن لم يكن من أجل شعب عربى شقيق يتم سحله وقتله وتجويعه على يد مجرمى حرب.. فمن أجل مُسببات الحفاظ على الأمن القومى العربى الذى لم يتعرض لهذه المخاطر منذ يونيو 1967 وما بعدها.
قالت وكالة رويترز للأنباء–أمس الثلاثاء– إن الأمطار الغزيرة غمرت مخيمات النازحين الفلسطينيين فى أنحاء قطاع غزة يوم الاثنين مما أضاف بؤسا شتويًا موسميًا لمجتمعات دمرتها بالفعل 13 شهرًا من الحرب فى حين صعدت القوات الإسرائيلية ضرباتها فى القطاع.
الأمطار الغزيرة التى هطلت طوال الليل غمرت الخيام وفى بعض الأماكن جرفت الملاجئ البلاستيكية والقماشية التى يستخدمها النازحون من غزة، والذين نزح معظمهم عن بيوتهم. وقالت الوكالة:« قام البعض بحفر خنادق لتصريف المياه بعيدًا عن خيامهم».
نعم..هذه معلومة قالتها وكالة أنباء أوربية عريقة وشهيرة.. فقد أصبحت الخنادق فى غزة تُحفر من أجل تسريب المياه وليس لمقاومة الاحتلال!!
أما فى لبنان.. تقتحم القاذفات بيوت الآمنين لتدمر الحوائط التى تحميهم من الموت الطائر.. والشظايا المتناثرة.. ليصبح العراء أكثر أمنًا من البيوت.. والهروب أكثر ملاذًاً من الاستقرار.
فى غزة ولبنان يتم دفع ثمن ضرب نموذج «المقاومة الوطنية» بنموذج «المقاومة الدينية».. وهو ثمن لو تعلمون عظيم.. فقد نجحت كل حركات المقاومة الوطنية فى إنهاء الاحتلال الرابض فى أراضيها بدءًا من مصر والسودان وسوريا ولبنان والعراق والجزائر وتونس والمغرب.. ولكن حركات التنظيمات المسلحة التى ظهرت فى ثمانينيات القرن الماضي، وجهت بندقياتها– للأسف– نحو أبناء الجنس والجنسية الواحدة.. بل والدين الواحد.. لنصل إلى نتيجة موحشة.. فقد تمزقت سوريا وليبيا ولبنان.. بل تمزقت فلسطين إلى الضفة وغزة!!
بعدما نجحت فلسطين فى مفاوضات الحكم الذاتى..وسارت نحو الاعتراف بها كدولة مستقلة كاملة السيادة.. ظهرت نَعرة الانقسام.. ومقولة «الضفة لحركة فتح.. وغزة لحركة حماس» ليتم طعن القضية الفلسطينية من داخلها فى إطار صراع نموذج لم يجن منه الشعب الفلسطينى إلا العودة للخيام فى النهاية!!
خلاصة الكلام:
القضية كبيرة.. وعميقة وتأثيراتها ستطال الجميع.. ولن ينجو إلا من يُدرك حجم الماساة ويستعد لمواجهة آثارها خلال السنوات القليلة القادمة.. فلانجاة لمن يعتقد أنه آمن.. ولا سبيل لمن يفهم حجم المخاطر إلا بزيادة تأمينه لحدوده وتمسكه بـ«التماس» مع قضاياه التاريخية والجغرافية، قابضًا على مواقفه المستندة إلى اعتبارات الأمن القومى الحدودى المباشر.. ولاعتبارات الأمن القومى العربى الشامل.
الرسالة التى يجب أن يفهمها الجميع من المحيط إلى الخليج:
الشرارة التى تشتعل فى أطراف جلباب أخيك سوف تتحول إلى نيران تلتهم منزلك لا محالة!! أطفئوا نيران غزة وحرائق لبنان!!